طيري يا طيارة طيري.

من المتعارف عليه أن الطائرة الورقية لعبة للأطفال، وهي تصنع من الخشب والخيوط ولكن بعد تدخّل الكمبيوتر ببرامجه ذات الأبعاد الثلاثية واستخدام أنفاق الهواء التي تستخدم في اختبار انسيابية الطائرات أو سيارات الفورمولا 1، خرجت هذه الهواية من دائرة الأطفال إلى دائرة المحترفين وأصبح من الشائع أن ترى العديد من الأشخاص يطلقون طائراتهم في الهواء ويتنافسون أيها يصمد أكثر،

فمن أين نشأت تلك الهواية؟
الصين كانت البداية… قبل ألفي عام شهدت الصين ولادة أول طائرة ورقية في التاريخ، هذا الاختراع الذي ساهم كثيراً في تطور علوم الفضاء والطيران فيما بعد، حيث كان النجار الصيني المشهور لو بان (770 – 476 ق.م) هو مخترع الطائرة الورقية، في ذلك الوقت كانت الطائرة الورقية تصنع من الخشب أو الخيزران، إلى أن استخدم الورق في صنعها بعد اختراعه في فترة الطائرة الورقية أسرة هان (206 ق.م – 220 م)، وقد تبدل دور الطائرة الورقية بتغير العصور؛ فاستخدمت للأغراض العسكرية في فترة أسرة هان الغربية (206 ق.م – 24م) عندما كان هان شين، الضابط الكبير في تلك الحقبة يطير طائرة ورقية إلى السماء لحساب المسافة بين مكانين بحسب طول خيط الطائرة، وقبل أسرة تانغ (618 – 907 م) كان حجم معظم الطائرات الورقية كبيراً، وكانوا أنذاك يتسابقون في تطيير الطائرات ذات الحجم الكبير، وفي أواسط أسرة تانغ (618-907 م) تحولت الطائرة العسكرية من الدور العسكري إلى أداة تسلية وبعدها باتت من اللعب الفنية ذات القيمة، في أسرة سونغ (960 – 1279 م)، انتشرت الطائرة الورقية انتشاراً واسعاً، فقد تبنى الإمبراطور هوي تسونغ الدعوة لإقامة مهرجانات الطائرات الورقية، بل إنه كان يطيرها بنفسه في القصر، وبلغ من ولعه بها أن ألف كتاباً بعنوان ((قائمة الطائرات الورقية لعهد شيوانخه)). وتطورت الطائرة الورقية، شكلاً وزخرفة، بفضل إقبال الأدباء والمثقفين عليها. في ذلك الوقت كانت الطائرة الورقية من لعب الأطفال، وأصبح صنعها حرفة مهنية.
وقد امتزجت الثقافة الصينية بهذا الفن اليدوي، فحملت الطائرة الورقية أساطير الأولين والقصص الصينية والزهور والطيور والحيوانات وجعلت لها دلالات ورموزاً مباركة انعكست في تصميماتها، وصل تطور الطائرة الورقية أوج ازدهاره في فترة أسرة مينغ (1368 – 1644 م) وأسرة تشينغ (1616 – 1911 م)، فقد شهد صنعها دقة وتأنقاً وتنوعاً كبيراً ، واليوم تشيع في أرجاء الصين عادة تطيير الطائرة الورقية، وخاصة في ويفانغ بمقاطعة شاندونغ ومدينة بكين ومدينة تيانجين ونانجينغ بمقاطعة جيانغسو.

من الصين إلى العالم
انتشرت فنون صناعة الطائرة الورقية إلى خارج حدود الصين في وقت مبكر حيث قام العالم الأمريكي Franklin,Benjamin  (1706-1790)في القرن الثامن عشر بتطيير طائرة ورقية في السماء الممطرة لإثبات أن المجال الجوي يحتوي على الكهرباء، وهو ما مكنه من اختراع مانعة الصواعق بعد هذا الكشف، وتلك الطائرة الورقية من مقتنيات متحف سميث للفضاء بواشنطن، وتقول الكلمات التوضيحية تحتها: “إن الطائرة الورقية كانت أول أداة طيران عرفتها البشرية»، أما بالنسبة للعالم العربي فإن هذه الهواية تكاد تكون شبه معدومة باستثناء الاحتفال السنوي للطائرات الورقية في شهر يوليو من كل عام في لبنان.

كيف تعمل الطائرة الورقية؟
تعتمد فكرة الطائرة الورقية على جسم انسيابي خفيف الوزن مربوط بخيط أو عدّة خيوط ليطير ضد اتجاه الريح، وكانت الطائرات الورقية تُصنع من الورق ومازالت إلا أن النايلون الخفيف والمتين في نفس الوقت هو المادة المفضلة لصنع الطائرات. ومن أشهر أنواع الطائرات وأكثرها شيوعاً تلك التي تطير باستعمال خيط واحد، وعادة ماتستخدم العصي لإعطاء الطائرة شكلها النهائي ولتمكينها من الحفاظ على هيئة معينة أثناء الطيران، ومن أشهر طائرات الخيط الواحد تلك التي تأخذ شكل المثلث وتسمى بالدلتا وتجدر الإشارة إلى أن هناك طائرات ورقية لايستخدم فيها العصي للمحافظة على شكلها أثناء الطيران، بل تعتمد على الهواء ليقوم على نفخها وبهذا تحافظ هذه الطائرات على شكل انسيابي أثناء الطيران بدون استعمال العصي.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda