كومبارسات السينما بصمات لا تنسى وصور لا تموت

نجوماً‭ ‬فى‭ ‬السينما‭ ‬المصرية‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬أسمائهم‭ ‬لكنك‭ ‬تستمع‭ ‬بأدائهم‭ ‬وتذكر‭ ‬مشاهدهم‭ ‬القليلة‭ ‬ولا‭ ‬تملها،‭. ‬إنهم‭ ‬فنانو‭ ‬الأدوار‭ ‬الثانوية‭ ‬فبدونهم‭ ‬لا‭ ‬يكتمل‭ ‬نجاح‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭. ‬ورغم‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬ينالوا‭ ‬حظهم‭ ‬من‭ ‬النجومية،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬بأدائهم‭ ‬الصادق‭ ‬وتفانيهم‭ ‬نالوا‭ ‬محبة‭ ‬الجمهور‭ ‬وتركوا‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬السينما‭ ‬المصرية‭. ‬نسمع‭ ‬كلمة‭ ‬“كومبارس”‭ ‬ونسترجع‭ ‬مجموعة‭ ‬كومبارسات‭ ‬لا‭ ‬نتذكر‭ ‬إلا‭ ‬وجوههم‭ ‬فقط‭ ‬دون‭ ‬معرفة‭ ‬أسمائهم‭ ‬برغم‭ ‬أدوارهم‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬السينما‭. ‬كان‭ ‬الكومبارس‭ ‬من‭ ‬المهن‭ ‬الرابحة‭ ‬فى‭ ‬زمن‭ ‬الفن‭ ‬الجميل‭ ‬حيث‭ ‬يتقاضي‭ ‬الرجل‭ ‬جنيهاً‭ ‬أو‭ ‬جُنيهين‭ ‬يومياً‭ ‬والأنثى‭ ‬من‭ ‬جنيهين‭ ‬ونصف‭ ‬لخمسة‭ ‬جنيهات‭ ‬يومياً‭  ‬أيضاً‭. ‬وبرغم‭ ‬مشاركة‭ ‬عدد‭ ‬منهم‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الهامة،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يكرموا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭. ‬عن‭ ‬كومبارسات‭ ‬الفن‭ ‬المصري،‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭.‬

من منا لا يذكر صفصف، إنه صفاء الدين حسين زكي الشهير بصفا الجميل وهو فنان مصرى رغم إعاقته فى النطق لكنه تميز بذكاء كبير عكس أدواره السينمائية. إجمالى دقائق ظهوره على الشاشة لا تتعدى 60 دقيقة فى 17 فيلم بمعدل 3 دقائق فى كل فيلم وبرغم الدقائق البسيطة إستطاع أن يدخل قلوب المصريين ليصبح أهم كومبارس مصرى بتاريخ السينما. إكتشفه الموسيقار محمد عبد الوهاب وقدمه فى فيلم دموع الحب عام 1933 وظل ملازم لعبد الوهاب الذي كان يتفائل به كثيراً. وفى عام 1937 شاهده نجيب الريحانى فإستشعر فيه روح الكوميديا وقدمه فى فيلم سلامة فى خير فى دور الطالب عبد الله صاحب الصوت النشاز كما شارك في فيلم العزيمة وهو الفيلم المصنف رقم 1 فى قائمة أهم الأفلام المصرية .وفى عام 1951، شارك فى فيلم شباك حبيبي مع نور الهدى وعبد العزيز محمود وأنور وجدى وظهر بدوره الأشهر على الإطلاق نوفل وإرتجل أشهر أفية سينمائى تحول لمقولة شعبية “شرف البنت زى عود الكبريت”. أهم أدواره حرنكش فى فيلم دهب ومخيمر فى مدرسة البنات. سأله صحفى”أنت مش متضايق من وحاشتك؟” فرد قائلاً “وأتضايق ليه أنا مبسوط كده مش يمكن يعملوا مسابقة عن أوحش رجل فى العالم وربنا يكرمنى وأكسبها”.

أما الشرير الصامت نصر سيف صاحب أشهر صلعة، فولد في 1933 وتخرج من كلية الآداب جامعة الأسكندرية وتحول من محصل فواتير الكهرباء لأدوار السينما الثانوية وكان أول من قدمه المخرج نيازى مصطفى فى فيلم عنتر يغزو الصحراء. كانت أدوار الشر تعتمد على أصحاب الملامح الحادة والصوت الجهورى والبنيان القوى وكان نصر نموذجاً مثالىاً لها لكنه تميز عن الآخرين بالكوميديا فشارك نجوم الكوميديا كثلاثى أضواء المسرح وفؤاد المهندس وعادل إمام وحسن يوسف وفريد شوقى وخلال 37 سنة شارك فى 60 فيلم وعشر مسرحيات وتسع مسلسلات. أهم أدواره متولى مرزوق المتهم بقتل الراقصة عنايات أبو سنة فى مسرحية شاهد ماشفش حاجة وجملته الأشهر “ينصر دينك يا أستاذ خليفة”.

ويظل الثنائي بحبح أفندي وزوجته أم أحمد تيمة فنية تعتمد على كوميديا الموقف فبدأوا العمل بمسارح عماد الدين بتأسيس فرقة فوزى الجزايرلى المسرحية وكانت أول فرقة ظهر بها عبد الوهاب وعمره 11 سنة ثم انتقلت الفرقة للسينما الصامتة ثم الناطقة. نجح الثنائى من خلال 11 فيلم أهمهم المندوبان والمعلم بحبح وبحبح باشا والفرسان الثلاثة. وفى نهاية 1941حاول فوزى الجزايرلى ضم الفنانة مارى منيب للفرقة بيد أن إحسان الجزايرلى رفضت وجود مارى وحدثت القطيعة الفنية. صُنفت مارى باى باي كأشهر النساء ممن قمن بأدوار الكومبارس بالأفلام السينمائية، إلا أنها كانت تظهر فى صورة المرأة المخيفة والشريرة نظراً لملامحها المخيفة كما اشتهرت بدور فتاة الليل الدميمة التى تثير الذعر والضحك فى ذات الوقت. عرفت بملامح وجهها عبر الأدوار الصغيرة التى كانت تؤديها، ولكن يجهل البعض إسمها الحقيقى أو حتى إسم الشهرة، وهو بهيجة محمد على. عملت فى بداية حياتها فى سجن النساء وتزوجت من سجان وإنفصلت عنه واتجهت للسينما وإكتشفها يوسف وهبى. من أهم أدوارها فيلم إسماعيل يس فى مستشفى المجانين وزوجة من باريس وفيلم مطاردة غرامية وفيلم وأهلا يا كابتن.

فى خمسينات القرن الماضى، إشتهر حسن أتله أو الكوميديان البدين ببعض الأدوار التى تركت بصمة بقلوب المشاهدين فمن منا ينسى غزال فى حماتى ملاك وجملته الشهيرة “مِنَبَّى يا معنِّمى مِنَبّى” أو المجنون صاحب مقولة “لا مؤاخذة يا بنى أصل أنا عندى شعرة ساعة تروح وساعة تيجى” في إسماعيل يس فى مستشفى المجانين. نجح بخفَّة دمه وقفشاته وبدأ فى الإذاعة بفرقة ساعة لقلبك ثم بدأ عمله فى السينما مستغلًّا بدانته فى الأدوار الكوميدية. قدم 50 فيلماً ورحل فى صمت عام 1972 ولا يعرف الكثيرون أن إبن الفنان حسن أتله هو الممثل الصاعد أحمد بجه والذى قدم دور شفاعة فى مسلسل مزاج الخير مع مصطفى شعبان.

قد يضطر الفنان لتجسيد أدوار النساء في عمل أو عملين، ولكن أن يندمج في الأدوار النسائية طوال مشواره وألا يظهر كرجل إلا مرة واحدة تقريبًا فهو ما فعله حسين إبراهيم أو جمالات كفتة، تلك الشخصية الهزلية التي أضحكت الجميع بشدة في أغنيتها وجع قلبي. ظهر مرة واحدة كرجل في فيلم سعاد الغجرية عام 1928 ومن وقتها إستهوته الأدوار النسائية ذات المظهر الساذج المضحك وكانت أولي تجاربه عام 1933 بفيلم مخزن وبعد أربعة أعوام قضاها في كازينوهات ومسارح عمادالدين أسند له مجددًا أهم أدوره الزوجة في مراتي نمرة 2 مع ماري منيب إلا أنه كشف عن شخصيته الحقيقية كرجل في نهاية الفيلم.كان نجاحه الأكبر في دور الآنسة جمالات كفتة في الآنسة ماما مع محمد فوز. لم يحترف التمثيل كموهبة بقدر ما إتخذها مهنة للربح ، فلم يُعرف عنه أية معلومات شخصية كغيره من فناني الأدوار الثانوية، كما أن احتكاره لأدوار المرأة أكبر دليل على موهبة ضعيفة وقدرات محدودة.

هناك أيضاً خواجة السينما وهو إدمون تويما واسمه الحقيقى يوسف إدمون سليم تويما الذي ولد عام 1897 لأسرة لبنانية مقيمة بمصر وتلقى تعليمه بمدارس فرنسية وأجاد الفرنسية إجادة تامة. إشتهر بتقديم دور الخواجة أو الجواهرجى، لإلمامه باللغات وأصبحت لكنته المميزة وأدائه الراقى عالقان بأذهان المشاهدين. كانت بدايته في مسرح رمسيس حيث قدم دور الشاب الأجنبي، وكان مصراً على نقل الأدب العالمى لمصر كما كان يسافر لفرنسا لمشاهدة العروض المسرحية ويعود حاملاً النصوص لتقدم باللغة العربية.وفى السينما، اقتصرت أدواره على دور الخواجة أو الجواهرجى أو مدرس لغة أجنبية. ظهر في العتبة الخضراء وصاحب الجلالة وشارع الحب ونادية.

أما أقدم كومبارسات السينما وأشهرها فهي ثريا فخري مربية النجوم واختيرت لتجسد أدوار الخادمة والمربية لطيبة قلبها ورقتها ووجهها الملائكى وصوتها الحنون. عشقت التمثيل منذ صغرها وإلتحقت بفرقة التمثيل المدرسية، وعقب إنهاء دراستها الإبتدائيةن إنضمت لإحدى الفرق اللبنانية ثم جاءت لمصر في الخامسة والعشرين من عمرها. إكتشفها على الكسار وإنضمت لفرقته وبلغ رصيدها الفني 32 مسرحية. من أشهر أدوارها مطلوب أرملة وثورة البنات وهارب من الزواج وأغلي من حياتي والحياة حلوة. وهناك أيضاً عبد الغني النجدي بواب السينما وعنما تراه على الشاشة لا تملك إلا أن تبتسم فمع مشاهده القليلة التى لا تتعدى مشهدين أو ثلاثة فى الفيلم الواحد يترك بصمة لا تنسي. إشتهر بأداء دور البواب والخادم والعسكرى والقروى خفيف الظل حيث تميز بتلقائيته الشديدة وأداءه البسيط فمن منا ينسى دور الخادم الذى يحمل صينية الديك الرومى فى بين السماء والأرض أو عوكل فى فيلم الفانوس السحرى والذى كان يردد فيه جملة شهيرة وهى “مشتاقين أوى يا دميل”.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda