لماذا يفشل الزواج؟

سؤال يطرحه العديد ممن لم يمروا بتلك التجربة أو ربما من مروا بها و إلى الآن لم يدركوا بالفعل لماذا إنتهت العلاقة. هناك كثير من الأسباب التى قد تؤدى للفشل وإستحالة إستكمال تلك الرحلة. وللحق، لا يجوز لوم طرف بعينه علي الفشل فالجميع مسئول عن هذا الفشل. ويبقي السؤال ما الذي يُصيب الزواج ويجعله يتحول من النجاح إلى الفشل؟ ما زالت الأرقام تُصيبنا بالتوتر والخوف إذ أثبتت الإحصاءات أن من كل حالتين زواج يذهب زوج منهم إلى المأذون للطلاق وهو ما يعني كون نصف عدد المتزوجين عرضةٌ للطلاق ولو لمرة واحدة خلال الحياة الزوجية. تحتاج منا العلاقة الزوجية لكثير من الصبر والتفاهم والثقة والتواصل اللفظي الفعا من أجل علاقةٍ عاطفية قوية وصحيةٍ ويبقي الحب عنصراً شديد التأثير والفاعلية بين الزوجين. عن أسباب فشل الزواجو كان هذا التحقيق.

تبدو الحياة العائلية كالحياة بين أحضان الطبيعة بها الورود المورقة والإشواك الحادة. والحياة بين الزوجين بكـل ما يسودها من مشاركـة إيجابية بالعُسر واليُسر وما يتسرّب إليهـا من خلافـات يجـب أن تظـل صامـدة وتحفـظ إستقرارها فالـزواج قـرار إرادي مصيري ينطوي على إعتبارات رفيعة تبدأ منها حدود العائلة. وعقد الزواج في جوهره هو دعوة عميقة لحياة إنسانية يسودها الحب والرضى والإحترام والتفاهم والتوافق والثقة المتبادلة. ولم يكن الزواج يوماً سوى مشروعاً إنسانياً إجتماعياً الهدف منه تأسيس عائلة وإنجاب أطفال وتربيتهم تربية صالحة وعليه يترتب على الزوجين ألا يستهترا بها بل ينظرا إليها نظرة صحيحة. فالزواج ليس مشاركة عاطفية فقط, بل مشاركة إنسانية أيضاً تُملي على الزوجين الإلتزام بالضوابط والمعايير والثوابت التي تضبط مسيرة الحياة الزوجية. ويبقي الزواج حجر الأساس لبناء أسرة مثالية ويجب الحفاظ عليه على أساس قوي متماسك،

الثقة تبني الأساس والغيرة تهدمه
أولي أسباب فشل الزواج هو إنعدام الثقة والشك وعدم البوح بأسرار صدورنا لأقرب الناس، هو أصعب تلك الأمور التي تؤدي للفشل والطلاق، تأتي عدم الثقة نتيجة بناء الحواجز حول أنفسنا، أو نتيجة رد الفعل أو الخوف من شريك الحياة، ويمكن حلها بحعل شريك الحياة صديقاً فنحن نبوح لأصدقائنا بكل شيءٍ. وعليه، علينا ألا نتخذ ردود أفعالٍ سيئةٍ تجاه شريك الحياة حين يبوح بأمر ما بل التصرف بعقلانية وبهدوء وحتى وأن شعرنا بالغيرة أو بالتوتر والخوف كما يفعل الأصدقاء. ومن إنعدام الثقة إلي الأنانية وتوابعها فالأناني يُزعج الآخرين ويفرض رأيه لحد المضايقة معتبراً أنه دائماً على صواب والآخرين على خطأ. وفي الحياة الزوجية، إذا كان أحد الطرفين أنانياً، لا بدّ أن تقع المشاكل إذ تُولد ميلاً لتحقيق طموحاته ومصالحه وتُثنيه عن التفاعل مع إهتمامات الطرف الآخر مُتجاهلاً ما قد تثيره الأنانية من إزعاج لرفيق الدرب الذي يصير بطبيعة الحال عاجزاً عن الإستمرار في مشاركة مماثلة. أما الغيرة فتقتل قاتلة الحب وتهدم كيان الأسرة وأسبابها متعددة فهي حالة نفسية معقدة وحساسة تفرض حول الزوج أو الزوجة حصاراً من الحيرة وهي نوع من الإنفعال النفسي الذي يدفع الرجل أو المرأة غالباً لإتخاذ موقف من شريكه بعيداً عن المنطق فالغيور إنسان عاجز عن كبح جماح غيرته والسبب في الأغلب إما حب الإمتلاك أو عدم ثقة بالنفس والشريك فهي نتاج للشعور بالنقص وترجمة لعقد نفسية تعبث بأمننا النفسي وتهدد سلام معنوياتنا.والغيرة نوعان غيرة مرضية وغيرة منطقية. وفي بعض الحالات تكون دوافع الغيرة سطحية، فقد يغار أحد الزوجين من الأب أو الأم أو قريب أو صديق. وفي هذه الحالة تكون أسباب الغيرة مرضية.فالإفتقار للنضج النفسي والعاطفي هو نوع من الإكتئاب يُفرغ شحناته الإنفعالية عن طريق الغيرة اللامنطقية، ومن الصعب التفريق بين الغيرة المرضية والغيرة المنطقية، إلاّ بعد البحث والتنقيب عن أسبابها ودوافعها. بيد إن النتيجة النهائية واحدة في الشعور باليأس والإحباط والفشل.

عن العناد والكبرياءوعدم المسئولية
العناد والكبرياء مرفوضان العلاقة الزوجية فالعنيد إنسان متسلّط يفرض رأيه ويرفض الحوار والكبرياء يملأ النفس غروراً فيرفض صاحبه الإصغاء لنداء العقل. فإذا كان أحد الزوجين يأسره الكبرياء ويتصرّف بعناد فلا رجوع عن فكرة ولا تفاهم في مسألة ويرى أنه دائماً على حق وسيّد كل موقف. يكون السبب عدم النضج الكافي في التفكير والرؤية الموضوعية لمتطلبات الزواج مما يتسبب في إنهيار العلاقة وحدوث الخلافات. ولأن كل علاقة زوجية تتطلب نضوجاً وتفهماً وإنصهاراً مع الآخر فعلى الزوجين بناء حياتهما إستناداً لخبرة عميقة وبقسط أوفر من الحب والتفاهم المتبادل وأن يجعلا للتواضع مكانة بينهما. كثيرٌ من الأزواج يعتقدون أن الزواج أمرٌ بسيطٌ وكأنه مجرد إستقلالٌ عن الأهل ثم يفاجئون بمسئوليات الزواج والاطفال فتبدأ الخلافات نتيجة عدم الرغبة بتحمل المسئولية.

داخل جدران المنزل
بعيداً عن طباع الزوجين، هناك أسباب داخلية أخري قد تؤثر سلباً علي الزواج فذوي الدخلٌ الثابتٌ أقل عرضةً للطلاق وهو الأمر الذي يأبي الكثيرون الإعتراف به فكما أن كثرة المال لا تضيف قوةً للزواج، يكون إنعدامها سبباً لإنهياره. كثيرٌ من الأزواج أيضاً يكفون عن العناية بأنفسهم بعد الزواج وكذا الإهتمام ببعضهم البعض علي فرضية كون الزواج أمرٌ مسلمٌ به ولا يحتاج لعناية وجهد وهو أمراً خاطئاً يقع به 50% من الازواج اليوم. ولعل أحد أكثر أسباب الطلاق يأتي جراء الزواج بسرعة ودون معرفةٍ جيدةٍ ومُسبقةٍ لشريك الحياة. نعم، هناك حب من أول نظرة ولكنه يحتاج لعوامل أخري ليستمر. يحدث أيضاً أن يُؤدي الإدمان لفشل الزواج سواء كان إدمان الكحول والمخدرات أو الإنترنت والسهر خارج المنـزل. تكون أيضاً أكثر من 80% من حالات الطلاق بسبب تدخل العائلة أو الأصدقاء في المشاكل بين الزوجين وتكون تلك التدخلات كالسم في العسل بدعوي المشورة التي تنقلب سُماً يقتل الزواج في ثواني معدودة،

بين الماضي والخيانة
لكلٍ من الزوجين حياة سابقة بها معارف وأصدقاء وحين ننظر للأمر هكذا لن نجد غضاضة بإعتبار تلك العلاقات أمرٌ مضى وبالتأكيد لا يفيد الحديث عنها بين الزوجين بل علينا تجاهلها بصورة عقلانية وخاصةً من جانب الزوجة. أما الخيانة، فشيء آخر وغالباً ما تؤدي للطلاق كحلٍ وحيدٍ، وتكون الخيانة بنظر الزوج ضربةً قاسمةً لعلاقة الزواج بعكس الزوجة التي قد تتحمل العيش مع جرح في القلب لتحافظ على بيتها وأولادها. هذا ويتزوج أغلب الناس نتيجة ضغوطٍ من الأهل والأقارب وهو الأمر الشديد الخطورة إذ ينبغي أن ينطوي الزواج ولو علي قدر قليل من الحب ولو الإعجاب المتبادل ولا يكون ذلك سوي بالتأكد من كون قلوبنا فارغة وخالية وبها مساحة لدخول الشريك. وأخيراً، هناك أسباب أخرى لفشل الزيجات ولكن تحت التصنيف العاطفى والجنسى والشخصى منها إضطراب شخصية أحد الزوجين أو كلاهما وعدم التوافق فيما بينهم مع القصور فى فهم النفس وإستيعاب احتياجات الطرف الآخر أو عدم القدرة على التعايش مع الآخر، وأخيراً العدوان سواء كان لفظياً أو جسدياً. أما الأسباب العاطفية فتتلخص فى غياب الحب والشك والرغبة فى التملك فيما تكون الأسباب العائلية نتيجة التدخل المفرط من إحدى أو كلتا العائلتين وتأخر الفطام العائلى لإحدى الطرفين ووجود حالات خلاف فى العائلة. للفشل أيضاً جانباً دينىاً يتلخص بعدم إدراك قداسة العلاقة الزوجية وغياب مفاهيم السكن والمودة والرحمة وعدم وضوح دور الرجل والمرأة وواجباتهما مع سوء إستغلال مفهوم القوامة وغياب الصبر والرضا والتسامح. ذلك بالإضافة إلي ضغوط العمل والحياة عموماً وتهديد التفوق الذكورى. أما عن الأسباب الجنسية فهى السبب الحقيقى والأهم فى فشل كثير من العلاقات الزوجية ولابد من محاولة إنقاذها مبكراً قبل أن تتفاقم وتتحول لمعضلة. ويبقي البحث عن أتفه الأسباب لخلق الخصام واللامبالاة المتعمدة وغير المتعمدة من قبل أحد الطرفين مع التعلق المفرط بالآخر أو البعد التام عنه من العوامل المؤثرة في تدهور العلاقاة الزوجية. فبالرغم من الحياة تحت سقف واحد، قد يحيا الزوجان كالغرباء وأحياناً لا يقو أحدهما على كتمان أسرار بيت الزوجية مع إغفال المناسبات واللفتات البسيطة كنسيان كأعياد الميلاد وتاريخ الزواج والتقليل من إحترام الآخر أو عدم الإعتراف بقدراته وما يفعله لأجل الحفاظ علي الحياة والإستمرار بها، فتكون النهاية ويكون الطلاق.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda