كوميديانات مواليد سبتمبر

شهد شهر سبتمبر مولد عدد من نجوم القرن الماضي، ممن قدموا فناً راقياً بسيطاً دخل القلب وبقت أفلامهم وذكرياتهم بقلوب وعقول كل من شاهدهم

أول كوميديانات سبتمبر هو الفنان إسماعيل ياسين، أحد أبرز فناني الوطن العربي، لم تتكرر حتى الآن خفة ظله وروحه الخفيفة وإفيهاته التي ما زلنا نحفظها عن ظهر قلب، فنان مصري راحل، يُعد أحد رواد فن المونولوجست بمصر منذ منتصف الثلاثينيات، لقب بـالضاحك الباكي لأنه رغم كثرة أفلامه الكوميدية إلا انه عاش حزيناً، ولد إسماعيل ياسين يوم 15 سبتمبر عام 1912 في محافظة السويس لأب صائغ ميسور الحال بشارع عباس، إلا أن وفاه والدته وهو لا يزال طفلاً صغيراً وإفلاس والده لسوء إنفاقه ودخوله السجن بعد أن تراكمت عليه الديون جعله يقضي طفولة بائسة فإضطر للعمل منادياً أمام محل لبيع الأقمشة لتحمل مسئولية نفسه خاصة بعد أن هجر منزل والده خوفاً من بطش زوجة أبيه، كان منذ صغره يعشق أغنيات الموسيقار محمد عبد الوهاب ويحلم أن يكون مطرباً منافسا له، وعندما بلغ السابعة عشر توجه للقاهرة وعمل صبياً بأحد المقاهي بشارع محمد على وأقام بالفنادق الصغيرة الشعبية ثم إلتحق بالعمل مع أشهر راقصات الأفراح الشعبية في ذلك الوقت ولكنه لم يجد ما يكفيه من المال فتركها وعمل وكيلاً بمكتب أحد المحامين بحثاً عن لقمة العيش، ظل حلم الغناء يراوده فذهب لبديعة مصابني وإنضم لفرقتها للعمل كمونولوجست بعد أن اكتشفه المؤلف الكوميدي أبو السعود الإبياري شريك رحلة كفاحه الفنية والذي كون معه ثنائياً فنياً شهيراً وكان شريكاً له في ملهى بديعة مصابني وفي السينما والمسرح، تألق ياسين في المونولوج وظل عشر سنوات متألقاً حتى أصبح يلقى المونولوج في الإذاعة واقتحم عالم التمثيل عام 1939 عندما اختاره فؤاد الجزايرلى للمشاركة بفيلم خلف الحبايب وقدم مجموعة أفلام لعب فيها الدور الثاني أشهرها علي بابا والأربعين حرامي ونور الدين والبحارة الثلاثة والقلب له واحد، وفي عام 1945 جذبت موهبته انتباه الفنان أنور وجدي فإستعان به في معظم أفلامه ثم أنتج له عام 1949 أول بطولة مطلقة في فيلم الناصح أمام الوجه الجديد ماجدة، وبرغم أن إسماعيل ياسين كان لا يتمتع بالوسامة إلا أنه استطاع أن يجذب الجماهير وأصبح نجم شباك تذاكر فسعى المنتجين للتعاقد معه وبلغ عدد أفلامه 16 فيلماً في العام الواحد وهو ما لم يستطع أن يحققه أي فنان آخر، كما كان البطل الوحيد الذي تقترن الأفلام بإسمه، كون ثلاثياً من أهم الثلاثيات في تاريخ السينما المصرية مع المؤلف أبو السعود الإبياري والمخرج فطين عبد الوهاب وقدم أكثر من 482 فيلماً وما يزيد علي 50 مسرحية ولكن تعثر المشوار الفني للفنان إسماعيل ياسين في العقد الأخير من حياته نتيجة إصابته بمرض القلب مما أدى لإبتعاده عن الفن وانحساره عن الأضواء تدريجياً وتراكمت عليه الضرائب وأصبح مطارداً بالديون حتى تم الحجز علي العمارة التي بناها بكفاح عمرة ليخرج من رحلة كفاحه خالي الوفاض واضطر لحل فرقته المسرحية عام 1966 وسافر إلى لبنان وعمل كمطرب للمنولوج.وعندما عاد لمصر محطماً كسيراً عمل بأدوار صغيرة لا تناسب تاريخه الحافل حتى وافته المنية يوم 24 مايو 1972 إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل دوره الأخير في فيلم بطولة نور الشريف تاركاً برغم زواجه 3 مرات ولداً وحيداً هو المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين من زوجته الأخيرة فوزية.

ولد فؤاد زكي المهندس يوم 6 سبتمبر عام 1924 في العباسية وكان منزلهم قلعة للحفاظ على اللغة العربية التي أتقنها من خلال أبيه الذي كان صاحب الفضل الأول في تنمية مواهبه الفنية حيث ورث عنه خفة الدم وحضور البديهة وسرعة الخاطر. إلتحق المهندس بكلية التجارة وانضم لفريق التمثيل بالجامعة وشاهده الراحل نجيب الريحاني وأعجب به في مسرحية الدنيا على كف عفريت فإنضم لفرقته لعله يحظى بأحد الأدوار إلا أنه لم يساعده كثيراً وبعد وفاته انضم لفرقة ساعة لقلبك وكانت بدايته مع التمثيل، قدم دور البطولة السينمائية عام 1954 في أول أفلامه بنت الجيران لمحمود ذو الفقار، إلا أنه عاد للأدوار الثانية لمدة عشر سنوات وكان مساعداً بأفلام أسندت بطولتها لنجوم تلك الفترة. كان فيلم عائلة زيزي للمخرج فطين عبد الوهاب محطة بارزة بمشواره الفني حيث يُعد أحد العلامات في مسيرته الكوميدية التي اختير بعدها لأدوار البطولة المطلقة خاصةً بعدما شكل مع زوجته آنذاك شويكار ثنائياً فنياً أثمر عدداً من الأفلام الكوميدية إلا أنه عاد بعد أن تقدمت به السن للأدوار الثانية وكانت فترة ستينيات القرن الماضي هي عصره الذهبي مسرحياً حيث قدم أعمالاً كثيرة. في الإذاعة اشتهر المهندس أيضاً ببرنامجه اليومي كلمتين وبس، كان المهندس يرى أن للفن رسالة سامية وهى خدمة المجتمع ولأنه يحب الأطفال كان يبحث عن عمل يلتقي به بالأطفال وحالفه التوفيق من خلال فوازير عمو فؤاد ثم قدم عمل مسرحي للأطفال أيضا فكانت مسرحية هالة حبيبتي التي أوضحت سوء المعاملة التي يلقاها الأطفال في الملاجئ. توفي الفنان فؤاد المهندس يوم 16 سبتمبر عام 2006 عن عمر يناهز 82 عاماً إثر معاناة طويلة مع أمراض الشيخوخة وتعرضه لحالة من الإكتئاب الشديد عقب تعرض منزله لحريق أتى على محتويات غرفته الخاصة وزادت حدة الاكتئاب بعد رحيل صديق عمره عبد المنعم مدبولي

أما رياض القصبجي فأحد أبرز نجوم الكوميديا المصرية خلال الأربعينيات والخمسينيات برغم جهامة ملامحه إلا أنه استطاع أن يجيد أدوار الكوميديا التي قدمها من خلال سلسلة أفلام كوميدية مع الراحل اسماعيل ياسين وأصبحت علامة في تاريخ السينما المصرية. ولد يوم 13 سبتمبر عام 1903 بإحدى أحياء الإسكندرية، تزوج أربع سيدات كانت إحداهن سيدة إيطالية والتي استمر زواجه بها لمدة عام، بينما استمر زواجه مع السيدة سعاد التي أنجب منها ابنه فتحي حتى وفاته، كما انجب ابنه محمود من زوجته الأولى وجيده هانم،بدا الفنان رياض القصبجي مشواره المهني كمساري بالسكة الحديد وبسبب حبه للتمثيل انضم لجماعه التمثيل الخاصة بالسكة الحديد وأصبح عضوا بارزا بالفرقة ثم التحق بالعديد من فرق الهواه المسرحية، ومنها فرقة أحمد الشامي وعلي الكسار وجورج أبيض وأخيرا فرقة اسماعيل ياسين المسرحية، وعلى الرغم من المشوار الفني الطويل للفنان الراحل القصبجي مع المسرح إلا أن شهرته الواسعة ونجوميته الساطعة جاءت من خلال السينما حيث برع في دور الشاويش عطية من خلال سلسلة أفلام مع الفنان اسماعيل ياسين، ومن أبرزها اسماعيل ياسين في الأسطول، وفي البوليس الحربي، وفي مستشفى المجانين، وفي الطيرن، وكذلك أفلام العتبة الخضراء، ابن حميدو، الآنسة حنفي، لوكاندة المفاجآت،عاش رياض القصبجي مأساة كبيرة في أيامه الأخيرة حيث أصيب بشلل نصفي في الجانب الأيسر نتيجة ارتفاع ضغط الدم ولم يستطع أن يغادر الفراش حتى توفي يوم 23 أبريل عام 1963 بعدما أثرى السينما المصرية بالعديد من الأدوار التي مثلت علامات فارقة في تاريخها

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda