فحوصات لا غني عنها

يظل قرار إختيار شريك الحياة من أهم القرارات بحياة الزوجين، ولكن للأسف قد لا يكون الإعجاب أو الحب كافياً لإتمام الزواج، فهناك كثير من الأزواج الأحباء غير قادرين على الإنجاب أو ينجبون أطفالاً مرضى لأسباب كان يمكن تجنبها لو أجريا فحوصات قبل الزواج. والهدف من إجراء الفحوصات هو تجنب مخاطر أو تبعات قد تحدث للجنين أو تؤثر في قدرة أحد الزوجين على الإنجاب. ومن الأمراض التي يمكن إكتشافها قبل الزواج وعلاجها مرض الثلاسيميا وهو مرض وراثي دموي أصله من منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وينتج عن خلل في الجينات يسبب فقر الدم المزمن، وهو مرض قد يسبب للوفاة لدي المصابين. أحياناً، لا تظهر على حامل المرض أية أعراض ظاهرة ولكن يمكن تشخيصه بالتحاليل الطبية. هذا وتنقسم فحوصات ما قبل الزواج لثلاث أقسام رئيسية وهي  فحوصات لتجنب الأمراض الوراثية وفحوصات لمعرفة قدرة المقبلين على الزواج على إنجاب الأطفال وأخيراً فحوصات لمعرفة إن كان أي من الطرفين يحمل أمراضا قابلة للنقل من طرف لآخر بالاتصال الجنسي أو المخالطة اللاصقة.

لتجنب الأمراض الوراثية
بجانب الثلاسيميا، علي الزوجين إجراء عدد من الفحوصات الوراثية وهي باقي فحوصات الدم و تكسرها، وثلاسيميا الدم هو مرض ينقل بالوراثة ويؤثر على عمر الكريات الدم الحمراء. ففي مرض الثلاسيميا تحصل طفرة في مكونات الهيموجلوبين مما يسبب تكسر بخلايا كرات الدم الحمراء ويحاول الجسم تعويض هذا النقص بزيادة تكاثر كرات الدم الحمراء ومن ثم تصبح كثير من عظام الجسم وأعضاؤه هي مصنع للنخاع العظمي مما يؤدي لإنتفاخ جمجمة الرأس وكبر الطحال والكبد، ولكن كل هذا الإنتاج الكبير من كرات الدم الحمراء يفشل في تعويض الهلاك الذي تتعرض له كرات الدم الحمراء فيضطر الطبيب لنقل الدم للمريض بصفة مستمرة. ويكون نقل الدم عادة مصحوبا بزيادة نسبة الحديد في جسم المصاب مما يسبب له ضررا بالغاً على الكبد والقلب وزيادة فرصة الإصابة بالتهابات فيروسية للكبد. غالباً ما ينتهي الأمر بالمصابين بهذا المرض بالوفاة خاصة في العقد الثالث من العمر إلا إذا أجريت لهم عملية زرع نخاع جديدة. ولعل مرض الثلاسيميا ليس الوحيد الذي يصيب الدم ولكنه الأكثر انتشار في الأردن وهناك مرض لا يقل عنه إنتشار خاصة بدول الخليج وهو الأنيميا المنجلية وينتج عن طفرة جينية للهيموجلوبين مما يؤدي لنفس أعراض مرض الثلاسيميا. أما الأمراض الوراثية الأخرى فيكون الفحص عادة إنتقائيا طبقاً لظروف كل عائلة، فينصح المقبلين على الزواج أن يفتشوا في أمراض العائلة فإن وجدوا مرضاً وراثياً بالعائلة فينصح بإستشارة أخصائي وراثة عن الطرق الوراثية لنقل هذا المرض و كيفية فحصه.

القدرة علي الإنجاب
وينصح بها بشدة إن كان الطرفين يرغبان بالإنجاب وحتى لا يصاب أي من الطرفين بكآبة تنغص عليه حياته إن وجد قرينه لا يستطيع الإنجاب أو يستطيع ولكن فقط عن طريق أطفال الأنابيب. يجب أن تشمل هذه الفحوصات فحص الحيوانات المنوية لدي الرجل لمعرفة عددها ونسبة السليمة منها وكذلك نسبة الحركة الفاعلة فيها كما ينصح بعمل هرمونات الذكورة للإطمئنان على الوضع الصحي للإنجاب. أما للأنثى فينصح بشدة عمل تحليل هرمون في اليوم الثالث من الدورة الشهرية بالإضافة لفحوصات الهرمونات الأخرى المنظمة للدورة.

الأمراض القابلة للإنتشار
وتشمل فحوصات الأمراض القابلة للإنتشار عبر الإتصال الجنسي فمن حق كل طرف يريد الإرتباط بالطرف الآخر أن يكون على علم مسبق وكامل بموقف الشريك من مثل تلك الأمراض كيلا يشعر بالغبن أو أن حياته في خطر مستمر، ومن تلك الفحوصات عمل وظائف الكبد والتهاب الكبد الوبائي والالتهابات الجنسية بالإضافة لأمراض الكلى المزمنة. فان كان أحدهما مصاب بالتهاب الكبد الفيروس «ب» فينصح بشدة للطرف الآخر أن يأخذ مطعوم التهاب الكبد للفيروس «ب» والمتوفر بأغلب الصيدليات وذلك إذا أراد الارتباط بالطرف المصاب. أما إن كان أحد الطرفين مصابا بالتهاب الفيروس سي فعليه أن يعلم الطرف الآخر أنه لا يتوفر الآن طعم مضاد للفيروس أما الإلتهابات الجنسية الأخرى فأكثرها مرض الزهري والهربس الجنسي وينصح إن كان أحدهما يشك أن الطرف الأخر يحمل أحد هذين المرضين أن يطلب من شريكه الفحص خاصة أن الإنتشار بين الطرفين لهذين المرضين أسرع بكثير من الأمراض الأخرى.

تحاليل أساسية قبل الزواج
• صورة دم لتشخيص فقر الدم وتحديد نوع الهيموجلوبين والتعرف على فقر الدم المنجلي أو التلاسيميا.
• كمية الأجسام المضادة للحصبة الألمانية مع إعطاء التطعيم قبل الحمل في حالة عدم وجود مناعة.
• تحليل إلتهاب الكبد بالفيروس (ب) وإعطاء اللقاح في حالة عدم وجود مناعة
• نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) وبإقرار من طالب الفحص.
• الأمراض الجنسية مثل الزهري و السيلان
• فحص خلايا عنق الرحم لمن سبق لهن الزواج
• فحص الثدي مع عمل أشعة لحالات مختارة
• فحص اختياري لمرض السل
• فحص انتقائي لطفيل التوكسوبلازما
• فحص فيروسات الهربس والسيتوميجالوفيروس والفاريسيللا
• فحوص للكروموسومات عند الضرورة
• فحص للسائل المنوي للزوج وعمل مزرعة متي استلزم الأمر
• فحص بعض الهرمونات إذا وجد ما يستدعي ذلك

وأخيراً وليس اخراً تظل الرغبة في المعرفة هي الأساس في اجراء الفحوصاتن الطبية التي تبدأ قبل الزواج بفحص الدم لمرض الثلاسيميا وتمتد لأكثر بناء على رغبة المقبلين على الزواج لمعرفة الكثير عمن يودون الإقتران بهم.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda