كيف تنهي علاقة حب؟

الدخول في علاقة عاطفية أو الوقوع في الحب والتفكير في الارتباط هو سمة من سمات مرحلة الشباب حيث المشاعر الملتهبة والإنجذاب للآخر والعواطف الجياشة‏‏ ولكن التردد كذلك أحد سمات تلك المرحلة وفتور العاطفة قد يحدث في حالة سوء اختيار الشريك، قد يحدث الأمر ذاته لاحقاً عند التفكير الجدي في الزواج فيتغير القرار قبل الخطوبة أو بعدها وهذا القرار عادة مايكون سليماً فالأفضل عدم الإستمرار في علاقة مع شخص لست متأكداً من مشاعرك تجاهه أو لست واثقاً من أنه من ستعيش معه سعيداً ويكمل احتياجاتك ويظل السؤال، كيف ننهي علاقة بشخص تربطك به مشاعر طيبة وذكريات جميلة خاصة إذا ما كان هذا الشخص مازال يكن لك كل الخير.

إنها عملية مرهقة للغاية وتزداد شدتها عندما نرتبط عاطفياً بالشخص فيما يعترض العقل علي الإختيار ويأتي القرار النهائي بالإنفصال برغم وجود مشاعر تربطكما معاً فعندما نُحب نربط الشريك الشخص بماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ونربطه بكياننا بما فيه من مميزات وعيوب فيصبح الشخص الوحيد الذي نرغب فى البكاء أمامه وإظهار ضعفنا ومن ثم يكون إنهاء علاقة حب فشلت ليس يسيراً برغم حتميته والأساس فيها أن تكون صادقاً بدون قسوة لتنهي العلاقة وتقلل الضرر العاطفي بذكاء.
تظل المواجهة هي أقصر وأفضل الطرق لإنهاء أي علاقة بكرامة واحترام للذات وللآخر والصراحة التي يجد فيها البعض أنها مصدر للحرج هي مفتاح النجاة كما أنها أفضل من إختلاق المواقف في محاولة لإرسال رسالة غير مباشرة للطرف الآخر‏ والأهم أن تتأكد أولاً بما لا يدع مجالاً للشك من كونك تريد إنهاء العلاقة ولا تنوي منح الطرف الآخر فرصة جديدة للإصلاح.لا تستخدم التهديد ولا تخرج من العلاقة بدون مناقشة المشاكل بشكل صريح وواضح ومباشر مع شريك حياتك بدلاً من أن تجعل عقلك يعاني من التشتيت وإطلاق الأحكام العشوائية، وللأسف يعاني العديد من الرجال والنساء من تلك المشكلة وهي عدم الصراحة والوضوح مع الشريك مما يؤدي لفشل العلاقة. فإذا كنت حقاً تريد إنهاء العلاقة، عليك تقديم قائمة لنفسك ولقلبك بجميع الأسباب التي كنت غير راضي عنها في العلاقة وكذلك منح الفرصة لشريك حياتك بأن يقول جميع تلك الأسباب التي لا يمكن أن تكون ثابتة ولكنها متغيرة ومتراكمة وبعدها سيتضح الأمر هل فعلاً تريد إنهاء العلاقة أم لا.
يأتي بعدها تبرير سبب نهاية العلاقة والذي ينبغي أن يكون منطقياً وليس نتيجة لشجار أو رد فعل لموقف بعينه ويكفي أن تكون غير متأكد من مشاعرك الايجابية أو أن تكتشف أن الشخص الآخر ليس مناسباً لك حتي وإن كان أحسن الناس لوضع نهاية للعلاقة قبل تفاقم المشكلات. عند فشل أي علاقة، قد يصاب الطرفان بحالة من التوتر العصبي والإضطراب النفسي وهو الأمر الذي ينبغي التخلص منه سريعاً والسيطرة علي النفس التي قد تصل لحد إختلاق المشاحنات والتشهير بسمعة الطرف الآخر. لاداعي أيضاً لتبرير فشل العلاقة العاطفية بالمبالغة في ذكر عيوب الطرف الآخر وإعلانها فتركه بالمعروف أفضل من تشويه صورته‏ ومن ثم يجب المحافظة علي ضبط النفس‏,‏فلاداعي للتعبير عن مشاعر الكراهية المتبادلة أو القيام بأية تصرفات غير لائقة من شأنها الإساءة أو التسبب في الضرر أو إلحاق الأذي بأي طرف من الأطراف‏.‏
عند نهاية العلاقة، عليك الحرص علي عدم إفشاء الأسرار الشخصية الخاصة بالطرف الآخر أو إعلانها حتي لأقرب الأصدقاء‏ فالمحافظة علي الأسرار من حسن الخلق‏. وفي حالة ارتباط الطرفين بعلاقة زمالة بمجال العمل لابد من استمرار الإحترام المتبادل وحسن المعاملة فالإنسان بطبيعته كائن إجتماعي وفشله في تجربة عاطفية لايعني الإستسلام للشعور بالإحباط وعدم الرضا أو العيش في عزلة بل يجب التعايش مع الآخرين دون الإندفاع في الحكم علي أية شخصية جديدة، أما عن الحب فلامانع من البحث عن شخص جدير بمشاعر الحب الصادقة مع الحرص علي عدم التعبير عن العواطف إلا اذا كانت صادقة وحقيقية ومتبادلة وعند الإنجذاب لشخص والرغبة في الإرتباط من جديد لابد من التأكد من كونه يماثلك في الطباع ويكمل الإحتياجات ويلعب دوراً هاماً بحياتك. ولضمان أعلي نسبة لإستمرار العلاقة، فالأفضل إختيار إنسان تتوافر فيه الثلاث عناصر‏ فيما ينبغي أن يظل فشل العلاقة ذكري ولايتبقي منه سوي خبرة جديدة تساعدنا في العلاقة الجديدة والتي ستنجح متي تجنبنا المقارنة بين الأشخاص أو شكل العلاقة‏. هذا ويعني الحب أن محبوبك متي تركك ورحل، ستظل تحبه وتذكره كل فترة وتدعو له من قلبك بالسعادة والحب والنجاح في حياته فيما تظل أنت أيضاً سعيداً ولست مدمراً ولا محطماً ولا تتذكر محبوبك إلا بكل خير وأنت تحاول تحقيق مزيد من النجاح والإهتمام بنفسك وإسعادها وهذا هو المعني الحقيقي للحب. أما التعلق المرضي ففيه تدمير للذات والحياة حبيس فكرة أن محبوبك تركك في عذاب وألم ونكد وضياع وهو ليس حباً. وعندما تتعلق بإنسان، إعلم أن العلاقة في طريقها للنهاية والفشل الحتمي فعندما تتعلق بشخص فأنت إما تقدسه ولا تتقبل عيوبه أو تريد التحكم فيه وفي حياته وتلغي شخصيته بيد أنك عندما تحب تتقبل عيوب محبوبك وتركز فقط علي المميزات وتحاول تضخيمها بحياتكما.
لا تقرر إنهاء العلاقة في لحظة وعندما تشعر بعدم الإستقرار أو تلقي اللوم علي شريك حياتك بكونه السبب في مشاكلك فهي في الأغلب مبالغة وحينها تريث وإسأل صديق مقرب أو أحد أفراد عائلتك ممن يكن لك مشاعر صادقة أو لديه تجربة ناجحة فلا تسأل عن الحب من لم يجربه أو يكرهه ولا تسأل من فشل في علاقة بل إسأل القلوب النقية والأرواح الراقية التي تحب بعمق حب حقيقي فالحب يحتاج لإنسان مؤهل له ليصل للنضوج العاطفي أو اسأل متخصص وبعد أن تحصل علي الإجابة لا تنسي أن تسأل قلبك فلغته الوحيدة هي الإطمئنان. تذكر دوماً أن إختيار الزمان والمكان للحديث عن المشاكل يؤثر علي الحوار فلا تتحدث عن المشاكل في وقت الذهاب للعمل أو في وقت يشعر فيه بالحزن بسبب تعرضه لمشاكل في العمل أو مع الأهل ومن الأفضل أن يكون الشريك بحالة نفسية جيدة كما لا تنهي العلاقة في مكان مفضل لديك بل اختر مكاناً محايداً ليس له معني خاص وتكون في حالة عاطفية هادئة نسبياً. تأكد من إنهاء العلاقة وبداخلك إحترام وتقدير للطرف الآخر وليس كراهية أو اللوم فهو ليس خائن أو سيء وأنت لست ملاكاً ولكنكما ببساطة غير متوافقين.
حذار من تبني الأفكار الحمقاء والأنانية بأن الشريك سوف يكون أكثر تعاسة بدونك أو تمني فشله بحياته العاطفية القادمة أو كراهيته بشدة فتلك الأمور لن تزيدك إلا ألماً وستضر قلبك وحياتك كلها في الحاضر والمستقبل وإذا كنت تريد إنهاء العلاقة الآن لا يجب أن يكون بداخلك أي فكرة أو اعتقاد سلبي تجاه نفسك أو الطرف الآخر فلن يضيف ذلك لحياتك سوى مزيد من الألم. وخلال الحديث، حاول إلتزام الهدوء وحافظ علي صوتك الهادئ حتي لو بدأ الطرف الآخر في الصراخ بل حاول أن ترفع صوتك قليلاً وحافظ علي هدوئك الداخلي فعندما تفقد التحكم بغضبك فستتفوه بأشياء كثيرة حمقاء وستوبخ نفسك فيما ومن الأفضل عدم قتل أية فرصة للتواصل كأصحاب أو إعادة مناقشة ما حدث فيمكن لهذا التواصل أن يكون بداية لعلاقة أكثر نجاحاً وفرصة للتعلم والنمو. وإعلم تماماً بأنه بعد إنهاء العلاقة ستشعر بالضعف والحزن لبعض الوقت ولكن لا تعيش في هذه المرحلة كثيراً فقط تعلم وإستفد وأكمل مشوارك وركز علي أهدافك وسيظهر لك لاحقاً الشخص المناسب ولا بأس إن كنت ترغب في قضاء يوم أو أثنين أو أسبوع في البكاء والنوم والعزلة بالمنزل ولكن عليك بعدها الخروج للعالم مجدداً والتحول من الألم للمتعة والسعادة وفي تلك الأثناء إحرص علي الجلوس مع الأشخاص المفضلون لك وإنطلق في رحلات وأنشطة ترفيهية.
وأخيراً وليس آخراً، يجب أن تبدأ ببطء الإستمتاع بحياتك مرة أخرى وتخرج من روتينك القاتل وتقبل علي مغامرات مثل تسلق الجبال والجري واللعب مع الأطفال والإسترخاء وممارسة الهوايات القديمة المفضلة كالرسم مع الإستمتاع بعلاقاتك بأهلك وبأصدقائك أو تقويتها وإجراء بعض التغييرات لتشعر بحالة جديدة كإعادة ترتيب أثاث المنزل وتعلم هواية جديدة.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda