نجيب محفوظ:ملك الحرافيش.. أسطورة لن تموت..

رائد الرواية العربية وأميرها وفارسها الأول وعلم من أعلام الأدب العربي في العصر الحديث والحائز على جائزة نوبل العالمية في الأدب عام 1988.. ملك الحرافيش.. عام مضى على رحيله.. وبقيت أعماله لسان حاله وخير شاهد على صورة رسمها وحقبة عاشها وأوراق تاريخ لن تبلى..

عن النشأة والميلاد..
هو نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد باشا والشهير بنجيب محفوظ أو ملك الحرافيش. تعود أصول أسرته إلى مدينة رشيد على ساحل البحر الأبيض المتوسط، لكنه ولد في حي الجمالية بمنطقة الحسين في ديسمبر 1911 وبها أمضى سنوات الطفولة والصبا وكانت النشأة الأولى صاحبة التأثير الأكبر فى تشكيل خلفيته الثقافية وظهور موهبته ومن ذلك الحى الشعبى البسيط، استلهم محفوظ روائعه وأعظم كتاباته ليصعد بها إلى آفاق الأدب الإنساني،
ومن الجمالية، انتقل محفوظ وعائلته إلى العباسية ثم الحسين والغورية، وجميعها من أحياء القاهرة القديمة الأمر الذى يفسر بشكل كبير ميله لوصف تلك البيئة الشعبية البسيطة وقدرته على سرد أدق تفاصيلها الشديدة الخصوصية ببراعة وسلاسة ودقة.
كان والده موظفاً بسيطاً بإحدى الجهات الحكومية، استقال ليعمل بالتجارة وكان لمحفوظ أربعة من الإخوة والأخوات. عندما بلغ الرابعة من عمره، ألحقه والده بكتاب الشيخ بحيري، وكان يقع في حارة الكبابجي، بالقرب من درب قرمز، ثم التحق بعدها بمدرسة بين القصرين الابتدائية وبعد انتقال الأسرة عام 1924 للعباسية، حصل على البكالوريوس من مدرسة فؤاد الأول الثانوية.
ومن المدرسة إلى الجامعة، حصل محفوظ على ليسانس الآداب فى تخصص الفلسفة عام 1934 وبدأ على الفور فى تسجيل الدراسات العليا بالجامعة. وأثناء إعداده لرسالة الماجستير وقع فريسة لصراع حاد ظل يجول بداخله ويحول بينه وبين إتمام دراسته إذ طغى ميله الشديد للأدب على كل ما حوله وبدأت الصورة الناقصة تتكشف أمام عينيه بضرورة الانغماس فيما يحب ويتقن وخاصة بعد اطلاعه على أعمال كبار الأدباء من أمثال العقاد وطه حسين، كما أنه كان قد بدأ بالفعل فى نشر عدد من المقالات والأبحاث الفلسفية منذ أن بلغ التاسعة عشر من عمره تقريباً أي في عام 1930، واستمر فى نشر أعماله حتى عام 1945.

من الهواية للاحتراف..
حسم محفوظ الصراع الدائر بداخله وقرر التفرغ للأدب وكتابة القصص والأعمال الأدبية حيث شرع بالفعل فى كتابة القصة القصيرة عام 1936 بشكل منظم ورسمى بيد أنه كان قد سبق له نشر أول قصة قصيرة بالمجلة الجديدة الأسبوعية الصادرة فى الثالث من أغسطس عام 1934 بعنوان «ثمن الضعف» واستمر في كتابة القصص والروايات إلى أن كانت الثلاثية «بين القصرين، قصر الشوق، والسكرية» والتي انتهى من كتابتها عام 1952 لكنه لم يتمكن من نشرها قبل عام 1956 نظراً لضخامة حجمها.
عمل نجيب محفوظ في عدد من الوظائف الرسمية حيث كان سكرتيراً برلمانياً لوزارة الأوقاف من 1938 حتى 1945، ثم انتقل للعمل بمكتبة الغوري بالأزهر، لينقل بعدها للعمل كمدير لمؤسسة القرض الحسن بوزارة الأوقاف حتى عام 1954 وقد تدرج في العديد من المناصب أيضاً فعمل مديراً لمكتب وزير الإرشاد، ثم مديراً للرقابة على المصنفات الفنية في عهد وزير الثقافة ثروت عكاشة، وفي عام 1960 عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتليفزيون عام 1962، فرئيساً لمجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما في أكتوبر 1966 وأحيل للتقاعد عام 1971 الأمر الذى جعله ينضم لمؤسسة الأهرام ويعمل بها كاتباً.تزوج محفوظ في عام 1954، وأنجب بنتين هما أم كلثوم، وفاطمة ..

من السينما إلى النقاهة..
بين1952 و1959 كتب نجيب محفوظ عدداً من السيناريوهات للسينما ولم يكن لها صلة بأعماله الروائية التي تحول عدد منها إلى الشاشة فيما بعد. حيث كان قد بدأ حياته كسيناريست وكاتب لعدد من الأعمال منها «لك يوم ياظالم» و«ريا وسكينة» و«درب المهابيل» وتوقف عن كتابة السيناريوهات عام 1960 حيث بدأت السينما المصرية فى إخراج رواياته ومنها «بداية ونهاية» و«الثلاثية» و«ثرثرة فوق النيل» و«اللص والكلاب» و«الطريق» و«زقاق المدق» و«بين القصرين» .
وتعد «الثلاثية» بحق ملحمة عظيمــة أبدعها محفوظ لتصوير الواقع الاجتماعي والتجربة الإنسانية فى صورتها المجردة وربما تكون أيضاً أعظم عمل أدبــي قام به نجيب محفوظ وقدم فى الأدب العربي بالعصر الحديث، فالثلاثية عمل أدبي رائع يصور حياة ثلاثة أجيال في مصر وهي جيل ما قبل ثورة 1919، وجيل الثورة، وجيل ما بعد الثورة. وكانت «أحلام فترة النقاهة» هي آخر أعمال صاحب جائزة نوبل للآداب الروائي المصري نجيب محفوظ
ترجمت روايته «زقاق المدق» إلى اللغة الفرنسية عام 1970، ونقل عدد من أعماله البارزة إلى لغات عديدة، ولا سيما الفرنسية والإنجليزية، بعد حصوله على جائزة نوبل للآداب عام 1988م وقد حصل نجيب محفوظ على تلك الجائزة في الآداب عن رواية «أولاد حارتنا»، وقامت ابنتاه فاطمة وأم كلثوم) بالذهاب لتسلم الجائزة نيابة عنه. وكان قد تعرض نجيب محفوظ في أكتوبر عام 1994 لمحاولة اغتيال على يد شاب متشدد لكنه نجا منها إلى أن توفى عام 2006.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda