أساسى لتغذية الطــــفل

ينتابنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬أطفالنا‭ ‬وخاصة‭ ‬الطفل‭ ‬الأول‭.. ‬نتساءل‭ ‬دوماً‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬وتغذيته‭ ‬وتقوية‭ ‬مناعته‭. ‬ولعل‭ ‬التغذية‭ ‬السليمة‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬يشغل‭ ‬بال‭ ‬الأم‭ ‬لتضمن‭ ‬لطفلها‭ ‬جهاز‭ ‬مناعى‭ ‬قوى‭ ‬منذ‭ ‬شهوره‭ ‬الأولى‭ ‬وحتي‭ ‬دخوله‭ ‬المدرسة‭ ‬وإعتماده‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬سواء‭ ‬أطفال‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬أكبر‭ ‬منه‭.. ‬عن‭ ‬التغذية‭ ‬وأصولها‭ ‬ومكوناتها،‭ ‬حقائق‭ ‬ومعلومات‭..‬

نقطة البداية هي الحليب سواء كان طبيعياً أو صناعياً وذلك لما يحويه من عنصر الكالسيوم الذي لا غني عنه للطفل منذ أيامه الأولي إذ يحفظ التكوين السليم للأسنان اللبنية والعظام وكثير من الفيتامينات والحديد كما أنه هام للغاية من الشهر الأول للطفل وحتى المراحل المتقدمة من العمر. هذا وكثيراً ما يتعرض الطفل لجفاف ماء الجسم خلال شهوره الأولي والسبب في ذلك كون الطفل الذى يتغذى من ثدى أمه لايحتاج في العادة لمكمل غذائي. أما الحليب الصناعي، فلا يروى الظمأ بل ينبغي إعطاء الطفل جرعات قليلة من الماء بين الرضعات ولا بأس من استخدام الماء المعدني والأفضل غليانه مرة أخري وتبريده فهو الأنسب والأضمن لخلوه من الميكروبات والبكتريا. لا تتجاهلي أهمية المياه فبالإضافة لإرواء ظمأ الطفل، فهو أيضاً يمده بمجموعة من المكملات الغذائية الأساسية التي يحتاجها خاصة خلال فترة شهور عمره الأولي تأتي بعدها الأهمية القصوي للدهون سواء كانت مشبعة أو غير مشبعة ويستخرج النوع الاول من الدهن الحيوانى ومن الدهن المصنع المستخرج من النباتات «دهن مهدرج» أما النوع الثانى فمتوفر بالنباتات والأسماك علي نحو وافر. صحيح أن الحليب والأجبان تحوى مواد دهنية مشبعة وهى بالمقابل مصادر أساسية للكالسيم والفيتامينات والبروتينيات حتي يبلغ عامه الأول بل يجب أن تشكل الدهنيات لدي الطفل 50% علي الأقل من حصة الطعام اليومية والبروتينيات ضرورية لتكوين الأنسجة فى مرحلة النمو الأولى ونقصها يجعل الجسم ضعيفاً مفتقراً لجهاز مناعى قوى وتتوفر باللحم الأحمر والدواجن والكبد والسمك والبيض والجوز والبندق. لا جدال أيضاً بأهمية الكربوهيدرات كأحد أهم مصادر الطاقة الأساسية للطفل سواء كانت كربوهيدرات مركبة في صورة سكراً بطيئاً أو بسيطة كالسكر السريع ولعل من أهم مصادر الكربوهيدرات المركبة الحبوب والخبز والحلوى ويكون قوامها الطحين الكامل والأرز والبطاطس ويجب أن تشكل الكربوهيدرات علي الأقل 60% من إجمالي عدد السعرات الحرارية التي يتناولها الطفل يومياً. أما الكالسيوم، فيعد عنصراً أساسياً لتكوين العظام وأسنان الطفل الذى يتراوح عمره ما بين عام وخمس سنوات ويكفيه 400 ملل يومياً من الحليب والأغذية الغنية بعنصر الكالسيوم كالحليب ومنتجاته وعلي رأسها الجبن بأنواعها واللبن الزبادى بالإضافة إلي الخضر الطازجة والجوز والسردين. وأخيراً، الفيتامينات ضرورية للغاية للحفاظ على صحة سليمة للطفل طيلة سنوات نموه وما بعدها. وتنقسم الفيتامينات لأنواع تنحل فى الدهن (أ)و (د)و(ه) وأنواع أخري يختزنها الجسم بيد أن الإسراف الشديد فى إستهلاكها -شأنه شأن الإسراف بكل شيء يتعلق بالطفل- قد يؤدى لإضطرابات متنوعة.

تغذية‭ ‬طفلك‭,, ‬خطوة‭ ‬خطوة

من‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬الى‭ ‬9‭ ‬أشهر‭:-‬

يمكنك هنا البدء بتنويع المذاقات والأفضل المتابعة الدقيقة لما يظهره الطفل من شهية لتتعرفى علي وجباته المفضلة وكذا تحددي ما إذا كان بحاجة لمزيد من الحليب أو لطبق أو إثنين من وجبته المعتادة ويمكنك إستكمال وجبة العشاء بالطريقة ذاتها.

من‭ ‬9‭ ‬أشهر‭ ‬الى‭ ‬12شهر‭:-‬

وفيها، يكون الطعام مطبوخاً فمثلاً تأتي وجبة الإفطار بخليط من الحبوب المخلوطة بالفواكه فيما تحوي وجبة الغداء أطباق كاملة وخفيفة مثل الكسكسي بالدجاج فيما تكون وجبة العشاء أخف من الغذاء ولكنها أيضاً غنية بالمكنوات الغذائية الأساسية للطفل مثل باستا بالجبن. يمكنك أيضاً إضافة وجبة خفيفة -فيما بين الوجبات الرئسية- مثل الفواكه المجففة أو السندويتشات أو اللبن ومشتقاته بيد أنه عليك مراعاة الآ تؤثر علي إقبال الطفل علي وجباته الرئيسية. إعلمي جيداً أن وجبات الطفل بتلك المرحلة هي أطباقاً حقيقية تستلزم الإعداد الجيد كما أن بعض الأطباق المخصصة للأطفال الصغار تكون مناسبة لتلك المرحلة أيضاً.

من‭ ‬12‭ ‬شهر‭ ‬الى‭ ‬18‭ ‬شهر‭:-‬

يستطيع طفلك الآن مشاركة العائلة فى وجبات الطعام والطبق الأساسى للغداء يرافقه الباستا أو الرز أو البطاطا أو الخضر بحسب ما يفضله الطفل مع مراعاة ضرورة تناول الطفل ما لا يقل عن 400 ملل من الحليب يومياً وبصورة شديدة الإنتظام.

من‭ ‬18‭ ‬شهر‭ ‬إلي‭ ‬عامين‭:-‬

لأن إجتماع جميع أفراد العائلة ليس بالهين، إحرصي علي إعداد الأطباق التي تحظي بقبول الجميع مع الإحتفاظ للطفل بحصته الغذائية وإطعامه مبكراً وإقناعه بمشاركته طعام العائلة ذاته. لا تقلقي من ضعف شهيته، فالأطفال بهذا العمر يتناولون حصة غذائية متواضعة.

من‭ ‬سنتين‭ ‬إلي‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭:-‬

الأساس في تلك المرحلة العمرية هو تعويد الطفل تدريجياً على المذاقات المتنوعة ومن ثم يمكنك دوماً إستبدال الأغذية السريعة كقطع البيتزا الصغيرة أو عيدان الخضر بأطباق تقليدية مع تغير التحلية الخاصة بها أو الغاؤها بيد أنه لا يمكنك إلغاء الوجبات الخفيفة تماماً.

فى هذا العمر يقبل الأطفال علي المشاركة فى إعداد الوجبات الخاصة بهم ويتمكنوا من إعداد بعضها بمفردهم كالسندويتشات مثلاً كما يقبل الأطفال علي تزيين بعض الأطباق سواء الخاصة بهم أو بأفراد العائلة. شجعي طفلك علي هذا الأمر الذي من شأنه زيادة إقباله علي الطعام بوجه عام كما يري نفسه عنصراً حيوياً بحياة العائلة.

القاعدة‭ ‬لتغذية‭ ‬صحية

يمر الطفل منذ مولده بالعديد من التغييرات كما تمر به العديد من الحالات التي قد يتعرض خلالها أحياناً للخطر. قد يمرض الطفل وقد يصاب بالفيروسات أو البكتيريا أو أية أعراض مرضية سواء كانت الأم علي دراية بها أم لا. الأساس خلال سنوات عمر الطفل الإولي المتابعة الدقيقة لملاحظة ما قد يطرأ من أعراض والتعامل معها بصورة فورية حتي لا تتفاقم وتتحول لكوارث يصعب السيطرة عليها لاحقاً. كما أن الإلتزام بالهدوء النسبي والقدرة الدائمة علي ضبط النفس أساسي للأم خلال تلك المرحلة أيضاً فقد يفقدها قلقها أو خوفها في كثير من الأحيان قدرتها علي التعامل مع المواقف المختلفة التي قد يتعرض لها الطفل وتستلزم الإلتزام بالهدوء والصبر. قد يتعرض الطفل -علي سبيل المثال- في سن مبكرة للتسمم الغذائى مما يفرض الإنتباه لضرورة اتباع القواعد الصحية بدقة لتفادي خطر الإصابة منذ اليوم الأول لمولده. وفى الأشهر الأولى، ينبغي إتخاذ كافة الإحتياطات الدقيقة وخاصة مع بدء الطفل فى التنقل وزيادة حركته سواء داخل المنزل أو خارجه وقيامه دوماً بوضع ما يلتقطه بفمه. لذا يجب الإهتمام بتعقيم المصاصات وزجاجات الرضاعة وغيرها من الأدوات الأساسية للطفل. ويبقي التعقيم حجر الأساس لصحة الطفل بوجه عام إذ يعد الحليب الساخن حقلاً خصباً لتكون الجراثيم والبكتيريا الضارة. وعليه، يجب تعقيم زجاجات الرضاعة والمصاصات والأكواب حتى بلوغ الطفل عامه الأول مع تعقيم الملاعق حتى بلوغه الشهر السادس. إعلمي أن تطبيق قواعد الصحة العامة فى المطبخ أمراً أساسياً لا ينبغي إغفاله كما أن المراعاة التامة لبعض القواعد البسيطة يزيل القسم الأكبر من خطر التسمم الغذائى بصورة عامة. وللحق، خطوات بسيطة عليك فقط الإلتزام بها لتقللي من فرص الخطر وتحافظي علي طفلك قدر المستطاع. عليك دائماً غسل يديك قبل البدء في إعداد الطعام وغسل يدى طفلك قبل إطعامه أيضاً مع القيام بتنظيف طاولة العمل بالمطبخ يومياً بمحلول معقم وكذا غسل ألواح التقطيع والسكاكين والخلاطات ومعالج الطعام بعد الإنتهاء منها مباشرة وتجفيفها فى الهواء الطلق مع حفظها بمكان جاف ومغلق لاحقاً حتي لا تعلق بها الأتربة التي تضر بصحة الطفل وقد تتحول لبكتيريا ضارة. وعند مسح أوانى الطفل وتجفيفها، لا تستعملى سوي أقمشة غاية في النظافة. وأخيراً وليس آخراً، يظل الأطفال دوماً الأكثر إستعداداً لتقبل الأغذية المتنوعة والتكيف مع الجديد منها بيد أنهم -شأنهم شأن كبار السن- قد لا يستسيغون كل شىء ولا يكترثون ملياً للأغذية المركبة فالمهم والأساسي يبقي المذاق في المرتبة الأولي مما يستلزم إعداد الأغذية المركبة المتوازنة وذات المذاق الجيد كما لا يحب إحبار الطفل علي تناول ما لا يحب فكافة مكونات الغذاء التي يحتاجها تتوفر بعدد من الأغذية وبدلاً من إحباره علي ما لا يحب علينا البحث دوماً عما يستسيغ ليزداد اقباله علي تناول الطعام.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda