قاهرتنا الساحرة..

هذا العالم الصغير.. القاهرة الساحرة، أعظم وأعجب وأغرب مدينة ستشاهدها على وجه البسيطة.. فيها الماضي والحاضر تدعوك لزيارتها والاستمتاع بجوها الجميل ووسائل الراحة المتوفرة فيها ونشوة التنقل عبر الزمن ومطالعة هذا السجل الحي لحضارة عريقة امتدت لقرون طويلة ولم تكتف بصناعة الحضارة فحسب، بل ظلت، قابعة في صمت، تطل على العالم فتعطيه وتثريه وتتأثر به..

عاصمة مصر وأكبر مدن القارة السوداء.. أقيمت على موقع حصن بابليون بالقرب من أطلال العاصمة القديمة منف، ويدخل في نطاقها العديد من المدن القديمة بآثارها الخالدة منها الأهرامات الفرعونية، أبو الهول، الكنائس والأديرة المسيحية القديمة، قلعة صلاح الدين، مساجد المماليك والسلاطين العثمانيين، مما جعل منها بحق متحفاً حياً لحضارة خمسين قرناً من العصور التاريخية المختلفة اجتمعت جميعها في ملتقى الثلاث قارات.

هل رأيت الأهرامات؟
على الضفة الغربية للنيل وفوق هضبة الجيزة، تقبع في سكون وصمت الأهرامات الثلاثة، إحدى عجائب الدنيا السبع تحيطها عدد من الأهرامات الصغيرة ومئات من المصاطب والمقابر للملوك والنبلاء، إذ أن المصريين القدماء عكفوا علي بنائها لتكون قبوراً لملوكهم تصون أجسادهم اعتقاداً منهم في البعث والخلود بعد الموت. ولعل أشهرها علي الإطلاق الهرم الأكبر وأحد أشهر أبنية العالم، شيده الملك “خوفو” في عهد الأسرة الرابعة قرابة 2650 ق.م. بارتفاع يصل الآن لنحو 137 متراً واستخدم في بنائه ما يقرب من 2.5 مليون من القطع الحجرية بطول قاعدة تصل إلي 230 متراً، ويقع بالقرب من ضلعه الشرقي ثلاثة أهرام صغيرة لثلاث من زوجاته أو أفراد أسرته. أما الهرم الثاني، فبناه الملك “خفرع” إلى الجنوب الغربى من هرم أبيه بارتفاع 136 متراً، ولاتزال بعض أجزائه العليا تحتفظ بطبقة الطلاء الجيري، يبلغ طول قاعدته 215.5 متر وله مدخلان ومعبد الوادي وبقايا الطريق بين المعبدين، وفيما مضي كانت تلك المعابد تستخدم للطقوس الدينية الخاصة بالتحنيط.
وأخيراً، وليس آخراً، هرم منقرع إلى الجنوب الغربي من الهرمين السابقين، وهو أصغر منها بكثير إذ يبلغ ارتفاعه 62 متراً ويمتاز بكون الجزء الأسفل من جدرانه لايزال مكسواً بطبقة من الجرانيت.
وفي سقارة أيضاً مجموعة من الأهرامات منها الهرم المدرج ومجموعته الجنائزية التي شيدها أيمحوتب للملك “زوسر” أول ملوك الأسرة الثالثة على شكل مصطبة كما كانت العادة في مصر آنذاك، يتكون الهرم من ست مصاطب، وقد حذا المصريون حذوه في بناء الأهرام، إلا أنهم أكملوها بجعل أضلاعها مستوية، وتبلغ مساحة الهرم المدرج 123.5× 107 م وارتفاعه حوالى 59 متراً.
وفي الناحية الجنوبية للهرم المدرج، يقع هرم “أوناس” آخر ملوك الأسرة الخامسة ويتميز بالنصوص التي تغطي جدران حجرة الدفن. ولعل أهميته تعود إلى أن حجرة الدفن لها قبو مزخرف بنجوم تتلألأ في السماء الزرقاء فوق المومياء الملكية الراقدة بين جدرانها،

من الماضي.. إلي الحاضر
على مقربة من هرم أوناس، توجد البئر الفارسية وهي مقبرة من الأسرة 26 والمعروفة بالأسرة الفارسية. ويصل عمقه إلي 25 متراً، ويقع أسفله عدة مقابر متداخلة.
وفي طريقنا لمعبد الوادي لهرم خفرع، نجد تمثال أبو الهول الكبير وأحد أشهر آثار العالم، وهو تمثال أسطوري له جسم أسد ووجه إنسان، طوله سبعون متراً وارتفاعه عشرون متراً، ويعتقد العلماء أن وجهه قريب الشبه من الملك خفرع.
ومن أغرب الآثار أيضاً مراكب الشمس وقد تم الكشف عن أجزاء من «مراكب خوفو» من خشب الأرز في حالة جيدة ومعه جميع معداته من مجاديف وحبال ومقصورة للجلوس، ويبلغ طول المركب 43.5 م، وارتفاع مقدمته خمسة أمتار وارتفاع المؤخرة سبعة أمتار، وهو معروض الآن في متحف خاص جنوب هرم خوفو، أما ممفيس «منف»، فمن أقدم المدن على وجه الأرض وكانت عاصمة لمصر طوال عصر الدولة القديمة وتضم التمثال العملاق لرمسيس الثاني، ومعبد تحنيط العجل «آبيس» ويبين مراحل عملية التحنيط، وتمثال أبو الهول المرمري ويعود لعصر الدولة القديمة.
هناك أيضاً «سقارة» وأقدم جبانة في مصر القديمة وتقع على هضبة صحراوية جنوب غرب القاهرة. أما “السيوابيوم” فلم يبقى منه سوى الدهاليز السفلية التي تضم مقابر العجل “آبيس” المقدس، ويبلغ طولها عدة مئات من الأمتار. وترجع بداية تاريخها للأسرة 18والعصر المتأخر. وعلى مقربة من السيرابيوم، توجد دائرة الفلاسفة الإغريق وبها تماثيل لأفلاطون وهيراكليتس وفيثاغورس وبيندار.
وأخيراً، تشتهر سقارة أيضاً بمقابر النبلاء والتي تحمل اسم مصطبة، وأشهرها مقابر نبلاء الأسرتين الخامسة والسادسة، وتعد جدرانها شواهد على عصورها إذ تسرد لنا الحياة اليومية لقدماء المصريين مثل الزراعة وتربية الماشية والصيد، علاوةً على المناظر الدينية وتقديم القرابين للموتى.
وأشهر تلك المقابر مقبرة “بتاح حتب” وتقع غرب الهرم المدرج وبها العديد من مناظر الحياة اليومية والجنائزية والنصوص الدينية، وأهم مناظرها منظر المغنيين وهم يطربون بتاح حتب بألحانهم وموسيقاهم وهو أحد أكبر فلاسفة العصر الفرعوني. هناك أيضاً مقبرة “كا-جمنى” وتمتاز بمناظرها ذات الحفر البارزة ومن أشهرها منظر صيد الطيور. وأخيراً مقبرة “مرى-روكا” وتحوي 33 حجرة منقوشة تضم مناظر الزراعة والصيد.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda