التدريب على الحياة ممارسة لا غني عنها

من منا لا يوجد لديه العديد من المشاكل سواء على المستوى المهنى أو الشخصى؟ من منا غير قادر على تحديد «هو عايز إيه؟». أثبتت الدراسات أن 99% من الناس بمختلف ثقافتهم وجنسياتهم لا يعلمون ماذا يريدون من الحياة. وعليه، كان هذا اللقاء مع المدرب تامر الشيخ للتعرف أكثر على مجال التدريب على الحياة وفنونه وأسراره.

من أنت؟
أنا تامر الشيخ، مدرب بمجال التدريب على الحياة، مُقيم بإنجلترا وسأقوم بزيارة مصر قريباً. بعد حصولي على بكالوريوس إدارة الأعمال وكان تخصصي الفرعي في التسويق، إنضممت للعمل في وكالة ساتشي أند ساتشي العالمية للإعلان حيث كنت أعمل مع عدد كبير من كبار العملاء مثل قناة ديزني وبيتزا هت، بعدها إنتقلت للعمل في شركتي لوريال وبريتش أمريكان توباكو حيث ساهمت في تسويق عدد من أشهر العلامات التجارية العالمية منها لانكوم ودانهيل وغيرها من العلامات التجارية المعروفة عالمياً وكنت مسئولاً أيضاً عن إبتكار Fragrant Jobs والتي تعد من أول البوابات الإلكترونية للتوظيف في مجال مستحضرات التجميل. أعمل حالياً كمدرب معتمد من قبل معهد التدريب على الحياة، حيث حصلت على دبلوم معتمد بإمتياز كما حصلت أيضاً على شهادة مدرب معتمد من أكاديمية التدريب The Coaching Academy بالإضافة لكوني عضو بالإتحاد الدولي للتدريب في ICF وإستكملت بنجاح المستوى الأول من برنامج Voice Dialogue Facilitator.
.
وما هو مجال التدريب على الحياة؟
التدريب على الحياة ببساطة هو المجال الذي يتعامل مع الأشخاص الذين يريدون تحسين حياتهم بطريقة مُحددة ويتضمن ذلك تغيير مجال العمل، إيجاد علاقات إجتماعية صحيحة، تحقيق إنجازات متميزة في مجال العمل، فقدان الوزن أو زيادة فهم الإنسان لذاته. يتعامل التدريب على الحياة أيضاً مع الضغوط النفسية وكيفية التحكم فيها وكذلك يرسخ مفاهيم إدارة الوقت ووضع الأهداف وبعض المجالات الرئيسية الأخرى لتحقيق التغيير بما يساعد العميل على تحقيق درجة أعلى من التوازن في حياته بما ينعكس بصورة أفضل على القيم الشخصية وترتيب الأولويات. ويختلف هذا المجال عن العلاج النفسي تماماً فمجال التدريب على الحياة يركز بصورة أكبر على «الأن والمستقبل»، أكثر من تركيزه على الماضي فالتركيز على الماضي يرجع للطبيب النفسي الذي بدوره يركز على ما حدث وعلى تأثيرات الماضي. كما يركز التدريب على الحياة بصورة أكبر على الأهداف والسلوكيات أكثر من تركيزه على المشاعر والأحاسيس، هذا بالإضافة لطبيعة العلاقة بين المدرب والعميل، فهي علاقة أكثر توازناً وتعادلاً إذا تمت مقارنتها بالعلاقة التي بين المريض والمعالج خلال عملية العلاج النفسي. تبدأ عملية التدريب بجلسة الإستكشاف التي بدورها تحدد عدة تساؤلات منها، أين تري نفسك؟ وماذا تريد أن تكون؟ ونبدأ بدراسة الخطواط والمعوقات وكيف نصل فى النهاية للهدف المرجو، تستغرق دورة الإستكشاف ما بين ساعتين تقريباً ويتبعها بعد ذلك سلسلة من الدورات التدريبية العادية.

هل تري المجتمع المصري بحاجة للتدريب على الحياة؟
يحتاج المصريون التدريب على الحياة أكثر من أي وقت مضى وذلك لعدة أسباب مختلفة ولكن الإحتياجات الإنسانية الأساسية تبقى ثابتة دون تغير من دولة لأخرى فالعمل وضغوط الحياة والعلاقات والحب وغيرها من الأشياء التي بدورها تؤثر على حياة كلِ منا بغض النظر عن خلفيته الثقافية أو الإجتماعية هي من الثوابت التي تحتاج إلي التعامل معها بغض النظر عن المجتمع والجنسية أو البلد. إنها مجموعة العوائق النفسية والذهنية التي يحملها كل منا والتي يعود معظمها لنمط التربية ومنظومة المعتقدات الثقافية التي تمنعنا عن تحقيق إنجاز حقيقي كأشخاص ومن ثم التمتع بحياة صحية وسليمة.

ألم تخف من كون المجال غريب على مسامع البعض؟
على العكس، لقد أصبح مجال التدريب على الحياة أكثر قبولاً وشعبية خاصة بين الرجال وخصوصاً بين الأشخاص القلقين من زيارة المعالج أو الطبيب النفسي حيث لا يرغب الكثيرون في الإعتراف بوجود مشاكل نفسية لديهم وبالتالي لا يتصف الذهاب لمدرب الحياة بوجهة النظر السلبية هذه. إنها في الحقيقة لا تعد وصمة عار أن تذهب لمدرب الحياة، فأصبح الموضوع «موضة» ويتسم بالقبول الإجتماعي. ولذلك فإنّ لقد أصبح مجال التدريب على الحياة من أكثر المجالات الصاعدة بقوة وأكثرها نموا في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، وهي بالتأكيد تزداد شعبية في الشرق الأوسط مع زيادة عدد المدربين المحترفين في هذا التخصص. وهناك عدد قليل من مدربي الحياة في مصر حالياً، وبالتأكيد ستتجه أعدادهم للإزدياد خلال الأعوام القليلة القادمة. ومصر تعد من المجتمعات التى تتقبل هذا النوع من التدريب على الرغم من بعض المعتقدات الخاطئة عن الطبيب النفسي وما إلى ذلك.
مجال التدريب على الحياة يركز بصورة أكبر على «الآن والمستقبل»، أكثر من تركيزه على الماضي فالتركيز على الماضي يشغل للطبيب النفسي الذي يركز على ما حدث وتداعياته

من هو الجمهور المتسهدف؟
هذا سؤال هام للغاية. بالنسبة لى علي وجه التحديد وكما سبق وأن ذكرت، أنا أعيش فى إنجلترا وأنتى تعلمين أنها متعددة الجنسيات، منهم العرب والأجانب فلا يوجد لدي جمهور محدد ولكن من يري أن لديه إستعداد لتحسين حياته أو حتي الرغبة في ذلك فمرحباً به بغض النظر عن سنه وعمله أو جنسيته وما غير ذلك. فدوري في الأساس هو تقديم نصائح لكل الأشخاص الراغبين في الحصول على مساعدة من مدربي الحياة، ولكن على البعض توخي الحرص التام عند إختيار مدرب الحياة الذي سيذهب إليه. والسبب في ذلك يعود لحداثة هذا المجال في مصر وبالتالي عدم خضوعه لأي نوع من التنظيم أو الخضوع لقواعد مهنية ثابتة فمن السهل على أي شخص الإدعاء بأنه مدرب حياة متخصص ومعتمد. لذا ينبغي دوماً التأكد من التأهيل العلمي والعملي للمدرب، ولا تخجل من مطالبة المدرب بالشهادات والمؤهلات والدورات التدريبية التي حصل عليها. فمعظم المصريين للأسف يتخذون قرارهم بالشراء، بناءً على المظهر الخارجي للعبوة دون النظر لجودة المنتج الذين يقومون بشرائه وهذا ما ينطبق تماماً على مدربي الحياة وهو الأمر الذي قد =يسفر عن كوارث كبيرة ولا يحقق للفرد ما يريد.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda