160 ألف جنيه.. ثمناً للقصر!!

لن تمر بشارع العروبة دون أن يلفت انتباهك القصر الرائع القابع فى هدوء على ربوة عالىة تمتد لأكثر من 30 ألف متر مربع.. اعتبرته اليونيسكو تحفة فنية نادرة عادت للحياة بعد سنوات من الإهمال.. إنه قصر البارون الذى يروي صفحات من تاريخ المدينة الجميلة وكثيراً من الأسرار..

مع نهاية القرن التاسع عشر، رست على شاطئ قناة السويس سفينة كبيرة قادمة من الهند، على متنها مليونير بلجيكى يدعى البارون «إدوارد إمبان» وكان مهندساً نابهاً وصاحب عقلية اقتصادية فذة، ولم تمض أيام معدودة حتي وقع إمبان بحب مصر واتخذ قراراً مصيرياً بالبقاء بها، بل وأوصى بأن يدفن بها لو مات خارجها، ومن ثم اختار قلب الصحراء بالقرب من القاهرة لبناء مقر إقامته لصفاء الجو ونقاء الهواء.
قرر البارون بناء قصر لا مثيل له، وكان قد شاهد من قبل بأحد المعارض الفنية بباريس تصميماً لإلكسندر مارسيل، فاشتراه وسلمه لفريق من المهندسين الإيطاليين والبلجيك لبناء القصر على الربوة العالية وهو الأمر الذي استغرق خمس سنوات ليرى النور عام 1905.
يتكون القصر من جزءين، القصر الرئيسى ويتكون بدوره من طابقين وملحق صغير وقبة طويلة، بيد أنه سرعان ما أصيب البارون بسرطان فشل الأطباء في علاجه لتوافيه المنية ويدفن بساحة كنيسة البازليك وانتقال ملكية القصر لولده إمبان الابن.
ولما كان الابن قد ورث عن أبيه حب السفر والترحال وزيارة كل بلاد العالم، كان مصير القصر وشركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير الإهمال، ومن ثم، عهد إمبان الابن بإدارة الشركة لمجموعة من البلجيك وطلب منهم عرض القصر للبيع، وفى نهاية شهر أبريل 1954، عقدت جلسة المزاد وتم بيع العديد من التحف والأثاث ليرسو القصر ذاته على ثلاثة أثرياء عرب هم السورى محمد بهجت الكسم والسفير السعودى محمد على رضا وشقيقه على على رضا بمبلغ مائة وستين ألف جنيه، بعدها عاد الملاك لبلادهم تاركين القصر فريسة للإهمال.
بدأت محاولة إنقاذ القصر عندما أعلنت السيدة سوزان مبارك الحرب على الفوضى واللامبالاة المسيطرة على قصر البارون وقررت من خلال جمعية تنمية خدمات مصر الجديدة تبنى مشروع تطوير وترميم القصر، ومن هنا كانت البداية لإنقاذ القصر حيث بدأت الجمعية باستعادة الصور الأصلية للقصر لتكون دليلاً أثناء الترميم ثم تطهير المكان من الزواحف والخفافيش والفئران وتم الاتفاق مع وزارة الثقافة على إعادة سور القصر وبواباته وترميم التماثيل وإعادة المكان لسالف عهده، وأخيراً، خطوة أخرى نحو اكتمال فرحة قصر البارون وباتفاق ما بين وزارة الإسكان والتعمير وورثة القصر، استعادت الدولة ملكية القصر من جديد.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda