قايتباي .. حصن مصر الخالد

إنها قلعة قايتباي التي تقع في نهاية جزيرة فاروس بأقصى غرب الإسكندرية وتم تششدها مكان منار الإسكندرية القديم الذي تهدم سنة 702هـ اثر الزلزال المدمر الذي حدث في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون. بدأ السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي بناء القلعة عام 882هـ وانتهى عام 884هـ وكان سبب اهتمامه بالأسكندرية كثرة التهديدات المباشرة لمصر من قبل الدولة العثمانية والتي هددت المنطقة العربية بأسرها.

تأخذ القلعة شكل مربع تبلغ مساحته 150م*130م يحيط به البحر من ثلاث جهات وتحتوي على أسوار وبرج رئيسي جهة الشمال الغربي كما تنقسم الأسوار إلى سور داخلي وآخر خارجي. يشمل السور الداخلي ثكنات الجند ومخازن السلاح فيما يضم السور الخارجي في الجهات الأربعة أبراجا دفاعية ترتفع إلى مستوى السور بإستثناء الجدار الشرقي الذي يضم بدوره فتحات دفاعية للجنود. ويتخذ البرج الرئيسي في الفناء الداخلي شكل قلعة كبيرة مربعة الشكل طول ضلعها 30 متراَ ويبلغ ارتفاعها 17 متراً وتتكون القلعة من ثلاث طوابق مربعة الشكل وتوجد في أركان البرج الأربعة أبراج نصف دائرية تنتهي من أعلى بشرفات بارزة وهذه الابراج أعلى من البرج الرئيسي وتضم فتحات لرمي السهام على مستويين. يشغل الطابق الأول مسجد القلعة الذي يتكون من صحن وأربعة إيوانات وممرات دفاعية تسمح للجنود بالمرور بسهولة خلال عمليات الدفاع عن القلعة وكان لهذا المسجد مئذنة ولكنها إنهارت. أما الطابق الثاني فيحتوي على ممرات وقاعات وحجرات داخلية فيما يضم الطابق الثالث حجرة كبيرة كانت مقعد السلطان قايتباي حيث يجلس لرؤية السفن على مسيرة يوم من الأسكندرية ويغطيه قبو متقاطع ويوجد في هذا الطابق فرن لإعداد الخبز المصنوع من القمح وكذلك طاحونة لطحن الغلال للجنود المقيمين في القلعة.

قلعة قايتباي

قلعة قايتباي

ولأن قلعة قايتباي بالأسكندرية تعد من أهم القلاع على ساحل البحر الأبيض المتوسط فقد إهتم بها حكام مصر على مر العصور التاريخية ففي العصر المملوكي نجد السلطان قنصوه الغوري إهتم بالقلعة إهتماماً بالغاً وزاد من قوة حاميتها وشحنها بالسلاح والعتاد، ولما فتح العثمانيون مصر استخدموا القلعة مكاناً لحاميتهم واهتموا بالمحافظة عليها وجعلوا بها طوائف من الجند المشاة والفرسان والمدفعية ومختلف الحاميات للدفاع عنها ومن ثم الدفاع عن بوابة مصر بالساحل الشمالي. ولما ضعفت الدولة العثمانية بدأت القلعة تفقد أهميتها الإستراتيجية والدفاعية نتيجة لضعف حاميتها ومن ثم استطاعت الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت الإستيلاء عليها وعلى مدينة الأسكندرية عام 1798م مما أدي إلى الإستيلاء على باقي مصر. ولما تولي محمد على باشا حكم مصر وعمل على تحصينها وبخاصة سواحلها الشمالية، قام بتجديد أسوار القلعة وإضافة بعض الأعمال لتتناسب والتطور الدفاعي للقرن التاسع عشر الميلادي تمثلت في تقوية أسوارها وتجديد مبانيها وتزويدها بالمدافع الساحلية بالإضافة لبناء عدد من الطوابي والحصون التي انتشرت بطول الساحل الشمالي لمصر. ولما قامت ثورة عرابي عام 1882م والتي كان من نتائجها ضرب مدينة الأسكندرية في 11 يوليو 1882 ومن ثم الإحتلال الإنجليزي لمصر، تم تخريب قلعة قايتباي وإحداث تصدعات بها،

قلعة قايتباي

قلعة قايتباي

بنيت القلعة على مساحة قدرها 17550 متر مربع وقد بنيت على هذه المساحة أسوار القلعة الخارجية وإستحكاماتها الحربية وهي عبارة عن مجموعة من الأسوار بنيت لزيادة تحصين القلعة وهذه الأسوار عبارة عن سورين كبيرين من الأحجار الضخمة التي تحيط بالقلعة من الخارج والداخل أعدت لحماية القلعة، فالسور الأول هو السور الخارجي ويحيط بالقلعة من الجهات الأربع فالضلع الشرقي من هذا السور يطل على البحر ويبلغ عرضه مترين وارتفاعه ثمانية أمتار ولا يتخلله أية أبراج. أما الضلع الغربي فهو عبارة عن سور ضخم سمكه أكبر من باقي أسوار القلعة يتخلله ثلاثة أبراج مستديرة ويعد هذا السور أقدم الأجزاء الباقية، والضلع الجنوبي فيطل على الميناء الشرقية ويتخلله ثلاثة أبراج مستديرة ويتوسطه باب، أما الضلع الشمالي فيطل على البحر مباشرة وينقسم إلى قسمين الجزء السفلي منه عبارة عن ممر كبير مسقوف بني فوق الصخر مباشرة به عدة حجرات أما الجزء العلوي فهو عبارة عن ممر به فتحات ضيقة تطل على البحر أما الأسوار الداخلية فقد بينت من الحجر وتحيط بالبرج الرئيسي من جميع جهته ما عدا الجهة الشمالية ويتخلل هذا السور من الداخل مجموعة من الحجرات المتجاورة أعدت كثكنات للجند وهي خالية من أي فتحات عدا فتحات الأبواب وفتحات مزاغل خصصت لتكون فتحات للتهوية من ناحية وكفتحات للدفاع من ناحية أخرى. والبرج الرئيسي للقلعة فإنه يقع بالناحية الشمالية الغربية من مساحة القلعة والبرج الرئيسي للقلعة عبارة عن بناء يكون من ثلاث طوابق تخطيطه مربع الشكل يخرج من كل ركن من أركانه الأربعة برج دائري يرتفع عن سطح البرج الرئيسي وقد بني البرج بالحجر الجيري الصلد.

ظلت القلعة على عهدها حتى قامت لجنة حفظ الآثار العربية عام 1904م بعمل العديد من الإصلاحات بها والقيام بمشروع لعمل التجديدات بها إستناداً على الدراسات التي قام بها علماء الحملة الفرنسية والمنشورة في كتاب وصف مصر وأيضا تلك التي قام بها الرحالة كاسيوس في كتابه عام 1799م.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda