العناد.. خطة دفاع المراهق

عدم الاستماع للأوامر والإتيان بالنواهي.. عدم الرضا عن كل مايطلبه الأب ويتمناه وإن أطاع فبالكلام فقط ومن دون تنفيذ ثم الكذب والمراوغة لتبرير عدم الطاعة… إنها مجموعة الملامح التي تترجم في النهاية عناد الإبن المراهق فيما يؤكد أساتذة التربية والطب النفسي إن لعناد المراهق أسباب وللتقليل من مساحة تلك الصفة السلبية حلول تأتي قد تفيد. وعليه، وضع أستاذة النفس التربوي مجموعة إرشادات.. جربيها ولاحظي الفرق.

5‭ ‬أسباب‭.. ‬لا‭ ‬تغفليها

-قضية المراهق الأولى والأخيرة التي تشغله هي كيف يُثبت ذاته وإستقلاله، كيف يتخلص من شعوره بالظلم والحرمان وعدم الإهتمام به- كما يعتقد- ولكل هذا يلجأ للعناد ورفض الأوامر.

-فهو مثلا- يكره المدرسة ومن فيها فيفشل دراسياً وكل كلمة توجيه وإرشاد من أحد تُشعره بفشله وتُذكره بنقطة ضعفه فتكون المواجهة بالرفض والعناد هي خط دفاعه.

-تكرار الأب لكلمة «أنت عنيد» تُثبت معناها بداخل نفس الإبن أكثر مما تمحوها فلا جديد عليه إن عاند مرة ثانية وثالثة فالتهمة أُلصقت به.

-غياب الوالدين عن البيت لفترات طويلة وخاصة الأب يضعف أثرهما في نفس الإبن فلا يهتم بأوامرهما خلال الوقت القصير الذي يقضونه معه.

-قد يكون الأب نفسه عنيداً ويعامل ابنه المراهق بندية ويصر على تنفيذ أوامره بأي شكل من الأشكال.

15‭ ‬خطوة‭.. ‬وتأتي‭ ‬الرياح‭ ‬بما‭ ‬تشتهي‭ ‬السفن

1- دع إبنك يشعر بإستقلاليته في كثير من الأمور، وكن مرنا في متابعته.

2- إحرص على وجودك معه لفترة أطول ولا تكثر من الأوامر خلالها، ولا تقف له بالمرصاد أمام كل عناد؛ هناك عناد بسيط لا يسبب ضرراً.

3- أشركه في رياضة ما بالنادي لتستغل طاقته وساعده في دروسه ليشعر بقربك منه وبالثقة في نفسه فيبتعد خطوات عن العناد

4- إذا رغبت أن تُطاع فآمر بما يستطاع؛ ولا تجبره على فعل شيء من منطلق الندية واللزوم.

5- إجعل طلباتك في صيغة إرشادات رقيقة لا على هيئة أوامر لازمة، واجعلها واضحة محددة.

6- لا تطلب منه شيئاً أثناء إندماجه وسط ألعابه الإلكترونية وممارسة هواياته أو حين تراه متجهاً لمقابلة أصدقائه، ولا تجعل معظم أوامرك ضد كل ما يحسه ويرغبه.

7- أخبره أن حبك له وإهتمامك به باق ولن يتغير مهما حدث فهو الإبن الحبيب رغم ورغم ورغم.

8- لا تخلع صفاتك ونظامك ودقتك وترتيبك وجديتك في العمل على إبنك المراهق فالطبائع والطاقات تختلف من إنسان لآخر.

9- إبتعد تماماً عن الرشوة أمام كل عمل جيد يقوم به بدون عناد.

10- أرفق أوامرك بكلمات مشجعة ولا تبالغ بتعجيله لعمل شيء.

11- عليك بعقاب الإبن بصورة تدريجية أمام إصراره على العناد كحرمانه من المصروف أو خصامه عدة أيام ومن الممكن أن تُوقف لعبه عن جهاز اللاب توب ليوم أو اثنين وكل الحذر من السب والضرب.

12- شاركه بعض ألعابه وهواياته وقراءاته، وإحك له عن نوادر فترة شبابك وأيام الجامعة الجميلة.

13- كن حازماً عند توجيه سلوكيات إبنك الإجتماعية خاصة حالة وجوده ببيت أصدقائه.

14- عود إبنك على إحترام ذاته وإحترام الآخرين وكن له قدوة.

15- إمنحه فرصة التعبير عن ذاته وما يحسه وأعطه مساحة من الوقت ليجلس معك دون نصائح وإرشادات وأوامر.

قديماً قال أحد الحكماء: «أبي لم يعلمني كيف أعيش بل تركني أراه كيف يعيش». هي حكمة مضمونها يشير إلى أسلوب تربوي معاصر يؤكد أن الآباء -تحديداً- هم القدوة الأولى لأبنائهم فيما يفعلون، وما يفكرون وما ينطقون به. عن أهمية هذا الدور في ضبط سلوك الإبن المراهق، تحدث الدكتور إسماعيل يوسف أستاذ الطب النفسي بجامعة قناة السويس. مؤكداً على أن للأب دوراً خطيراً في تربية أبنائه بداية من الطفولة المتأخرة وحتى بداية البلوغ إذ يغلب على هذه الفترة القابلية للإستهواء وسرعة الإستجابة والتأثر وتقليد المثل العليا إذا رأوا أمامهم النموذج المحبب إلى نفوسهم، ولتطبيق هذا على الأب إتباع عدة توجيهات:-

1- لا تتعلل بمسؤولياتك المهنية هرباً من متابعة سلوكيات الإبن في البيت والمدرسة ومع الأصدقاء.

2- بث قيم الحب والخير واعمل على إيقاظ الإيمان بقلب ابنك؛ بأن يراك وأنت تصوم وتصلى وتحسن للفقير وتقدم الخدمة للجار والصديق والأهل أجمعين.

3- شاركه ما يقرأ، وشجعه على حفظ آيات من القرآن، وأبيات من الشعر المتناسب وسنوات عمره واستمع له.

4- دعه يراك ملتزماً ومبتعداً عما يشين في القول والفعل، واجعله يراك وأنت تعطي وتبذل، فيشب على الكرم والعطاء.

5- شاركه فترات الترويح عن النفس وأخبره عن أصدقائك وقيمتهم بقلبك، وشجعه على عقد الصداقات والاستمتاع بالصحبة مع مراقبته من بعيد.

6- دعه يحس بمعنى الملكية؛ أن يكون له -مثلك- عالم خاص به وحده: مكتبه وكتبه، قصصه ورواياته، وحاجاته المختلفة عن حاجات أخوته، فيحرص على تنميتها، ويتعرف بعدها على حدود ملكية الآخرين.

7- من أسلوب تعاملك في البيت –ما تنطق وما تفعل- يأخذ الابن القدوة والنموذج؛ لهذا عليك استخدام لغة التخاطب المثلى، والتعامل بأفضل الأساليب.

8- قم بتوضيح ما تفعله من سلوكيات الخير للآخرين، ودعه يراك وأنت تقدم المساعدة، وأنت تزور المريض، وتؤدي واجب العزاء، وادعوه؛ ليشاركك زيارات إيصال الرحم الطيبة.

9- من الأهمية لكل أب أن ينتقي أصدقاءه الذين يظهر بهم أمام أبنائه، ويفاخر بهم؛ مما يتيح له فرصة المشاركة في اختيار أصدقاء ابنه.

10- لابد للأب أن يتعرف على نقاط ضعف ابنه، ونقاط قوته ليحسن التوجيه، ولامانع من مناقشة الأمر للنهوض أو التأقلم.

11- لا تضخم الهفوات، التي تراها أو تحسها بالبيت أو لدى ابنك، ولا تنس المكافأة عند الإنجازات.

12- ابتعد بأسلوب تعاملك في البيت عن النقد اللاذع المتكرر أمام كل صغيرة وكبيرة، وقم بالتركيز على الإيجابيات لرفع الروح المعنوية، وبث الثقة في قلب الابن.

13- كل الحذر من التعود على إفشاء أخطاء البيت أمام الأهل، مع تجنب النصح الجماعي أيضاً.

14- لا تناقش المشكلات العائلية أمام الابن ولا تحتد مع الزوجة، أبعده عنها فهو لايدرك بعد حقيقة ما يحدث.

15- احرص على أن يراك ابنك شغوفاً مهتماً بكل ما يتصل به؛ اسأل معلميه عنه بشكل دوري، وتابعه في دروسه وخططه وصداقاته وأحلام مستقبله، ومن قبل أشركه في أحلامك.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda