نحتاج جميعاً لشيء من الحماية كإستخدام خوذة أثناء قيادة الموتوسيكل أو تناول الأسبرين لحماية الشرايين والقلب من جلطات دموية وإستخدام الزعماء للقميص الواقى من الرصاص وتظل أكبر وسائل الحماية التلقائية هى عبارة عن نوع من الجينات كشف عنه الباحثون لتوفير الحماية ضد السرطان وهو الجين 53 المثبط للأورام السرطانية فهو يرصد الخلايا التى تتحول لخلايا سرطانية ويبذل جهده لإيقاف النمو السرطانى ورغم ذلك فالسرطان يحدث. يحدث يومياً بأجسامنا نحو 70 مليون إنقسام خلوى فملايين الخلايا تهلك وتموت وملايين أخري تظهر وهذا الكم الهائل من الإنقسامات التى تؤدى لملايين الخلايا الجديدة هو ما يجعلنا مُعرضين للإصابة بالسرطان اذا ما نتج عن هذا الإنقسام خلايا شاذة أو صار خارجاً عن المألوف. كل خلية تحمل مادة وراثية هي DNA وكل شريط من ناك المادة يحمل شفرة تحمل بدورها أربع حروف A،G،C،T وتحمل الخلايا الناشئة نفس شفرة الخلايا الأم أو المنقسمة منها لكنه قد يحدث خطأ بنقل الشفرة مثلما تقوم بتصوير ورقة ما ويظهر بالصورة الناتجة عيب ما كغياب جزء من الورقة الأصلية فإذا غاب جزء من الشفرة بالخلايا، جاءت الخلايا الجديدة شاذة فى شكلها ومسلكها وصارت خلايا سرطانية تميل للإنقسام بأعداد هائلة وفى نحو 50% من السرطانات يقع العيب فى الجين الذى يحمينا من السرطان P53 وبالتالى لا يقوم بوظيفته بل قد يشجع الخلايا السرطانية على النمو.
للسرطان أسباب أخري
ليست كل السرطانات مرتبطة بالعامل الجينى فهناك عاملان على قدر كبير من الأهمية فى تحفيز الخلايا على الإنقسام وهما زيادة تعرض الجسم للسموم والمواد الضارة التى تصل لأجسامنا من مصادر مختلفة كالغذاء والهواء والماء وأيضاً ضعف المناعة الذى يجعل الجسم بيئة أكثر ملائمة لإنتشار السرطان. وعليه، فمن أهم طرق الوقاية من السرطان حماية الخلايا من التلف المتكرر الذى قد تتعرض له بفعل المواد السامة والضارة التى تصل لأجسامنا وبفعل مصادر أخرى كالإفراط فى التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية والتدخين وغيرها إذ تقوم تلك الكيماويات بتفاعلات مدمرة للخلايا ويتصدى لها ما نسمية بمضادات الاكسدة التى تمنع التفاعلات الضارة كما تتطلب وسائل الحماية العمل على تعزيز مناعة الجسم بحيث تصير جبهته الداخلية أكثر قدرة على التصدى لعملية التسرطن. هذا ويُعد فرط التعرض للشمس فوق البنفسجية عاملاً قوياً وراء الإصابة بسرطان الجلد ويُلاحظ أن أغلب سرطانات الجلد التى تحدث بالوجه تظهر على الجانب الأيسر بسبب فرط التعرض لأشعة الشمس أثناء القيادة وخاصة السيارات ذات النوافذ الكبيرة.
فيتامين (د) ضرورى لصحة العظام لأن الجسم بدونه لا يستطيع إمتصاص الكالسيوم والإستفادة منه كما أنه يساعد الجين P53 فى رصد الخلايا السرطانية ومهاجمتها
إذ يتميز بتأثير مُسمم لها. ونحن نحصل على نسبة جيدة من هذا الفيتامين تلقائياً عند التعرض لأشعة الشمس المباشرة لمدة 20 دقيقة يومياً لكنه لا يكفى للوقاية من السرطان ويتوفر فى اللبن وأسماك المياة المالحة والكبد والبيض وتختلف جرعته بإختلاف العمر فأذا كنت أقل من سن 60 عاماً فيكفى تناول 800 وحدة دولية يومياً. أما إذا كنت أكثر من 60 عاماً فيفضل زيادة الجرعة إلى 1000 وحدة دولية يومياً.
الإهتمام بصحة الكبد أساسي لمحاربة السرطان فالكبد هو جهة التعامل مع تلك المواد وهو العضو المنقى للجسم من السموم وهناك بعض الاغذية لها تأثير منشط لوظائف الكبد ولها فى نفس الوقت تأثير مضاد للسرطان وعلي رأسها عائلة الخضروات الصليبية ومنها القرنبيط والبروكلى والكرنب واللفت والتي تُنشط إنزيمات إزالة السمية وتقلل من قابلية الإصابة بسرطان الثدى والبروستاتا والقولون والرئة.
هناك أيضاً الأحماض الأمينية مثل الكولين والسستين وكلاهما ينشط وظائف الكبد ويوجد الكولين فى اغلب عائلة الخضروات الصليبية. أما الليسيثين، فهي مادة طبيعية من الدهون الفوسفورية تحتوى على نسبة من الكولين وتوجد فى صورة مكملات غذائية ثبت أنها تفيد فى إزالة السُمية وتوجد فى صورة حبيبات تُؤخذ بمقدار ملعقة كبيرة يومياً مُذابة فى كوب من الماء أو العصير أو لبن. وأخيراً، نبات الجولين وهو النبات الذي يحتوى على مادة سليمارين المعروفة بتأثيرها المنشط لوظائف الكبد وتوجد خلاصة هذا النبات فى صورة مكملات غذائية تؤخذ عادة بجرعة 200 ملليجرام يومياً.
حذار من نقص الفوليت
الفوليت هو أحد أنواع فيتامين (ب) المركب وهو صورة من صور حمض الفوليك. هناك علاقة بين نقص الفوليت وزيادة قابلية الإصابة بالسرطان وخاصة سرطان القولون إذ تخفض من قابلية الإصابة بسرطان القولون بنسبة تتراوح ما بين 50-20% وينبغي تناول حوالى 800 ميكروجرام يومياً من الفوليت للوقاية القصوي وهو متوفر فى السبانغ الطازجة والطماطم وعصير البرتقال. ينبغي تناول الأغذية الغنية بالفوليت لأن الجسم لا يمتصه ولا يستفيد به بدرجة كافية من المستحضرات الطبية ويكون ذلك بدرجة أقل بالنسبة لإستفادته من الفوليت. واذا كان التعرض للشمس يؤدى لتكوين فيتامين (د) تلقائيا بالجسم فان التعرض للشمس لمدة تزيد عن 20 دقيقة يؤدى لخفض مستوى الفوليت.
ماذا تفعل؟.
اهتم بتناول الخضروات الطازجة مثل السبانخ و الجرجير وتناول احد مستحضرات فيتامين (ب) لان هناك انواعا اخرى مهمة للوقاية من السرطان وخاصة فيتامين (ب6) و فيتامين (ب12) ولاتفرط فى التعرض لاشعة الشمس المباشرة.
نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب
