فى مولد معلم الأجيال

يا صديقي لست أدري ما أنا
أنت مثلي تائه في غربة
نحن ضيفان نقضيَ فترة
عاش آباؤنا قبلاً حقبة
قد دخلت الكون عرياناً
و سأمضي عارياً عن كل ما
عجباً هل بعد هذا نشتهي
غرنا الوهم ومن أحلامه
ليتنا نصحو ويصفو قلبنا

أعلن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ، وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر يناهز 89 عاما.. نزلت تلك الكلمات كالصاعقة على مسامع كل المصريين ، فالبابا لم يكن شخص مهم للمسيحين فقط ولكنة كان الأهم لكل المصريين. البابا شنودة الثالث (وُلِد بأسم نظير جيد روفائيل) فى (3 أغسطس 1923، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر، وهو البابا رقم 117. كان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر (1928 – 1942) ومكاريوس الثالث (1942 – 1944) ويوساب الثاني (1946 – 1956).[2]. وهو من الكتاب أيضا إلى جانب الوظيفة الدينية العظمى التي يشغلها، وهو ينشر في جريدة الأهرام الحكومية المصرية بصورة منتظمة.

إلتحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947. وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية عمل مدرساً للتاريخ. حضر فصولاً مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً وأستاذاُ في نفس الكلية في نفس الوقت. كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان لعدة سنوات محرراً ثم رئيساً للتحرير في مجلة مدارس الآحد وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة. فكان من الأشخاص النشيطين في الكنيسة وكان خادماً في مدارس الآحد. ثم ضباطاً برتبة ملازم بالجيش.
كان نظير جيد كان خادماً بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمسرة وطالباً بمدارس الأحد ثم خادماً بكنيسة الأنبا انطونيوس بشبرا في منتصف الأربعينات. رسم راهباً بأسم (انطونيوس السرياني) في يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال أنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرساً فيها كل وقته للتأمل والصلاة. وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً. أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره. عمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس في عام 1959. رُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك في 30 سبتمبر 1962

البابا شنودة الثالث

البابا شنودة الثالث

وعندما مات البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت إنتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة. في عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام، بما في ذلك أول أسقف للشباب، أكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر. أولى إهتماما خاصاً لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. يحاول دائماً قضاء ثلاثة أيام أسبوعياً في الدير، وحبه لحياة الرهبنة أدى إلى إنتعاشها في الكنيسة القبطية حيث تم في عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات. وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت. في عهده زادت الابارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر. في عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقفاً؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، ومئات من الكهنة وعدد غير محدود من الشمامسة بالقاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر. في عهده زادت إلايبارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس داخل وخارج مصر.

طوال سنوات الثورة الأولى لم يحدث إحتكاك واضح بينها وبين الكنيسة، بل لعل الأقباط كان وحدهم الذين نجوا من حفلات الإعتقال التي دشنتها الثورة طوال سنوات الخمسينيات والستينيات وطالت كل التيارات والإتجاهات بما فيها الشيوعيون والإخوان المسلمين، ولم يكن الأمر هنا فيه شيء من صفقة بين النظام والأقباط، وإنما جرت الأمور على طبيعتها فلم يكن للأقباط -كتجمع ديني- أي طموح سياسي بعد قيام ثورة يوليو على عكس الحال مع باقي التيارات الأخرى التي إصطدمت رغباتها مع طموح رجال الثورة، لكن الأمر إختلف في السبعينيات بعد أن اعتلى «السادات» وخلفه البابا «شنودة» قمة الرئاسة والكنيسة على الترتيب. الإصطدام لم يأتِ مبكرا، وبخاصة أن السيد الرئيس «السادات» لم يكن في حاجة لتوسيع رقعة الأعداء الكثر أصلاً، وبعد أن أزاح ما يعرف بـ»مراكز القوى الناصرية» كان لابد وأن يلملم ولا يفرق لأنه مقدم على حرب حتمية مفروضة عليه لإسترداد الأرض، وبعد نصر أكتوبر عام 1973 بات «السادات» أكثر ثقة في نفسه وأكثر انفراداً بالقرار فكان قراره الأخطر بإطلاق يد الجماعات والتيار الإسلامي -دون قيد- في الجامعات والشارع السياسي المصري لمحاربة التيار اليساري والشيوعي فكان أن تحقق له هذا بالفعل. وعلى الرغم من أنه لا يوجد توثيق دقيق وحصر واضح لأسباب إشتعال فتيل الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبخاصة في صعيد مصر.. إلا أن النار قد إلتهبت وكان لابد من أن يكون للبابا «شنودة» رأيا فيما حدث. قبل هذا كان البابا «شنودة» قد سجل رفضه لإتفاقية السلام مع إسرائيل، وأكد ذلك بأن قرر عدم الذهاب مع الرئيس «السادات» في زيارته إلى إسرائيل عام 1977، هذا بطبيعة الحال صنع حالة عدائية من السادات تجاه البابا لأنه لم يتصور أن يخالفه أحد في قرارته بعد الحرب فما بالك إذا كان هذا هو القيادة الكبرى لكل الأرثوذكس الذين يشكلون أغلبية المسيحيين في مصر؟ بات الصدام وشيكا، وفي ظل إتهامات متزايدة من الأقباط بأن الدولة تغذي العنف تجاههم من قبل الجماعات الإسلامية، وعندما قام الرئيس «السادات» بزيارة إلى أمريكا كان الصدام، إذ نظم الأقباط في أمريكا مظاهرة مناهضة للسادات رفعوا فيها لافتات تصف ما يحدث للأقباط بمصر بأنه إضطهاد مما أضر بصورة السادات فطلب من معاونيه أن يتصلوا بالبابا لإيقاف المظاهرات، وعندما حدث هذا متأخراً بعض الشيء ظن السادات بأن البابا يتحداه، فأصدرت أجهزة الأمن قراراً بتوقف البابا عن إلقاء درسه الأسبوعي ورفض البابا ثم قرر تصعيد الأمر بأن أصدر قراراً بدوره بعدم الإحتفال بالعيد في الكنيسة وعدم إستقبال المسئولين الرسميين للتهنئة، بل بلغ الأمر ذروته عندما كتب في رسالته التي طافت الكنائس قبيل الإحتفال بالعيد أن هذه القرارات جاءت «إحتجاجا على إضطهاد الأقباط في مصر»، وكانت هذه المرة الوحيدة التي يقر فيه البابا علانية بإضطهاد للأقباط بمصر وأصبحت القطيعة بين السادات والبابا شنودة هي عنوان المشهد، ولذا كان من المنطقي أن يطول العقاب البابا في أيام السادات الأخيرة عندما أصدر في سبتمبر عام 1981 قراره بالتحفظ على 1531 من الشخصيات العامة المعارضة، لم يكن مصير البابا الإعتقال وإنما كان تحديد الإقامة في الدير بوادي النطرون، تقلد حسني مبارك مقاليد الرئاسة في 14 أكتوبر 1981 وقام في 1985 بالإفراج عن المعتقليين وقابل بعضهم وعلى رأسهم البابا شنودة وبدا واضحاً أن سياسة مبارك تتجنب الصدام وخاصة مع الأقباط.

أعلن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس يوم السبت 17 مارس 2012، وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر يناهز 89 عاماً. وأضاف في بيان رسمي «المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحا لروحه والعزاء للجميع. تم يوم الأحد 18 مارس 2012 وضع جثمان قداسة البابا في كامل هيئته الكهنوتية، على كرسى القديس مار مرقس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لإلقاء نظرة الوداع عليه. وأقيم أول قداس صباح الأحد في وجود الجثمان، ورأس الصلاة الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك بحضور أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. واستمر بقاء الجثمان على كرسى البابوية حتى يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة, وتم نقل جثمانه يوم الثلاثاء بطائرة عسكرية بقرار مصدق من المشير طنطاوي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون حيث أوصى بأن يدفن، إذ دفن في تابوت أهداه له بابا روما بندكت السادس عشر.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda