محمية عجلون

تنقلك الطبيعة الساحرة والأجواء الخلابة التي توفرها لك غابات محمية عجلون الطبيعية إلى حقب زمنية سالفة لتمنحك فرصة عيش الحياة القروية القديمة بكل تفاصيلها وبساطتها. حياة تخلو من التكنولوجيا، حيث تنام بين أحضان الطبيعة في أكواخ خشبية لا أبواب أو نوافذ لها ولا كهرباء، تذكرك بأجواء الالتفاف حول المصابيح وضوء القمر في ليالي السمر.
وتمكنك ممراتها الطبيعية الستة من السير في غابات السنديان والبلوط الدائمة الخضرة والنباتات والأعشاب والأزهار البرية، حيث التنوع الحيوي المميز .. وما أن تصل إلى نهاية الممر الذي يربط المحمية بأهم الأماكن الأثرية مثل قلعة عجلون التي تبعد نحو تسعة كيلومترات حتى يطل عليك رجل من أبناء المجتمع المحلي راكباً حماراً محملاً بالطعام وخيرات المنطقة من «زيت الزيتون والزعتر والسماق واللبن والجبنة البلدي والعنب والتين والرمان والتفاح» ويفرش لك الأرض بطيبات الطبيعة لتتناول إفطارك بين أحضان الطبيعة.
تقع المحمية في محافظة عجلون على بعد 70 كيلومتر من العاصمة عمان التي تمتاز بالتفاوت المناخي والطوبوغرافي، وقد تأسست عام 1989 من قبل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ومؤسسة نهر الأردن لحماية ما تبقى من غابات السنديان «البلوط»، وتبلغ مساحة المحمية 12 ألف قدم في حين يبلغ ارتفاعها 1100 متر فوق سطح البحر ويتخللها عدد من الأودية الصغيرة والمتوسطة.
ويوجد في المحمية تنوع حيوي لأكثر من 283 نوعاً من النباتات منها أكثر من 20 نوعاً من النباتات الطبية إضافة إلى وجود 54 نوعاً من الطيور و14 صنفاً من الثدييات و16 من الزواحف وخمسة أصناف من النباتات المسجلة عالمياً.
ويبلغ معدل عمر الأيل الأسمر بين 15-18 عاماً ويعيش على شكل جماعات ويكون من بين القطيع ذكر واحد هو المسيطر والقائد للقطيع، يتغذى الأيل على الأعشاب وأوراق الأشجار اليانعة والماء الموجود في الينابيع، وهو سريع التنقل ويستطيع الجري لمسافات طويلة قد تصل إلى 30 كيلومتر ويتميز الذكر من الأيل عن الأنثى بوجود القرون وكبر حجمه وتلد أنثاه كل سنة مولوداً أو مولودين وفي الغالب تضع زوجاً من المواليد. ومحمية عجلون حصلت عام 2005 على جائزة فورد الدولية لحماية البيئة التي أقيمت في دولة الإمارات العربية المتحدة والبالغة قيمتها سبعة آلاف دولار عن مشروع إطلاق الأيل الأسمر في محمية عجلون. وعن دور المحمية في دعم المجتمع المحلي فقد تم افتتاح منفذ لبيع وتسويق المنتجات الطبيعية للقرى المجاورة إلى جانب مساعدة الجمعيات للقيام بدورها في إدارة مشاريع إنتاجية تحافظ على البيئة وتحسن من مستوى المعيشة لسكان القرى وتوفر فرص عمل للعاطلين إضافة إلى إبراز المهارات التي تتوفر في المجتمع المحلي، خاصة في مجال الحرف التقليدية والمنتجات المحلية والمهن التي اندثرت وأصبحت قديمة.
تضم المحمية مركز زوار مجهزاً بقاعة تدريبية وقاعة استقبال وغرفة خدمات ومطبخ ومطعم ووحدات صحية إضافة إلى مخيم سياحي مكوناً من 10 أكواخ يتسع لـ 40 شخصاً وستة ممرات سياحية وقاعة حرف يدوية لتدريب طاقات المجتمع المحلي وتسويق منتجاتها إلى جانب أن المركز يقدم وجبات طعام من التراث المحلي الطبيعي في المحمية ورغم اهتمام منطقة عجلون بالزراعة وهي من أكثر المناطق إنتاجا للعنب والتين والتفاح والرمان واللوزيات والزيتون وغيرها من الزراعات، إلا أن المنطقة تعتبر من أكثر المناطق فقراً وأكثرها ارتفاعاً في مستوى البطالة في الأردن.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda