تحت مبدأ علشان لبس البنات

‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬آفة‭ ‬التحرش‭ ‬تحت‭ ‬مبدأ‭ ‬‮«‬علشان‭ ‬بنات‭ ‬مصر‭ ‬بقوا‭ ‬أكتر‭ ‬بنات‭ ‬بيلبسوا‭ ‬لبس‭ ‬مش‭ ‬محتشم‭ ‬فى‭ ‬العالم‮»‬‭. ‬قام‭ ‬المركز‭ ‬المصري‮ ‬لحقوق‭ ‬المرأة‮ ‬‭ ‬بعمل‭ ‬دراسة‭ ‬وإتضح‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬72‭% ‬من‭ ‬حالات‭ ‬التحرش‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭  ‬المحجبات‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬جدال‭ ‬أو‭ ‬نقاش‭ ‬فى‭ ‬كون‭ ‬المحجبة‭ ‬وربما‭ ‬أيضاً‭ ‬المنقبة‭  ‬المحتشمة‭ ‬تتعرض‭ ‬للتحرش‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬يومياً‭ ‬سواء‭ ‬بالكلمة‭ ‬أو‭ ‬باللمس‭ ‬أو‭ ‬بالإعتداء‭ ‬الكامل‭.  ‬فبسؤال‭ ‬أحد‭ ‬المتحرشين‭ ‬لماذا‭ ‬تعاكس‭ ‬و‭ ‬تتحرش‭ ‬بالمنقبة‭ ‬رغم‭ ‬أنك‭ ‬لا‭ ‬تراها‭ ‬فقال‭ ‬لهم‭ ‬‮«‬أكيد‭ ‬جميلة‭ ‬أو‭ ‬مخبية‭ ‬حاجة‮»‬‭. ‬والسؤال‭.. ‬هل‭ ‬بلغنا‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الإسفاف‭ ‬والتعدي‭ ‬علي‭ ‬حريات‭ ‬الغير؟

بعد إنتشار ظاهرة التحرش، قامت عدد من الحركات التطوعية بتشكيل إئتلافات ومبادرات وحركات وتنظيم فعاليات مشتركة للقضاء على تلك الظاهرة، ومن تلك الحركات «نفسى» و«بنات مصر خط أحمر» و«مكافحة التحرش» و«ولاد البلد» و«كما تدين تدان» و«إسترجل» و«عربة للسيدات بقطارات مصر» و«بصمة» و«إئتلاف شباب النوبة» و«أنا مش هسكت على التحرش» و«أنا رجل ضد التحرش» و«مهذبون» و«إبدأ بنفسك» و«إتكلمى المنوفية» و«إنسان صح». قامت تلك الحملات الشعبية بأولى فاعليتها بسلاسل بشرية ولصق بوسترات وتوزيع أوراق ضد التحرش فى الشارع، للحد من تلك الظاهرة السلبية وتوعية الشباب والباعة الجائلين وحثهم على التدخل الإيجابي تجاه حوادث التحرش اليومية والمستمرة. وبالرغم من كون حملات مكافحة التحرش بدأت منذ أكثر من خمس سنوات وتنوعت ما بين دراسات وأبحاث ومشاريع قانون ومواقع إلكترونية وفاعليات ميدانية، إلا أن الحملات الجديدة لاقت إنتشاراً سريعاً جداً في وقت قصير إذ بلغ عدد أعضاء تلك الصفحات أكثر من  12 ألف بسبب الآلية المختلفة التي اتبعتها تلك الصفحات من دفع الضحايا إلى الإعتراف وفتح باب الكلام المسكوت عليه عن أوجاعهن، لتكون أولي فاعليات بعض الحملات هي نشر شعارات ورسوم معبرة عن الجريمة في الشوارع بواسطة رسومات فن «الجرافيتي» الذي إنتشر بشكل كبير مع الثورة. إنتشرت سلسلة من الرسوم تحمل عبارات «إسترجل» و«إحميها بدل ما تتحرش بيها» و«الشارع ليا مش عشان تتحرش بيا» و«إحمي بنت بلدك» و«ماتسكتيش على التحرش»0و«قطع إيدك يا متحرش» و«من هنا ورايح مش هايجيب حق البنات غير البنات» و«قطع إيدك لو تفكر يوم تمد إيدك». يُذكر أيضاً أن الدراسات التي أجريت خلال  الأعوام القليلة الماضية رصدت أن نسبة تراوحت ما بين 70 إلى 80% من نساء مصر يتعرضن بصورة مستمرة إلى شكل من أشكال التحرش وأن الضحية في الأغلب يتفاوت زيها ما بين الحجاب والنقاب أو مجرد جونلة وبلوزة، وبينت النتائج أن سن المتحرش يبدأ من سن 12 سنة وأحياناً أقل ولا يتوقف عند سن معين ولا يعنيه تقدم المرأة في العمر، كما سبق أن أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بياناً لمواطنيها المسافرين إلى مصر تحذرهم فيه من إنتشار ظاهرة التحرش الجنسي بمختلف صوره في مصر.

مبادرة‭ ‬نفسى‭ ‬

«نفسى ما أكرهش إنى بنت».. «نفسى تحترمنى عشان أحترمك».. «حق المصرية تمشى بحرية» «نفسى أحس بالأمان فى الشارع» بهذه الكلمات وغيرها، قام مجموعة من شباب وفتيات مبادرة «نفسى» بتنظيم سلاسل بطول شوارع وأحياء القاهرة من أجل مواجهة ظاهرة التحرش. لم يتوقف النشاط على الوقوف بسلاسل صامتة بالشوارع ولكن قامت المبادرة بالوقوف أمام قصر الرئاسة عدة مرات بمشاركة مجموعة من الحركات والحملات ضد التحرش إعتراضاً على حادثة التحرش التى أودت بحياة إيمان الفتاة المصرية التى راحت ضحية التحرش. تضع المبادرة أيضاً ضمن خطة عملها تدريب المتطوعين على كيفية التصدى للتحرش بتوعية الفتيات بالدفاع عن أنفسهن من التحرش والعنف الجنسى.

تقول ريم عاطف إحدي المشاركات فى تلك المبادرة: الحملة إسمها «نفسى» وبجانب هذا الأسم يوجد شعارات أخرى نابعة من داخل كل فتاة وتريد أن تتحقق بالفعل فى الشارع. تعرفت على الحملة من صفحتها على الفيس بوك، ومن ثم قررت المشاركة لأن التحرش أصبح كارثة نعيش فيها يومياً فلا يمكن السكوت والتغاضى عن هذا الأمر  فليس من الطبيعى أن كل ما ننزل يتم التحرش بنا سواء باللفظ أو باللمس. للأسف هم لا يفهمون أن مثل تلك الأشياء تضايقنا وتؤثر فينا بشدة فيعتقدون أن البنات تفرح بالمعاكسات وهو عكس الحقيقة تماماً. أكون خائفة عند مرورى أمام أحد الرجال أو الشباب خوفاً من أن يحدث لى شئ و أعتقد أن الرجال والشباب إذا تعرضوا لما هم يفعلوه بنا لكرهوا أنفسهم. بالنسبة لأسباب التحرش، فمجتمعنا مقتنع تماماً أن الحق دائماً يكون علي البنات وهذا المفهوم يترسخ يومياً فى أذهان الناس، فإذا تعرضت أى بنت للتحرش أول سؤال بيكون «هى كانت لابسة إيه؟» فإلقاء اللوم على الفتيات دون ذكر الرجل فى الجملة يعد من أهم أسباب إنتشار تلك الظاهرة. وأيضاً سكوت البنات عن التحرش الذى يتعرضون له يعطى إحساس للشباب أنهم فرحات بما يفعلونه فإذا قررت كل فتاة أخذ حقها ممن يخدش حيائها ويتحرش بها أعتقد ستختفى تلك الظاهرة من حياتنا تماماً. لاقت الحملة قبولاً كبيراً فى الشارع فتعاطف معنا الكثير وسبنا الكثير أيضا ومن المواقف التى لا أنساها أن من كان يسبنا كانوا سيدات وتقول «إنتو السبب» وهو الفكر الذى كنت أتحدث عنه وتعاطف معنا العديد من الرجال وشاركونا فى وقفتنا فى الشارع.

حملة‭ ‬‮«‬مكافحة‭ ‬التحرش‮»‬‭ ‬

فى صفوف منظمة أثارت إنتباه المارة تجمعوا عند هارديز فى ميدان التحرير وقفوا قليلاً لترتيب صفوفهم والإتفاق على خطة السير ثم قسموا أنفسهم إلى مجموعات إنطلقت فى لحظات قليلة لتغزو شارع قصر النيل ومختلف شوارع ميدان التحرير فى أول أيام عيد الأضحى.  مكافحة التحرش هى حملة الهدف منها القبض على المتحرش متلبس ويكتب علىيه بالسبراى «أنا متحرش» و تصويره ونشر صورته لفضحه ثم تسليمه للأمن. تم القبض على 37 متحرش فى 5 ساعات، وقد طافت الحملة منطقة وسط البلد بداية من شارع محمد محمود وذهاباً إلى كورنيش النيل عن طريق كوبرى قصرى النيل حتى مبنى وزارة الخارجية ثم العودة إلى ميدان عبدالمنعم رياض والذهاب إلى كوبرى قصر النيل. ويؤكد شادي حسين منسق الحملة، أنه لا يوجد حل سوى الإمساك بالمتحرشين ومحاولة منعهم  معلقا:ً «لو كانت هناك قوانين لمكافحة التحرش سيمكننا مناقشتها وإذا قامت الشرطة بواجبها ما كنا جئنا إلى هنا. يضيف حسين أن عدد أعضاء الحملة بلغ ما يزيد على 50 شاباً يتحركون في منطقة وسط البلد وكورنيش النيل لمكافحة ظاهرة التحرش بشكل عملي، مشيراً إلى ترحيب المواطنين بنشاط الحملة وهدفها مما يُبشر بزيادة عدد المنضمين إليها. وكانت الحملة قد تعرضت لمتاعب كثيرة منها الإشتباك مع المتحرشين الذين يستعينون بالبلطجية فى بعض الأحيان أو فى تخازل الشرطة التى تظل تشاهد المتحرشين ويجلس رجالها فى مكانهم دون تدخل بل حاول البعض تلفيق تهم لشباب الحملة و أنا منهم كالسرقة أو الإعتداء على الناس ويظل التساؤل ما دور الشرطة وعلاقتهم بمجموعات التحرش فى ظل تخازلها في أغلب الأحيان عن منعهم.

وأتسأل مثلماً تساءل فهمى هويدى فى مقال له عن التحرش قائلاً «كلما قرأت شيئا عن التحرش أتساءل: أين تربى هؤلاء الشبان ومن الذى قام بتربيتهم؟» وبمضى الوقت ترسخت لدى قناعة أكيدة بأننا نواجه أزمة تربية طاحنة فى مصر.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda