الإلتهاب الرئوي المشكلة والحل

يحدث الإلتهابُ الرِّئوي أو «ذات الرّئة» نتيجةً للعدوى في أغلب الأحيان، وتشكِّل الجراثيمُ والفيروسات والفطريات الأسبابَ الثَّلاثة الأكثر شيوعاً لهذا المرض كما يُمكن أن تحدثَ الإصابةُ بالإلتهاب الرِّئويِّ أيضاً بسبب إستنشاق سائلٍ أو مادَّةٍ كيميائيَّة عن غير قصد ويكون من تجاوز الخامسة والستِّين والأطفال دون العامين الأكثر عرضة للإصابة بالإلتهاب الرِّئوي. 

يُعاني المُصابُ بالإلتهاب الرِّئويِّ من صُعوبةٍ في التَّنفُّس ومن السُّعال والحُمَّى. ويساعدُ الفحصُ الطبي على تشخيص المرض كما تُساعد الصُّورةُ الشُّعاعية للصَّدر وإختبارات الدم على تحديد المشكلة ووضع التِّشخيص النِّهائي. وتعتمد المعالجةُ على تحديد السَّبب، حيث تُعطى المُضادَّاتُ الحيوية إذا كان المسبِّب جرثوماً، أمَّا الإلتهابُ الرِّئويُّ الفيروسيُّ فقد يتحسَّن بالراحة وتناول السوائل. يبقى تجنُّبُ الإصابة بالإلتهاب الرِّئويِّ أفضل من معالجته؛ حيث تتضمَّن إجراءاتُ الوقاية غسلَ اليدين بشكلٍ متكرِّر، والإمتناع عن التَّدخين وإستعمال القناع عند تنظيف الأماكن المغبرَّة والعفنة. كما أنَّ هناك لقاحاً يحمي من الإصابة بالإلتهاب الرِئَوِيِّ بالمُكَوَّراتِ الرِّئويَّة، وهذه العدوى تُشكِّل ربع مجموع الإصابات بالإلتهابات الرِّئويَّة.‎ يموت آلافُ الأطفال كلَّ عام بسبب إصابتهم بالإلتهاب الرئويِّ. يمكن أن يصيب الإلتهابُ الرئويُّ أيَّ طفل ولكنَّه يكون أكثر خُطورةً عند الرُّضَّع والأطفال الذين يعانون من مرضٍ آخر. ليست الإصابةُ بالإلتهاب الرئوي أمراً بسيطاً ويبقى تجنُّبُ الإصابة به أفضل من معالجته. ومن المفيد أن يعرفَ الوالدان ما الذي عليهم مُراقبته فيما إذا أُصيب طِفلُهما بالإلتهاب الرئويِّ، حيث تجعل معالجةُ الإلتهاب الرئوي بشكل مُبَكِّر فرصةَ الطفل في الشفاء أكبر. يساعدُ هذا الموضوع على فهم الأسباب التي تجعل الأطفالَ يُصابون بالإلتهاب الرئويِّ كما أنَّه يشرح الأنواعَ المختلفة من الإلتهاب الرئويِّ أيضاً، وكيف يؤثِّر هذا المرض في الطفل وكيف يستطيع الطبيبُ تشخيص المرض ومعالجته. ولكنَّ الشيءَ الأكثر أهميَّة أنَّ يعلِّم الوالدين كيف يقيان طفلهما من الإصابة بالمرض في المقام الأوَّل.

عن الإلتهابُ الرِّئويُّ

يجعل الإلتهابُ الرئويُّ رئتي الطفل تلتهبان والإلتهابُ هو إستجابةُ الجهاز المناعيِّ للأشياء التي لم يتعوَّد عليها أو للإصابات فالأحياءُ الدقيقة  كالجراثيم والفيروسات هي أشياء لم يتعوَّد الجهازُ المناعيُّ للطفل عليها بعد ولذلك فهي تُسبِّب الإلتهاب. حين يُصاب الطفلُ بالإلتهاب الرئويِّ، يمكن أن يمتلئ نسيجُ الرئتَين بالقيح وغيره من السوائل وهذا ما يعيق وصولَ الأكسجين إلى الدم. يعاني الطفلُ المصاب بالإلتهاب الرئويِّ من سعال وحُمَّى، وقد يجد صُعوبةً في التنفُّس. تعتمدُ مدى خطورة الإصابة بالإلتهاب الرئويِّ على عوامل كثيرة من أهمِّها الحالةُ الصحِّية للطفل، ونوعُ الإلتهاب الرئويِّ ومدى شدَّته. وبما أنَّ الأطفالَ ما زالوا صغاراً وأصحَّاء بشكل عام، فإنَّ معالجتهم من الإلتهاب الرئويِّ تكون ناجحة في معظم الأحيان. قد يكون الشفاءُ من الإلتهاب الرئوي أصعبَ إذا كان الطفلُ يعاني من مشكلة صحِّية أخرى. كما أنَّ هذا الطفلَ يكون مُعرَّضاً أكثر من غيره للمضاعفات؛ وربما تؤدِّي هذه المضاعفاتُ إلى الموت. هناك أكثر من خمسين نوعاً من الإلتهاب الرئويِّ. فالجراثيمُ تسبِّب الالتهابَ الرِّئويَّ الجرثوميَّ، كما أنَّ الفيروسات تسبِّب الإلتهابَ الرِّئويَّ الفيروسيَّ، ويمكن أن تسبِّب الفطورُ والميكوبلاسما وغيرها من الكائنات أنواعاً أخرى من الإلتهاب الرئويِّ العدوائي. يمكن أن يصيب الإلتهابُ الرئويُّ رئةً واحدة أو الرِّئتَين معاً، ويُسمَّى في بعض الأحيان الإلتهابَ الرِّئويَّ المزدوج. الإلتهابُ الرِّئويُّ المُكتسب من المُجتمع هو التهابٌ رئويٌّ يلتقطه الطفل أو يكتسبه من المُجتَمَع، كالمدرسة أو روضة الأطفال على سبيل المثال. أمَّا الإلتهابُ الرِّئويُّ المُكتسب من المستشفى فهو حالةٌ خطيرة يكتسبها الطفلُ من المستشفى أو من أحد المرافق الصحِّية؛ وهو يصيب الأطفال الذين يستخدمون آلة التنفُّس الميكانيكية غالباً، وكذلك الموجودين في وحدة العناية المركَّزة أو الأطفال الذين لديهم جهازٌ مناعي ضعيف. يحدث الالتهابُ الرئويُّ الإستنشاقيُّ حين يدخل أيُّ شيء غير الهواء إلى الرئتين. ومن الأمثلة على ذلك دخولُ المواد التي تخرج عندما يتقيَّأ الطفلُ إلى الرئتين. ويحدث في أغلب الحالات عندما يكون الطفلُ غيرَ قادر على التحكُّم بآليَّة البلع،

ويحدث في أغلب الحالات عندما يكون الطفلُ غيرَ قادر على التحكُّم بآليَّة البلع، بحيث يتمكَّن من منع القيء من الدخول إلى الرئتَين. كما يحدث، على سبيل المثال، عندما يعاني الطفل من إصابة دماغية. حين يدخل القيءُ أو الطعام أو أيُّ سائل غير الماء إلى الرئتين، فإنَّه يسبِّب تفاعلاً كيميائياً يؤدِّي إلى تورُّم الرئتَين. ويسمح تورُّمُ الرئتَين، في كثير من الأحيان، للجراثيم بالتكاثر، ممَّا يجعل الإلتهابَ الرئويَّ أكثر سوءاً. وتحافظ القدرةُ على البلع على الرغامى الهوائيَّة مُغلقة تماماً عندما يمرُّ الطعام من خلال البلعوم. أمَّا الالتهابُ الرئويُّ العابر فهو حالة خفيفة جداً من الإصابة بالإلتهاب الرئويِّ، إلى درجة أنَّ الوالدَين قد لا يُدركان أنَّ طفلهما مُصاب به. وبكلمة أخرى، قد يكون الطفلُ قادراً على التجوُّل وهو مصاب بهذا النوع من الالتهاب الرئويِّ. يكون الرُّضَّعُ في خطر أعلى للإصابة بالالتهاب الرئويِّ، ومن العوامل الأخرى التي تجعل إحتمالَ تعرُّض الطفل أكبر: أمراض نقص المناعة، كالأيدز. الأمراض المُزمنة، كالمرض الوعائيِّ القلبيِّ أو السُّكَّري.التدخين السلبي، أي التعرُّض لدُخان سجائر الآخرين. التعرُّض للأبخرة والمُلَوِّثات السامَّة.

أعراض الإلتهاب الرئوي

تتنوَّع أعراضُ الإلتهاب الرئويِّ وعلاماته كثيراً وذلك تبعاً للحالات الأخرى التي يعاني منها الطفل ونوع العامل المُسبِّب للعدوى. هناك الكثيرُ من أعراض الالتهاب الرئويِّ. وبعض هذه الأعراض، مثل السعال أو ألم البلعوم، موجودٌ في أمراض مُعدِيَةٍ أخرى. ويُصاب الأطفالُ بالالتهاب الرئويِّ غالباً بعد أن يكونوا قد أُصيبوا بالأنفلونزا أو بعدوى في المسالك التنفُّسية العلوية، كالزُّكام مثلاً. يعاني مُعظمُ الأطفال المصابون بالإلتهاب الرئوي من بعض الأعراض التالية وليس كلَّها.

الحُمَّى

القشعريرة

السُّعال

تسرع التنفُّس بشدَّة

الأزيز أو الوزيز

صعوبة في التنفُّس

رفض الطعام أو الشراب

الجفاف

تلَوُّن الجلد والشفتَين والأظافر باللون الأزرق نتيجة عدم وجود أكسجين كافٍ في الدم

ومن الأعراض الأقلَّ مُشاهدة في الإلتهاب الرئوي:-

ألم في الصدر أو البطن

ضعف الشهية

القيء

عندما يكون الإلتهابُ الرئويُّ من النوع الجرثومي بسبب وجود بكتيريا، يقع الطفلُ مريضاً بسرعة وترتفع حرارتُه ويصعب تنفُّسه. أمَّا حين يكون الإلتهابُ فيروسيَّاً، فإنَّ الأعراض تظهر بالتدريج وقد تكون أقلَّ شدَّة.

متى ينبغي مراجعةُ الطبيب؟ 

يجب ألاَّ يتردَّد الوالدان في مراجعة الطبيب إذا ظنَّا أنَّ طفلهما مُصاب بإلتهاب رئويٍّ لأنَّ الحالات الشديدة من الإلتهاب الرئويِّ قد تكون مُهدِّدة للحياة. وعليه، يجب مراجعةُ الطبيب فوراً إذا إستمرّتَ أيٌّ من تلك الأعراض:-

السُّعال

ضيق النَّفَس

ألم صدري يتغيَّر مع التنفُّس

حمَّى غير مُفَسَّرة ولاسَّيما إذا وصلت الحرارة إلى تسعٍ وثلاثين درجة مئوية أو تجاوزت ذلك لمدَّة يومين أو أكثر مع وجود قشعريرة وتَعَرُّق.

إذا شعر الوالدَان بأنَّ حالة الطفل ساءت فجأة عقب الزُّكام أو الأنفلونزا. يجب الحرصُ على أخذ الطفل إلى طبيب الأطفال إذا كان هناك شكٌّ في أنَّه مُصاب بإلتهاب رئويٍّ. يكون الأطفالُ الذين يُعانون من تدهور في الجهاز المناعي كمرضى الإيدز مثلاً معرَّضين أكثر من غيرهم للإصابة بالإلتهاب الرئويِّ. يمكن أن يشتبهَ الطبيبُ في أنَّ الطفل مُصاب بإلتهاب رئويٍّ من خلال القصَّة المرضية والفحص السريري حيث يصغي الطبيبُ في أثناء الفحص إلى الرئتين بالسمَّاعة باحثاً عن أصوات البقبقة أو الفرقعة أو الخرخرة التي تعني وجودَ سائل في الرئتين. إنَّ أيَّاً من هذه الأصوات قد يدلُّ على أنَّ رئتَي الطفل مُتورِّمتان بسبب العدوى. كما قد يطلب الطبيبُ صورة شعاعيَّة بسيطة للصَّدر أيضاً، حيث تُظهر الصورةُ ما إذا كان هناك إلتهابٌ رئويٌّ أم لا، كما تُظهر شدَّة الإصابة ومكان وجودها. وإذا كانت الصورةُ الشعاعية البسيطة غير واضحة، فقد يحتاج الأمرُ إلى تصوير الصدر بالتصوير الطبقي المحوري الذي يُعطي صُوَراً مُبرمجة بالحاسوب.  قد يطلب الطبيب أيضاً إجراءَ إختبارات دموية للطفل لمعرفة عدد الكُريَّات البيض، أو للبحث عن فيروسات أو جراثيم أو غيرها من الكائنات الدقيقة. ويمكن أن يفحص الطبيبُ عيِّنة من لُعاب الطفل أو من دمه كي يستطيعَ تحديد نوع الكائنات الدقيقة التي سببَّتَ إصابته بالالتهاب الرئويِّ. رُبَّما يحتاج الطبيبُ في حالات نادرة جداً إلى إجراء تنظير قصبات للطفل؛ وهو إجراءٌ يقوم خلاله الطبيب بإدخال مِنظار خاصٍّ إلى الرئتَين.  يمكن للطبيب خلال التنظير أن يسحبَ بعضَ القيح والبلغم الذي لا يستطيع المريضُ طرحُه من الأنابيب القصبية عن طريق السُّعال. كما يمكن أن يأخذ الطبيبُ عيِّنة من القيح لفحصها فحصاً دقيقاً وهذا ما يسمح له بمعرفة سبب الالتهاب الرئويِّ بشكل دقيق. حالما يتمكَّن الطبيبُ من تحديد نوع الكائنات الدقيقة المسبِّبة للالتهاب الرئويِّ، فإنَّه يصبح قادراً على وضع خِطَّة معالجة تستهدف هذه الكائنات تحديداً.

كيف تكون المُعالجة؟

يُعالَج الأطفالُ المصابون بإلتهاب رئويٍّ جرثومي أو التهاب رِئَوِيٍّ بالمَفطُورات‎ بتناول المضادَّات الحيوية في بيوتهم في أكثر الأحيان. كما يُوصي الأطبَّاء بإعطاء الطفل المُصاب بهذا النوع من الإلتهاب الرئوي كمِّيات كبيرة من السَّوائل مع كثير من الرَّاحة حيث إنَّ شرب السوائل، ولاسيَّما الماء، يحمي الطفلَ من التجفاف ويساعد على تمييع المخاط الموجود في الرئتين،  وهناك أدوية مضادَّة للفيروسات أيضاً، يمكن أن تخفِّف من شدَّة بعض الأمراض الفيروسية إذا تمَّ تناولُها في اليوم الأوَّل أو الثاني بعد ظهور الأعراض. يجب إعطاءُ الطفل كلَّ الأدوية الموصوفة له؛ فوقفُ الأدوية قبل الأوان يمكن أن يتسبَّب في إنتكاس الإلتهاب الرئويِّ. ولذلك، يجب التقيُّدُ بالتعليمات المُرفقة مع الأدوية وإعطاء الطفل كلَّ الجرعات في أوقاتها.  تشفى معظمُ أنواع الإلتهاب الرئوي عند إستعمال المعالجة المناسبة في غضون أسبوع أو أسبوعين. أمَّا في حالة الإصابة الشديدة، فقد يستغرق الشفاءُ التامُّ وقتاً أطول من ذلك. ويجب الإلتزامُ بجميع مواعيد المتابعة التي حدَّدها الطبيب، حتَّى إذا شعر الطفلُ بالتحسُّن، لأنَّه قد يكون لايزال مُصاباً بالعدوى. ومن المهمِّ أن يتابع الطبيبُ تقدُّمَ حالة الطفل. يحتاج بعضُ الأطفال الذين يعانون من إلتهاب رئويٍّ شديد إلى البقاء في المستشفى ريثما يتحسَّنون. إعطاء مضادَّات حيويَّة عَبر الوريد، وهي تُدخل إلى الجسم بواسطة إبرة تدخل في الوريد. معالجة تنفُّسية تساعد الطفلَ المريض على التنفُّس

الوقاية خير من العلاج

يمكن أن تكون الكائناتُ التي تُسبِّب كثيراً من أنواع الإلتهاب الرئويِّ مُعدِية وهي تنتشر بواسطة السعال والعطاس ويمكن الوقايةُ من الإصابة بالالتهاب الرئويِّ عبر التقيُّد بالعادات الصحِّية التالية:-

السُّعال والعطاس في منديل

إستخدام أدوات طعام وشراب خاصَّة

المداومة على غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون

يجب الإمتناعُ عن زيارة المرضى المصابين بإلتهاب رئويٍّ كما أنَّ على الوالدَين تجنُّب زيارة كبار السنِّ أو الأطفال الصغار أو غيرهم من الأشخاص المرضى إذا كان طفلُهما مصاباً بالتهاب رئويٍّ. تحدث بعضُ أنواع الإلتهاب الرئويِّ حين يكون الجهازُ المناعي ضعيفاً. ولمنع هذا النوع من الإلتهاب الرئويِّ، ها هي بعض النصائح التي على الوالدَين إتِّباعها للمحافظة على أطفالهم أصحَّاء: التأكُّد من أنَّ الأطفال ينامون فترة كافية، حمايتهم من التعرُّض للتدخين السلبي، تزويدهم بوجبات من الطعام الصحِّي والوجبات الخفيفة، تشجيعهم على القيام بأنشطة، إعطاء اللقاحات المُعتَمَدَة ولقاح الأنفلونزا. هذا ويُعطى لقاحُ الأنفلونزا لأنَّ معظمَ حالات الإلتهاب الرئويِّ تحدث كمضاعفة للأنفلونزا.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda