د: باسم السواح. أخصائي جراحة الفم والوجه والفكين
لكي نتمتع بإبتسامة جميلة ومليئة بالثقة, علينا البدء بتحقيق العناية الجيدة والسليمة بصحة الأسنان واللثة والفم بوجه عام. هذا وتُعد الأسنان جزء هاماً من أجزاء الجسم فهي العضو المسئول عن عملية تقطيع ومضغ الطعام ليسهل بلعه وهضمه فيما بعد كما تساعد على النطق السليم وإخراج الحروف بطريقه صحيحة بالإضافة إلى إضفاء منظر جمالي وإبتسامة جذابة علي الوجه ككل. فإذا كانت الأسنان غير سليمة أو ناقصة العدد كان المضغ ناقصاً مما يؤدي إلى إضطرابات هضمية إضافة إلى الآلام التي تسببها. عن الأسنان وكيفية العناية السليمة بها، يتحدث د. باسم السواح موضحاً أهمية الوقاية قبل وقوع الكارثة.
طب الأسنان فن مبني علي علم فنجد التجويف الفمي عبارة عن 32 سنة وضرساً تنقسم إلي أسنان أمامية وأخري خلفية (علوية وسفلية). أحياناً يزيد عدد الأسنان لدي البعض عن 32 سنة كما هو الحال في ضروس العقل، وفي بعض الأحيان يكون هناك أسنان فوق أسنان وفي تلك الحالات يجب تدخل أخصائي التقويم لإعادة رسمة الأسنان علي ما ينبغي أن تكون عليه.
ما هي تخصصات طبيب الأسنان؟
إنتهي زمن دكتور الكشكول فاليوم أصبح هناك تخصصات عديدة كأخصائي العلاج التحفظي وجراحة الفم وجراحة الوجه والفكين وأخصائي أشعة الفم والوجه والفكين وطبيب أسنان الأطفال وأخصائي تقويم الأسنان وعظام الفكين.
ما هي أسباب التسوس؟
هناك ثلاث أسباب تؤدي للتسوس أولهم العادات السيئة التي تتمثل في الغذاء مثل الإفراط في أكل السكريات وتتمثل أيضاً في عملية تنظيف الأسنان. أما السبب الثاني فينتج عن عوامل وراثية فإذا كان الأب والأم لديهم تسوس فقد يرفع ذلك من معدل الإصابة بالتسوس لدي الطفل، أما السبب الثالث فيرجع للضغوط النفسية والعصبية التي يتعرض لها الإنسان والتي تؤدي بدورها إلي التسوس وتفسيري الشخصي لهذا السبب هو أن اللعاب الموجود داخل الفم يحتوي علي مواد كيميائية تساعد علي عملية الهضم وضبط وترطيب الأكل وفي حالة الضغط أو التوتر ينشف الريق ويؤدي ذلك إلي حدوث التسوس لأن اللعاب هو الذي يحمي الأسنان من التسوس.
كيف يمكن للفرد تحديد إصابته بالتسوس؟
بداية، مهم جداً أن يكون هناك توعية في جميع المراحل العمرية ولذلك مهم جداً أن يتردد الفرد علي الطبيب مرة كل ستة أشهر للكشف وأنا شخصياً أفضل كل ثلاثة أشهر لتفادي المشكلة قبل تفاقمها. وتبقي المعضلة كون الغالبية لا تذهب لطبيب الأسنان إلا عند الشعور بالألم والذي يكون في الأغلب شديداً فقد أثبتت دراسة علمية أمريكية حديثة أن أشد درجات الألم بالنسبة للإنسان هو ألم الولادة ويليه ألم الأسنان ولذا لدي الكثيرين فوبيا من طبيب الأسنان. وللعلم، التسوس عملية لا تتوقف فهناك التسوس السطحي الذي يصيب الأسنان الأمامية ثم يمتد إلي الجوانب ثم يدخل علي العصب، ولذلك فعلاج التسوس في بدايته يُوفر الدخول إلي العصب لأنه عندما يدخل علي العصب يمتد ليصل إلي عضم الفك ويُسبب الخراج.
ماذا عن أنواع الحشو؟
الطب عموماً يتطور فيما يتعلق بتقنيات العلاج كل سبع سنوات أما طب الأسنان فتتكور تقنياته كل أربع سنوات مما يشير لولجود كثير من العلاجات المتطورة لعلاج الأسنان. هناك الحشو التقليدي البلاتيني والحشو التجميلي المعروف بالأبيض ويتم إستخدام هذا النوع من الحشو عندما تكون السوسة سطحية. يميل كثير من الأطباء إلي الحشو التجميلي لأنه أحدث وأجمل وأغلي برغم كون البلاتين أكثر فاعلية إذ تعمل خصائصه الطبيعية علي تحمل الضعط الذي يحدث أثناء عملية المضغ، لازلت شخصياً أصر علي إستخدامه للأسنان الخلفية والتي ليست بحاجة إلي التجميل. أما الأسنان الأمامية فالأفضل لها إستخدام الحشو التجميلي. أما في حالة وصول التسوس للقناة العصبية، فالأمر يزداد تعقيداً وصعوبة فنبدأ بعمل علاج للجذور عن طريق إزالة العصب ووضع مكانه مادة إلي حد ما ليس لها أي تفاعل مع الجسم ومواده المختلفة، ويتم بعدها غلق القناة العصبية بها حتي يمنع إنتقال التسوس وظهوره مرة أخري. وهنا يجب الإشارة إلي أن علاج الجذور بدون تركيب طربوش (غطاء) يساوي صفر ولا فائدة منه لأن الطربوش هو الذي يحمي الضرس ويمنع تكرار حدوث التسوس من جديد لذا فعدم تركيبه يُضعف من العلاج وفاعليته ويجعله مجرد إضاعة للوقت.
هل يصلح علاج الجذور لكل الضروس؟
بالطبع لا وللعلم من الأخطاء الشائعة تعميم أنواع العلاجات المختلفة علي كل الحالات أو كل المرضي علي إختلاف أنواعهم وحالاتهم ولذلك ينبغي أولاً علي الطبيب المعالج القيام بعمل أشعة ليتمكن من رؤية الجذر علي نحو دقيق ففي بعض الأحيان لا يصلح عمل علاج للجذور ومن ثم يضطر الطبيب إلي القيام بخلع الضرس.
عن غسل الأسنان وبرامج التوعية
هناك طريقتان لغسيل الأسنان، الأولي وفيها يتم تحريك الفرشاة من أعلي لأسفل مع رفع الفرشاة والطريقة الثانية هي طريقة النصف دائرة. وللعلم، فالإستخدام الخاطئ للفرشاة يؤدي إلي تآكل الأسنان وتآكل المينا وهي الطبقة السابقة للعصب وذلك يؤثر علي حساسية الأسنان ويُصبح عُرضه أكثر للتسوس. وأنا أري أنه ليس هناك معجون أسنان أفضل من الآخر أهم شئ أن نغسل أسناننا. مهم جداً أن يتم عمل برامج توعية وخاصةً في المدارس بحيث يقوم بها الطبيب عن طريق تقديم الإرشادات للأطفال، وعلي الأم أن تربي إبنها علي غسل الأسنان منذ الصغر ومهم جداً أن تهتم بغسل الأسنان بعد الرضاعة وذلك بقطنة مبللة بمياه دافئة ثم يتم توعية الطفل بكيفية إستخدام فرشاة الأسنان وغسل الأسنان بالطريقة الصحية.
هل تنصح بالدينتال فلوس؟
أنا لست من أنصار إستخدام الدينتال فلوس وهو ذلك الخيط الذي يتم إستخدامه لتنظيف الأسنان وإزالة بقايا الأكل لأنه غير عملي وليس سهل الإستخدام كما أنه ليس بإمكان أي شخص إستخدامه فالإستخدام الخاطئ قد ينتُج عنه فرولة الأنسجة والجروح.
ماذا عن زراعة الأسنان؟
زراعة الأسنان علم متطور جداً وفي أغلب الأحيان يعطي نتائج مرضية فهو عبارة عن وضع مسمار جزء مصنع من مادة تتلائم مع العضم وتترك لمدة خمس شهور في حالة وجوده في الفك العلوي وأربع شهور للفك السفلي ثم يتم تركيب الطربوش، ولكن زراعة الأسنان لا تناسب كل المرضي ولذلك مهم جداً معرفة إذا كان سمك العضم يصلح أم لا لوضع المسمار.كما أن زراعة الأسنان تكلفتها عالية وذلك لأننا نستورد تقنية المسمار الذي يدخل بالعضم من الشركات العالمية لعدم وجود تصنيع محلي ولهذا ترتفع التكلفة علي المريض، ونجد أنه ليس بإمكان كافة المرضي تحمل هذه التكلفة ويفضلون خلع الضرس.
متي يجب تنظيف الأسنان؟
يُفضل تنظيف الأسنان كل ستة أشهر وعدم الإكثار منها مع عدم الخوف عند نزول دم كثير أثناء التنظيف فهذا طبيعي.وتنظيف الأسنان عند الطبيب كان يتم بشكل يدوي أما الآن بالألترا سونيك ويشمل التنظيف إزالة الرواسب الجيرية وطبقات البلاك اللاصقة علي الأسنان وأيضاً يتم إزالة الصبغات الخارجية المترسبة علي مينا الأسنان
من هم أشهر الجراحين بمصر؟
أري أن الأستاذ الدكتور عماد سعيد والأستاذ الدكتور أحمد بركات رواد جراحة الوجه والفكين بمصر فهم أساتذتي وأعتز كثيراً بهما وقد تعلمت منهما الكثير. الجراحة علم أشمل من كونه خلع ضروس فهو جراحة الوجه والفكين ويندرج تحتها جراحات كسور عظم الوجه والفكين وتنقسم إلي جراحات صغري مثل خلع ضرس العقل، جراحات كبري مثل الجرحات التقويمية التي تتعامل مع تشوه عظام الفك، جراحات الفاصل (مفصل الفك) وهو جزء كبير من الجراحة ويتم تدريسه بفرده في الجامعة ولذلك يجب أن يكون الجراح علي قدر كبير من العلم والثقافة والإلمام بكافة التقنيات الحديثة في هذا المجال. ومن اللافت تلك الأيام إنتشار حالات الوجه والفكين الناجمة عن حوادث الطرق والحوادث بوجه عام ولهذا أدعو المجتمع المدني ومنظمات الصحة بعمل حملة للحد من حوادث الطرق.
كيف تري الجامعات الخاصة في مجال طب الأسنان؟
أنا ضدها تماماً فالعالم يضم مليون وتسعمائة ألف دكتور أسنان والسوق في مصر لا يحتمل كل تلك الأعداد وكلما يزيد العدد بكثرة تقل الجودة والكفاءة ولذلك أنا أؤيد نقيب أطباء الأسنان في عدم إستخراج عضويات نقابة لخريجي الجامعات الخاصة.
نصيحتك لطبيب الأسنان
علي طبيب الأسنان التعامل مع مرضي السكر والضغط والغدة الدراقية والحوامل بحذر شديد فتلك الفئات تقع جميعها ضمن دائرة الخطر، ولذلك لابد من وجود أدوات الطوارئ داخل العيادة ويفضل وجود ثلاجة تحتوي علي عصائر ليستخدمها أثناء إنخفاض الضغط والهبوط الشديد الذي يصاحبه. كما أنني أنصح ألا تزيد مدة زيارة المريض عن عشرين دقيقة. ومهم جداً وجود إستبيان دقيق يحصل من خلاله الطبيب علي معلومات كاملة ودقيقة عن المريض ليتمكن من علاجه ويصبح المريض مرايا أمام الطبيب. هذا الإستبيان يشتمل علي أسئلة هامة منها هل تعاني من مرض بعينه؟ هل سبق لك أخذ بنج؟ وغيرها من الأسئلة التي تجعل الطبيب علي دراية كاملة وعلم بملابسات حياة المريض لتفادي تعريض حياته للخطر.
كيف يمكن للمريض التأكد من تعقيم الأدوات؟
الإستخدام الأمثل والتطبيق الصحيح لشروط التعقيم أصبح مقياساً رئيسياً لإنخفاض العدوى وإنتشار الأمراض. ولذلك مهم جداً أن يطمئن المريض للعيادة أو المستشفى التى يتم العلاج فيها فلابد أن يرى أجهزة التعقيم أمامه (فرن الأوتوكلاف) وأن يطمئن بنفسه علي إتباع العيادة للطرق الصحية اللازمة لعمل التعقيم لمنع إحتمالية إنتقال العدوى أثناء فترة العلاج ولا مانع بل يجب أن يسأل ويستفسر وأن يرى أن كل الأجهزة والأدوات والتي تم إستخدامها للمريض السابق قد رُفعت بالكامل. وعلي المريض أيضاً التأكد من إرتداء الطبيب للقفازات الطبية والتأكد من تغير كوب ماء الشرب. هذا ويكون التعقيم فعالاً فقط إذا تم الحفاظ على تعقيم الأدوات حتى يتم إستخدامها لاحقاً، ومن ثم توضع الأدوات داخل أغلفة خاصة وكذلك الأجهزة لابد وأن يتم تغليف بعض الأماكن بها.
نصائح أخيرة للعناية بالإبتسامة؟
الوقاية خير من العلاج وكي نحافظ على جمال الأسنان وعلى صلابتها ونقيها من التعرض للتسوس أو الكسر، علينا زيارة طبيب الأسنان دورياً حتي في حالة عدم وجود مشكلة ليتمكن الطبيب من ملاحظة مشاكل أسناننا منذ بداياتها ويستطيع تقديم النصح والإرشادات التي من شأنها وقايتنا من الألم ومن المشاكل العرضية الأخرى كما ينبغي علينا مراجعة طبيب الأسنان فور الشعور بألم بالأسنان كيلا تتفاقم الحالة.مع الإلتزام بتنظيف الأسنان بإنتظام وخاصةً قبل النوم مباشرةً.
نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب
