الزواج حول العالم

لكل بلد تقاليده سواء بدت مألوفة أو شابها نوعاً من الشذوذ فالأصل فيها موروثات تتناقلها الأجيال وتُسيطر على عقول حضارات برُمتها وتظل لها السطوة الأولى على الأفكار والعادات التي تظل عالقة بذاكرة الأجيال وتفاصيل حياة الشعوب. ولأن الرجل والمرأة كانا ولا زالا محورى الكون، فليس أفضل من التعرف على أغرب عادات إرتباطهما الأبدى معاً. تتباين القصص فتتشابه وتتنافر لتلتقى على حقيقة أبدية وصراع لا ينتهى. تظل حواء ويظل أدم أصل الحكاية وسر عمار الكون. من هنا وهناك، حكايات وأساطير، عادات وتقاليد مثيرة ومؤسفة وغريبة.

في موريتانيا، لا يحق لوالدى العروس حضور مراسم العرس بل يُحرم على الزوجة رؤية والديها مدى الحياة ولو صادف دخول الزوج مجلس يجمعه وأحد والدى زوجته، وجب على الأخير مغادرة المكان فوراً وكأن إبنته أمست عاراً لابد من إخفاؤه. ومن جبروتها، تشترط الموريتانية على الرجل ألا يكون قد سبق له الزواج فسابقة الزواج سقطة لا تٌغتفر وجريمة يدفع الرجل ثمنها مدي الحياة كما لا يمكن للرجل الزواج بعدها أياً كانت الأسباب. ومن شدة سطوتها، لا تخدم الزوجة زوجها أبداً ولا تنجب له سوى طفلين على الأكثر. كما تنتشر عادة الحجب وفيها تختفى العروس تماماً ليبحث عنها العريس بصورة مضنية حتي ينجح في تحديد مكانها ويعود بها للحى وهو يتصبب عرقاً فى موكب يدل على مدى حبه لها وإصراره علي الحياة معها. أما الرجل الصومالى، فأكثر صرامة إذ يقرم بضرب زوجته قبل أن يجلس بجوارها في حفل العرس للتأكيد على سيادته الأبدية. وينتشر بين القبائل الصومالية مبدأ تعدد الزواج فى سن مبكرة فتجد الشاب عمره 19 عاماً ولديه زوجتان وثلاث وعدد كبير من الأطفال. وفى السودان، يرقص العروسان وسط تصفيق الحضور فيما تحاول العروس إسقاط نفسها على الأرض وعلى العريس الإمساك بها كيلا يتعرض لسخرية الحاضرين وتتكرر تلك المحاولات ويُصبح من سوء حظ العريس أن تكون عروسه من ذوات الوزن الثقيل. ولأن الحول لدى قبيلة الهوثنثوت الأفريقية أساس الجمال، تضع الفتيات ضفائرهن أمام أعينهن ليصبن بالحول الكامل لجذب إنتباه الشباب. وتتعدد الزوجات بقبيلة الهوسا الإفريقية إذ يرون الرجل الذى لا يتزوج أربع ناقصاً. فإن طلق الرابعة، فعليه الزواج فوراً. ومن عادات الزواج فى غينيا أن تسبح الفتاة فى بركة ماء وهى عارية تماماً فإذا قدم لها أحد الحضور قطعاً من ثيابها تكون قد أعجبته وإرتضاها زوجة وعندما تتناول القطعة تصبح زوجته. وفى قبيلة جوبيس الأفريقية، تُجبر العروس على ثُقب لسانها ليلة الزفاف كيلا تكون ثرثارة وبعد ثقب اللسان، يُوضع به خاتم الخطبة ويتدلى منه خيطاً طويلاً يمسك الزوج بطرفه فإن ثرثرت وأزعجته يُسكتها بشدة واحدة.

في إندونيسيا، يُحرم على العروس لمس الأرض بقدميها بل يقوم والدها بحملها على ظهره ويمشي بها حتى يصل لبيت العريس مهما كانت المسافة بين المنزلين. وفى بنجاب الهندية، يشترك عدد من الأشخاص بعقد قرانهم على زوجة واحدة ويتفقون فيما بينهم على توزيع الأيام وتخصيص الليالى للإستمتاع بالزوجة التى يروق لها هذا الزواج. وإذا حملت الزوجة، يكون الولد الأول من نصيب أكبر الأزواج سناً والثانى الذى يليه وهكذا. وفى بعض مناطق الهند، تزحف العروس على قدميها ويداها بإتجاه العريس الذى يستقبلها بقدمه التي يضعها على رأسها معبراً عن رجولته ومعلناً إتمام الزواج. ومن غرائب عادات الزواج فى بعض المناطق الصينية أن يتم عقد الخطبة دون أن يرى العروسان بعضهما البعض، فإذا تم الإتفاق يقوم أهل العروسة بتزيينها ويُغلق عليها الباب ثم يحملونها خارج البلدة ومعها بعض أهلها الذين يقابلون الزوج فى مكان يتم الإتفاق عليه ويعطونه المفتاح فيفتح المحفة ويراها فإن أعجبته أخذها لمنزله أو ردها لأهلها. ومن أغرب عادات قبيلة التبت بالصين أيضاً أن تصعد العروس الشجرة ويحاول كل المتقدمين لها الوصول إليها، وفى نفس الوقت يقوم أهل العروس بضرب الخطاب بالعصا والرجل الذي يحتمل الضرب وينجح في الوصول ليد العروس ويمسك بها يكون هو زوج المستقبل. وفى قبيلة فالكيجا، لا تتزوج الفتاة إلا إذا أحضرت لخطيبها عقلتين من إصبعين من يد أمها اليمنى كدليل على قبولها الزواج. وفي قبيلة بوندا، تختبر الفتاة الشاب المتقدم لخطبتها فتصحبه للغابة وتُشعل النار وتكوى ظهره العارى فإذا تأوه من الألم رفضته وفضحته بين أفراد القبيلة وإذا تحمل الألم تزوجته. فى جزيرة جاوة تصبغ العروس أسنانها باللون الأسود وتغسل قدمى زوجها أثناء حفل العرس كدليل على إستعدادها لخدمته طيلة حياتها. خلال الزفاف فى بورما، يأتى رجل عجوز ويطرح العروس أرضاً ويقوم بثُقب أذنيها فإذا تألمت وتوجعت وصرخت فلا تُقدم لها المساعدة حتى تنزف من أُذنيها دماً ويتم كل ذلك على إيقاع الفرقة الموسيقية التى تنهمك فى العزف كلما توجعت الفتاة أكثر. أبسط طقوس الزواج وأقلها تعقيداً هى تلك التى تمارسها قبيلة نيجريتو بجنوب المحيط الهادى ففىها يذهب الخطيبان لعمدة القرية الذي يُمسك برأسيهما ويدقهما ببعض وبهذا يتم الزواج. ومن عادة الزواج فى ملاوى أن الرجل متي أحب فتاة، يأتى وينام فى بيتها بعد موافقتها ويعيش معها عامين دون أن يمسها فإذا راق لها خلال الفترة التجريبية، توافق عليه أما إذا كانت أخلاقه سيئة، تطرده على الفور. وفى الريف بجزيرة جرين لاند، يذهب العريس ليلة الزفاف لمنزل العروس ويجرها من شعرها حتي يصل بها لمكان الحفل وبعد الحفل تجره هى من لحيته. وفى جنوب أستراليا، على العريس أن يطرح عروسه أرضاً بعنف حتى تغيب عن الوعى ثم يحملها لمكان الزفاف. أما فى الإسكيمو، يختار العريس عروسه عن طريق شم المرأة التى يتقدم لخطبتها والتى تستحوذ رائحتها على قلب العريس تكون هى العروس. وفى البافسيك، يٌقدم أهالى جزيرة هاوان مهر المرأة الجميلة بعدد كبير من الفئران بحسب جمال العروسة. وفى تاهيتى، تضع المرأة وردة خلف الأذن اليسرى إذا كانت تبحث عن حبيب وخلف اليمنى إذا وجدته. وفى جزيرة إندمان بأمريكا، تحمل النساء الأرامل جماجم أزواجهن على ظهورهن حتى يتزوجن.

في لبنان، يدوس العروسان على أقدام العازبين تعبيراً عن زوال العزوبية ويتم إطلاق حمامتين في الهواء كنوع من التفاؤل و بعد انتهاء حفل الزفاف تحمل العروس قطعة من العجين وتلصقها على باب منزلها الجديد لتكون ربة منزل جيدة. وفي سوريا، تختلف تقاليد الزواج من مدينة لأخرى ومن حى لآخر وفي الأغلب يتحمل العريس كل شيء من المهر وشراء الشقة وتجهيزها حتى ملابسها وتكاليف الفرح وكل ما يتحمله أهل العروس هى الخطوبة إن أرادت. ولعل الزواج لدي الشراكس هو الأغرب علي الإطلاق وله طريقتين، الأولى هى الخطف فبعد أن يتفق الشاب والفتاة على الزواج يحددان مكان تنتظره فيه الفتاة ويذهب الشاب إليها وبرفقته إمرأتين متزوجتين من أقاربه للمكان المحدد ويأخذان الفتاة لبيت إحداهما ويرسل العريس بعدها أحد أقاربه لأهل العروس لطلب يدها وغالباً ما تتم الموافقة وإذا رُفض العريس، تعود الفتاة لأهلها، ويلجأ العريس للخطف إذا شعر أن أهل الفتاة سيرفضونه للضغط على الأهل. أما الطريقة الثانية وهي الأكثر ذيوعاً ففيها يذهب خال العريس أو أخوه الأكبر وبعض الأقارب لخطبة الفتاة ولا يرافقهم الأب أو الأم ويعودوا بعد تحديد موعد الزواج لكون الموافقة مُحددة سلفاً. فالعلاقة بين الشاب والفتاة تكون لدى الشركس قبل الزواج وتسمح العادات للشاب بمحادثة الفتاة وزيارتها بالبيت قبل الزواج ولكنه لا يجلس معها بالبيت وإنما بالحديقة. يتم عقد القران والزفاف في الأغلب في نفس اليوم فيُعقد القران صباحاً بحضور أهل القرية وتُوزع الحلويات على المدعوين، وفي المساء، يكون الزفاف فتخرج الزفة من بيت العريس مُتجهة لبيت العروس لإحضارها. وبعد العودة، يتناول المدعوين العشاء ولا يجتمع الرجال والنساء بمكان واحد ثم تبدأ حلقات الرقص الشركسي. وتُعد نسبة الطلاق شبه معدومة لدى أبناء الشركس.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda