فن المانجا:التجسيد المعقد للعالم من حولنا..

تبهرنا عيونهم الواسعة، وأزياؤهم العجيبة وفي أحيان كثيرة تضحكنا تعبيراتهم البلهاء..عمن نتحدث؟ نتحدث عن شخصيات الكارتون التي عشقناها منذ الصغر..المحقق كونان…ساندي..الكابتن ماجد، وغيرهم ممن أثروا في طفولتنا، واليوم سنتعلم شيئاً عن أصل ومنشأ هذا النوع من الرسوم.
المانجا هي كلمة يابانية تعني «القصص المصورة» أو الـ«Comics» بالإنجليزية، وهي تطلق على القصص المصورة التي يقوم برسم شخصياتها فنانون يابانيون أو هي كل قصص مصورة يتم إنتاجها في اليابان، أصول هذا الفن تعود إلى عصور قديمة ولكنه ظهر بشكله الحالي بنهاية الحرب العالمية الثانية.
يعد فن المانجا جزءاً مهماً من الثقافة اليابانية المعاصرة، والكتب التي تصدر في هذا المجال تلقى إعجاب كل الأعمار هناك كما أن مؤلفي ورسامي هذه الكتب يحظون باحترام المجتمع الثقافي الياباني شأنهم في هذا شأن كبار الأدباء في الغرب. تناقش هذه القصص موضوعات شتى كالمغامرة والخيال والرياضة والرومانسية والخيال العلمي بل والرعب أيضاً في تنوع يرضى كافة الأذواق وبتجارة يبلغ حجمها 481 بليون ين سنوياً من الحجم الكلي للنشر في اليابان.

للمانجا عدة وجوه..
على عكس التكوين الجسدي لليابانيين، فإن الشخصيات التي يرسمها فنانو المانجا تتميز بكل ما لا يوجد لدى اليابانيين..عيون متسعة براقة…طول فارع( وخاصة للرجال والفتيان) وشفاهم الصغيرة إلى حد لا يوصف مقارنة بباقي أجزاء الوجه بالإضافة إلى ألوان الشعر الغريبة، وكذلك نمط ملابس يبتعد في أسلوبه وشكله عن نمط الملابس اليابانية التقليدية إلا أن تعبيراتهم في مواقف الحزن أو السخرية أو حتى الضحك هي تعبيرات مضحكة لا تمت للشخصية الأصلية في شئ، وهي أكثر ما يميز هذه الشخصيات عن أي شخصية كارتونية أخرى في العالم، وقصص المانجا تلك يتم قراءتها من اليمين إلى اليسار وحسب نظام معين يختلف عن القصص المصورة الغربية، كما تطبع أغلب القصص بالأبيض والأسود ومن النادر أن تصدر بالألوان
هناك أنواع عديدة من قصص المانجا والتي يتم إصدارها بشكل دوري في اليابان وأهمها الـ«Shônen» أو المانجا التي يكون بطلها ولداً أو صبياً وهي غالباً ما تحتوي أحداث أكشن ودعابة، و الـ«Shôjo» أو المانجا التي تكون بطلتها فتاة وهي مليئة بالأحداث الرومانسية، وكذلك الـ«Seinen» للأبطال من النساء والـ«Josei» للأبطال من الرجال، كما يوجد العديد من القصص التي يكون البطل فيها طفلاً وتسمى بالـ«Kodomo». المانجا بأنواعها المختلفة تقدم غذاء دسماً لهواة هذا النوع من الفن.

من المانجا إلى آنيم
عندما يتم تحويل رواية مرسومة بطريقة المانجا إلى حلقات تليفزيونية أو أفلام على الشاشة ،أي يتم عمل «animation» لها، فإنها في هذه الحالة تتحول لنوع آخر من الفن يطلق عليه اسم آنيم «Anime» .في اليابان عندما تلاقي سلسلة من سلاسل المانجا نجاحاً بين القراء فإنه يتم تحويلها فوراً لحلقات تليفزيونية.
يعتبر «تيزوكا أوسامو» من أشهر مؤلفي المانجا في اليابان، من أعماله «كيمبا والأسد الأبيض» والذي يعتقد أن شركة «والت ديزني» قامت باقتباسه في فيلمها «الأسد الملك»، ومن بين أبرز أعلام هذا الفن في الوقت الحاضر إييتشيرو أودا (ون بيس)، أكيرا تورياما (دراغون بول)، إنوويه تاكيهيكو (سلام دانك)، فوجي-أو أكاتسوكا، هيروسي هيراتا، وغوسيكي كوجيكا وآخرون.

من اليابان الي العالم
كما ذكرنا سالفاً، فإن الفن الياباني هو المسئول عن تكوين المانجا بأنواعها المختلفة، إلا أن الدول الشبيهة باليابان لديها أيضاً هذا النوع من الفن ككوريا والصين، وقد نالت المانجا شعبية كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة بين صغار السن والمراهقين .أصبحت المانجا والآنيم من أشهر ما يشاهده الناس على شاشة السينما والتليفزيون بل وأصبح لشخصياتها من الشهرة بحيث أصبحت شركات الألعاب الكبرى تصنع العديد من الألعاب القائمة على سلسلة بعينها، كما تم ترجمة العديد منها للغات العالم المختلفة وذلك في صورة حلقات الآنيم كما نرى في عالمنا العربي حيث أصبح الأطفال مرتبطين بأسماء بعينها مثل:«دراجون بول» و«بيدا مان» وغيرهما.أثر فن المانجا على عدد من الفنانين الأمريكيين مثل: «إدماكجوين» و«برايان وود» وكذلك «فرانك مييللر» حيث يسمى هذا النوع من الرسوم الأمريكية المتأثرة بالمانجا بـ«Amerimanga»، وقد بلغت تجارة هذا النوع من الفنون في أمريكا وحدها حوالي 175-200 مليون دولار عام 2006. وفي فرنسا هناك نوع من الرسوم الذي تأثر بفن المانجا ويسمى«la nouvelle manga»
ساهمت المسلسلات اليابانية المدبلجة للغة العربية في الثمانينيات مثل غرندايزر وليدي أوسكار في وضع حجر الأساس لشعبية مثل هذا النوع من الفنون في المجتمع العربي المعاصر، إلا أن شعبيتها في العالم العربي بقيت محدودة أمام شعبية الأنمي وذلك لصعوبة الحصول على المانجا وندرتها في الوطن العربي وخصوصاً أنها كانت تستورد غالباً باللغة الفرنسية وبكميات محدودة. لكن مع انتشار الإنترنت بدأت شعبية المانجا بالازدياد وأصبح المصدر الأسهل للمانجا الصفحات المترجمة المتوفرة بكثرة على الإنترنت .

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda