علي رأي المثل

اللى اختشوا ماتوا
إجتمعت مجموعة من النساء قديماً بحمام النساء حيث شب حريق هائل. ومن ثم، خرجت بعض النساء عرايا فيما خشت أخريات الفرار بدون ملابس فكان مصيرهن الموت. ومن هنا بدأ القول جاء المثل

سلقط وملقط
للكلمة قصة طريفة جداً، يُروى أن إعرابياً كان على سفر وأراد أن يضع بلاص عسل خاص به لدى صديق له لحين عودته من السفر وكان لهذا الصديق إبن مولع بحب العسل فصار كل يوم يشرب قليلاً من العسل دون علم أبيه. وعندما عاد الرجل وذهب لصديقه لإسترداد أمانته، وجد بلاص العسل فارغاً تماماً فتساءل فى دهشة «أين العسل»؟ فأجابه الصديق لا أعرف، سأذهب لأتفقد عله يكون قد سُكب. وذهب ولم يجد شيئاً فسأل الأعرابى صديقه «أما سال قط؟» فرد صديقه «لا» فقال الأعرابى «أما مال قط؟» فرد صديقه «لا» لأننى بحثت عنه فى سال قط ومال قط ولم أجده. ومن وقتها، صارت تلك الكلمة مضرباً للمثل عند التعجب وتم تحريفها مع مرور الزمن إلى سلقط وملقط ودرج إستخدامها منذ ذلك الحين.

عُذر أقبح من ذنب
طلب أحد الملوك العرب القدامى من نديم له أن يضرب له مثلاً عن عذر يكون أقبح من الذنب. ومرّ يومان ودعا الملك نديمه إلى الصعود خلفه، وفي منتصف الدرج المؤدي إلى الطابق الأعلى، قرص النديم فخذ الملك فصاح الملك «ما هذا؟» فركع النديم وقال «عفوك يا مولاي، فقد شردت أفكاري وظننت أنك الملكة» فغضب الملك لوقاحة نديمه الذي قال له «هذا يا مولاي العذر الأقبح من الذنب» وإنتشر المثل من يومها.

إختلط الحابل بالنابل
الحابل هو من يصيد بالحبالة والنابل هو الذي يستخدم النبل في الصيد ويُضرب هذا المثل عند الإختلاف في الرأي وتعدد الوسائل لل،صول إلي نفس الهدف وعند تضارب الآراء وإختلاطها. ويُقال أيضاً الحابل هنا هو السدى والنابل الطعمة وهذا كما مر في قولهم «حوّل حابله على نابله».

مسمار جحا
أما مسمار جحا، فهو لا يقل شهرة عن جحا ذاته، فجحا شخصية هامة للغاية في تاريخنا إذ طالما كان أبلغ تعبيز للسان حال من نُطلق عليهم اليوم «الأغلبية الصامتة» وهـو قطعاً يحتاج إلى وقفة مستقلة. أما مسماره، فيُضرب به المثل فى إتخاذ الحجة الواهية للوصول إلى الهدف المراد ولو بالباطل. وأصل الحكاية أن جحا كان يملك داراً وأراد أن يبيعها دون أن يفرط فيها تماماً، ومن ثم إشترط على المشتري أن يترك له مسماراً بأحد الحوائط داخل المنزل، فوافق المشتري دون أن يلحظ الغرض الخبيث لجحا من وراء الإصرار علي هذا الشرط الذي يبدو غريباً بعض الشيء، لكنه فوجئ بعد عدة أيام بجحا يدخل عليه البيت بدون إستئذان. ولما سأله عن سبب الزيارة أجاب جحا بثقة وطلاقة «جئت لأطمئن على مسماري» فرحب به الرجل وأحسن ضيافته بيد أن الزيارة إمتدت جتي أمسي الرجل يعانى حرجاً من تواجد جحا ثم فُوجئ بما هو أشد إذ قام جحا بخلع جبته وفرشها على الأرض وتهيأ للنوم فلم يطق المشتري صبراً وسأله «ماذا تنوي أن تفعل يا جحا؟» فأجاب جحا بهدوء «سأنام في ظل مسماري» وتكرر الأمر كثيراً وكان جحا يختار أوقات الطعام فلم يستطع المشتري الإستمرار وترك لجحا الدار بما فيها وهرب ومن ثم إستعاد جحا داره من جديد.

اللي ما يعرفش يقول عدس
راقب شاب منزلاً لدى مغادرة الزوج له تاركاً زوجته وحدها. ومن ثم دخل الشاب المنزل وهمّ بالإعتداء على الزوجة التي صرخت مستغيثة ولسؤ حظ الشاب كان أول من لبّى نداء الإستغاثة الزوج الذي أخذ خنجره لقتل الشاب الذي هرب بسرعة ولمح على مدخل المنزل طبقاً عليه كمية من العدس فأخذ ملء كفه منه وتابع هروبه والزوج يلاحقه. إجتمع الجيران وأوقفوا الشاب فقال لهم «إنظروا إلي هذا البخيل -وبقصُد هنا الزوج- أخذت مليء كفي عدساً من طبق أمام منزله ويريد قتلي بسبب ذلك» وعزّ على الزوج أن يقول الحقيقة فقال مُتحسراً «اللي مايعرفش يقول عدس».

دخول الحمّام مش زي خروجه
إفتتح أحدهم حماماً تركياً وأعلن أن دخول الحمام مجاناً، وعند خروج الزبائن من الحمام كان صاحب الحمام يحجز ملابسهم ويرفض تسليمها إلا بمقابل مالي كبير ولما إحتج الزبائن قائلين «ألم تقل يا رجل أن دخول الحمام مجاني؟» رد عليهم قائلاً «نعم قلت ذلك ولكن دخول الحمام مش زي خروجه».

جزاء سنمار
سنمار رجل رومي بنى قصر الخورنق بظهر الكوفة للنعمان بن إمرئ القيس ليستضيف فيه إبن ملك الفرس الذي أرسلهُ أبوه إلى الحيرة والتي إشتهرت آنذاك بطيب هوائها وذلك بهدف أن ينشأ الأمير بين العرب ويتعلم الفروسية. وعندما أتم بناءه وقف سنمار والنعمان على سطح القصر فقال النعمان «هل هُناك قصر كهذا القصر؟» فأجاب سنمار «كلا». عندها قال النعمان «هل هناك بَنّاء غيرك يستطيع أن يبني مثل هذا القصر؟» فأجاب سنمار «مطلقاً يا مولاي» وإستطرد بفخر «ألا تعلم أيها الأمير أن هذا القصر يرتكز على حجر واحد، وإذا أُزيل هذا الحجر، إنهدم القصر». فتساءل النعمان «وهل غيرك يعلم موضع هذا الحجر؟» فأجاب سنمار «بتاتاً» فألقاه النعمان من أعلي سطح القصر وسقط ميتاً علي الفور وقد فعل ذلك لئلا يبني مثلهُ لغيره فضرب به العربُ به المثل بمن يُجزى بالإحسان الإساءة ويُقابل المعروف بالشر والعنف وقلة الأصل.

خذوا الحكمة من افواه المجانين
يُقال أنه كان هناك رجل ثري قد توفى في بلد بعيد عن بلده ووصل خبر وفاته إلى أولاده ومن ثم حدد إبنه الأكبر يوماً بعينه للعزاء ولكن باقى الأخوات طالبوا بالميراث فنهرهم أخاهم قائلاً «إنتظروا حتى ننتهي من مراسيم العزاء». بيد أنهم رفضوا وصمموا علي تقسيم التركة في اليوم ذاته دون إنتظار وهو الأمر الذي إستياء أخيهم الذي كان يخشي لوم الناس ونظرتهم إليهم. وما كان منه سوي أن رفض مطلبهم مما إضطر الأخوة للذهاب إلي المحكمة وأقاموا دعوي عليه فأرسل له القاضي أمراً بالمثول أمام المحكمة. إحتار الأخ فيما يفعل فقرر اللجوء لأحد عقلاء البلدة لإستشارته وكان معروفاً برأيه السديد. سرد الأخ القصة كاملة وطلب منه مساعدته في إيجاد مخرج مناسب من تلك الورطة. فقال له الحكيم «إذهب إلى فلان سيفتيك ويعطيك الحل». فرد عليه الأخ مُستعجباً «فلان مجنون، فكيف سيحل المشكلة التى عجز عن حلها العقلاء؟» فكرر الحكيم قوله «إذهب إليه فلن يفتيك غيره». ومن ثم ذهب إليه الأخ وسرد عليه القصة وبعد أن إنتهى من سرد حكايته، قال له المجنون «قل لإخوانك هل عندكم من يشهد بأن أبي قد مات؟» فقال الأخ «خذوا الحكمة من أفواه المجانين، كيف لم أفكر في هذا الحل من قبل؟» وذهب في اليوم التالي الى المحكمة وقال للقاضي ما نصحه به المجنون. فأجاب القاضي «إنك علي حق فهل لديكم شهود؟ هنا إرتبك الأخوة وقالوا «أبينا توفى في بلدة بعيدة وجاءنا الخبر ولا يوجد شاهد على ذلك» فأجاب القاضي «عليكم أولاً أن تأتوا بالشهود». وعليه، ظلت القضية مُعلقة لمدة عام ونصف وقال لهم أخوهم «لو صبرتم أسبوع كان خيراً لكم».

على قد لحافك مد رجليك..
هناك شاب ورث عن أبيه ثروة طائلة وكان وريثه الوحيد فلم يحسن التصرف بل أخذ يبعثر الثورة يميناً ويساراً وإلتف حوله أصحاب المصالح فكثرت سهراتهم بداره بفضل البذخ والإسراف والتبذير فهم يأكلون ويضحكون ويمضون أوقاتهم بدون عناء سوي بقليل من كلمات المدح والرياء والنفاق للشاب. وبعد فترة، نفذت الثورة وأصبح الشاب لايملك قوت يومه وإنصرف عنه الجميع وضاقت به الأرض فخرج من بلدته بحثاً عن عمل يكفل له على لقمة العيش وإنتهى به المطاف لدي صاحب بستان لاحظ أنه إبن ترف ولم يسبق له العمل بيده فسأله «ما الذى أجبرك على العمل؟ ومن أنت؟» فأخبره الشاب بقصته. فذُهل صاحب البستان إذ كان يعرف والد الشاب ويعرف مدي ثروته التي لا يمكن أن تنفُذ بسهولة. وما كان من الرجل سوي أن قال له «لا أريدك أن تعمل وتُهان وأنت إبن فلان». ثم زوجه إبنته ثم زوجه إبنته وأسكنه بيتاً صغيراً قريباً منه وأعطاه جملاً، وقال له «يا ولدى إحتطب وبع وكل من عمل يدك وأنصحك بأن تمد رجلك على قد لحافك» ومن هنا إنتشرت المقولة وصارت مثلاً.

رجعت ريما لعادتها القديمة
يُقال أنها زوجة حاتم الطائي الشهير بالكرم فيما إشتهرت هي بالبخل فكانت إذا أرادت أن تضع سمناً في الطبخ، أخذت الملعقة ترتجف بيدها المُرتعشة، أراد الطائي أن يُعلمها الكرم فقال لها، أن الأقدمين كانوا يقولون أن المراة كلما وضعت ملعقة من السمن في إناء الطبخ، زاد الله بعمرها يوماً فأخذت حليمة تزيد ملاعق السمن حتى صار طعامها طيباً وتعودت يدها على السخاء. وشاء الله أن يفجعها بإبنها الوحيد الذي كانت تحبه أكثر من نفسها فجزعت حتى تمنت الموت ومن ثم أخذت تُقلل من السمن حتى ينقص عمرها وتموت فقال الناس رجعت ريما لعادتها القديمة وإنتشر المثل من وقتها.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda