وقتك وطفلك

الطفولة من أهم المراحل في حياة الإنسان ففيها تنمو قدرات الطفل وتتفتح مواهبه ويكون قابلاً للتأثُر والتوجيه والتشكيل وتبقي الأسرة الأساس في تكوين الطفل والذي هو بحاجة للنمو في كنف أسرة مُستقرة وسط أخوة يشاركونه الحياة فالأم تحتضنه في المهد ومنها يستمد شعوره بالأمن والأب يهبه الحماية والعطف والتقدير

عادة ما يمر وقت الأم ما بين العمل والمنزل وذهاب الأطفال للمدرسة والتمارين الرياضية والأنشطة المختلفة التي يمارسونها. لذا عليها تخصيص بعض الوقت العائلى لتمضيته مع طفلها وباقى أفراد الأسرة فلابد من قضاء 20 دقيقة علي الأقل فقط مع الطفل يومياً مما سيجعله صحة وسعادة. تسعي كل أم بالتأكيد أن تكون على دراية كاملة بكل جوانب حياة طفلها والأحداث التى تجرى بها بيد أن الأمر ليس سهلاً على الإطلاق وخاصة في ظل عمل الأب والأم لتوفير كافة متطلبات الأسرة وكل أب وأم يريدون أن يكبر الطفل وهو على دراية بكون أهله قد بذلوا كل ما فى وسعهم لإسعاده وإشباع رغبته في تمضية الوقت مع والده أو والدته. دائماً ما يحاول الطفل التعرف على قدراته وقيمته لدي الآخرين ولذا يسعي دوماً لقضاء كثير من الوقت مع والديه وأفراد عائلته فهو الأمر الذي يجعله يشعر بأنه ذكى وممتع ومحبوب من كل من حوله. ويمكن للأم أن تزيد من ثقة طفلها بنفسه أثناء قضاء العائلة وقتها مع بعضهم البعض فيمكنك مثلاً أن تدربى طفلك على اللعبة الرياضية التى يمارسها فممارسة الرياضة من أكثر الطرق فعالية لإستثمار الوقت مع الصغار بكل ما تحمله من فوائد جسدية وذهنية وفوائده الذهنية والتي عادةً ما يفوتنا التفكير بها لا تقلّ أهميّة عن تلك الجسدية. وأبرز تلك الفوائد بناء الثقة بالنفس لدى الصغار فضلاً عن تعليمهم تحمّل المسؤولية والإقبال علي التحدي وتقبل المنافسة كما أنّ الرياضة وخاصّة الجماعية تثبّت في ممارسيها مفاهيم هامّة كالتنافسية والروح الرياضية الجماعية والفرحة بالإنتصار وتقبّل الخسارة. ذلك كلّه بالإضافة إلى منحهم مُتنفّس فعّال يبتعدون من خلاله عن الهوايات والعادات السيِّئة أو غير البنّاءة. ولهذه الفوائد إنعكاسات طويلة المدي تظل عالقة بممارسي الرياضة طيلة حياتهم. ينبغي أيضاً مساعدة طفلك على إنجاز الواجبات المدرسية مع تشجيعه علي ثقل مهاراته ويجب أن تحاولى ملاحظة ما إذا كان الطفل يتمتع بأى مواهب مثل الرسم أو الموسيقي على سبيل المثال. إعلمي أن قضاء الوقت أمام التليفزيون سيؤثر على الطفل سلبياً وبصورة كبيرة لذا لا تنساقي إلي رغباته الدائمة في الجلوس أمام الشاشة سواء كان سيشاهد برامج أو يلعب. وأخيراً، أثبتت الدراسات أن الطفل قبل دخول المدرسة إذا تناول وجبات الطعام مع عائلته وحصل على كفايته من النوم فإنه يكون أقل عُرضة للإصابة بالسمنة

ضغوط الطفل وقلقه تبدأ من الأسرة
إعلمي أنه بمرور الوقت وتقدم الطفل فى العمر، فإنه سيبدأ فى الذهاب لأصدقائه لأخذ المشورة منهم، لذا ضعي فى إعتبارك أن قضاءك للوقت مع طفلك سيجعله دوماً يراك كمثال وقدوة

أمامه. وإذا كنت ستصطحبين طفلك للخروج معك فيمكنك أن تتحدثى معه خلال هذا الوقت عن أى مشاكل قد يواجهها وتعليمه كيفية التعامل معها. عليك أن تعلمى أيضاً أنه أثناء قضاء العائلة وقتها مع بعضها البعض يكتسب الطفل العادات الإيجابية كالتحدث مع الآخرين بأدب والإعتماد على الأطعمة الصحية في حياته مما يُقلل من فرص الإنحراف لاحقاً. إذا لم يعتاد الطفل قضاء الوقت مع أهله فإنه بمرور الأيام سيشعر أنه منبوذ وغير محبوب علماً بأن قضاء الوقت مع طفلك لا يُقاس بالفترة طويلة أو قصيرة ولكنه يعتمد على ما تفعلانه فى الوقت الذى تقضيانه معا. قد تمضى الأم ساعات طويلة مع طفلها بدون جدوي بل قد تكون النتيجة النهائية سلبية إذا ركزت الأم على إنتقاد طفلها والتشاجر معه ومع باقى أفراد العائلة. إذا كانت الأم مشغولة فعليها أن تُذكر طفلها دائماً بأنها تحبه وتفتقد الجلوس معه ويمكنها مثلاً أن تحضر لطفلها إفطاره المفضل ليجده على الطاولة عندما يستيقظ. ويمكنك أن تتحدثى مع الطفل عبر شاشة الكمبيوتر إذا كنت مسافرة على سبيل المثال. إن الطفل من خلال قضاء الوقت مع عائلته يتعلم كيف يحترم الأكبر منه سناً وكيف يتعامل مع أشقائه وأقاربه وهو يتعلم أيضا الفرق بين الصواب والخطأ ويتعلم أيضاً قيماً مهمة كالصدق والعمل والطيبة فى التعامل مع الآخرين. يجب أن يكون الوقت الذى تمضينه مع طفلك مثمراً وإيجابياً مع إستغلال أى وقت تمضينه مع طفك سواء كان حتى فى توصيله من وإلى المدرسة. ويمكنك أن توقظى طفلك
نصف ساعة قبل
موعد ذهابه للمدرسة

لتقوما بتحضير وجبة الإفطار معاً. تستطيعين أيضا مساعدة طفلك فى إختيار الملابس التى سيقوم بإرتدائها. تؤثر ضغوطات الحياة المختلفة على الطفل بطريقة سلبية كما تؤثر أيضاً على الأشخاص البالغين متمثلة في عدة مظاهر منها الالام المعدة لدي الطفل والعصبية والكوابيس والإنسحاب من الجلوس مع المجموعة وقلة النوم وتغيرات بعاداته الغذائية بالإضافة لإنخفاض مستواه الدراسى، وإعلمي أن طفلك يشعر بنفس الضغوط التى قد يشعر بها الشخص البالغ ولكنه فى المقابل لا يتمكن من التعامل مع تلك الضغوطات بالآلية المناسبة. إذا لاحظت أىة تغييرات تطرأ على طفلك كشعوره الدائم بالقلق وأنه قد بدأ بالتصرف بطريقة سلبية في المدرسة، عليك أن تبحثى بدقة عن أى مشاكل داخل العائلة قد تمثل ضغطاً على طفلك وإعلمى أيضاً أن الطفل يكون شديد الحساسية لأى توتر فى العلاقة بين والده ووالدته سواء كان هذا التوتر متمثلاً فى مشاجرات علنية أم توترات داخلية تؤثر على شكل العلاقة. وحتى إذا كان الأب والأم يعتقدان أن مشاكلهما عادية، فإنها بالنسبة للطفل تكون مختلفة فالطفل أحياناً ما يُضخم الأمور فقد يسمع والده ووالدته يتشاجران بصوت عال فيستنتج مثلاً أنهما قد ينفصلان.

أساسي لإزالة توتر الأطفال
-إسمحى لطفلك بالتعبير عن ذاته ليتمكن من التعامل مع المشاكل والضغوطات العائلية بطريقة أفضل. تقبلى مشاعر طفلك ولكن فى نفس الوقت ضعى له حدوداً فيمكنك أن تقولى له أنك تتفهمين سبب غضبه من شقيقته ولكن ضربها ليس التصرف الأمثل
-حددى موعداً أسبوعياً تجتمع فيه العائلة مع الحرص على قضاء الوقت مع طفلك بمفردكما وإعلمى أن تناول الأطفال وجبات الطعام مع العائلة يجعلهم أكثر نجاحاً من الناحية الدراسية والأكاديمي
-ناقشى مع طفلك المشاكل والضغوطات المختلفة بإيجابية. فإذا أردت مناقشة إنفصالك عن والده فيمكنك أن تقولى له إنه برغم من كونك ووالده لن تعيشا معاً لكنكما ستتمكنان من رعايته بحب وحنان بدون غضب أو كره
-على طفلك أن يراك دوماً تتعاملين مع المشاكل والضغوطات بطريقة إيجابية متمثلة فى ممارستك للتمارين الرياضية والإعتناء بنفسك والتحدث عن مشاعرك بصراحة

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda