يقول تعالى في كتابه الكريم «يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» (البقرة 183) و«وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون» (البقرة 184) . واليوم، لم يعد الطب الحديث يعتبر الصيام مجرد عملية إرادية يجوز للإنسان ممارستها أو الامتـناع عنها فقد أثبتت الدراسات العلمية والأبحاث الدقيقة على جسم الإنسان ووظائفه الفسيولوجية أن الصيام ظاهرة طبيعية يجب للجسم ممارستها لتعمل وظائفه الحيوية بكفاءة، وهو ضروري لصحة الإنسان كالأكـل والتنفس والحركة والنوم، فكما يعاني الإنسان بل ويمرض إذا حرم من النوم أو الطعام طويلاً، يُصاب بسوء في جسمه لو إمتنع عن الصيام.
في حديث رواه النسائي عن أبي أمامة «يا رسول مرني بعمل ينفعني الله به قال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له» وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الطبراني «صوموا تصحوا» والسبب في أهمية الصيام للجسم هو أنه يساعده على هدم الخلايا القديمة والخلايا الزائدة فنظام الصيام المتبع في الإسلام ويضم على الأقل أربع عشرة ساعة من الجوع والعطش ثم بضع ساعات إفطار هو الأمثل لتنشيط عمليتي الهدم والبناء بعكس ما يتصور الناس من أن الصيام يؤدي للهزال والضعف بشـرط أن يكون الصيام بمعدل معقول وله عدة فوائد.
1.وقاية من الأورام
يعمل الصيام علي إزالة الخلايا التالفة والضعيفة من الجسم فالجوع يحرك الأجهزة الداخلية بالجسم لمواجهة الجوع ومن ثم تُتاح للجسم فرصة إسترداد حيويته ونشاطه كما أنه يستهلك الأعضاء المريضة ويجدد خلاياها لوقاية الجسم من الزيادات الضارة كالحصوة والرواسب الكلسية والزوائد اللحمية والأكياس الدهنية والأورام في بداية تكونها.
2.حماية من السكر
هو خير فرصة لخفض نسبة السكر بالدم لأدنى معدلاتها وعلى هذا فالصيام يعطي غدة البنكرياس فرصة للراحة فالبنكرياس يفرز الأنسولين الذي يحول السكر لمواد نشوية ودهنية تخزن بالأنسجة فإذا زاد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة فإن البنكرياس يُصاب بالإرهاق والإعياء ثم يعجز عن القيام بوظيفته فيتراكم السكر في الدم وتزيد معدلاته بالتدريج.
3 ريجيم بدون طبيب
يؤدي الصيام لإنقاص الوزن، بشرط أن يُصاحبه إعتدال في كمية الطعام إبان الإفطار وألا يتخم الإنسان معدته بالطعام والشراب بعد الصيام، كان الرسول عليه الصلاة والسلام يبدأ إفطاره بالتمرات وقليل من الماء ثم يقوم للصلاة فالسكر بالتمر يُشعر الإنسان بالشبع إذ يمتص بسرعة للدم ويعطى الجسم الطاقة اللازمة لمزاولة نشاطه المعتاد. أما لو بدأ الطعام باللحوم والخضراوات والخبز فستأخذ تلك المواد وقتاً طويلاً ليتم هضمها ويتحول جزء منها لسكر يُشعر الإنسان بالشبـع ويستمر الإنسان في ملء معدته فوق طاقتها لإعتقاده بأنه مازال جائعاً وهنا يفقد الصيام خاصيته في جلب الصحة والعافية والرشاقة بل ويُصبح وبالاً على الإنسان فيزداد بدانة وهذا ما لا يريده الله تعالى من تشريعه لعباده بالصوم.
4.الأمراض الجلدية
يفيد الصوم في علاج الأمراض الجلدية إذ يُقلل نسبة الماء بالدم فتقل نسبته بالتالي في الجلد الذي تزيد مناعته ومقاومته للميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية وتقل حدة الأمراض الجلدية التي تنتشر في مساحات كبيرة بالجسم مثل الصدفية وأمراض الحساسية ومشاكل البشرة الدهنية وتتناقص نسبة التخمر الذي يُسبب دمامل وبثور مستمرة.
5.وقاية من داء الملوك
المسمى بمرض «النقرس» وينتج عن زيادة التغذية والإكثار من اللحوم ومعه يحدث خلل في تمثيل البروتينات المتوافرة في اللحوم وخاصة الحمراء بالجسم مما ينتُج عنه زيادة ترسيب حمض البوليك بالمفاصل خاصة مفصل الأصبع الكبير للقدم. وعند إصابة مفصل بالنقرس، فإنه يتورم ويحمر ويحدُث ألم شديد. وقد تزيد كمية أملاح البول بالدم ثم تترسب بالكلى فتُسبب الحصـوة وإنقاص كميات الطعام علاج رئيسي لهذا المرض.
6.جلطة القلب والمخ
يُنقص الصوم من الدهون بالجسم مما يؤدي لنقص مادة الكوليسترول فيه وهي المادة التي تترسب على جدار الشرايين وبزيادة معدلاتها مع زيادة الدهون بالجسم يحدُث تصلب الشرايين،كما تُسبب تجلط الدم في شرايين القلب والمخ. لا نندهش إذن عندما نستمع لقول المولي «وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون» فكم من آلاف البشر جنت عليهم شهيتهم دون علم أو إرادة ولو إتبعوا منهاج الله وسنة النبي بعدم الإسراف بالطعام والشرب وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر لعرفوا لآلامهم وأمراضهم نهايـة.
7.آلام المفاصل
إنه مرض يتفاقم بمرور الوقت فتنتفخ الأجزاء المُصابة به وتحدُث آلام مبرحة وتتعرض اليدان والقدمان لتشوهات كثيرة. يصيب المرض الإنسان بأي سن وعلي الأخص المرحلة ما بين الثلاثين والخمسين والمشكلة الحقيقية أن الطب الحديث لم يجد علاجاً للمرض حتى الآن ولكن ثبت بالتجارب العلمية في روسيا أن الصيام لمدة لا تقل عن ثلاث آسابيع يكون علاجاً حاسماً إذ يُخلص الجسم من النفايات والسموم إذ يتخلص من الجراثيم.
أساسي في رمضان
* إبدأ بتناول ثلاث حبات من التمر وخاصة إن كنت ممن يعانون من الصداع والدوخة والتعب بسبب نقص السكر خلال الصوم فالسكر بالتمر هو سريع الإمتصاص كما يرفع سكر الدم بسرعة.
* إبدأ الإفطار بالماء أو العصير أو اللبن لتجنب نقص السوائل بالجسم.
* لا تُكثر من المقبـــلات الغنية بالدهون والأملاح إذ تُزيد الوزن بدون قيمة.
* الشوربة أساسية لإعداد المعدة للطعام كما تُعوض السوائل المفقودة.
* صحن السلطة غني بالفيتامينات والمعادن والألياف كما تعطي شعوراً بالإمتلاء والشبع وتُخفض من تناول كميات إضافية من الطبق الرئيسي الذي غالباً ما يتضمن الأرز والدهون والمواد النشوية.
* يجب أن يحتوي الطبق الرئيسي وبكمية معتدلة على نوع من النشويات كالأرز أو الفريك أو المكرونة ونوع من اللحوم بالإضافة للخضار المطبوخة.
* تناول 6-8 أكواب ماء من الإفطار وحتى السحور لتجنب الجفاف والإمساك.
*عليك بالنوم 6-8 ساعات يومياً لتحقيق الراحة النفسية والجسدية.
*مارس التمارين الرياضية والمشي ثلاث مــرات أســـبوعياً على الأقــل.
* لا تغفل وجبة السحور فهي أساسية لإمداد الجسم بالطاقة والحفاظ على مستوى ثابت من سكر الدم.
-إجعلي الجوز واللوز والزبيب والتمر وقمر الدين جزء من وجبات رمضان فهي تحتوي على الطاقة والمعادن والفيتامينات.
-إحرصي على أن تتبع العائلة النصائح الصحية خلال الإفطار وما بعده.
-إقض الوقت مع الأسرة بالمنزل بدلاً من الإسراف في تناول الطعام ليلاً.
– من المفيد ان تمشّي بعد الإفطار فأنت بحاجة لحركة بدنية خفيفة لحرق الدهون الزائدة ومدّ جسمك بالنشاط.
حذار في رمضان
-لا تتنـــاول السوائل ليلاً لتجنب العطش والإضطرابات المعويّة.
-لا تُبالغ في تناول أصناف الطعام الدسمة ليلاً ظناً أنها تقيك الجوع.
-لا تُكثر من الطعـــــام عنــــد الإفطار كيلا تُصاب بالتخمة.
-لا تُكثر من المقبلات والحلويات التي تُؤدي إلى زيادة الوزن.
-لا تقضي اليوم في المطبخ ولا تجهدي نفسك في كثير من الأطباق.
-لا تجهدي الجسم بالخروج يومياً بل إمنحي نفسك قسطاً من الراحة.
نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب
