آمل ان تصل أعمال أبنائنا الي الخارج

حدثينا عن جائزة التربية الفنية السير هيربرت ريد؟

إنها جائزة مشوار حياة إذ تشمل النظريات ونشر لمفهوم التربية الفنية وهي جائزة من قبل مؤسسة منبثقة من اليونسكو تدعي «INSEA» وتمثل الجناح المعني بالتربية الفنية لهيئة اليونسكو الدولية أي المنظمة الدولية للتربية عن طريق الفن، منذ تم الإعلان عن تلك الجائزة عام 1981، حصل عليها 6 أفراد فقط علي مستوي العالم وتعد تلك المرة الأولي التي تمنح فيها الجائزة لسيدة من الشرق الاوسط حيث فاز بها من قبل أربعة رواد منهم اليوت أيزنر وريتشارد هكمان. ومؤسس الجائزة  يدعي السير هيربرت ريد ١٨٩٣وهي تحمل اسمه وهو شاعر وفيلسوف ومؤرخ ورائد دراسات الفن في التربية وفنون الأطفال والثقافة الفنية وفنون الحداثة وأحد مؤسسي جمعية الأنسي الدولية، مانحة الجائزة وهي أهم جائزة في التربية الفنية عالمياً.

كيف تم ترشيحك للجائزة؟

لم أقم بترشيح نفسي بل يأتي الترشيح من قبل أفراد من دول متعددة حيث قاموا بالكتابة عني وتقديم أبحاثي وأعمالي ومن ثم تم اختياري، الترشيح عبارة عن شخص يقوم بكتابة تقرير وينشره علي صفحات التربية الفنية فيما يقوم أفراد من عدة دول بترشيح شخص وفقاً لأعماله وأبحاثه. وقد قدم عدد من أبنائي ونلاميذي من مختلف الدول -في لفتة حب وتقدير هما لي الجائزة الأهم والتقدير الأسمي- بتقديم أعمالي وبالفعل وبتوفيق من الله وبأعمالنا بجمعية الأمسيا حصلت علي الجائزة.

ماذا عن  عن خارطة الطريق للتربية الفنية؟

قدمت الأمم المتحدة بحوث ممتازة عن التربية الفنية المتطورة حيث اكتشفوا وجود خلايا بالجانب الأيمن من المخ تختص بالإبداع فيما يختص الجانب الأيسر بالقراءة والكتابة والعمليات الحسابية ومن ثم بدأ العمل علي تطوير الجزء المسئول عن الإبداع والإهتمام به وتطويره ببقيام بوظيفته علي الوجه الأمثل مع القيام بوظائف أخري أيضاً. تم أيضاً عقد مؤتمر دولي موسع بعنوان «خارطة الطريق للتربية الفنية» بمشاركة عدة دول أجنبية وعربية ولم تشارك مصر به وكأننا عن عمد نرفض المساهمة بأي شئ يتعلق بالفنبرغم أهمية ممارسة الفن والأنشطة الفنية لأي دولة. ومع الإهتمام بالجانب الأيمن المختص بالإبداع، ظهر مسمي تحت عنوان الشراكة ومهارات القرن العشرين فمشكلة التعليم الأساسية تكمن في عدم توافق مواده مع احتياجات المجتمع ومن ثم لا يأتي بالنتائج المنشودة. قمت بطرح تلك النظرية بالهيئة القومية للجودة والإعتماد وهي عمل مؤتمر بين أصحاب الشركات والأعمال والسياسيين والمعلمين والطلاب لإخراج المهارات المطلوبة للقرن 21 فهناك مهارات يجب أن يكتسبها الطلاب سواء في العمل أو الحياة فأغلب مدارسنا لا تعلم مهارة العمل وهي أهم من تعليم المواد الدراسية فنحن ندرس مواد ،ومن خلال تلك النظرية سنجد أن تعليم مهارة العمل يأتي من الفنون. وللعلم، حتي اللغة القومية لا يوجد أي إهتمام بها بالمدارس. تفيد نظرية مهارات 21 برفم أنه بدون اللغة القومية والفنون سيفشل التعليم. هذا الأمر لا يشمل بالطبع المدارس الأجنبية والدولية حيث يوجد إهتمام لافت بالفنون والمهارات بل الفجوة الحقيقة بالمدارس الحكومية ودور المدرسة تعويض هذا النقص والإهتمام بالفنون ودراسة مهارات العمل والحياة فعلي نظام التعليم تحمل مسئوليته وأن يكون الفن مهارة عامة.

ماذا عن جمعية الأمسيا؟

أرسلت لنا جمعية الأنسيا الدولية بإعادة العمل مرة أخري علي الأنسيا المصرية وكانت موجودة فيما مضي ولها مكتب بمصر تم إهماله. وقد قمنا بتأسيس مكتب للأنسيا بمصر مرة أخري ولكن تحت إسم الأمسيا وليس الأنسيا وتلقينا كثير من الهجوم بل وتم تحويلنا للتحقيق ولكن لم نهتم. كنا عبارة عن 6 أو 7 أفراد دعمنا الجمعية بكل جهودنا وعملنا مجلة لها رقم دولي وموقع حقق نجاحاً لافتاً ونسبة مشاهدة كبيرة وكنا نقدم من خلاله بحوث أبنائنا من كل الكليات الفنية بهدف أن تصل أبحاث وأعمال أبنائنا للخارج وبالفعل قمنا بعقد مؤتمر كبير بمشاركة كلية التربية الفنية بأكتوبر كما شارك معنا وزير الثقافة وكان راعي المؤتمر وأقمنا معارض بمتحف الفن الحديث. وجاء المؤتمر علي مستوي فاق أي مؤتمر تم عقده بمجال التربية الفنية كما طالبنا بإدراج اللغة العربية ضمن منشورات الأمسيا وبالفعل تم إصدار عدد باللغتين العربية والإنجليزية للمرة الأولي في تاريخ الأنسيا. أسفر نجاح الجمعية عن مشاركة العديد من الكليات منها التربية الموسيقية ومن ثم أدرجنا الموسيقي ضمن قالب التربية الفنية وأنشأنا مصطلح التربية الإبداعية بالفنون. هذا وسنعمل خلال الفترة القادمة علي إدراج المسرح وعدد من الفنون الأخري أيضاً.

ماذا عن أهمية التربية الفنية للطفل؟

التربية الفنية من المواد الهامة في حياة الطالب بل لا تقل أهميتها عن المواد الأخرى لكونها تعمل على بناء شخصية الطفل الذي هو في الأساس محور العملية التعليمية ولكن للأسف الشديد غالبية مدراء المدارس ووكلائهم والقائمين على وضع جداول دروس المعلمين مع بداية كل عام دراسي جديد لا يولون تلك المادة أهميتها من حيث موقعها في اليوم الدراسي  كأن توضع في نهاية اليوم الدراسي متعللين بكونها مادة لا تسمن ولا تغني من جوع كما أنها مادة لا نجاح فيها ولا رسوب ومن ثم كان الإنعكاس السلبي من حيث تفاعل الطالب مع المادة ومعلمها من حيث عدم تنفيذ الموضوعات المطلوبة كما أن الطالب لا يهتم بإحضار أدوات العمل بمباركة من إدارة المدرسة وولي أمره مما يدفع بالمدرس لمعالجة تقصير إحضار الأدوات بتأمينها في الوقت الذي هو غير مطالب بذلك إذ يتحمل أعباء إضافة لأعباء أسرته، نحن مهملين في تقديرنا لدور الفن في بناء شخصية الطفل بكونه أحد وسائل التعبير والإفصاح عما بداخله بدون ضغوط فالرسم في السنوات الأولى من العمر هو بمثابة رسالة للقائمين على العملية التربوية توضح لهم ما يدور لحياة الطفل وأفكاره سواء سلبية أو إيجابية، ومن هنا فنحن ننادي بأن تعطى مادة التربية الفنية حقها بكونها مادة لا تقل عن المواد الأخرى، والمسئولية هنا مشتركة بين إدارة المدرسة والمعلم والأسرة فلابد من تدريس المادة بمراحل التعليم المختلفة وبمختلف الخامات والمهارات واضعين بالإعتبار عواطف الطفل من أجل تحقيق الإبداع بحرية وبعيداً عن أية ضغوط خارجية قد تؤثر علي الطفل، لا ينبغي أن يكون هناك تقصير من قبل أي طرف بهدف تحقيق الأهداف التي من أجلها وضعت تلك المادة كمادة دراسية ووفق أسس وعوامل وخصائص نفسية وتربوية علمية مدروسة.

ما دور التربية الفنية في بناء شخصية الطفل؟

تعمل التربية الفنية علي تنمية السلوك الإبتكاري من خلال إتاحة الفرصة للأطفال لممارسة الأنشطة الفنية مما يفتح أمامهم آفاق بلا حدود للإندماج ضمن الممارسة الإبتكارية التي يقوم بها الفنان في الواقع، كما  إن الاندماج الفعال في تركيب العناصر الفنية هو أساس النمو الذاتي للأطفال وهو نوع من أتواع الممارسة الابتكارية ينعكس على السلوك العام للطفل طوال حياته، ومن هنا يجب علينا  الإهتمام بالتربية الخلاقة من هذا النوع الذي يتجه لإثارة وتنمية التفكير الإبتكاري لدى أطفالنا بشتى الطرق كأن يسمح لهم بإكتشاف حلول مختلفة للمشكلات وروح التشكك العلمي وعدم تقبل الأمور على علتها إضافة لتنمية قدراتهم من خلال الملاحظة وتنمية الحساسية والتذوق الفني الذي لا ينبغي التعامل معه علي أساس كونه نوعاً من الترف بل من متطلبات الحياة العصرية. وتظل الخبرات الفنية أحد عوامل تنمية القدرة على تذوق القيم الجمالية المنتشرة في الطبيعة مما يؤدي لتحسين مستوى معيشة الفرد وينعكس على ملبسه ومسكنه وكافة أمور حياته.  وبقدر ما ندرب الطفل على التذوق، نستطيع الحصول على مواطن مثقف محافظ على الجمال في كل مكان فضلاً عن نمو القدرات العقلية فمن خلال ممارسة الفنون تنمو قوة الملاحظة والتخيل والتذكر والفهم والإدراك والقدرة علي التصور وهي العوامل التي لا يخلو منها الإنتاج الفني أو من أغلبها، وحين يمارس الطفل الفن، يستدعي خبراته السابقة ويطتسب أخري جديدة ومن ثم تقوي ذاكرته وتثقل مهاراته. وللعلم، قد تتفوق التربية الفنية على بعض المواد التربوية الأخرى لكونها تنمي القدرة علي التخيل وهي المهارة المسئولة عن بناء الأفكار وإبتكار كل جديد، وتؤدي التربية الفنية أيضاً لتحقيق تكامل شخصية الطفل وتأكيد ذاته فنشاطه الإبتكاري يساعده على التعامل مع العالم المحيط والتوفيق ما بين الإتجاهات الجماعية والفردية إذ يجد لذة شخصية أثناء ممارسة العمل ولذة جماعية أثناء رضا المجتمع عما أنتجه من أعمال فنية. هذا ويوفر الفن نوع من التوازن بين اتجاهات الفرد العقلية والإنفعالية والفكرية والحسية وبين الوعي واللاوعي ويمكن أن نحول بعض الدوافع الهامة لدى الطفل لدوافع بناءة عن طريق تحرير الأنشطة الفنية التي تؤكد ذاته عن طريق المشاركة الوجدانية له وفهمنا لإتجاهه وميوله والتنفيس عن الإنفعالات حيث يمر الطفل بالعديد من الضغوط ويشعر بضرورة التخفيف من حدة تلك الأعباء من خلال مشاركته الإيجابية في الأنشطة الفنية والتوفيق بين الخيال والمنطق لذا يجب على الآباء والمعلمين مشاركة الطفل انفعالاته أثناء التعبير الفني لتحريره من الخوف من عالمه الداخلي المليء بالخيالات والخوف من سخرية الكبار وفقط عن طريق إقتلاع هذا الخوف نعلو بقدراته نحو النمو العقلي والنضج الإنفعالي ونساعده علي التخفيف من الضغوط النفسية التي يتعرض لها.

د. سرية صدقى  “أستاذ المناهج وطرق تدريس التربية الفنية بكلية التربية الفنية جامعة حلوان ورئيسة جمعية «الأمسيا»”

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda