مراجل.. حان وقت المواجهة

آية عز الدين
كاتبة ومدير تسويق
الداون تاون مول

كيف كانت البداية؟
أنا فتاة مصرية تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس وأعمل بمجال التسويق. أعشق الكتابة منذ الصغر وفي البداية كنت أقوم بكتابة بعض الملاحظات الشخصية علي مواقع التواصل الإجتماعي وجميعها تتناول موضوعات إجتماعية وأحداث وتجارب شخصية. وبعد مرور عامين، كان قراري بجمع كل ما كتبته بداخل كتاب يتناول العديد من التجارب الشخصية التي نتعرض لها جميعاً كل يوم. بإختصار، مراجل هو صور ومشاهد من حياتنا. أراه عمل أدبي ساخر وأتوقع أن يصل سريعاً للقاريء إذ ينقل حياته وأتمني أن يتفاعل معه الجميع.

عنوان غريب، كيف كان إختيارك له؟
في البداية، كان إسم الكتاب مرة ب100 راجل ولكنني شعرت بأن الإسم طويل وكنت أريد إختصاره ومن ثم قررت تسميته “مراجل”. يضم الكتاب 27 فصلاً تتناول حالات ومشكلات وتحديات تواجهها المرأة المصرية بصورة عامة بداخل المجتمع المعاصر سواء طلاق أو خيانة أو أزمة منتصف العمر وحتي العنوسة والعذرية وكل المشاكل التي تتعرض لها الأنثي بوجه عام، تتناول جميع الفصول قصصاً حقيقة وليست من وحي خيالي وإنما قصص لأشخاص حقيقين إستمعت لهم ولمست تجاربهم، إستغرق إعداد الكتاب عامين ما بين جمع المحتوي من وعرضه علي دار النشر التي وافقت علي طباعته علي نفقتي الخاصة ثم إجراء تعديل وعمل طبعة جديدة وخلال أيام سيتم طرحه بالأسواق.

ما السبب وراء إهتمامك البالغ بالمرأة
أنا أولاً وأخيراً فتاة مصرية عربية شأني كشأن بطلات فصولي ممن يقع عليهن ظلم كبير ويتعرضن لكثير من المشكلات التي لا يتم إثارتها أو التحدث عنها. وبداخل الكتاب لم أهاجم الرجال فقط ولكنني أيضاً إنتقدت كثير من العادات والتقاليد السبية الموروثة كالتشدد الذي يمارسه الأهل مع البنات بعكس الصبية فعلي سبيل المثال نظرة المجتمع للمطلقة علي عكس نظرتهم للرجل المطلق كما يسمح المجتمع للرجل بالقيام بتصرفات يحرمها علي السيدات. في المجمل، أنا أهاجم العادات السيئة وليس الرجال بل يوجد فصل في الكتاب أهاجم فيه نماذج نسائية وتصرفاتهن السيئة الموروثة.

كيف تكون الكتابة الساخرة هادفة؟
ينبغي في المقام الأول أن تكون نية الكاتب طيبة ويكون نقياً من الداخل فهناك نوعان من الغضب أحدهما عنيف والآخر سلمي والسخرية هي أحد وسائل التعبير عن الغضب بشكل سلمي ولتكون السخرية هادفة يجب ألا يكون للكاتب مصلحة أو هدف خاص منها فلا يقصد بها تشويه أو إساءة بالإضافة لضرورة تمتعه بذكاء الإلتقاط فكلنا نمر بسلبيات نشاهدها ولا تسترعي انتباهنا.

كيف بدأت موهبة الكتابة بداخلك؟
منذ طفولتي كنت أكتب كل ما يمر بي من أحاسيس ولو بمجرد كلمات عابرة كما أن خال والدي الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس وكانت والدتي وجدتي تعملن علي ثقل موهبة القراءة والكتابة بداخلي وكانت مكافأت والدتي لي زيارة معرض الكتاب مما ربط بداخلي الأدب بالمتعة وتعمقت بالكتابة حتي أصدرت كتابي الأول وفي طريقي للكتاب الثاني ولدي أفكار لمجموعة كبيرة من الكتب وعندما تقرئينها ستجدين نفسك تريدين الكتابة والتعبير.

كيف ترين دور الدولة في تنمية مهارات الكتاب ونشر أعمالهم؟
الدولة غائبة تماماً عن مساندت المؤلفين والكتاب ولا يوجد أي دعم حتي من قبل دور النشر أو وزارة الثقافة والكثيرين منا يصابون بإحباط. لقد كنت أسعي خلف حلم أتمني الوصول إليه ومن ثم ذهبت لجميع دور النشر الكبيرة وأغلبهم كانوا يريدون تغيير المحتوي وآخرون يريدون واسطة لذا اجتهدت وطبعت كتابي علي حسابي الخاص.

هل نفتقد للنقد البناء؟
نحن نفتقد للنقد الموضوعي سواء كان بناءاً أو هداماً فالأساس أن يكون النقد موضوعي يستند على أدلة وبراهين. وللأسف يرتبط النقد البناء لدي الغالبية من الناس بالمدح والإطراء فالنقد البناء لا يراه الكثيرون سوي في المديح فقط وهو خطأ شائع يضر ولا يفيد إذ يقوم علي النفاق.

خلف لنا كثير من العمالقة أبناء من المبدعين، فهل يورث الإبداع؟
بلا شك يورث الإبداع كما تورث العناصر المؤدية له فالأديب يورث أبناءه مكتبة يستيقظوا من نومهم على رؤيتها، لقد كان في بيتنا مكتبة تضم كثير من الكتب والروايات لمختلف الكتاب العالميين ومن مختلف الجنسيات علاوة على كتب الدين والسُنة والتصوف بجانب كتب المسرح والسينما وكنا في عصر لا يوجد فيه هذا الإفتتان المجنون بالإنترنت مع وجود مناخ أسري يشجع على القراءة لذا كان من الطبيعي أن أمتلك بذور إبداع تنمو تدريجياً كل هذا يؤدي لوجود فرصة أكبر لإنماء بذور الإبداع لدي الأبناء.

كيف تنمي موهبة الكتابة بداخلك؟
ألجأ بإستمرار إلي القراءة ومعرفة أساليب الكتاب والتنوع في الإطلاع وهو الأمر الذي تحقق في كتابي فعندما قرأته للمرة الثانية أجريت عدة تعديلات وتمت طباعته مرة أخري كما أواظب علي حضور ورش كتابة لثقل موهبتي وتنميتها.

وكيف يمكن للمبتدئين اكتساب تلك المهارة؟
بالخبرة والله ينعم بها على المجتهدين وأيضا بالقراءة ومن هنا أدعو شباب المبدعين للقراءة وهو الأمر الذي يجعل الإنسان يرقى بمستواه وأسلوبه ومن ثم يستطيع الوصول للعبقرية وبجدارة.

كيف يخدم الكاتب بلده؟
من خلال الصراحة والمصداقية وقول الحقيقة بصورة مجردة مع عدم التوقف أبداً عن الكتابة وإظهار السلبيات والإيجابيات بطريقة محايدة عند معالجة أية موضوعات والبعد عن التحيز.

ما الجديد التي ستقدمينه؟
أعمل حالياً علي الطبعة الجديدة من كتاب مراجل كما أخطط لحضور ورشة الكتابة الخاصة بتامر حبيب إذ أعشق أسلوبه للغاية وبعدها سأبدأ في كتابة رواية جديدة بعنوان “العاهرة” وهي مختلفة تماماً فهي تتحدث عن فئة معينة من فتيات المجتمع وهي فتيات الليل حيث أتناول حياتهن والأسباب التي دفعتهن لهذا الطريق وبالفعل قابلت عدد منهن وتحدثت معهن حول تلك المهنة الوضيعة والكتاب يتناول كل هذا بالإضافة للظروف التي جعلت منهن عاهرات.

لمن تقرئين بصورة دائمة؟
أعشق بهاء طاهر وإحسان عبد القدوس وأحلام المستغماني كما أقرأ لعمرو طاهر والأديب المصري العالمي نجيب محفوظ.

طقوسك أثناء الكتابة؟
أحب الإستماع لموسيقي عمر خيرت أثناء الكتابة.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda