عروس الجد الحسن ..

بين سطور التاريخ، قصص وحكايات وكثير من الأسرار.. يحملها الراوي وتحفظها أجيال متتالية وتتناقلها جيلاً بعد جيل.. منها أسرار فنية وأخري تاريخية وثالثة تحوي العجائب والأساطير.. عبر سطور التاريخ الإسلامي، كثير من الآثار ومعالم تروي قصص الماضي البعيد وتبوح بذكريات لا تنسي وتراث لا يزول..
إيقونة الحب الإلهي.. تعانق السماء بحب تبادلي عجيب يثيرفي النفس السمو والرفعة و الرِقة.. تتميز بأسلوب معماري متفرد على مستوى العالم الاسلامي ككل لايبوح بسره بيسر وسهولة إلا من خلال التعمق والدراية. إنها مئذنة العروس التي تعلو الزاوية الشمالية الشرقية للجامع العمري «جامع عمر بن الخطاب» بمدينة البصري بالشام والذي تم تشييده إثر فتح المدينة في عهده علي يد القائد خالد بن الوليد. يبلغ ارتفاعها 24 متراً وهي أعلى مئذنة في مدينة بصرى بالشام كما يؤكد العلماء أنها أقدم مئذنة لا تزال قائمة -حتي اليوم- في العالم الإسلامي. تمتاز بشكلها المربع وفي جسمها وعلى جوانبها فتحات ترتفع مع ارتفاع المئذنة للنور ولكي يصل الهواء الي الداخل. وعندما تصل للأعلى، ستقف بذهول حقيقي مع رؤيتك للأقواس الصغيرة والتي يبدو العملاق أمام ارتفاعها قزماً ولا يمكن التحقق من هيأته عند الوقوف تحت المئذنة.
لاتزال نبرات صوت الجد محمد الحسن تتردد بين جنبات بصرى على مدار أكثر من ثلاثين عاماً وهو يصدح بخشوع رهيب بهدوئه المتسلل للنفوس المتيقظة ليلاً لتناجي خالقها بقيام الليل لينبههم لصلاة الفجر ونهاراً منبهاً النفوس المتيقظة لأداء الصلوات علي مدار اليوم.
ولعل أكثر مايثير الأحاسيس والمشاعر هو الصعود على درجها الحجري الملتوي والذي يصل بالصاعد إلى قمة المئذنة والتي لها بابان، أحدهما من داخل الجامع بينما يقع الآخر على سطحه. وكم من سنوات طويلة مضت قبل وصول الكهرباء ومكبرات الصوت وكان وقتها الجد محمد الحسن «المؤذن» يصعد إلى المئذنة للأذان ليلاً ونهاراً حاملاً فانوسه الصغير ليتمكن من اجتياز الدرج.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda