الزواج في بيت عيلة

يظل الزواج أكبر فرصة تغيير تتاح للعروسين مع بدء حياتهما الزوجية حين يتزوجان أو يفكران في ذلك يضعان قائمة تخيلية بكل الصفات والأحلام التي يريدان الإتصاف بها بعد الزواج وتبدأ الممارسة مع أول يوم زواج لكن لأسباب مادية وعائلية قد يحاول الزوج إقناع زوجته بالسكن لدي أهله لفترة وجيزة ربما لغاية توفر الميزانية الكافية لشراء منزلهما الخاص، ولأنّ السكن لدي أهل الزوج له حسناته وسيئاته فهو بمثابة سيف ذو حدين، إكتشفي أبرز تلك الحسنات والسيئات وإن كان بعضها لا يخفى على أحد كتدخل حماتك الدائم بحياتك الجديدة فكثير من المشاكل ترتكب تحت مسمي بيت العيلة وقد تؤدى لنهاية الحياة الزوجية والطلاق مما يدفع الفتيات المقبلات على الزواج لرفض فكرة الزواج فى بيت العائلة بشكل نهائى، فإذا كنتي بالفعل قد إخترتي شريك حياتك فأنتي ستسكنين معه في المكان الذي يختاره ولكن ما رأيك لو قال لكي سنسكن في بيت عيلة  هل ستوافقين بسبب حبك له وأملاً في الخروج يوماً لمكان آخر، ونتيجة لهذا قد تحدث إحتكاكات ومشاحنات تتسبب في خصومات وعليه ينبغي وجود حدود واضحة فى العلاقات لتقليل المشاكل فالسكن مع أهل الزوج قد يؤدي لفشل العلاقة الزوجية بسبب عدم القدرة أحياناً علي التأقلم مع البيئة الخاصة بأسرة الزوج من جهة وعدم القدرة علي التحاور والتعايش مع أفراد الأسرة من جهة أخري وخاصة أم الزوج أو إخوته وعدم تحمل كلا الزوجين للمسؤولية بشكل كامل لكونهما جزءاً من قالب أسري كبير.

هناك العديد من المشكلات التي تنتج عن مشاركة الزوجين أسرة الزوج في منزل واحد أو علي الأقل بيت مشترك ومنها معرفة أهل الزوج بكل تفاصيل حياتك ومواعيد الدخول والخروج الخاصة بكِ وبزوجك وستجدينهم على علم تام بكل من يأتى لزيارتك وكل شىء فى منزلك كما ستجدينهم يتدخلون فى كل تفاصيل حياتك ويتحكمون بها، وقد يتسبب هذا فى مشاكل كبيرة بينك وبينهم وبينك وبين زوجك، لذا يجب أن تفكرى جيداً قبل هذا الأمر، ستجدينهم يتدخلون فى القرارات المصيرية بحياتك بشكل أكبر مقارنة بإذا كنتِ تسكنين فى منزل بعيداً عن منزل العائلة، ومن أهم هذه القرارات قرار الإنجاب وغيرها، في بعض الأوقات سوف تطلب منكِ حماتك مساعدتها فى أعمال المنزل، خاصة إذا كنتِ لا تعملين، وستعتبر أن هذا حق مكتسب لها وهنا يجب أن تقفى معها وقفة حازمة من البداية برفض هذا الأمر رفضاً تاماً، ربما تشهد حياتك الزوجية أيضاً زيادة المشكلات بينك وبين أهل الزوج بسبب زيادة الإحتكاك بينك وبينهم وهو سبب رئيسى يجعلكِ تبتعدين عن الزواج فى بيت العائلة، خاصة إذا لم يكن الزوج يحسن التصرف، لن تنتهي المقارنة بينك وبين إخوات الزوج البنات حيث ستتم المقارنة بينك وبينهم بشكل كبير خاصة فى بيت العائلة كما أن إخوة الزوج سيكونون حموات بخلاف أم الزوج وقد تشتعل الغيرة بينهم وبينك ذلك خلاف عن التدخل فى تربية الأبناء، وهو من مشاكل بيت العائلة حيث تتحكم الحموات فى تربية الأحفاد وقد يحدث تعارضاً بين أسلوب تربيتك لهم وأسلوب حماتك فى تربيتهم.

تجنبي المقارنة فكل أسرة لها نمط وأسلوب معيشة يختلف عن غيرها ويزداد هذا الإختلاف بدرجة أكبر في حالة اختلاف مكان السكن كأن تكوني مقيمة في القاهرة وتضطرين للعيش في بيت العائلة بالأقاليم. تجنبي المقارنة بين طريقة أو مستوى المعيشة عند أهل زوجك وأسرتك أو حتى إشعارهم بأن حياتك في منزل والدك كانت أفضل مما أنت عليه الآن، لأن ذلك سيرسخ لديهم فكرة أنك تتعالين عليهم ما يسبب الكثير من المشاكل، ويُباعد بينكم. حافظي أيضاً على خصوصيتك فالسكن في بيت العائلة لا يتعارض مع حياتك المستقلة وتؤكد استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية دكتورة أسماء مراد أن طريقة تعاملك مع أهل زوجك هي التي تحدد مدى تدخلهم في خصوصياتك بعدم التحدث مع أهل الزوج عن أية مشاكل أو خلافات معه ولا تجعليهم حكماً بينكما، لأن ذلك يعطيهم الفرصة للتدخل في خصوصياتك ولا تسمحي أيضاً لأسرتك بالتدخل في أمور حياتك الزوجية كيلا يفعل هو ذلك.

تجنبي المشاكل مع سلفتك فالعلاقة بين الزوجين هي بين إثنين لا تحتمل ثالث كما لا يجب ألا يتدخل الأهل بين الزوجين إلا في حالة واحدة فقط وهي عندما تصل الخلافات بينهما إلى حد الإنفصال. تقبلي النصيحة التي تسديها لك حماتك أو أهل زوجك، حتى إن كنت غير مقتنعة بها ولا تعتبريها تدخلاً في شؤونك الخاصة، حتى تختلقي المشاكل بل خذيها من منطلق الخوف أو الاهتمام الزائد بك كما لا تُكثري الشكوى للزوج من أهله مما قد يؤدي إلى توتر العلاقة بينكما، فضلاً عن توترها معهم وذلك في حالة إخباره لهم بشكواكي منهم لأن ذلك سيشعرهم بأنك تحاولي بشتى الطرق إبعاده عنهم، مشيرة إلى أن الزوج، في الغالب، لن يقف ضد أهله لإرضائك. قد تشعرين بالضيق أحياناً بسبب تدخل أهل زوجك في تربية أبنائك بحكم إقامتك معهم في نفس المنزل، فتصرفات طفلك الخاطئة التي تثير غضبك وتعاقبيه عليها، يمدحها الجد والجدة وحتى الأعمام بل ربما يشجعوه عليها وبالتالي فإن التضارب في طبيعة وأسلوب التربية قد يؤدي لنشوب كثير من الخلافات مع أهل زوجك، إذا لاحظتِ أن أهل زوجك يعلمون الأبناء بعض السلوكيات الخاطئة من باب اللعب واللهو معهم فلا تدخلي في مشاجرة أو جدال ففي النهاية الطفل يقضي معكِ الوقت الأكبر

إحرصي على بناء علاقة ودية مع أهل زوجك من البداية بالتقرب منهم ومعاملتهم بنفس الطريقة التي تعاملي بها أسرتك فمن الممكن التقرب من أهل الزوج بتقديم المساعدة لهم فمثلاً يمكنك مساعدة حماتك في بعض الأمور المنزلية ورعاية أشقاء زوجك والإهتمام بهم في حالة عدم تواجد حماتك بالمنزل وأخيراً تذكري أن حرصك الدائم على تقديم الهدايا لأهل الزوج في المناسبات الخاصة بعيدا عما يقدمه هو، في المناسبات المختلفة سواء المناسبات الإجتماعية كعيد الأم أو أية مناسبة سعيدة كالنجاح أو الزواج أو الإنجاب يُشعرهم بمدى إهتمامك بهم وهو الأمر الذي سوف يُكسبك إحترامهم ومحبتهم جميعاً.

تذكري في النهاية أن بناء حياة جديدة سعيدة أو علي أقل تقدير مرضية لأصحابها ليست بالمهمة الهينة بل تستوجب كثير من الجهد والتضحية والتفاني والإصرار من جانبك فعليك منذ اليوم الأول التعامل مه أهل زوجك علي أساس كونهم عائلتك الجديدة وليسوا أعداء متربصين لك فالسلاسة في الحياة ووضع الأمور في نصابها الحقيقي بدون تضخيم أو تهوين هو ما يؤدي في النهاية لوضع الأسس القوية لعلاقة تزداد قوة يوماً بعد يوم وتمسي رباطاً وثيقاً يصعب النيل منه.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda