كلمة السر تتجوزينى

البداية هنا فى هذا الموضوع ليست بداية لمقدمة موضوع تقليدي نسرد تفاصيله ولكنها بداية لمأساة حقيقية لابد أن نتعامل معها جميعاً كأفراد فى هذا المجتمع الذي نعيش فيه. فالمشكلة هي مشكلة البنت والولد وبالتالي آدم وحواء، عماد الحياة وأساسها. اليوم، هناك كلمة سر إنتشرت.. «تتجوزينى» وأصبحت مصيدة حقيقية للبنت وسط مجتمع يشهد حالياً ظاهرة تأخر الزواج التي تزداد إنتشاراً علي نحو لافت.

أرغب في الزواج فهل هذا عيب؟ حرام؟ جريمة؟ لايوجد من يفهمني ولا أرغب بالعيش مع أهلي. أبحث عن التحرر من القيود والإستقلال بحياتى. ومن ثم، أخذت قراري وكان قراراً حاسماً بالبحث عن زوج.

أنا فتاة تعديت 30 عاماً خائفة، حائرة، نظرات الناس تحرجني وتقتلني خجلاً من نفسي، صديقاتي، جيرانى، أقاربى الكل حولي تزوج بسن مبكر. أراهن محظوظات. نعم، كم هن محظوظات.

أنا اليوم يائسة على حالى. أبكي، أفكر، أبحث عن وسيلة للخروج من تلك الدائرة المغلقة. ماذا أفعل؟ تعرفت على أصدقاء جدد، وسعت دائرة معارفى، دخلت مواقع التعارف على الإنترنت بعد أن إنتابني اليأس تماماً من الحياة بأسرها وأرهقني حلم الأمومة والأسرة والزواج. أرى نظرات الحزن بعيون أمى وأبى وتقتلني تلك النظرات.

تلك المقدمة هي بداية لقصص كثيرة متشابهة، لا يعنيني منها سوي البداية فقد تكون البطلة قد إرتبطت بالفعل وصُدمت بعلاقة فاشلة أو تزوجت وعاشت تعيسة وربما تكون من أولئك المحظوظات، حزب 1% الذي نجح في تكوين أسرة سعيدة. يعنيني فقط الوقوف علي تلك المصيدة وهذا الفخ الذى تقع فيها الفتيات نتيجة ألاعيب الشباب وترويجهم لشائعات من أمثال أعداد البنات تفوق الرجال بأضعاف الأضعاف وعلى الرجل أن يتزوج 4 لحل مشكلة العنوسة وتلك الأقاويل الجوفاء المنتشرة بين الشباب من أمثال «هى تطول يجيلها عريس» و«هو حد طايل يلاقى رجالة دلوقتى» و«أنا النهاردة علقت بنتين بسبب إنى بس ضحكتهم»، ومن بعض أقاويل الأهل التى تلجأ بسببه الفتاة للبحث عن زوج الأقوال الدارجة فى بعض المناسبات الإجتماعية «كل سنة وإنتى طيبة والسنة اللى جاىة تكونى فى بيتك» وهكذا. تتكرر نفس المقولة فى كل مناسبة طيلة عمر الفتاة بدون زواج، الأم علي نفس المنوال «وأنا فى سنك كان معايا أخوكى وأختك وكنت بعمل وبعمل وبعمل» وغيرها من الأقاويل التى تنزل على أذن وذهن الفتاة وهى لاحول ولا قوة لها وهذا مجرد نصيب، مكتوب عند الله سبحانه وتعالى. هنا يوضح د. مدحت عبد الهادي المقصود بكلمة زواج وهو «زوج وزوجة». وعندما يُقدم الشباب والفتيات بوجه عام علي خطوة الزواج يكون لديهم بعض المواريث الخاطئة التى تربت عليها الأجيال وإكتسبوها من المجتمع والأسرة والأصدقاء فنقف هنا ونتسأل ماذا يعني زواج وعلاقة زوجية؟ وإذا سألنا أحد المقدمين على الزواج سنسمع ردود غريبة منها «سنة الحياة، إستقرار، التحرر من إطار قيود الأسرة والإستقلالية مع شريك العمر» وأحياناً أيضاً نسمع أقوال من نوعية «أريد أن أكون الآمر الناهي فى كل شئ، وصاحب القرار الأوحد» وجميعها من المفاهيم الخاطئة ولابد من تصحيحها لدى الشباب.

 

كلمة السر تتجوزينى

ماتعليقك على كلمة السر «تتجوزينى» التى تنتشر بين الشباب وتكون ضحايتها الفتاة فى النهاية؟
إنتشرت مثل تلك الكلمات كمفاتيح سحرية عند إشارة البدء بسبب الثقافة التى تربى عليها الشاب منذ الصغر وسط أخواته وأقاربه من الفتيات حيث رأى أن الفتاة منذ أن كانت طفلة صغيرة وهى تحلم بفارس الأحلام والزوج والحياة الأسرية، فهى تملك العروسة التى تطلق عليها إسم إبنتها فى المستقبل وتجلس بالساعات وسط ألعابها والتي في الأغلب تكون من أدوات المطبخ والبيت فتجلس تلهو وتلعب لساعات وتحلم باليوم الذى ستلبس فيه الفستان الأبيض ويأتى لها فارس الأحلام ليخطفها على الحصان الأبيض. وهنا أخذ الشاب هذا الخيط ليلعب بجدارة على قلب البنت ووصل لكل تلك المعلومات عن طريق المجتمع الذى يحيط به من أقاربها وجيرانها .وبالتالى أصبحت الكلمة السحرية للدخول لقلب البنت أنا داخل جد، أنا عايز أتجوز. وإنتشرت قصص الحب الضائعة والمزيفة بسبب تلك هذة الكلمة وأصبحت مصيدة للفتاة.

هل البنت ليست مدركة أن الولد يلهو بها ليس إلا؟
فى بعض الحالات تكون علي دراية تامة بما يفعله الشاب وتدرك تمام الإدراك أن شعوره وكلامه وقراره زائف وأنه يلهو ليس إلا ولكنها تحاول أن تصدقه على أمل ما سيكون. وفى حالات أخري، تكون الفتاة مغفلة. وعليه، لابد أن تسأل الفتاة -أثناء أو قبل التعارف على الشاب- نفسها بعض الأسئلة لتقى نفسها شر تلك المصيدة ومنها ما هو المعنى الحقيقي للزواج؟ هل الشاب جاد في الإرتباط فى موضوع الزواج؟ هل تشعر هي بالأمان مع هذا الشخص وتأتمنه علي مستقبلها ومستقبل أولادها معه؟ هل سيوفر لها الإستقرار النفسى والمادى والمعنوى؟ هنا تتعالي علامات الدهشة والتعجب وتكون الإجابة علامات إستفهام كثيرة ومنها «أصل أنا بحبه» فمن الممكن أن تحبى شخص ولاينفع أن يكون زوج،وتصبح فكرة الزواج إستحواذ من قبل كلا الطرفين فهى تحاول أن توصل له إحساس ست البيت بأنه سيرجع البيت ليجد الطعام مُعد علي أكمل وجه وسيعيش حياة «سى السيد» وغيرها من الممارسات والتي يكون هدفها الأوحد في نهاية الأمر الوصول به للمأذون وترغيبه في الإقدام علي خطوة الزواج، ويبقى السؤال الأخير «الزواج حيتم أم لأ؟»

إذا ماذا يجب..
لابد أن يتغير المفهوم الرئيسى للزواج ويترسخ في الأذهان والعقول فكرة كون الزواج رحلة وليس محطة وليس مجرد لقب زوج أو زوجة فى البطاقة. وهنا يتعين على الشباب والفتيات أن يتعرفوا على أنفسهم أولاً ويعترفوا بصدق عما بداخلهم ويحددوا بشفافية إحتياجاتهم ومتطلباتهم من الشريك فالأساس «كون نفسك». وفيما يتعلق بالزواج، ينبغي تحديد ماهية الحياة الزوجية بعد مرحلة إختيار الشريك ولابد من معرفة ثلاث مكونات لفكرة الزواج وهى التكوين العاطفى والتكوين العقلى والتكوين الفكرى والتكوين الرغبة أوالغريزة. ولتنجح الحياة الزوجية لابد من أشباع ثلاث مكونات فالزواج لابد أن يخلق منطقة وسطية بين 3جوانب.

علاقة جنسية تساوى مجتمع متفائل
الأساس فى الحياة الزوجية الرغبة والغريزة التى لابد أن تكون ناجحة بين الزوجين ،والتى لانستطيع أن يكون الأشباع فيها خارجى بعكس العاطفة والعقل التى من الممكن أن تستمد من الأصدقاء والعمل والبيئة المحيطة.

من خلال الرسمة نلاحظ:-
أن الغريزة تهزم العقل والعاطفة فإذا كانت الزوجة لديها إشباع جنسى وشهوانى، فنادراً ما نلحظ وجود خلاف مع الزوج. ومن الناحية العقلية، من الممكن أن يكونوا مستقلين، لديها عملها وأصدقائها وهو كذلك فيحدث نوع من أنواع الإشباع التكميلى. إذا تواجد إشباع عاطفى وعقلى، يفشل الزواج ولو تواجد الإشباع العاطفى والغريزى يكون الزواج ناجح أما لو كان الإشباع العاطفى ضعيف والعقلى ضعيف والجنسى قوى، تكون النتيجة زواج يحاول النجاح.

يوضح الجدول:-
عند المرأة التكوين الأساسى هو العاطفة وعند الرجل التكوين الأساسى هو العقل، فدائماً يريد الرجل زوجة تسمع الكلام وتنفذ الأوامر وتهتم بأهله ويعاقبها إذا أخطأت فيحرمها مثلاً من العلاقة الزوجية أو يتجاهلها وهكذا. ولكن لا نختلف أن كلاً من الرجال والنساء في الحاجة إلي الإحساس بالعاطفة والحنان، وكل من الطرفين في حاجة أيضاً إلي الإشباع الجنسى والدليل علي ذلك أن الرجل إن لم يكن متزوجاً، قد يمارس العادة السرية والفتاة إذا كانت متزوجة وليست لديها إشباع جنسى، تمارس العادة السرية أيضاً.
لكن يظل الفيصل لدي المرأة العاطفة وتأتى الخيانة نتيجة عدم الإشباع العاطفى من ناحية المرأة بعكس الرجل فالمرأة دائماً المحرك الأساسى للحياة الزوجية فلابد ألا تجلس المرأة وتنتظر العاطفة لتهبط عليها من السماء بل لابد من البحث عنها وخلقها فى الحياة الأسرية، ونرى فى بداية التعارف والعلاقة عموماً، يقوم الرجل بهذا الدور العاطفى والرومانسى فيبدأ بالمفاجأت والهدايا والكلام الرومانسى ويبدأ يستحوذ عليها وعلى مشاعرها تدريجياً وتبدأ الأنثى بإختيار شريك حياتها العاطفى والرومانسى، فيجب أن تتأكد الفتاة أثناء تلك المرحلة من مشاعر الشاب وهل هي مشاعر حقيقية أم لا؟ وهل ستستمر تلك المشاعر والرومانسية بعد الزواج أم لا؟ وهل هو مجرد وقت وجهد يبذله ليصل لضحيته. وفى بعض الحالات، يكون الشاب ليس لديه القدرة على التعبير عن مشاعره ويكون الشعور مجرد كلام.

حقيقة الزواج 3 مكونات لاتظهر إلا بعد الزواج
لابد أن أتأكد فكريا: أن الرجل غير مصطنع فى أفكاره بتكرار الموقف ربما لعدة مرات بمعنى مثلاً أنه يتوافق معها سياسياً أم لا وبعد فترة أتاكد من نفس آرائه فى موقف آخر مشابه.

أتاكد مادياً: بخيل أم لا؟ إجلسي معه مثلاً بأحد المطاعم وأطلبي أغلى الأطباق وراقبي تعبيرات وجهه وردود أفعاله بعد دفع الفاتورة.

أتأكد جنسياً: فالفتاة تستطيع أن تستشعر هذا الشعور عن طريق حركات وتلامس اليد، بمشاعره، بأقواله ورواياته. هل يعجبه جسدها بشكله وعيوبه أم لا؟ لابد على الفتاة ألا تأخذ بالمسلمات بل لابد أن تبحث وراء كل تكوين من المكونات الثلاثة. أنصح الفتاة متي صادفت رجلاً جاد في طلب الزواج أن ترتبط وتبحث عن المكونات فى الشخص وليس عيب على الفتاة أن ترتبط مرة وإثنين وثلاثة وربما أكثر حتى تجد الشخص المناسب لها فهناك مشهد إجتماعىاً تم تكوينه نتيجة لفهم بعض المفاهيم الخاطئة للزواج أدى بذلك لوصول المجتمع لمثل تلك الحالة فالعيب فى المجتمع نفسه وتسلسل الدراما وعرضه لمشكلة تأخر الزواج والعنوسة.

ماهى العوائق والضغوط التى تؤدى بالفتاة للوقوع فى مصيدة الشاب؟
ضغوط المجتمع وكبت الأسرة والأم «إتجوزى.. إتجوزى» و«حنفرح بيكى إمتى» «وإنتى صحبتك إتجوزت وخلفت وإنتى لسة». وأحياناً يكون الجانب المادى أيضاً من خلال إشباع الناحية المادية والهروب من الطبقة الفقيرة والبحث عن شاب غنى يشبع لها إحتياجاتها. ومن ناحية الشباب، فهو يبحث دائماً عن الفتاة الجميلة، الملفتة وذات المظهر الصاخب.

مفاهيم خاطئة لابد من تغيرها.
«أخطب فتاة علشان أهلى ومصاحب فتاة أخرى عشان مزاجى» و«البنت اللى أخرج وأتفسح معها مش ممكن تكون مراتى وأم أولادى». أساسي أيضاً البعد عن الضغوط المادية والضغط الأسرى والمجتمعى. البنت المصرية لابد أن تكون فاعلة وليست مفعول بها فكل البشر لديهم مشاعر وهناك رجال لديهم مشاعر ولا يستطيعون التعبير عنها. لابد أن تعمل الفتاة علي مساعدته في التعبير عن مشاعره عن طريق معرفة فسيولوجية الرجل باللجوء لمراكز متخصصة. وأخيراً، التأكد من المكون الجنسى بين الطرفين ليس عيب ولا خطأ التحدث فيه فهو من ركائز الحياة الزوجية وذلك عن طريق اللجوء أيضاً إلي المراكز الأسرية والزوجية التى تستقبل الطرفين قبل الزواج.

ياترى لو تحقق حلم كل فتاة وشاب فى البحث عن الشريك بالمواصفات العلمية السليمة، هل سيصلا إلي الحياة الزوجية الناجحة والسعيدة نتيجة هذا البحث والتطبيق؟ جرب وستري النتيجة ولا تستعجلها.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda