يُحكىَ أن..

للزواج عادات وتقاليع إنتشرت دون النظر لمنشأها، تختلف من بلد لآخر ومن قرية لأخري ويشترك الكثيرون في عادات عامة كرمى البوكية وقرص العروس وخاتم الزواج والفستان الأبيض وغيرها. عن أسرار الزفاف ومعانى الأيام والشهور وإرتباطها بالزواج ذاته، كان هذا التحقيق وقصص شيقة وموروثات حية لا تموت

يشترك معظم بلدان العالم بعادات وطقوس واحدة فيما يختلف بينهما المدلول والمغزي. هناك مقولة تعود للعصر الفيكتورى تقول «شئ قديم.. شئ جديد.. شئ مُقترض.. شئ أزرق.. ستة بنسات بحذائها» ولكل منها مغزى فشئ قديم يمثل الإتصال بماضى العروس وعائلتها كإرتدائها لقطعة من حلى الأم أو الجدة والشئ الجديد يعنى الحظ والنجاح بالحياة الجديدة ويتمثل في فستان الزفاف. يذُكر الشئ المقترض العروس دوماً بالأصدقاء والعائلة وتواجدهم عند الحاجة وقد يكون منديلاً أو قطعة حلى، والشئ الأزرق يرمز للإخلاص والإنتماء وغالباً ما يكون لون جورب العروس، أما ستة بنسات فهي أمنية بالثراء المعنوى والمادى. عادة تغطية وجه العروس بالطرحة أساسها منع الحسد وطرد الشر وفي تقليد آخر لا يتم الكشف عن العروس حتى إتمام الزيجة خوفاً من التراجع. وقد حل اليوم إلقاء الورد وقصاصات الورق الملون محل الأرز. أما عن وقوف العريس وجلوسه جهة الذراع الأيسر للعروس فالأصل فيها أن تظل ذراع السيف خالية للدفاع عن العروس من الغائرين. حمل العروس على عتبة المنزل قبل الدخول لأول مرة سوياً يؤكد علي حمايتها من الشرور وإعطاء الضيوف أشياء بسيطة للذكري أثناء حفل الزفاف للتعبير عن الصحة والثراء. حمل العروس لباقة زهور فى يديها تمتد جزورها للعصور القديمة وهو من الموروثات القديمة فرائحة الزهور مع الأعشاب التي تُضاف لباقة الورود تطرد رائحتها الأرواح الشريرة والحظ السئ والمرض كما أنها أصدق تعبير عن الحب والرغبة في الحياة المشتركة. فزهرة الكاميليا تعنى العرفان بالجميل والإمتنان واللبلاب تعنى الإخلاص الأبدى أما الياسمين فتعنى الود والرحمة والبنفسج يشير للإخلاص والتوليب عشق أبدي والورد الخوخى يعني الصداقة أما الأحمر فهي شرارة حب لا يهدأ وعشق لا ينتهي.

يرجع أصل الدبلة للعهد الرومانى القديم وكان الأساس فيها خاتماً يرمز لإتحاد الرجل والمرأة في رباط أبدي إذ يُمثل الخاتم حلقة مُفرغة بلا نهاية، أما إرتدائه فى اليد اليسرى فهي عادة متوارثة إذ يُعتقد أنه بهذا الإصبع يمتد الوريد والعصب المتصل بالقلب مباشرة وبالتالى يدوم الإرتباط ويبقى الحب مستقر بالقلب. ولدي الرومان، عندما يتقدم الشاب لخطيبته، يُقدم لها خاتماً من حديد يضعه على سن السيف وتتناوله العروس ثم تم إستبدال الخاتم الحديد بقطعة من الذهب أو الفضة فيما يحتفظ كلاً منهما بقطعة منه ثم عاد الخاتم ليظهر مجدداً ويُصنع من الذهب ويُوضع باليد اليسري. مع بداية ظهور وإنتشار الدبلة، كانت تقتصر على الزوجات فحسب بيد أن القرن العشرين شهد تطوراً ملحوظاً وأصبح كلا الزوجين يرتدي الدبلة بينما يتبادل الزوجان ببعض المناطق الهندية والهندوسية الخواتم التي تُوضع بإصبع القدم فيما يُدعي «بيشيا»، وفى شرق الهند وتحديداً فى البنغال الغربية، تلبس النساء الإسورة الحديدية أو «لوها» وتُدهن بطلاء ذهبى أو فضى لتحسين مظهرها، والطريف فى رومانيا أن يحتفل الأزواج بالذكرى السنوية فقط بعد 25 سنة من الزواج وعندها فقط يتبادلون خواتم الزواج الفضية التى تم لبسها من قبل إذ تشير لدي الكنيسة لكون «بهذا الخاتم إليك زُوجت وبكل جسدى إليك تعبدت وبُجلت وبكل فوائدى الدنيوية إليك مُنحت بإسم الأب والإبن والروح المقدس. آمين» أما لدي اليهود، فالشائع «أنت كُرست لى بهذا الخاتم وفقاً لشريعة موسى وإسرائيل ويقولها العريس باللغة العبرية بالأعراس اليهودية الأرثوكذية. أما في أعراس الإصلاح اليهودى فيقول هذا الكلام كلاً من العروسين، ولدي الروم الكاثوليك، «خذ هذا الخاتم كدليل على حبى وإخلاصى بإسم الأب والإبن والروح المقدس. آمين». ولدي الأرثودكس الشرقيين فهو «إن عبد الله (العريس) خاطب لعبده الله (العروس) بإسم الأب والأبن والروح المقدس. آمين». أما الدبلة فى الإسلام، فليس لها أصل وإنما هى عادة تدُل على المحبة والرغبة في الإلتصاق الأبدين. وفي الولايات المتحدة، إنتشرت فكرة دبلة العريس منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادى، وفى عام 1920، بدأت الحملات المكثفة لنشر خاتم الخطوبة للرجال وإعتماده كتقليد أساسي لا غني عنه.

إعتادت العروس أن تقوم فى نهاية الحفل برمي البوكية الذي تحمله وخلفها الفتيات المدعوات من الأقارب والصديقات والمعارف من غير المتزوجات لإلتقاط البوكية فتلقيه العروس وتفوز به إحداهن ويُعتقد أن من تحصل علي البوكية تكون التالية فى الزواج. لا يعلم الكثيرون كون تلك العادة فرنسية الأصل إذ جرت العادة على أخذ أى شئ من ملابس العريس أو العروس تيمناً علي إعتقاد بأنها تجلب الحظ لمقتنيها، ساد هذا الإعتقاد بشدة لدرجة أن المدعوين كانوا يقومون بقطع جزء من فستان العروس لإعتقادهم بأنهم سيشاركونها الحظ، وللحفاظ على فستان العروس، تم إبتكار بعض التقاليع الجديدة كرمى أى شئ من مقتنيتها لإرضاء المدعوين كبوكية الورد أو رباط جواربها كما في بريطانيا حيث ترتدى العروس ليلة العرس جورباً شفافاً به رباط لإعطائه لاحقاً لصاحبة النصيب. وقديماً، كانت عادة رمى الأرز فبعد إنتهاء مراسم الزواج، يقوم الضيوف برمى الأرز على العروسين كرمز للخصوبة والسعادة والحياة الأبدية والذرية الصالحة. واليوم، يلجأ البعض لإتباع بعضاً من تلك التقاليد تباركاً بها وتيمناً ببركتها فنري البعض يحرص على إرتداء شئ قديم أو جديد أو حتى مُقترض من الغير كرمز لجلب الحظ السعيد فيما يلجأ آخرون لإرتداء شئ أزرق وهو أكثر شئ شائع الإستخدام لمنع الحسد. هناك أشياء إذا رأتها العروس فى يوم زفافها تجلب لها الحظ والسعادة والبعض الآخر يجلب لها عدم التوفيق فمن

الأشياء التى تبعث علي التفاؤل رؤية الماعز والحمام والعنكبوت والقط الأسود وبعض الأشخاص كرجل الشرطة أو رجل دين أو طبيب أو شخص كفيف. ولعل من الأشياء التى تبعث علي التشاؤم لدي رؤيتها أو سماع صوتها الخنازير وصياح الديك بعد بزوغ الشمس فى صباح يوم الزفاف. ومن المعتقدات الأخرى التى تجلب سوء الحظ هى رؤية العريس للعروس بالفستان الأبيض قبل إتمام مراسم الزواج. ومن بعض المعتقدات السائدة أيضاً أن العروس التى تريد الهيمنة لاحقاً عليها أن تسبق الزوج فى شراء أى شئ جديد للمنزل علي أن يكون ذلك بعد الزواج مباشرة، فستان الزفاف الذى يمثل الفرحة الكبرى للعروس تتعدد أشكاله وتصميماته وألوانه ولكل منها معنى ومغزي ويبقي الأصل في قيام العروس بإلقاء كل دبوس بعد خلعها للفستان والطرحة لتفادي الشؤم الذي قد يقع عليها.

الفستان الأبيض يشير لحسن إختيار الشريك فيما يعني الأزرق كونك محبوبة وصادقة وينبهك اللون القرنفلى لضياع ثروتك أما الأخضر فيعنى إنشغالك بكثير من الأمور بعد الزواج والأحمر يعنى عدم الرضا عن الزيجة والأمل في الخلاص منها فيما يشير الأصفر لخجلك والبنى لحياتك بعيداً عن أسرتك. وأخيراً، يشير اللون الأسود لأمنية العودة لحياة ما قبل الزواج. إختيار أيام الأسبوع أيضاً له مدلولات فيوم السبت يعنى التشاؤم والأحد يعنى الحب ويوم الإثنين يعنى الصحة والثلاثاء يحمل الثراء. ولعل إختيار الأربعاء هو الأفضل علي الإطلاق بعكس الخميس الذي يشير لعدم التوافق والجمعة الذي يعنى الخسارة الفادحة. شهور العام أيضاً لها مغزي فشهر يناير يأتي بزوج مُحب وطيب القلب وصادق أما فبراير فيشير لمصير تعس بعكس مارس الذي يعكس حياة مليئة بالفرح والحزن معاً وأبريل الذي لا يحوي سوي سعادة وهناء في تناقض مع مايو المليء بالندم والأسى. أزواج شهر يونيو يعيشون شهر عسل أبدى أما أزواج يوليو فحياتهم مليئة بالنكد والشقاء ويأتي أغسطس بحياة متجددة فيما يُشير شهر سبتمبر لحياة ثرية وتأتي زيجات أكتوبر بكل الحب ونوفمبر بكل السعادة فيما يأتي ديسمبر بنهاية الحب والعلاقة الزوجية.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda