الإعلامية حنان البهي مقدمة برنامج ست الحسن: المرأة المصرية ينقصها حب الحياة

من هي حنان البهي؟

درست بمدرسة راهبات العائلة المقدسة بالمنصورة ثم إلتحقت بكلية الآداب قسم لغة إنجليزية مع إني حصلت على مجموع يؤهلني لدخول كليات القمة في هذا الوقت وبرغم وجود جدي لأبي وعماتي وبعض خالاتي بالقاهرة إلا أن والدتي رفضت مجرد مناقشة فكرة سفري من المنصورة ودراستي بالقاهرة ومن ثم إلتحقت بكلية الآداب قسم أدب إنجليزي. كان جدي وأبي يديران أعمالهم الخاصة مما أهلني للعمل معهما منذ الصغر في أوقات إجازات المدرسة والعطلة الصيفية وعندما شارفت الجامعة على الإنتهاء كان لابد أن أجد ما سيشغل وقتي بعدها فإلتحقت بقسم الدراسات العليا وحصلت علي دبلومة في أثر البيئة المحيطة علي نشاط الطفل وكنت وقتها قد قررت العمل بمجال التدريس للأطفال. بعد أسابيع قليلة من عملي في هذا المجال تركته لعدم إستطاعتي التعامل مع الأطفال بحزم وجدية وذهبت لأستاذي وطلبت تغيير دراستي إلي «أثر البيئة المحيطة علي نشاط الفرد ». بعد نجاحي، سافرت لقضاء بعض الأيام عند جدي ولزيارة خالاتي وإنتهزتها فرصه وقمت بالتقديم للعمل بإحدي شركات خالدة للبترول كتدريب صيفي وبعدها عملت بشركة زاس للخدمات الجوية وتنقلت بعدة أقسام كالعلاقات العامة والتخطيط والحجز. وتعرضت الشركة لضائقة اضطرتها للغلق. في هذا الوقت كنت قد قررت الإستقرار بالقاهرة وعدم العودة إلي المنصورة والإستمرار في العمل وبالفعل قمت بأكثر من تجربة في مجالات وشركات مختلفة مثل CNN و NOSCO حتى قابلت زوجي وتزوجنا وتوقفت عن العمل حيث أنني حملت في ابنتي الكبرى فور زواجي ومن ثم تفرغت للحياة الزوجية ولتربية أولادي لمده تقرب من 4 سنوات حيث أنني رزقت بمريم بعد سنة من زواجي ومن بعدها بيوسف والذي يصغرها بعام وأربعة أشهر فقط. خلال مرحلة حملي وتربية أطفالي، كنت أدرس عن طريق الإنترنت وبالفعل حصلت علي دبلومة في «طرق الطهي الصحية » و «الأمان في المطبخ ». بعد ذلك وفي عام 1997 بدأت في المشروع الخاص الوحيد لي وكان عبارة عن كيان صغير لتوريد المأكولات الصحية وطبخ كل ماهو سريع وجديد بطريقة صحية حتى التغليف والنقل كان يتم بطريقه صحية وكان الأول من نوعه في مصر ثم توقفت لدراسة شيئ رأيته هام جدا لحياتنا وهو Healthy Life Style أو أساليب الحياة الصحية.

 

متى بدأ عملك في التليفزيون؟

تمت استضافتي بكثير من برامج القناة الأولى والثانية والفضائية المصرية لتقديم النصائح الغذائية والتحدث عن إتيكيت العزائم وغيرها فيما يخص المرأة ثم جائني إتصال من سحر السويفي وكانت ترأس قناة النيل للأسرة والطفل وإتفقنا علي فكرة كانت الأولى من نوعها في مصر وهي تقديم برنامج للأكل الصحي فقط إسمه «إزاي ناكل صح ». وإستمر البرنامج ما يقرب من سنتين حتي جائني عرض من قناة الأوربت لتقديم ما وددت دائما تقديمه وهو تطبيق أساليب الحياة الصحية وخصوصاً للمرأة.

 

متى إنتقلت من برامج الطهي والتغذية للبرامج الإجتماعية؟

كنت قد تعرضت لمشكلة صحية جعلت وقوفي لفترات طويلة ليست بالشئ المستحب وفي هذا الوقت جائني عرض من قناة التحرير لعمل برنامج إجتماعي خاص لي وكان برنامج «فيها حاجة حلوة ».

 

ومتي بدأتي في الكتابة؟

أثناء عملي في قناة التحرير عرضت علي أمل فوزي رئيس تحرير مجلة نصف الدنيا الكتابة معها وبالفعل استمريت لمدة سنة ونصف وكان لي عمود ثابت ساخر ومن بعدها كتبت في مجلة 7 أيام والتي كان يرأسها د. ياسر أيوب وكانت نقلة في الكتابة بالنسبة لي حيث قمت بتغطية عدد من الأحداث الهامه وإجراء حوارات مختلفة مع العديد من الشخصيات الهامة.

 

و الكتب؟

أول كتبي كان كتابًا بسيطًا وساخر اسمه «أنا والشغالات » وأريد هنا أن أؤكد أن إختيار الإسم جاء لغرض تجاري من دار النشر وليس للتقليل من شأن من يساعدونا أبدًا وهو يحكي حكايتي الشخصية مع كل من ساعدتني في بيتي أو في فترة طفولتي وقد كنت محظوظة جداً حيث أن المنتج الكبير صادق الصباح قام بشراؤه لتحويله لمسلسل تليفزيوني بعد نشره مباشرة وفي نفس يوم حفل التوقيع. بعد ذلك عكفت علي كتابة روايتي الأحب لقلبي وهي «العباية » وهي قصة واقعية استغرقت كتابتها

سنتان وتكشف الجانب المظلم لدروس الداعيات وهو موضوع مهم ولم يناقش من قبل وقمت بكشف حقيقتهن وعندما قرأه الدكتور مصطفى الفقي أقام ندوة لمناقشة موضوعه وأشاد به وأقيم حفل توقيع بمعرض أبو ظبي وكان أكثر ما أدهشني هو الصدي الكبير الذي تحقق للعمل خارجياً أكثر من داخلياً.

 

أين شعرت بحرية أكثر في القنوات الخاصة أم قطاع النيل؟

لم تكن هناك أية مقايس لحجم الحرية وخاصة لأنني أقدم برنامج طهي بالقنوات المتخصصة ومضمونه مختلف ولكن عند مقارنة التحرير وON فمساحة الحرية بالأخيرة أكبر فبرغم كونه برنامج للسيدات، إلا أننا نناقش كل الموضوعات الخاصة بحياتنا اليومية.

 

أيهما الأقرب إليك البرامج السياسية أم الإجتماعية؟

لا أميل للبرامج السياسية الصرف بل أميل أكثر للبرامج النسائية والإجتماعية التي لا تخلو من تثقيف المشاهد بما يدور في حياته وبلده من أحداث وهو ما يمكن أن نطلق عليه السياسة المجتمعية ولدي إيمان قوي بأن المرأة قاسم مشترك في كل شئ فالسياسة كلمة مؤنثة ولابد أن تكون المرأة علي علم ودراية بكل ما حولها من خلال البرامج وأتمني أن يصبح كل ما يقدمه التليفزيون للتثقيف والتعليم وحتى الدراما يجب أن يتوفر بها الجانب الثقافي الذي يقدم التوعية للمرأة المصرية فالأم المثقفة صاحبة الوعي تنتج أبناء صالحين علي قدر من المسئولية ومهما كانت درجة تعلمها أو ثقافتها يجب أن نعلمها كيفية التعامل مع شتي أمور الحياة. ومن ثم تظل البرامج الإجتماعية الهادفة التي تناقش قضايا المرأة عشقي الأول.

 

ما الهدف من برنامج ست الحسن؟

نقدم كل ما يخص ست الحسن أي المرأة ونأتي بنماذج عديدة لسيدات حققن نجاحات لافتة مهنياً وحياتياً ليكن قدوة لغيرهن فمثلا صاحبة مبادرة جديدة أو طالبة متفوقة أو رائدة أفكار جديدة أو شخصية ناجحة بعملها أو فنانة متالقة بإختصار كل ما يخص ست الحسن المرأة المصرية.

 

ماذا عن الساحة الإعلامية اليوم والبرامج وتأثيرها علي الجمهور؟

هناك برامج جيدة وهادفة وأخرى موجهة لسياسة معينة ولكن الجمهور أصبح لديه الوعي الكامل لمعرفة ما إذا الإعلامي صادق أو مدعي الإهتمام، أحترم عقلية المشاهد المصري فهو ذواق ولديه وعي للتمييز بين البرامج الإعلامية فمن الممكن أن يؤثر البرامج سلباً على المشاهد الجاهل وتصيبه بالإحباط ولدي ثقة كبيرة بعقلية المشاهد المصري الواعي والمثقف.

 

 

ماذا ينقص المرأة المصرية وكيف يقدم لها الإعلام الدعم اللازم؟

ينقص المرأة المصرية الثقة بنفسها وبقدراتها وكذلك حب الحياة والطموح واللذان متي توفرا لديها تستطيع تحقيق أحلامها بكل الطرق الممكنة والشرعية فأنا معي شهادات كثيرة ولكن عندما جلست لفترة في المنزل من أجل أبنائي كنت أثقف نفسي وأدرس كيلا أقف عند نقطة معينة. على المرأة المصرية السعي وراء حلمها والتغلب علي المعوقات. أعترض على الإدعاء بأننا مجتمع ذكوري بل أرانا مجتمع متكافيء لا يقل به دور المرأة عن الرجل ولكنها تحتاج للمعافرة لتصل لما تريد. وهناك دلائل مبشرة فمثلا تم إعتبار هذا العام عام للمرأة من قبل رئيس الجمهورية وهناك حملات عديدة تدعم دور المرأة كحملة تاء مربوطة فضلا عن جهود المجلس القومي للمرأة لتثقيفها وتعليمها وتوعيتها الصحية والغذائية.

 

ما هي أكبر المشكلات التي تواجه الإعلام المصري؟

لا نستطيع التعميم ولكن الكثيرين في الإعلام يغلب عليهم الكذب وعدم المصداقية أو الشفافية ويتهاونون في أقل الحقوق وهي الصدق والمصارحة.

 

هل من معايير ثابتة للإعلامي وأين دور النقابات؟

الكثيرون يطلقون علي أنفسهم إعلاميون برغم إفتقار البعض للأسس الواجب توافرها بالإعلامي الحرفي وعليه فلابد من وجود معايير لإختيار الكوادر وينبغي أن تتوفر ضوابط دقيقة لإختيار الإعلامي لأنه يدخل البيوت بدون إستئذان بمجرد تشغيل التليفزيون ولديه قدرة على تغيير الرأي العام وكما أن لدينا إعلاميين صادقين هناك أشخاص ممنهجة ومزيفة للأسف ليس لدينا نقابة للإعلاميين وإن وجدت فهي غير مفعلة. أري أن الإعلامي الجيد يجب أن يكون علي دراية بما سيؤثر علي الأفراد وأن يكون محايدًأ وذو مصداقية وواسع الأفق يعرف صدي المعلومة التي يقدمها ويراعي أسلوبه ويلتزم بأدب الحوار ويحترم عقلية المشاهد والضيف.

 

من تشاهدي من الإعلاميين ببرامج التوك شو الرئيسية؟

أحرص علي متابعة كلا من لميس الحديدي وعمرو أديب فلديهما مصداقية ولهما تأثير لافت وبرغم كونهم أزواج إلا أن لكل منهم أسلوبه الخاص كما أحترم أسامة كمال وأشاهد برنامجه وأحب متابعة كل ما يقدمه.

 

كيف إلتحقت ببرنامج ست الحسن وهو برنامج قائم منذ سنوات؟

إتصل بي مصطفي السقا رئيس قناة ON E وأبلغني برغبته ورغبة القائمين على البرنامج بتجديد شكله وقابلته ثم قابلت شيريهان أبو الحسن التي كانت تقدم البرنامج وأبلغتني بأنها ترغب في ضخ دماء وأفكار جديدة للبرنامج وبالفعل كان التعاون معهم مثمراً و ناجحاً.

 

لكل إعلامي بصمة فماذا عن بصمتك في ست الحسن؟

نحن 4 مذيعات بالبرنامج كل منا تقدم ما يتناسب وشخصيتها وميولها ولأن أغلب إهتماماتي تنصب علي المجتمع والمرأة والأسرة والأم والأعباء التي تتحملها، أقدم فقرة عن المشاكل الإجتماعية ومعي شريهان أبو الحسن التي تشاركني النهج ذاته. هناك أيضا كارين فهمي التي تهتم بالصحة والجمال والأكل الصحي والتغذية فيما تتولي ريم أحمد الجانب الرياضي وخاصة للسيدات التي لا تستطعن تحمل تكلفة الجيم فالبرنامج متكامل لتثقيف وتوسيع مدارك ربة المنزل والعاملة على حد سواء.

 

هل من تحفظات حول القضايا التي يناقشها البرنامج؟

التحفظ الوحيد هو أن تكون القضية المطروحة غير صادقة أو غير مدروسة ولكن لدينا فريق إعداد رائع برئاسة إيناس الشناوي وكلهم محترفي إعداد بمعني الكلمة كما أننا نناقش القضايا المقدمة لتفادي حدوث أية أخطاء.

 

من أكثر من أثر علي مسيرتك الإعلامية

تظل ليلي رستم الإعلامية الكبيرة والتي تربطني بها صلة قرابة أكثر من أثر علي النمط الخاص بي بالإضافة إلي الإعلامية أماني ناشد.

 

أيهما تفضلين لقب كاتبة أم إعلامية وهل هناك مشاريع كتب قادمة؟

الإثنين مكملين لبعض فمنذ فترة طلبت من إدارة القناة تقليل عدد حلقاتي لإنشغالي بكتابي الجديد فيما يتطلب مني البرنامج تحضيرات كثيرة والكتاب إسمه «نصف حالة خاصة» وهو في مرحلة المراجعة ويتناول قصة حب إجتماعية عنيفة خارج الصندوق فهى قصة حب مرفوضة من المجتمع والناس وسيتم عرضه بمعرض الكتاب القادم.

 

ماذا عن الروتاري ومشاركة المرأة بالمسئولية المجتمعية؟

أعمل بمؤسسات المجتمع المدني منذ فترة كبيرة فأنا عضو المجلس الإستشاري بمستشفي أهل مصر لعلاج الحروق بالمجان وقمت مع بعض الأصدقاء وعلى رأسهم لوجينا مأمون بتأسيس نادي روتاري بالم هيلز وأتولي لجنة تنمية الموارد لمساعدة الناس الأقل حظا في توصيل المياه للقرى ومحو الأمية فضلا عن حملات التوعية كما توجد حملة كبيرة للقضاء على فيروس سي. عملي التطوعي أشعرني أن المشاكل البسيطة ليس لها أهمية في مقابل المشاكل الكبيرة التي تواجه الطبقات الفقيرة كما زادني شعورا بقيمة الأشياء. وبعد ما نتعرض له أناشد الراغبين في تقديم عمل مجتمعي التأكد من إكتمال كل أركانه فإذا أرادوا الإنضمام لجمعية أو مؤسسة عليهم التأكد من حصولها علي كل الموافقات والتصريحات لتصل الخدمات والتبرعات لمستحقيها.

 

حل حققت أحلامك؟

أحلامي الآن تتحقق في أولادي ونجاحهم وتحقيقهم لأحلامهم وبالنسبة لعملي لم أشعر إني حققت أي شئ حتي الآن ولازال لدي شغف بتحقيق المزيد فأحلم بمواجهة كل المشكلات الإجتماعية والقضاء عليها.

 

هل الشهرة إيجابية أم سلبية؟

لا ينبغي الحكم بالمطلق علي أي شيء فكل شيء يمكن أن يكون سلبي أو إيجابي وفقاً لطريقة إستخدامه فالشهرة مثلا لابد أن تستغل بطريقة صحيحة وكل فرد يتمتع بتلك الميزة لابد أن يكون لديه القدرة ليعطي من علمه وثقافته لمن حوله فيفيد المجتمع بدلا من التعالي والغرور بها.

 

كيف تنظمين وقتك لبيتك وسط كل تلك الأعمال؟

أجيد التخطيط الجيد فأعطي لكل شئ حقه وأنا محظوظة للغاية لأن أبنائي يشبهونني في تصرفات كثيرة مما يساعدني كثيراً في تحقيق أهدافي وتنظيم حياتي بوجه عام وزوجي يتفهم ما أقوم به وهو مشغول أكثر مني.

 

حدثينا عن أبنائك؟

لدي ولد وبنت مريم ويوسف، مريم محامية دولية وحاصلة على شهادة العلوم السياسية والصحافة من الجامعة الأمريكية وشهادة الماجستير في القانون الدولي وقد عملت لفترة بمجلة 7 أيام كصحفية كما عملت مع منظمة الأمم المتحدة وحالياً ستنتسب لكلية الحقوق لتصبح محامية مصرية وهي تشبهني في أشياء عديدة كالعند والإصرار وعشق العمل.

أما يوسف فدرس علاقات خارجية وإستراتيجية ولديه شركة خاصة للألعاب الإلكترونية وهي الأولي بمصر والثانية بالشرق الاوسط وهو أيضا يحب العمل جداً ويكرس وقت كبير من يومه لعمله. أبنائي لديهم إصرار كبير علي تحقيق النجاح وأنا ووالدهم ندعمهم دائماً وبرغم من أنني أتمنى قضاء أوقات أكثر معهم إلا أنني أريدهم أن يصبحوا ناجحين في عملهم وهو أكثر ما يسعدني أنا ووالدهم.

 

ماذا عن دور زوجك في حياتك؟

زوجي هو صديقي الحبيب والمقرب وهو سندي في الدنيا والداعم الأول لي فهو مهندس كمبيوتر ويعمل في أمن المعلومات ويساعدني بشدة في كل شيء وأتمنى أن يحقق كل أحلامه هو وأولادي فهم أغلي ما أملك في الدنيا وهدفي الأول في الحياة هو سعادتهم.

 

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda