اللوفر: من القلعة إلى الموناليزا

أضخم متاحف العالم بمخزونه الفني والثقافي.. تلك القلعة التي تحولت إلي قصر ثم متحف أصبح اليوم من أهم متاحف العالم على الإطلاق.. يضم عدداً كبيراً من اللوحات والتحف والقطع الفنية النادرة والعديد من الآثار لحضارات عاشت بين جدرانه حتى أبد الدهر.. إنه متحف اللوفر، فى قلب العاصمة الفرنسية شاهداً على ماض ولى وحاضر لن يموت..

اللوفر

اللوفر

كانت البداية قلعة بناها فيليب أوغوست عام 1190 تحاشياً للمفاجآت أثناء غيابه الطويل خلال الحملات الصليبية، وما لبث أن تردد عليها القديس لويس مضيفاً قاعة ضخمة بالجناح الغربي تحمل اسمه حتى الآن وتحولت القلعة لمقر إقامة خاص بالملك شارل الخامس الذى أجرى عليها بعض التعديلات ثم قام بهدمها وشيد قصراً حديثاً،
ولولعه بالفنون الرفيعة، بدأ بجمع التحف النادرة والمقتنيات الثمينة وكذلك أفضل ما يمكن استخدامه فى تزيين حوائط القصر. وعند وفاته، ترك 12 لوحة منها 4 لوحات لـ «رافائيل» و4 لوحات لـ «ليوناردو دافنشي».
بعدها أمر هنري الرابع ببناء جناح الملك الكبير، ولم يسكنه لضيقه، ثم تحول القصر لمقر إقامة لكل من «فرانسوا الثاني»، و«شارل التاسع» و«هنري الثالث»، أما «هنري الرابع»، فقد أعطي للساحة المربعة شكلها الحالي، وأمر بتعديل ممر «أبوللو» ومد الممر البادئ من ضفة النهر حتي «حديقة التويللري»، إلا أن بناء قصر حديقة لكسمبورغ أدى لإبطاء العمل باللوفر.
ومع صعود لويس الثالث عشر للعرش، عادت أعمال البناء وتضاعفت المساحة المسكونة من القصر، كما تضاعفت مساحات ساحاته أربع مرات، لم يتخل لويس الثالث عشر عن جمع التحف الفنية، فكان عدد اللوحات وقت اعتلائه العرش لا يتجاوز المائتين، وبلغ عددها عند وفاته أكثر من ألفين لوحة نادرة موزعة علي قصور فرساي وفونتنبللو ولكسمبورغ.
وفي عهد لويس الرابع عشر، اقتصر العمل علي صيانة وتجميل القصر من الداخل حيث لم يثر المكان اهتمام الملك بالصورة الكافية.
في 1791، أعلن النائب باربير قيام «متحف رائع»، ومع حلول عام 1792، تم تكليف لجنة باختيار التحف واللوحات التي سيتم عرضها داخل أروقة المتحف الذى حمل اسم «متحف الجمهورية» أو «المتحف الفرنسي»

اللوفر

اللوفر

وفي عام 1793، تقرر إغلاقه بسبب أعمال الصيانة ليعاد افتتاحه عام 1799 باسم «المتحف المركزي للفنون»، ثم تغيير اسمه ليصبح «متحف نابليون» الذى ساهمت حملات الجمهورية في إثرائه، فتراكمت فيه أهم أعمال المدن الإيطالية، وساهم نابليون الأول في إجراء بعض التعديلات المعمارية بالقصر بصيانة أعمدته، والواجهة المطلة علي النهر، والقاعات الداخلية. وشهدت تلك الحقبة دراسة مشروع ربط اللوفر بالتويللري، لكن خسارة معركة «ووترلو» واستيلاء قوات المتحالفين على قدر كبير من الكنوز أوقف المشروع وأضاع الكثير من التحف الفنية، وإن كان قد تم القيام بتوزيع عدد منها على الكنائس ومتاحف المقاطعات. لم يمنع الوضع السياسي حينها لويس الثالث عشر عن مواصلة إغناء القصر بالتحف النادرة كتمثال فينوس «للنحات ميللو».
قامت حكومة ثورة 1848 بإنهاء العمل به وتسميته بـ «قصر الشعب» بعد أربعة أيام من قيامها وتم تنفيذ مشروع ربط القصرين أيام نابليون الثالث، علي مدار خمس سنوات،
وبعد ثلاثة عشر عاماً، أحرقت حكومة الكومون قصر التويللري وبداخله سبعين ألف كتاب ومخطوطة أثرية، وكاد اللوفر أن ينتهي رماداً، لولا تدخل بحارة الجنرال دواي، وترددت الجمهورية الثالثة أمام مشروع إعادة ربط القصرين، ثم انتهت بقرار مسح كل ما تبقي من آثار الملوك.
واليوم، يعد اللوفر أحد أكبر متاحف العالم، ولم تتوقف الأعمال التوسعية به حتى عام 1998 ليأخذ شكله النهائى الذي هو عليه الآن، تبلغ المساحة المخصصة للعرض ستين ألف متر مربع، وعدد التحف المعروضة ثلاثين ألف تحفة كما يعمل به قرابة الـ 1500 موظف،

اللوفر

اللوفر

ومن روعته ودقة بنائه، يستعمل الإضاءة الطبيعية لإنارة المعروضات متضمنة جناح «ريشليو» الذي كان مقراً لوزارة المالية حتي منتصف الثمانينيات وتؤكد الأهرامات الزجاجية الحديثة، التي تعكس لون الحوائط العسلية علي ضرورة استخدام ذلك النوع من الإضاءة، وتقع منطقة استقبال الزوار بقاعة نابليون تحت الهرم، وبها عدد من المحلات والمكتبات وبنك معلومات ومقهي ومطعم، وأكشاك لبيع التذكارات،
ينقسم المتحف لثلاثة أجنحة «ريشيليو ودونون وسوللي»، وتنقسم بدورها لعشر دوائر. تبدأ الزيارة من قاعة نابليون نحو ريشليو والطابق التحت الأرضي الأول يضم قسماً خاصاً بالمعروضات الإسلامية تحت اسم مجموعة تحف قسم الآثار الشرقية، ولقصر اللوفر ساحتان رئيسيتان هما ساحة نابليون بالهرم، والساحة المربعة. ولعل من أشهر مقتنياته «الجيوكاندا»، و«تمثال فينوس» وآلاف القطع الأثرية والمخطوطات الثمينة.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda