إتيكيت الأنفلونزا هل تعرفه؟

 د. شريف على عبد العال إستشارى طب  الأطفال  كلية الطب جامعة القاهرة عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لطب الأطفال عضو الجمعية الأمريكية لطب الأطفال مساعد محافظ سابق – المنطقة الروتارية 2451 رئيس سابق – روتاري قصر النيل


د. شريف على عبد العال
إستشارى طب الأطفال كلية الطب جامعة القاهرة
عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لطب الأطفال
عضو الجمعية الأمريكية لطب الأطفال
مساعد محافظ سابق – المنطقة الروتارية 2451
رئيس سابق – روتاري قصر النيل

يصيب فيروس الأنفلونزا نحو ثلث سكان العالم سنوياً فيما تتحسن أغلب الإصابات خلال أسبوع أو إثنين وقد يتطور بعضها ويحتاج لعلاج مكثف بالمستشفى مُشكلاً خطراً شديداً على حياة المريض. هذا ويكون الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالمرض بسبب ضعف مناعتهم وفي أحيان أخري قد يتطور المرض ويصل لحد الإصابة  بإلتهاب رئوى  أو نزلة شعبية حادة.

فيروس الأنفلونزا هو جسيم صغير الحجم أصغر بكثير من البكتريا كما يختلف عنها أيضاً إذ يحتاج إلى خلية الإنسان ليعيش وينمو فهو لا يستطيع الحياة بمفرده بل يحتاج لخلية إنسانية ليتكاثر خلالها مُكوناً جيشه الفتاك وناشراً العدوى. هذا الفيروس ضعيف علي نحو بالغ خارج الخلية الإنسانية ولايستطيع أن يصمد منفرداً لأكثر من عدة دقائق إن لم يجد خلية أخرى. وتنتشر العدوى عن طريق العطس أو الكحة لأن الفيروس ينتقل من مريض لآخر عن طريق الهواء علي مدار العام وليس بالضرورة خلال فصل الشتاء فحسب بيد أنها تزداد معإازدياد البرودة من جراء إغلاق النوافذ ومن ثم يتمكن القيروس من الإنتشار بسرعة.

توجد فصيلتين للأنفلونزا ِA وB ويندرج تحتهم أكثر من مئتين نوع كما نُصاب فعلياً بثلاث أو أربع أنواع سنوياً حيث تقوم منظمة الصحة العالمية سنوياً بعمل مسح دولى لحصر أنواع الأنفلونزا ومحاولة تصنيع الأمصال المضادة بحسب المناطق. أحياناً يحمل الفيروس إسم المنطقة التي ينتشر بها كأنفلونزا هونج كونج أو أنفلونزا بكين وقد يُفيد المصل في علاج نوع أو ثلاث فقط ولا يوجد مصل يعالج كافة الأنواع فالمصل يكون ذو فاعلية لمدة تسعة أشهر مثلاً ولما كان الفيروس قد يتغير خلال تلك الفترة من بلد لبلد أو من حالة لأخري فما يكون فعالاً بمكان ما قد لا يكون فعالاً بمكان آخر.

تشير بعض النظريات لكون الفيروس يبدأ من الحيوانات أو الطيور ثم بمرور الوقت ينتقل إلي الإنسان كما توضح الأبحاث العلمية أن العدوى للإنسان بصورة أكبر في الصين أو الشرق بصورة عامة حيث يكون الحيولان أكثر قرباً من الإنسان وتنتقل العدوى للإنسان عن طريق الهواء ولكن السبب غير معروفاً حتي الآن. بدأ ظهور الأنفلونزا عام  1100 بعد الميلاد كما تظهر كوباء كل 10-20 سنة وكان  أقوي وباء شهده تاريخ الإنسانية عام 1918 حيث تسبب في وفاة أكثر من 20 مليون شخص بما فاق عدد وفيات الحرب العالمية الأولى وكان يسمى الأنفلونزا الإسبانى فيما كان آخر وباء شديد عام 1968 وتسبب في وفاة 30 ألف فى هونج كونج.

أما أنفلونزا الطيور، فبدأت بين الطيور كالبط والدجاج والسمان والحمام وتم إكتشافها منذ أكثر من 100 وتبدأ بإلتهاب فى العين وتتشابه أعراضها مع الأنفلونزا العادية كالكحة والحرارة وإلتهاب الحنجرة وأوجاع العظم. تحدث الإصابة بها عند التعرض إلى ريش الطيور أو لعابها أو أحشائها وحتى الآن تظل إصابة الإنسان من الطيور محدودة للغاية.وتظل الوقاية خير من العلاج وعليه ولكون الفيروس لا يتحمل الحرارة المرتفعة، ينبغي تسخين الطيور على درجة 70 مئوية مع ضرورة الحد من التعامل مع الطيور والبيض وغسل البيض وطهيه جيداً. هنا ينبغي أيضاً أن نفرق ما بين عدوى أنفلونزا الطيور ووباء السارس الذي إنتشر خلال العام الماضي فبرغم كون كلاهما يبدأ من الحيوان ومنه ينتقل للإنسان وكلاهم يصيب الجهاز التنفسى، إلا أن فيروس السارس يختلف كلية عن فيروس الأنفلونزا إذ ينتمى لعائلة كورونا المُسببة للبرد ويُمثل خطراً كبيراً على الإنسان فيما لا تُمثل أنفلونزا الطيور خطر محدقاً على حياة الإنسان.

يتكون علاج الأنفلونزا من بعض العقاقير الطبية الحديثة مثل  TAMIFLU  ويتم تناوله خلال 48 ساعة من الإصابة بالعدوى ومن ثم يحد من خطورة الإصابة ويُعزز من المقاومة وأساسي أن المضاد الحيوى لايؤثر فى الفيروس ولكنه يحد من تطور المرض لنزلة شعبية أو إلتهاب رئؤى.  يجب ألا نقصر بحقوقنا وحقوق الآخرين فالأنفلونزا تنتشر بالأماكن المغلقة كالمدارس والمكاتب من ثم ينبغي الحرص علي تهوية الأماكن وغسل الأيدى بالصابون  او الفوط المبللة. إذا كان طفلك مصاب بالأنفلونزا عليه البقاء في المنزل وعدم الذهاب للمدرسة فليس من الشهامة إرسال أطفالنا المصابين للمدرسة لأننا بذلك نعدى آخرين بدون سبب بل ونسبب لأطفالنا المصابين عدوي جديدة. علينا أيضاً الإلتزام بإتيكيت الأنفلونزا كأن نعطس مع وضع اليد أمام الفم أو نستعمل الفوط الورقية علي أن نتخلص منها بأسلوب متحضر ولا نرميها فى أى مكان. وأخيراً وليس آخراً، علينا تعليم أولادنا ضرورة غسل الأيدي دائما وأهمية فتح الفصول للتهوية اللازمة وضرورة الحفاظ علي النظافة الكاملة وطهى الطعام جيداً. لابد ان تتضافر جهود المنزل والمدرسة والحضانة لمحاربة إنتشارالعدوى وليكون شتاء بدون أمراض

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda