إستشاري طب أطفال
يظل الطفل هو أغلى ما نملك فيما تقع مسئولية العناية به علي الأم والأب في المرتبة الأولي. يحتاج الطفل دائماً للرعاية والإنتباه ليغدو بصحةٍ جيدة خالية من الأمراض فيما تنعكس صحته في الصغر على صحته عندما يكبر، وللعلم، صحة الطفل تحتاج لكثير من المتابعة ولا يجب إهمالها لتجنب الدخول في مشاكل غير متوقعة. هذا ولا تبدأ رعاية الطفل بعد مولده بل قبلها وخلال مرحلة الحمل حيث لابد من الإهتمام بغذاء الأم ونفسيتها كيلا يتأثر الجنين. وبدء من الشهر الخامس، تبدا الأم في الحديث لطفلها والقراءة له وتبدأ بعد الولادة بالإهتمام بالغذاء الجيد والتطعيمات وبذكاء الطفل. وتكون البداية بشعور الطفل بالأمان من خلال ضم الطفل بإستمرار ليشعر بالراحة التي تساعد علي سرعة نموه. في البداية ينمو جسم الطفل أسرع من العقل وبعد عامين يبدأ العقل في النمو فيما يبطيء نمو الجسم نسبياً وجميعها أمور لا تتحقق إلا بتوفر الأمان العاطفي للطفل النابع من حنان الأم. ينبغي أيضاً حماية الطفل من التلوث البيئي سواء كان تلوثاً بصرياً أو سمعياً. لقد إكتشف العلماء وجود نوافذ معرفة لدي الطفل تبدأ مع بداية نمو العقل وتفتح نافذة لتعلم اللغة من سن 0 وحتي سن 7 سنوات وبعدها يكون من الصعب تعليمه مما يؤدي أيضاً لتأخر النطق وكذلك الحال مع الكمبيوتر والألعاب التركيب والبازل. هذا وتساعد الوسائل الحديثة علي تنمية العقل بشكل أكبر إذ تشجع الطفل علي إستخدام عقله بشكل دائم فالمخ عبارة عن جرز متصلة ببعضها متصلة مابين العين والأذن واللمس فأحياناً يستخدم الطفل لعية تعمل علي إتصال كل تلك الجزر معاً وكل الأجزاء معا فينشط المخ وينمو ذكاء الطفل كما أن تدريب الطفل علي الحرف والموسيقي والألعاب التي يستخدم فيها الأذن واللمس العين والمخ تجعله أكثر ذكاء وتنمي حب الإبتكار وذلك بتنشيط الحواس ومن ثم تنشيط المخ.
إنها مسئولية الأم في المرتبة الأولي وبالفعل صدق المثل عندما قال «الأم مدرسة إن اعددتها أعددت شعب طيب الأعراق» فهي القادرة علي جعل إبنها عبقري من خلال عدة عوامل منها الغذاء المناسب والرضاعة الطبيعية وتحصين الطفل من الأمراض وحمايته من التلوث ودعم مهارة التعليم المبكر من خلال التحدث مع الطفل بأكثر من لغة والقراءة له وأيضاً من خلال الرياضة والمهارات كالموسيقي والرسم. أنصح أيضاً ألا يتواجد مدخنين بالمنزل كيلا يؤثر ذلك علي الطفل.
يعد سوء التغذية بمصر إحدي المشكلات المستوطنة التي لا تؤثر علي صحة الطفل فقط بل علي المجتمع ككل ويعود السبب للموروثات الخاطئة الشائعة فالطفل المصاب بسوء التغذية هو الذي لم يأخذ كفايته من اللبن أو لم يتناول الطعام الصحي بعد فترة الرضاعة مما يسبب له أنميا تؤثر علي إستيعابه ومستقبله وتجعل منه نموذج غير صالح وكل ذلك بسبب استهتار الأم. الأمر سهل فقط كل ما نطلبه هو أن تعي الام بأهمية الطعام الصحي الذي يتناوله الطفل بالإضافة لتعلمه القراءة والمهارات التي تنمي المخ كالألعاب التي تساعد علي دعم أكثر من حاسة لدي الطفل.
الكارثة هي أن الآباء والأمهات أصبحوا أيضاً مدمنين للتكنولوجيا ومن ثم يريد أطفالهم تقليدهم وهي ليست بالخطر الجسيم فمن الممكن أن يستخدم الطفل الموبايل والأيباد ولكن بمواعيد محددة ووفقاً لرقابة معينة فتوجد علي الموبايل ألعاب عن الذكاء والألوان ولكننا نسيء إستخدام وسائل التكنولوجيا فأغلب الأطفال يقبلون علي الألعاب العنيفة وأفلام الكارتون غير الهادفة مما يحدث للطفل تلوث ذهني. نحن نربي الطفل علي كون القتل أمراً سهلاً فمن خلال تلك الألعاب يقتل أشخاص ومن ثم يرسخ بذهنه مفاهيم خاطئة أيضاً وهي في النهاية مجرد لعبة.
للرياضة أهمية قصوي لنمو الطفل بيد أن علينا التمييز ما بين الرياضة التي تستهدف المنافسة وتلك التي تستهدف الصحة فكل الأمهات والآباء يحثون أبنائهم علي الرياضة ولكن ليس بهدف بناء جسم سليم وصحة جيدة ولكن بهدف المنافسة وهو أمر سئ للغاية. لابد أن يمارس الطفل الرياضة ليتنفس هواء سليم ولصحة جيدة وعقل واعي ولكن الرياضة الرامية للمنافسة قد تؤدي به للإحباط لذا لابد من وضع قوانين تمنع المنافسة في الرياضة حتي سن معين حتي يكون الهدف الصحة وليس الفوز. وأخيراً لابد من فهم نوع الرياضة التي تساعد علي لياقة الطفل بجانب الغذاء الصحي الجيد والبعد عن الطعام الذي يحتوي الدهون.
ينبغي أن يكون الأهل على دراية وعلم بما يحدث مع الطفل ولكن بعضهم يجهل تلك الأمور خاصةً في حالة الطفل الأول. لذا لابد من التوعية وأن تثقف الأم نفسها من خلال القراءة وسؤال المتخصصين والأطباء وتفادي العادات الخاطئة الموروثة في التربية بوجه عام فمن الممكن أن يتسبب الأخل في سوء تنشئة الطفل بسبب بعض الممارسات الخاطئة كأن يقتلوا بداخله روح الإبداع بسبب تفضيل التعليم علي الهواية مثلاً وغيرها.
ينبغي أولاً أن تتوفر لديه الهواية ولابد من توفر القدوة أمامه كأن يكون الأب أو الأم أو كلاهما من هواة القراءة ومن ثم يقلدهم الطفل كما ينبغي أن تكون القراءة ممارسة محببة للطفل كأن تكون مفيدة ومسلية وتنمي المعرفة لديه وهو الدور الأكبر الذي تلعبه الأم في إختيار ما قد يجذب إنتباه الطفل ويفيده في المرتبة الأولي.
الذكاء هو بناء الشخصية والقدرة على التمييز بصورة جيدة وإجراء تبادلات على الإنفعال والتخيل والإبداع والابتكار والإنفجار في موجة من الغضب أو السعادة والذكاء ليس شيئاً يلقاه الإنسان كأي عضو من أعضائه أو الصفات الجسدية التي تميزه بل هو قابليته علي التطوير والنمو. ولكي يصبح الطفل ذكياً، لابد من العمل علي تنمية ذكائه ذاتياً من خلال تهيئة المناخ المناسب له. ينبغي في المرتبة الأولي احترام خيال الطفل وتجنب تعطيله وتعويقه وأن يكف الكبار عن الإعتقاد الراسخ بأن أفكار البالغين هي الأفضل. يخطأ الوالدان بتوجيه إبنهما بإستمرار للواقع ولما يعتقدون أنه مفيد وعملي كلما وجدوا الطفل محلقاً في سماء الخيال من ثم فهما يعوقان بدون قصد نمو خيال الطفل بدرجة كبيرة. عندما نستهين بخيال الطفل نوصد أمامه هذا الباب السحري للأبد ومن ثم لابد من إحترام قدراته الطفل وتنمية مواهبه الإبداعية وتقدير رأيه والإجابة عن أسئلته ودراسة مشاكله والبحث عن حلول ترضيه مع تشجيعه علي مناقشة شتي الموضوعات ومراعاة مستواه العقلي وقدرته على التفكير. علينا أيضاً أن نتوقع من الطفل العمل الذي يتناسب مع قدراته وألا نطلب منه مالا يقو عليه تفادياً لإصابته بالإحباط. علينا أيضاً الإمتناع عن تقديم كراسات التلوين ذات الرسوم الجاهزة للطفل أو حثه علي نقل الرسوم من الكتب بل لابد أن نترك له حرية اختيار رسومات تعبر عن ذاته وبالألوان التي يحبها وبالأسلوب الذي يراه وهو السبيل الأمثل لتفجير طاقات الإبداع لديه. أري أيضاً أن الإكثار من أندية الهوايات التي تنمي الإبداع تزيد من حماس الأطفال وتكشف عن الموهوبين مع إشعار المبدعين منهم بتشجيع المجتمع لهم. وتظل الإجابة علي أسئلة الطفل وسيلة سحرية لتنمية قدراته فعندما يواجه الطفل مواقف لا يفهمها لا لشيء إلا لأنه لم يجد لها جواباً شافياً يجب تشجيعه علي المزيد من والتساؤل وتحمل أسئلته التي تبدأ بأدوات الإستفهام: لماذا وكيف ومتى وأين وهو الأمر الذي يزيد من ثقة الطفل بذاته وإستعداده لمواجهة المجهول والتفكير الخلاق بثقة وإطمئنان. علينا أيضاً حثه علي البحث عن إجابات بنفسه سواء بالكتب أو بسؤال المعلمين أو عن طريق الملاحظة وإختيار الإحتمالات المختلفة. وأخيراً، ليس هناك سن يكون الطفل فيه أصغر من أن يتعلم عن طريق التفكير في المشكلات التي تثير اهتمامه بل هي ممارسة تستمر معه بكافة مراحل عمره.
علينا التعامل مع كل الأطفال علي أساس توفر بذور النبوغ لديهم فالآباء يستطيعون إشعال تلك الشرارة أو إخمادها وواجبنا تنمية تلك الميزة الرئيسية لدي أطفالنا لنسهم في بناء جيل جديد من المبدعين والعباقرة.
نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب
