شفشاون..الهدوء و الاستجمام..

إذا أردت الهروب من صخب المدن الكبيرة المثير للقلق والإرهاق لتتمتع بعطلة هادئة بين أحضان مدينة أليفة، فما عليك إلا أن تتوجه في أي فصل شئت، إلى مدينة صغيرة تقع على ارتفاع 660 متراً عن سطح البحر، وتحتل سفح جبل «تيسوكا» والقلعة، في قلب سلسلة جبال الريف المطلة على البحر الأبيض المتوسط، هي مدينة شفشاون المغربية.
فهى ترحب بالسائح الباحث عن الهدوء والسكينة والعزلة، فلا تتوقع أن تجد مدينة للملاهي الصاخبة والفنادق الفخمة ومتاجر الماركات العالمية.
تشعر وأنت تصل إلى المدينة بألفة وتصالح مع المكان، حتى وإن لم تكن قد زرت المدينة من قبل، وهذا الانطباع الأول يجعلك تنسجم بسهولة مع المدينة وأهلها الودودين والمسالمين.

وطا الحمام..
ساحة تقع وسط المدينة العتيقة، ذات الطراز المعماري الأندلسي، يقصدها السائحون لأنها تمثل قلب المدينة النابض، حيث تنتشر المقاهي التقليدية المظللة بالأشجار، تقدم لزبنائها كئوس الشاي بالنعناع. يزور المدينة سنوياً أكثر من 60 ألف سائح، ويتوفر أربعة فنادق مصنفة أشهرها فندق «بلادور» قرب ساحة «وطا الحمام» وفندق «أسماء» الذي يطل على المدينة من أعلى الجبل، كما يوجد بها 27 فندقاً صغيراً غير مصنف.

السياحة..
يعتبر «راس الماء» من أجمل الأماكن الطبيعية التي تستحق الزيارة حيث تتدفق شلالات المياه المعدنية الباردة.
وأنت تتجول في المدينة لابد أن تلتقي ببعض الوجوه السينمائية أو الإعلامية المغربية أو الأجنبية المعروفة، والتي تلجأ إلى حضن هذه المدينة التي تأسر زوارها ببساطتها البعيدة عن البهرجة الزائفة.
ويمثل الإسبان أعلى نسبة من السياح الأجانب الذين يزورون المدينة يليهم البرتغاليون ثم الفرنسيون واليابانيون. ويزور الإسبان المدينة بكثرة خلال فصل الصيف، وأيضاً خلال عطلة نهاية العام.
لا يمكنك أن تغادر المدينة دون أن ينصحك سكانها بتذوق بعض الأطباق التقليدية، مثل طبق الفول المعروف بـ«البيصارة» الذي يعد بطريقة خاصة بأهل شفشاون. بالإضافة إلى أنواع مختلفة من «الطاجن» المغربي الشهير.

التسوق..
وإذا كنت من هواة التسوق، لاقتناء الهدايا البسيطة، أو الاحتفاظ ببعض التذكارات، فخلال تجولك بأحياء المدينة القديمة، ستجد عدداً من البازارات التي يبيع أصحابها المنتجات التقليدية التي اشتهرت بها المدينة، مثل المنسوجات الصوفية الملونة بألوان قزحية جميلة والصناعات الجلدية والخشبية، بأثمان زهيدة.

مهرجانات..
يقام بمدينة شفشاون فى صيف كل عام مهرجانان هما: مهرجان «الأندلسيات» ومهرجان «المديح والسماع»، وانضاف إليهما مهرجان جديد هذا العام، هو مهرجان «أنغام وأنوار» لإنعاش السياحة الجبلية بهذه المنطقة التي ظلت تعاني كثيراً من الإهمال حيث لم تستغل إمكاناتها الطبيعية لترويج المنتج السياحي المغربي.
ومناخ شفشارن جبلي جاف، حار في الصيف وبارد في الشتاء ومعتدل في الربيع والخريف، وتغطي الثلوج القمم والمرتفعات في فصل الشتاء.

نبذة تاريخية:
وإذا كنت ترغب في معرفة تاريخ المدينة فإنها أنشئت عام 1471 ميلادية من قبل مؤسسها علي بن راشد العلمي، لتكون قلعة للمجاهدين الذين وجدوا موقعها الاستراتيجي مكاناً حصيناً تتجمع فيه قوافلهم التي كانت تنطلق منها إلى الثغور المغربية الشمالية لمقاومة الاحتلال الأجنبي للمغرب، وهكذا فقد اختير موقع المدينة لتكون مركزاً لتخطيط العمليات الحربية للدفاع والهجوم، في مأمن من غارات المعتدين، وبذلك أصبحت شفشاون بعد تأسيسها دار إمارة ومركز قيادة وملتقى تجمع المجاهدين ومقر سكن أسرهم.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda