جزر القمر: عروس وعطور وأزهار برية

تشكلت مجموعة جزر تلك الجمهورية الحديثة الواقعة عند الطرف الشمالي لقناة موزمبيق من تشكيلات الشعب المرجانية والمرتفعات البركانية البارزة من البحر بين قمم عالية وتلال أقل إرتفاعاً وسواحل تتخللها شواطئ رملية. وفي ليالي البدر، تبدو الجزر بشواطئها البيضاء وتكويناتها عروساً جميلة تغتسل بنور القمر فيزيدها سحراً وبهاء وتجود عليها الطبيعة بما هو أكثر من ذلك.

تتميز جزر القمر بوجود موارد سياحية جيدة فبالإضافة لمناخها الإستوائي المميز، تزخر بمخزون ثقافي يجذب إليها السياحة الأوروبية علي مدار العام فالزائر يجد نفسه أمام خيارات سياحية متعددة فالطبيعة الخلابة والشواطئ النظيفة والتراث الثقافي تمثل جميعها تنوعاً سياحياً فريداً ومخزوناً طبيعياً قلما يوجد مُجتمعاً بأي بلد آخر. هذا وتتباين الأنشطة السياحية من الصيد والمغامرات للسياحة البيئية والإنطلاق والإسترخاء على الشواطئ الرملية. وإذا كان أرخبيل القمر يحظى بثروة سمكية لا تُقدر ويفد عليه السياح لصيد السمك، فالأمر يختلف في مدينة درموني على الساحل الشرقي حيث تبدأ حكاية أخرى تُبدع سطورها تلك التلال التي تصعد من الحواري الضيقة ليدلف الزائر وسط غابات كثيفة من شجر قرنفلي الشكل يُقال إن الشجرة منه لا تبلغ سن النضج إلا بعد عشرين عاماً وتطرح أزهاراً تأخذها فرنسا لتصنع منها أثمن أنواع العطور ومن هنا جاء أصل تسمية جزر القمر ومياهها ب«أرخبيل العطور».

جزر القمر

جزر القمر

عن أصل التسمية
كان العرب أول من أطلق تسمية جزر القمر على تلك الجزر في أوائل القرن الثاني الهجري وأرجع البعض سبب التسمية لكون الرحالة العرب العائدة أصولهم إلى مسقط وعدن وحضرموت هبطوا على ساحل الجزر وكان القمر بدراً فأسموها «جزر القمر» فيما أرجع آخرون سبب التسمية لشكلها العام الذي يشبه الهلال وجزرها الأربع الكبرى موزعة بمواقع محددة تشبه أربع من أوجه القمر الرئيسية. وعليه، أخذ الأوروبيون تلك التسمية عن العرب وأطلقوا عليها «كومور» أو «كوموروس» Comoros.
دخلت الجزر في الإسلام إبان القرن السادس عشر أو ربما قبيل ذلك مع تجار شيراز وحكمتها فرنسا في الفترة ما بين 1841 إلى1975، وأخيراً، إنضمت الجزر لجامعة الدول العربية عام 1993. توالت على البلاد الإنقلابات منذ الإستقلال فيما أشرف المرتزق الفرنسي بوب دينار على أكثر من إنقلاب مما دعاه لتصوير أحدهم وطرحه في الأسواق كفيلم بعنوان «كيف تغير الحكم في دولة أفريقية؟». تتكون جزر القمر من أربع جزر على شكل هلال أكبرهم هي أنجازيجا أو الجزيرة الكبري. وتبلغ مساحتها 1147كم مربع وعدد سكانها قرابة 300 ألف نسمة وبها نحو 203 قرى وأهم مدنها العاصمة مرونيو يبلغ والتي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة تليها متسماهولي وبها جبل كرتالا والذى يبلغ إرتفاعه 2500 متر فوق سطح البحر وهو من البراكين الحية ويبلغ قطر الفوهة 3 كم وكان آخر إنفجاراته عام 1977. أما الجزيرة الثانية فهي هنزوان وتبلغ مساحتها 424 كم وتبعد عن أنجازيجا مسافة 160كم كما يبلغ عدد سكانها 250 ألف نسمة فيما يصل عدد القرى بها إلي 91 قرية وأهم المدن بها متسمودو ودموني وتتميز بكثرة الأمطار ووجود الأنهار والشلالات ومشاهد الطبيعة الخلابة. ثم تأتي «موهيلي»، الجزيرة الثالثة وتبلغ مساحتها 295 كم وتبعد عن أنجازيجا مسافة 85كم ويبلغ عدد سكانها 350 ألف نسمة وعدد القرى 26 قرية وأهم مدنها فومبوني إيكوني وتتميز بتربيةالماشية والزراعة. وأخيراً وليس آخراً، جزيرة مايوت والمحتلة من قبل فرنسا وتبلغ مساحتها 374 كم وتبعد عن أنجازيجا مسافة 275كم فيما يبلغ عدد سكانها 125 ألف نسمة ويوجد بها قاعدة بحرية عسكرية للفرنسيين.

سيليكانت وبركان كارثالا
تشتهر جزر القمر بالزهور المختلفة التي يتم تصدير الغالبية منها إن لم يكن جميعها إلى فرنسا لتستخلص منها أثمن أنواع العطور وبعض المستحضرات الطبية وأشهرها زهور «يلانج بلانج» التي تملأ الجزر وتمثل نسبة كبيرة من دخلها الوطني كذلك توجد بها أفضل البيئات البحرية في العالم والتي تحتوي على أسماك نادرة مثل أسماك «المرلين» و«السلفيش» و«الببغاء» وسمكة «سيليكانت» التي لا توجد إلا في جزر القمر وتعتبر أغلى سمكة في العالم إذ تبلغ سعر الواحدة عشرة آلاف دولار كما تتوافر فيها أسماك التونة بكميات ضخمة تزيد على ربع مليون طن سنوياً لا تستهلك منها الجزر إلا سبعة أطنان فقط. هذا ويُعد بركان كارثالا الأشهر علي الإطلاق ضمن البراكين العديدة التي تشتهر بها الجزر إذ ترتفع فوهته 2631 متراً وتستغرق رحلة التسلق للوصول إلي فوهته قرابة يومين كاملين وأحياناً تزيد. .وأخيرًا لا توجد إمكانات في جزر القمر لإرسال بعثات دبلوماسية لأي مكان في العالم أو أي ممثل لها في الخارج وربما يعود ذلك إلى بعد المسافة بينها وبين العالم العربي لذا تظل الجزر قابعة في هدوء وسكينة لا تقو علي التواصل مع العالم الخارجي بل تنتظر دوماً زيارة الوافدين.

جزر القمر

جزر القمر

أساسي عن جزر القمر
يقع أرخبيل جزر القمر في الساحل الجنوبي الشرقي لأفريقيا وعلى مدخل قناة موزمبيق وتبعد عن أقرب دولة لها وهي تنزانيا وموزمبيق مسافة 300 كم مربع وهي قريبة من خط الاستواء. تكون الجمهورية تتكون من أربعة جزر أساسية وهي القمر وأنجوان ومايوت وموحلى. في الماضي، كان إسمها جمهورية القمر الإتحادية الإسلامية ثم تحول إسمها رسمياً إلي جمهورية جزر القمر الإتحادية الإسلامية. نالت الجزر إستقلالها عام 1975 ويُعد الدين الإسلامي ديانتها الرسمية والتي يٌدين بها 86٪ من المواطنين من إجمالي السكان البالغ عددهم حوالي 700 ألف نسمة. يتحدث السكان كلاً من اللغة العربية والفرنسية وكلتاهما لغات رسمية بمجموعة الجزر، أما اللغة القمرية، فهي خليط من اللغة العربية والسواحلية. العملة الرسمية الفرنك القمري وأهم المدن بها العاصمة موروني وموتسامودو وفومبوني.هذا وتتعدد الأعراق بمجموعة الجزر فمنها العربية والتي تبلغ 35% من إجمالي المواطنين فيما تصل الأفريقية إلي 55% وهناك أصول آسيوية من الملايو وإندونسيا والصين والهنود وأصول أوروبية من فرنسا والبرتغال وهولندا.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda