طفلى عدوانى ..فماذا افعل ؟!!

ما هو المقصود بالعدوانية ؟وهل هى غرائز طبيعية يولد بها الطفل ام هى نتاج احباطات عديدة يواجهها فى مراحل عمرة المختلفة ام انها ساوك مكتسب يتم تعلمة من البيئة المحيطة ويسهم فى تعزيزة  النماذج التى تبثها وسائل الاعلام المختلفة ام هى الظروف البيئية الصعبة التى تحيط بنا من الازدحام والتلوث البيئى ..هذا ما سنحاول الاستفاضة فية والاجابة عنة فى رحلة تصحبنا فيها د.جيهان ميشيل استشارى الطب النفسى فى محاولة جادة لازاحة الستار عن هذا المفهوم و طبيعتة

ان التعريف السائد للعدوانية يتحدد فى انها سلوك موجة للاخرين بهدف إضرارهم او الحاق الاذى بهم سواء بدنيا او لفظيا إما بصورة ظاهرة او مستترة.

ولكن التساؤل هنا هل النزعة العدوانية هى بالضرورة نزعة سلبية وهدامة ولابد ان تتجلى فى سلوكيات مؤذية للطفل وللاخرين؟ام ان لها جانبا إيجابيا يجب ادراكة و توجيهة فى مسارات صحيحة و السماح بالتعبير عنه ضرورة من اجل بناء الشخصية و تقدم الفرد و الحفاظ على كيانة..

لقد اكد عالم النفس الشهير سيجموند فرويد على ان غريزتى الحب والعدوان لازمتين لبقاء الحياة و استمرراها اى ان العدوان كدافع فطرى فى الانسان هو طاقة لازمة لة لمواجهة الحياة واقتحام مجالاتها ولحماية نفسة من اخطارها وان التعبير عن هذة الطاقة بصور شتى ضرورة بدلا من ارتدادها للداخل وايذاء النفس.

ومن خلال تامل المعنى الحر فى كلمة ” Aggresivess” بالانجليزية والتتى تترجم الىعدوانيةبالعربية..هذة الكلمة مشتقة من الاتينية “AD-Credi” والتى تعنى حرفياالانطلاقة نحواى ان النزعة العدوانية هى النزعة للمواجهة و الاستكشاف و تاكيد الذات  و يصفهاانطونى ستدر” – احد المحللين النفسيين المشهورينبانها محرك لكل حركة ومرادف لكل نشاط يقوم بة الانسان.

وعند متابعة هذا الدافع الفطرى العدوانى منذ ولادة الطفل نجد انة يختلف من مرحلة لاخرى و يعبر عن نفسة باشكال مختلفة حسب تقدمة فى العر و حسب شصيتة وفى حدود يجب ان نعتبرها طبيعية و مقبولة .. وملازمة للنمو النفسى و السوى للانسان,فالطفل عند شهورة الاولى حينما تبدأ متاعب ظهور الاسنان فانة يعض اى شىء نضعة فى فمة و كثيرا ما عض حلمة ثدى امة اثناء الرضاعة تعبيرا عن ضيقة و عندما يقترب من نهاية عامة الاول قد يشد شعر امة او يعض خدها فى حالة غضبة منها و خلال السنوات الاولى  عند محاولة الام تعليمة ضبط التبول و التبرز ينشأ صراعا بينهما حيث ان اصرارهما يضايقة وقد تتطور عدوانيتة تجاهها الى المعاندة معها ورفض الامتثال لها ولكن يمكن السيطرة على احاسيس العدوان تلك حينما تقدم لة الام الحب والصبر والتفهم فتجعلة يتجاوب مع حبها لة ويتعلم ضبط نفسة ويكف عن العناد ..

وحينما يكون ترتيب الطفل هو الثانىوقد قاسى من غيرة الاخ الاكبر وعانى الكثير من عدوانى عليةتجدة قد صار عدوانيا ومدافعا جيدا عن نفسة ويجيد الحصول على حقوقة ولو بمجرد الصراخ وطلب الاستغاثة من الوالدين!!.

وقد تأخذ هذة الدوافع العدوانية شكل اللعب العنيف ابتدا من العام الرابع وحتى العام الثامن حيث نجد الطفل يوجة المسدس نحو امة او يقوم بدور الشرطى الذى يقود سيارتة ويطارد اللصوص .. وهذة الالعاب تعتبر صمام امان يسمح للطفل بالتنفيث عما فى اعماقة من غضب او ضيق وان كان الاهل فى بعض الاحيان لا يقدرون ذلك و يخشون ان تنطبع فى نفوس الابناء سلوكيات العنف ..

ولكن عند العام التاسع ومع نمو الضمير وازدياد الوعى يبدا الطفل بالتحكم فى احاسيس العداء وعدم استعمالها الا اذا بادر احدا بالعدوان علية.

وفى مرحلة المراهقة قد تظهر هذة المشاعر العدوانية بشكل صريح تجاة الاهل ورموز السلطة بشكل عام متمثلة فى التمرد على كل مالوف وانتقاد العادات و التفاليد الموروثة و الرغبة فى استكشاف كل ما هو جديد ونجد مثلا ..الفتاة التى كانت طفلة مطيعة هادئة لطيفة صارت تتعامل مع امها بحدة وعدوانية .

ةهكذا يلزم الانسان قدرا من هذا الدافع الفطرى العدوانى لاجل التعبير عن نفسة وإثبات الذات و حماية نفسة من اعتداء الاخرين على كيانة اوحريتة .

ولكن عندما تتطور  العدوانية الى سلوك متكرر يؤدى لللاذى و يسبب المشكلات للاسرة و المحيطين متخذا مظاهرا عديدة حينئذ يتطلب الامر وقف ودراسة وبحثا للحالة.

مظاهر العدوانية عند الاطفال

قد تكون العدوانية لفظية متمثلة فى السب او الصراخ او التهديد وقد يتخذ تعبيرات مباشرة ضد رمز الساطة فى البيتالمدرسة ..

وقد تكون وقاحة و تحديا للكبار او اعتداء على الاقران بالضرب والركل او المعاكسة وتدبير المقالب بالاضافة للقسوة على الحيوانات و تعذيبها وقد يكون عنف موجة للممتلكات مثل خدش الادراج او الكتابة على الحوائط وتلطيخ الملابس بالحبر والالوان وفقدان الاشياء المدرسية.

واحد انواع العدوان  المستمرة والتى نسميها العدوان السلبى  “Aggressive Passive” وتتمثل فى عدم الطاعة و تنفيذ الاوامر وتعطيل مصالح الاخرين ورفض المذاكرة.

واذا لم يتيح لهذة المشاعر العدوانية فرصة التعبير والافصاح  باى طريقة خارجها فأنها تتجة للداخل عن طريق ممارسة العادات الضارة مثل التدخين او الادمان بهدفايذاء نفسهااو القيادة المتهورة للسيارة.

وقد تتخذ شكلا مرضيا يؤدى للكثير من الاضطرابات  النفسية التى تنشأ من كبت العدوانية مثل الاكتئاب و الامراض الجسدية و خلافة ..

وهنا نتساءل  هل الشخصية العدوانية لهذا الطفل تحدها عوامل وراثية بيولوجية لا يمكن التحكم فيها ؟! ام انها تتبلور وتتهذب من خلال التنشئة الاجتماعية السليمة وتقوم فيها الاسرة بالدور الرئيسى يليها المدرسة التى يجب ان تكون بيئة صحية لاجل سلامة الطفل وصحتة النفسية ؟! ثم ماذا عن المؤثرات المختلفة بالمجتمع واهمها وسائل الاعلام ودورها فى تكوين شخصية الطفل ..!!

بداية لا يمكن إغفال العامل الوراثى او العضوى والذى يمكن بحثة من خلال طبيب مختص واصلاح ما يمكن اصلاحة عن طريق بعض الفحوصات و الابحاث.

وما يهمنا كثيرا فى هذا المجال هو الاسباب النفسية ودور الاساليب التربوية غير السوية والتى تصيب الطفل بالاحباط نتيجة عدم اشباع احتياجاتة الاساسية الالازمة لنموة الجسدى والنفسى ليصل لمرحلة تحقيق الذات واهدافة فى الحياة وهذة الاحتياجات سنتناولها بشىء من التفصيل ..

بداة الاحتياجات الفسيولوجية الاساسية كالطعام و الشراب والمأوى والنوم تستلم للشعور بالامان الاقتصادى ثم يحتاج الطفل لللامان النفسى الذى يتوفر من خلال الجو السرى المستقر بعيدا عن الخلافات الزوجية التى تزعج الطفل وتجعلة فى صراع وقلق نفسى شديد يعبر عنة بعدوانية تجاة والدية مع ضرورة الاتفاق على الاسلوب الموحد للتربية وعدم تذبذب معاملة الوالدين ,بالاضافة لعدم تخويف الطفل والابتعاد عن القسوة فى المعاملة واظهار القلق الزائد من قبل الوالدين عند التعامل مع ظروف الحياة المختلفة حتى تهدأ اعماقة ويستقر الشعور بالامن و الامان .

ومما لا شك فية فان الحاجة العميقة للحب والحنان ان لم تشبع من خلال الاسرة وفى السنوات الاولى من عمر الطفل تسبب خللا بيرا فى شخصيتة فيما بعد لانة من خلال تقبل الحب والاهتمام من ذوية يتعلم قبول الاخرين والثقة بهم فيما بعد وغقامة علاقات  ناجحة مشبعة مع المحيطين بة .

وأفضل وسائل التعبير عن الحب هى التقدير والقبول غير المشروط بدءا من نوعةولدبنتوسنة وإمكاناتة وحتى عيوبة الشكلية او الشخصية مما يؤكد ثقتة بنفسة ويحدو بة الى السلوك السوى فى التعامل مع الاخرين والبعد عن العدوانية.

والحاجة للانجاز  هى احتياج اساسى للطفل اذ لابد من اعطائة الفرصة للقيام باعمال معينة فى حدود قدراتة فى المنزل او المدرسة ويجب ان ينال التشجيع والمديح حتى يمكن توجية طاقاتة للبناء وليس للتدبير والعدوان .

عقد مقارنات بين الطفل واقرانة الاكثر تفوقا او طلب مستويات عالية ترضى طموح الاهل ولا تراعى امكاناتة كل هذا من شانة ان يصيبة بالفشل والاحباط الذى يعبر عنة بعدوانية تجاة الاخرين.

الحاجة للمعرفة والحصول على اجابات شافية تشبع فضولة حسب سنة ودرجة فهمة تسهم كثيرا فى استقرارة النفسى وعدم معاناتة من الصراع بين الحاح الفضول والرغبة فى المعرفة وبين تشدد الاهل باخفاء المعلومات عنة فيقل الشعور بالعدوانية تجاههم.

الحاجة للاستكشاف وحب الاستطلاع والتى تحبطها الحماية الزائدة التى يقدمها الوالدان والتى قد تمتد لتشمل كل جوانب الحياة دون ان يتركا لة الفرصة للتجربة والاستفادة الشخصية من الاحتكاك بالخرين مما يجعلة ينشأهشا نفسيا ويشعر بالضيق والاحباط فتثور عدوانيتة تجاة الاهل فنجدة يغالى فى طلباتة ويرهق ميزانيتهما بما يفوق التحمل ومهما نال من اهتمام وتلبية رغباتة يشعر بنفسة محروما وعاجزا نفسيا عن مواجهة الحياة بمشاكلها و مواقفها الصعبة حيث تجمدت طاقاتة وحبست حريتة وزادت عزلتة.

كيفية التعامل مع الطفل العدوانى:

لابد من تجنب التعامل معة بعدوانية لفظية او بدنية لان هذا من شانة ان يزيد من حدة الانفعال و العدوانية , وايضا التساهل معة وتجاهل افعالة الخاطئة يؤدى الى تكرار هذة الافعال و التذبذب بين هذين الاسلوبين ايضا غير مجدى.

لابد من بحث حالة الطفل اسريا ومدرسيا ورصد اى احداث سبقت ظهور هذا السلوك العدوانى كقدوم مولود جديد بالاسرة مثلا.

التعرف على الحاجات النفسية المحيطة  لدى الطفل و ايجاد الصلة بينها وبين السلوكيات المضطربة.

تجنب الاوامر والنواهى والعقوبات المستمرة وايجاد مجال للحرية و الانطلاق داخل المنزل و خارجة  عن طريق افساح المجال لممارسة الهوايات المحببة لدية والرياضيات التى توجة طاقاتة بطريقة سليمة وبناءة وخاصة الالعاب الجماعية التى ثبت فية روح التعاون و الانتماء و المنافسة الشريفة .

اتاحة الفرصة لة للتعبير عن نفسة من خلال حوار ايجابى يساعدة على التنفيث عن مشاعر الغضب بالكلامحسن الانصات لة وتوجيهة بطريقة جذابة نحو السلوك السليم“.

ترسيخ القيم و المبادىء الدينية فى عقل الطفل من اهم واجبات الاسرة وفى مرحلة مبكرة من الطفولة مع التاكيد على النتيجة الجيدة لمن يسلك حياتة بالالتزام ومراعاة حقوق الاخرين مع اعطاء النماذج و القدوات الحسنة بصورة شيقة.

و أخيرا فإن توفير الحياة المنظمة الهادئة تهدىء الاعصاب وكذلك النوم الكافى والطعام المتوازن بدون افراط فى التوابل او اللحوم مع التركيز على الخضروات والفاكهة و تجنب المشاهد المثيرة ضرورة  للاطفال .

وعند تفاقم المشكلات  نتجة لعدوانية الابن وفقدان  الاهل القدرة على التواصل معة يلزم استشارة  متخصص فى الاضطابات النفسية للتعامل مع الحالة حتى لا تؤدى لمشكلات نفسية يصعب التعامل معها فيما بعد لان اولادنا فى أمس الحاجة لمن يقترب

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda