قراءة العالم الآخر بين الويجا والتاروت

الغد بتوقيع التاروت والأصل تاروش
فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، إهتم بعض الباحثين برموزها فقاموا ببحوث فى معانيها وإكتشفوا بعض أصول تلك الرموز وقالوا إنها ذات أصول مستمدة من قدماء المصريين والهرامسة. فى بداية القرن العشرين، بدأ إنتشارها فى أوروبا وأمريكا وغيرها من الدول. أوراق التاروت ليست مجموعة واحدة بل تضم أكثر من مجموعة كما أنها ليست جميعاً بنفس الشكل فهناك المجموعة الإفريقية ومجموعة لافركرافت ومجموعة ملك الخواتم والمجموعة الفانتستيكل ومجموعة السحرة. تختلف المجموعات في الأشكال الموجودة علي الكارت وإن إحتفظت بنفس الإسم والمعني، ومع ذلك، فاللغة والصور المستخدمة في كل مجموعة تجعلها أفضل لنوع معين من القراءات. يُقال إن «التاروت» مأخوذ من كلمة «تاروش» وهي كلمة هيروغليفية وتعنى «الطريق الملكى». أما عن منشئها، فيقول الكاتب كورت فى كتابه «العالم البدائى»: إن تلك الأوراق ظهرت فى أوروبا إبان القرن الرابع عشر، لكنها ظهرت فى الشرق قبل ذلك بكثير وربما كانت تعود لعصر الفراعنة ووصلت إنجلترا مع طوائف الغجر.

كيف تقرأ الورقة؟
يتوقف إستخدام ونتيجة آياً من وسائل الكشف عن طريق هذه الكروت على القارئ نفسه وغالباً ما يكون كاهناً أو منجماً ثم شفافية ورومانسية القارئ بحيث يمكن ترجمة كل ما يتم سحبه من أوراق لأحداث مرتبطة ببعضها البعض كالأشكال الناجمة عن شرب فنجان القهوة وضرب الرمل أو إلقاء الودع. صُنعت أول مجموعة من أوراق التاروت فى عهد الملك هنرى الثامن عشر وكانت تتكون -آنذاك- من 78 ورقة فى صورتها الكاملة منها 56 ورقة تدعي «السر الأصغر» وهى التى ولدت منها أوراق اللعب الحالية «الكوتشينة» أما الـ 22 ورقة الباقية فتدعي «السر الأعظم». يمكن التعرف على أشهر تلك الأوراق من معرفة مدلول الصور والرموز:
وراق ومعاني
الساحر.. وهى عبارة عن صورة ساحر يقف أمام مائدة عليها أشياء عدة وتُشير للمهارة والثقة بالنفس.
المشنوق.. وهى عبارة عن شاب مُعلق من قدمه اليمنى فى المشنقة وتشير تلك الورقة إلى الإستسلام والتضحية بالذات.
القوة.. وهى عبارة عن رجل يقاتل أسداً وترمز إلي البسالة والشجاعة والإقدام وعدم الرهبة في مجابهة الخطر أياً كان حجمه وشكله وعواقبه.
الجوكر.. وهى عبارة عن مُهرج بثيابه المزركشة يُمسك بيده اليمنى عصاه وفي اليد اليسرى يرتفع إصبع السبابة إلى السماء بينما يطأ كلباً شرساً بقدمه. تدل تلك الورقة علي إدراك كامل وواعٍ لجميع أمور الحياة ومعرفة تامة بخباياها وقدرة علي التعايش مع جميع المعطيات والمتغيرات.
الشيطان.. وهى عبارة عن شيطان أمامه سيدة مذعورة تدارى وجهها عنه وتدل علي الروح الشريرة التي تنتاب الإنسان أحياناً وتدفعه إلي الكثير من الأمور السلبية التي تُضر به وبالآخرين من حوله.
النجم.. وهى عبارة عن امرأة تسكب الماء فى البحر من وعاء فخارى والنجوم تحيط برأسها في دلالة علي حب العمل وتقديسه.
الكاهنة العظمى.. وهى تشير لكون الموت مصير كل كائن حى في نهاية حتمية أساسية لحياتنا جميعاً.
الحكيم.. وهى عبارة عن رجل يجلس ممسكاً بعصا الحكمة وقد جلس النسر تحت قدميه وهى تشير إلى الرحمة والتسامح والعفو عند المقدرة.
القلعة.. وهى عبارة عن رجلين تقتلهما الصاعقة وهما يحاولان إقتحام القلعة وتشير إلى دنو الخطر بشكل لافت.
الموت.. وهى عبارة عن هيكل عظمى يمسك بالمنجل يحصُد به رؤوس البشر، وهى دائماً ما تأتى الورقة الثالثة عشرة فى ترتيب نزول الورق بالإضافة لوجود أوراق أخري عديدة كأوراق الإمبراطور والعاشق وعجلة الحظ والقمر والعالم وأخيراً المحاكمة.

ويجا

ويجا

إستغاثة من العالم الآخر
ويجا ..ويجا.. كلمة ظهرت حديثاً وإنتشرت بقوة فى الآونة الأخيرة. هناك من يعرفها بينما لا تُمثل للغالبية منا سوي إسم الفيلم الشهير. والأصل فيها عالم من الغموض والأسرار وكثير من الإثارة في كينونة غير المألوف وغير الدارج. يُقال عنها إستحضار لكائنات من العالم الآخر ويُقال عنها محاولة الإستخبار ومعرفة تفاصيل الغد من أحداث اليوم والأصل فيها كغيرها محاولات الإنسان القاصرة لمعرفة الغيب.. فهل تلعبها؟
كيف تلعب الويجا؟
يُوضع اللوح الخشبى على ركبتى شخصين ويفضل رجل وإمرأة ويُوضع المثلث الخشبى وسط اللوحة ويتم لمسه بأنامل اليدين. لكلا اللاعبين سؤال وينتظر الإجابة عبر المثلث الخشبى الذى يتحرك ببطء ثم تزيد سرعته فى مدة تتراوح ما بين دقيقة وخمس دقائق، من خلال مرور المثلث على اللوح الخشبى، يكون رأس المثلث هو المؤشر الذى يتحرك تجاه الحروف حتى تحصل على الإجابة بتجميع الحروف التى ستشير إليها المؤشر وتكون الرسالة القادمة من العالم الآخر!! وللحق، للويجا غموض شديد ولا أحد يستطيع أن يجزم بكيفية إظهارها للنتائج، وللوصول لأفضل التوقعات، تجنب تداخل الأسئلة وذلك بالسؤال مرة واحدة فقط وبصوت واضح وتركيز شديد مع عدم الدخول بأحاديث جانبية والتركيز على موضوع معين ومراعاة عدم وجود مؤثرات خارجية ودائماً نسأل عن المعلومات من اللوحة بأدب وإحترام وليس بصيغة الأمر إذ أن أغلب الأرواح غالباً ما تكون فى مزاج متذبب وفى حالة زهق ويمكن لها عمل أى شئ للفت النظر إليها، إن كنت غير راض عن المعلومات التى تتلقاها من الروح، أطلب منها الانصراف بصوت واضح وصريح وبصورة مباشرة بدون مواراة، وفى حالة عدم تحرك المثلث، أعد المحاولة مرة أخرى وذلك بعمل دوائر فى الهواء باليدين فوق اللوح الخشبى مع مراعاة عدم ملا مسته وذلك حتى تعود إليك الأرواح مرة أخرى وبصورة سريعة وأكيدة وفورية.
ماذا تفعل باللوحة الناطقة؟
فى الواقع، يعتقد الكثيرون بمختلف البلدان بأن قول كلمة «دعوة» قبل اللعب هي في الأساس فكرة مفيدة وصائبة إذ تساعد على طرد أىة قوة سلبية حاضرة أو روح غير مرغوب بها والتي ينبغي بدورها أن تنصرف مع الإعتراف بعدم وجود طاقات سلبية أو مؤذية، فبالصبر والحكمة يمكن للويجا الوصول بك لأقصى التوقعات والتى تكمُن فى فتح قنوات إتصال دائمة مع العالم الآخر تضمن لنا إشباع ذلك الطمع النفسى الذى يسكن بداخلنا ويحركنا نحو أحلام قد تمسي كوابيساً بين لحظة وأخرى.
وللحق، يحصل الإنسان فقط على ما يتوقعه فالأساس أنك لست بحاجة لأي شيء بل كافة تلك الأقاويل هي مجرد نصائح، لأن ألواح الويجا تعمل بالفعل ولن تأتى بأرواح شريرة أو نحس بحياتك إلا اذا كنت مقتنعاً بصورة قاطعة بأنها ستفعل ذلك علماً بأن ألواح الويجا ليست أداة للشيطان لأن الشيطان لديه طرقاً وسبلاً كثيرة أفضل من الويجا والأفضل أن تتحاشى أن يلتبس عليك الأمر وتنشغل بتلك الأمور وغيرها من مثيلاتها. وأخيراً وليس آخراً، إن كنت من هواة المغامرة والبحث فى عالم الأسرار والغموض فمارس الويجا علي كونها مجرد لعبة تعتمد على قواك العصبية وتوقعاتك، أما إذا كنت خائفاً، فلا تلعب ولا تفكر فى إطلاق هذا النداء للعالم الآخر ولا تنتظر الإجابة فربما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن وعبثاً يبحث الإنسان دائماً عما يقلب حياته ويغيرها والسؤال الأزلي.. هل ينجح فى ذلك؟ والجواب في بطن الشاعر.. ومن يدري!!

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda