كثير من السيدات تكتسبن بعض الكيلوجرامات الإضافية أثناء الحمل وتفاجئ بالتغيير فى الشكل بعد الولادة، فتُصبن بالإحباط والإكتئاب ويُسيطر وقتها على عقل المرأة فكرة واحدة فقط «يجب أن أفقد الوزن الزائد بأسرع وقت ممكن» فتبدأ رحلة الريجيم القاسي لفقدان الوزن سريعاً دون دراية بسلبيات ومخاطر تلك الطرق فى فقدان الوزن. ولعل الأشهر هو نظام التحطيم أو Crash Diet وهو المصطلح الذى يُطلق على نظام الرجيم القاسى لفقدان الوزن سريعاً. إنه ليس حلاً جيداً لفقدان الوزن فالحمية القاسية تحمل العديد من المخاطر الصحية إضافة لحتمية زيادة الوزن مُجدداً بمجرد التخلى عن هذا النظام. عن نظام التجويع أو التحطيم ومخاطره، كان هذا المقال.
غالبا ما تبدأ الحمية القاسية بالعمل بعد بضعة أيام حيث يُصدم الجسم بالوجبات التى يتناولها ويذهب لوضعية التجويع Starvation Mode فتجدين الجسم يخسر الوزن سريعاً، ولكنك فى الحقيقة لا تخسرين الدهون المخزنة وإنما الوزن الذى تفقدينه هو مخزون الجسم من الجليكوجين عندما يحرق جسمك مخزون من الجليكوجين تخسرين الماء أيضاً فيبدو خسارة لافتة بالوزن لكنها في الواقع غير ذلك.
معدل الحرق الخاص بجسمك هو الذى يؤدى إلى ظاهرة اليويو فعندما تلجئين لأحد النظم القاسية فأنت تجوعين جسمك، وكنوع من أنواع الدفاعو يلجأ الجسد لحماية نفسه من التجويع فيُقلل فعل الأيض إلى القليل من السعرات.عند البدء بتناول الطعام مرة أخرى ومن ثم تكسبين الوزن بسهولة أكثر. ويمكن أن يستغرق جسمك شهور أو سنوات حتى يتكيف مرة أخرى مع زيادة السعرات التى تتناوليها. عندما تلجئين للعديد من أنظمة التجويع ويبدأ الجسم فى حرق العضلات بدلاً من الدهون. كلما تخسرين المزيد من الوزن على نظام التجويع، كلما يبطئ الأيض أكثر وأكثر وكلما يبطء الأيض كلما كانت نسبة زيادتك لوزنك أكبر عندما تبدئين بالأكل مرة أخرى. هذه الدائرة من خسارة الوزن ثم زيادته ثم خسارته ثم زيادته تسمى بظاهرة اليويو تمثيلاً باللعبة التى تسقطها أرضاً فترد إليك وتسقط وهكذا. إتباع نظام غذائى قاسى يُفقد كثير من الوزن ومن أمثلته التقليل الرهيب بعدد السعرات الحرارية أو تلك الأنظمة التى تحتوى على نسبة كبيرة من البروتين والخالية من الكربوهيدرات. خلال تلك الأنظمة، ينتابك الشعور بعدم الراحة وتعانين من تساقط الشعر وتكسير الأظافر وأوجاع المفاصل والإرهاق فتتخلين عن النظام وتلجئين للإكثار من الطعام بسبب الإكتئاب والحرمان الذى سببه النظام الغذائى كما يُؤدى الحرمان للأكل حتى مع عدم الشعور بالجوع كما ينخفض يكون معدل الأيض نتيجة للرجيم المزمن ومن ثم يزداد الوزن أكثر مما كنتى عليه سابقاً. تلك الزيادة بالوزن تُؤدى للإحباط والإكتئاب ويدفع للرجوع لتلك النُظم مرة أخرى.
عن اليويو فى الرجيم
يؤدي نظام الحرمان الغذائى لتقلب المزاج بالإضافة لعدد من الأعراض الأخري منها الإنفعال الزائد والتعب والرغبة الدائمة فى النوم ولأن جسدك لا يحصل على الفيتامينات والمعادن التى يحتاجها للحصول على الطاقة ستشعرين بالرغبة الشديدة للطعام مما يؤدى لمزيد من الإكتئاب أو إضطرابات الأكل كالشعور بالرغبة فى القئ أو فقدان الشهية أو الشره المرضى وهى حالة نفسية من الخوف الشديد من إكتساب الوزن بعد الطعام فيلجأ المريض للقئ الجبرى ليتخلص من الشعور بالذنب. هذا وتحمل الحمية الغذائية القاسية عدد من المخاطر الصحية قصيرة وطويلة المدى. من الأخطار قصيرة المدى الأكثر شيوعاً سوء التغذية التى تؤدى للأنيميا ومن الأخطار طويلة المدى هشاشة العظام التي تبدأ فى ترشيح الكالسيوم لتعويض نقصه بالجسم وتشمل تلك المخاطر أيضاً تلف خلايا المخ والكلى والقلب والأعضاء الحيوية الأخرى. عندما تلجأ لنظم الحرمان على المدى الطويل التى تحتوى على سعرات حرارية منخفضة جيداً فلا تحصل الأعضاء الحيوية على الطاقة الكافية التى تحتاجها للعمل فيبدأ الجسم بحرق أنسجة القلب والكبد والكلى والدماغ على المدى الطويل وقد يصل الأمر لأزمة قلبية أو سكتة دماغية أو فشل بالكبد أو الكلى.
وتدعى بعض أنظمة التحطيم الغذائية إحتوائها على أطعمة تساعد على فقدان الوزن. وللعلم، لا يوجد ما يُساعد على رفع معدل التمنثيل الغذائي ومن ثم إنقاص الوزن سوي ممارسة الرياضة لحرق مزيد من السعرات الحرارية. عليك أيضاً التخطيط لفقدان الوزن بصورة تدريجية والنزول ببطئ 1-2 كيلو أسبوعياً هى الأنسب والأفضل لفقدان الوزن. وللحصول علي أفضل النتائج، عليك بالمشي لمدة نصف ساعة علي الأقل يومياً. ووزنك هو التوازن والمعادلة بسيطة. إذا كنت تأكلين سعرات حرارية أكثر من التى تحرقينها فسيزيد وزنك وإذا كنت تأكلين سعرات حرارية أقل من التى تحرق ، فسينقص وزنك. رطل الدهون= 3000 سعرة حرارية فإذا خفضت سعراتك الحرارية اليومية 500 سعراً، فستخسرين نحو رطل أسبوعياً (500 سعره فى اليوم × 7 = 3500 سعره حرارية).
عن اليويو فى الرجيم
يظل تغيير نمط الحياة علي المدي البعيد هو الأمثل وليس النظام الغذائى أو الإصلاح السريع الذى تحققه النظم الغذائية العنيفة علي المدي القريب كما يظل الإختيار الصحيح لنوعيات وكميات الطعام وممارسة الرياضة الأفضل فى التغلب على الوزن الزائد. إعلمي أيضاً أن الدعم الإجتماعى يعنى الكثير لإنجاح الخطة، أحيطي نفسك بالأشخاص الإيجابيين فتشجيع المحيطين سيعطيك دفعة قوية للوصول للهدف خاصة إذا كان هناك هدف مشترك بينك وبين أحد الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة. إستعدي أيضاً بمجموعة من الأهداف على المدى القصير لتكون دوافع قوية لك. رددي مثلاً «أحب هذا الفستان كثيراُ وأتمنى أن يناسبنى فلأخسر 6 كيلو هذا الشهر ليُمكننى إرتدائ». سجلى مجهودك وطعامك اليومي بحافظتك اليومية وقومى بوزن نفسك مرة واحدة أسبوعياً علي نفس الميزان. سجلى أىة إخفاقات أثناء الحمية وراجعى كل المعلومات بنهاية
الأسبوع وقارنيها بالنتيجة. إعلمي أيضاً أن الأمر قد يستغرق بعض التجارب لتجدى الغذاء المناسب فأساسي أن تحبي نظامك الغذائي لتستمري عليه طويلاً بدون إحباط. جربي أنواع كثيرة من الطعام فالمفتاح هو أن تجدى ما يناسبك ولا تنسى اليوم المفتوح في نهاية الأسبوع لتأكلي كل ما تحبي ولا تشعري بالحرمان. وأخيراً، تذكرى دائماً لا للحمية القاسية التى تؤثر عليك نفسياً وصحياً ونعم لنمط حياة صحيح يُفقدك الوزن الزائد بشكل صحى من دون رجعة.
نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب
