يسود إعتقاد خاطئ لدى الكثيرين حول الأصل في إختراع السيارة إذ تعتقد الغالبية العظمي أن الأمريكي هنري فورد هو من قام بإختراع وتصميم أول سيارة علي مستوي العالم. ويأتي الواقع بعير ذلك.. فإختراع السيارة لم يتم فى يوم واحد ولا يعود الفضل فيه لشخص واحد كما أن التاريخ لم يسجل براءة إختراع بإسم بلد واحد بل إن التطور المستمر للعلوم الميكانيكية والفيزيائية والرياضية كان ينعكس دائماً على الصناعة بشكل عام وعلى صناعة السيارات علي وجه الخصوص. وإختراع السيارة يعكس جملة من التطورات والإبتكارات التي حدثت بعدة دول عالمية فيما بلغ عدد براءات الإختراع المسجلة بها حتي اليوم والتي جعلت صناعة السيارات كما هي الآن إلى أكثر من 100ألف براءة إختراع!
وتشير العديد من التقارير العالمية إلى أن أول تصميم للسيارة في التاريخ أو بالأصح لعربة تندفع بواسطة شكل من أشكال المحركات تم وضعه من قِبل الإيطالي «غويدو
متي ولدت السيارة؟
دانيغفانو » وكان ذلك في غضون عام 1335فيما سجل التاريخ أيضاً أن العبقري الإيطالي «ليوناردو دافينشي» قام هو الآخر بدوره فيما بعد بوضع تصميم لعربة ذاتية الحركة تسير على ثلاث عجلات ومعززة بنظام توجيه وميكانيزمات مختلفة ما بين العجلتين الخلفيتين بيد أن تلك التصميمات ظلت حبراً على ورق ولم تر النور لذا لم نسمع عنها أو نرها من قبل.
متي ولدت السيارة؟
وفي عام 1769تم اختراع أول عربة ذاتية الحركة في التاريخ وكانت عبارة عن عربة بثلاث عجلات إخُترعت بواسطة مهندس ميكانيكا فرنسي يدعى «نيكولاس جوزيف كوينو» حيث قام بإستعمال محرك بخاري لدفع عربته التي استعملت لجر مدافع الجيش الفرنسي بسرعة تصل إلى نحو 4 كم/ساعة. وفي العام 1771 قام «كوينو » بقيادة عربة من عرباته وخلال القيادة، حدث أن إصطدم بجدار حجري مسجلاً بذلك أول حادث سير على عربة آلية في تاريخ البشرية. وفي عام 1789 تم بناء أول عربة بخارية في الولايات المتحدة. وفي عام 1801تم بناء أول عربة بخارية في بريطانيا. أما في ألمانيا، فقد استطاع «نيكولاس أوتو » تحريك العالم بأسره من خلال وضعه لأول تصميم لمحرك احتراق داخلي يعمل بواسطة البنزين، وبناء أول محرك رباعي الأشواط في التاريخ وكان ذلك خلال عام 1876 وتدعى دورة عمل المحرك التي تدرس -اليوم- في جميع أنحاء العالم بدورة «أوتو » وقد قام أوتو بوضع محركه وتجريبه على دراجة من عجلتين. أما عن رواد صناعة السيارات الحديثة، فيعتبر التاريخ والعديد من المؤرخين أن كلاً من الألمانيين «كارل بنز » و«غوتليب ديملر » قد قاما بإختراع السيارة ولعل السبب في ذلك يعود لكون كل منهما قد نجح في إختراع وبناء سيارة مزودة بمحرك بنزين كما استطاعا من خلال سيارتيهما أن يُُُدخلا العالم في مرحلة صناعة وتطوير السيارات ويدفعا بالصناعة إلي مرحلة متطورة ومتقدمة. بيد أنه من غير العدل والإنصاف القول بأن تنسب لأحد منهما منفرداً سابقة إختراع السيارة. ولعل أهمية كارل بنز تكمن بكونه أول من قام باختراع وصناعة سيارة من ثلاث عجلات وكان ذلك خلال عام 1886 بالإضافة إلي سيارة رباعية العجلات في عام 1891 كما يعود له الفضل أيضاً في اختراع قاعدة العجلات. أما غوتليب ديملر، فهو أول من قام بصناعة وإختراع عربة بأربعة عجلات وذاتية الدفع وتعتمد محرك أوتو وكان ذلك خلال عام 1885 وبالتعاون مع شريكه «مايباخ ».
متي ولدت السيارة؟
في عام 1889 قام «ديملر» أيضاً بإختراع محرك من إسطوانتين على شكل محرك الديزل. أما محرك الديزل الذي يختلف في العديد من النواحي عن محرك البنز ين، فظهر لأول مرة في عام1897 بفضل مهندس التدفئة الألماني »رودولف ديزل» -المولود في باريس- ليكون أول محرك إحتراق داخلي بدون شمعات احتراق في عمر التاريخ. أما هنري فورد، فله الفضل الأعظم بجعل السيارة في متناول الجميع وكان ذلك خلال عام1908عندما استطاع صناعة طراز «T» وبيعه بسعر 950 $ ليصل عدد السيارات المباعة من هذا الطراز فيما بعد إلى أكثر من15مليون وحدة في الولايات المتحدة فقط.
وأخيراً، استطاع فورد أيضاً إبان العام 1913 إحداث إنقلاب شامل بعملية تصنيع السيارات عندما نجح في ابتكار طريقة تصنيع جديدة يتم من خلالها خفض زمن تصنيع قاعدة سيارة من 728 دقيقة إلى 93 دقيقة وذلك من خلال الإستعانة بتقنية مبتكرة تعتمد على خط إنتاج ثابت ومتحرك وتقسيم المصنع إلى أجزاء. واعتبر ذلك آنذاك إنجازاً مذهلاً وإبتكاراً لا يضاهي. وختاماً، لا يسعنا سوي القول بأن عملية اختراع وتطوير السيارة لا تعود إلى شخص بعينه أو بلد بذاتها أو تاريخ محدد، بل هي -في الأساس- نتاج جهد البشرية التي كانت ومازالت بحاجة ماسة إلى وسائل نقل سريعة ومريحة وعملية وشديدة التطور لمواكبة متطلبات العصر.
نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب
