بيت الست وسيلة


يقع بيت «الست وسيلة» فى حى الأزهر على بعد أمتار قليلة من أقدم الجوامع والجامعات فى مصر وهو الجامع الأزهر ضمن مربع أثرى حيث يجاوره منزل الهراوى ويقابله يساراً منزل زينب خاتون ومدرسة العينى وسبيل ووكالة السلطان قايتباى. أنشئ المنزل عام 1664 ميلادية ونُسب إلى الست وسيلة خاتون بنت عبدالله البيضا، وإبنة عبدالله البيضا كنية تطلق على المعتوقات من الجوارى، وهى معتوقة المرحومة عديلة هانم بنت إبراهيم بك الكبير، والتى كانت آخر من ساكنيه. الست وسيلة خاتون والتي توفيت في 4 مايو عام 1835 ميلادية، لم يسجل عنها التاريخ حرفاً واحداً، لكن يبدو أنها كانت سيدة ذات نفوذ كبير وممتد في الحي إذ حفظ الأهالي أباً عن جد إسمها وصارت علماً على البيت الأثري الرائع.

الباشور والحواصل
أنشأ المنزل -كما هو موضح بالنص التأسيسى المثبت فى سقف المقعد الصيفى للبيت- الحاج عبدالحق وشقيقه لطفى ولدا محمد الكنانى وتوارد على المنزل مُلاك كثيرون تركوا به بصمات تدل على حُقب تاريخية هامة فالبيت مُصمم كمعظم البيوت الإسلامية القديمة التى كانت تسعى للحفاظ على الخصوصية وحرمه المنزل فمدخله «الباشور» أو المدخل المنكسر صمم بهذه الطريقة حتى لايجرح الضيوف أى ركن من أركان البيت ثم يفتح بعد ذلك على «الصحن» أو الحوش والذى يحوى «الحواصل» أو الحجرات التى كانت تمثل مرافق المنزل وإستخدمت كمخازن للحبوب وإسطبل خيل وطاحونة وحجرة للخدم ومندرة ويمين الباب توجد بئر المياه.

يضم الطابق الأرضى من البيت القاعة الرئيسية والتى تتكون من إيوانين -مستويين مرتفعين عن الأرض- بينهما نافورة على عمق 90 سم تم إكتشافها مؤخراً ويرجع وجود هذه الإيوانات لكونها تُتيح لأكبر عدد ممكن من الحضور مشاهدة بعضهم خلال الجلسة، بالإضافة لكون الإرتفاعات والإنخفاضات بالقاعة تساعد على تحريك الهواء بداخلها، أما سقف القاعة فيضم «شخشيخة» وهى عبارة عن فانوس خشبى مفرغ لإنارة المكان وتُطل على القاعة الرئيسية مجموعة من المشربيات أو «المغانى» وهى المكان الذى كان يجلس فيه النساء للاستماع إلى المطرب أو المغنى. أما فناء المنزل فهو فناء مكشوف يتوسطه مقعد من «براطيم» خشبية وهي أخشاب غليظة يدعم بها البيت تحصر فيما بينها مستطيلات غائرة تزينها زخارف نباتية وهندسية وعليها كتابات نسخية. يتميز البيت بوجود قبتين مثمنتين الأضلاع يعلوها غطاء هرمي بغرض الإضاءة.

صحن البيت
ويوجد فى صحن البيت إلى اليسار سلم خشبى يؤدى إلى الدور الأول الذى يشمل المقعد الصيفى ويحوى سقفه عدد من النقوش العثمانية وكذلك يضم النص التأسيسى للمنزل، ويتصدر المقعد حائط به دواخل كانت تستخدم كدولاب توضع فيه الملابس أو أدوات الوضوء، وأعلى الأرفف توجد رسومات للمحراب للدلالة على اتجاه القبلة عند الصلاة، وإلى اليمين توجد قاعة النوم التى تضم رسومات للحرمين المكى والنبوى، ولوحة كبيرة لمدينة ساحلية ترمز إلى تركيا، أما الدور الثانى فيضم قاعة أخرى وحماماً ويتكون من جزءين هما المغطس- مكان الاستحمام- والموقد الذى تشعل فيه النيران لتسخين المياه وإلى جانبه توجد غرفة خلع الملابس، وأخيراً السطح الذى لم يكن يمثل أهمية لأهل البيت.

بيت الست وسيلة واحد من بيوت القاهرة التاريخية في المنطقة القريبة من الجامع الأزهر، وقد تم ترميم البيت الذي كان متهالكاً مثل كثير من آثار القاهرة، وقد نجح جهاز مشروع القاهرة التاريخية في إعادة هذا البيت إلي الحياة مرة أخري بعدما كاد يندثر، ليسجل بذلك جهاز القاهرة التاريخية إنجازاً يضاف إلي إنجازاته العديدة في إنقاذ آثار القاهرة الفاطمية وإمتداداتها ليقف بجانب بيوت ووكالات ومدارس ومساجد وأسبلة صحت بعد موت بفضل الجهود الجبارة للقائمين علي مشروع القاهرة التاريخية، لقد إنتهت أعمال الترميم في بيت الست وسيلة منذ سنوات قليلة، لكنه ظل خاليا غير مستخدم، إلي أن وقع الاختيار عليه ليكون بيتا للشعر فترميم هذا المنزل الأثري كان بمثابة إنقاذاً له بعد أن كاد ينهار، فقبل عامين كان المنزل شبه مهدم بل كان مدفونا والشارع يغطي مدخله لكن عمليات الترميم شملت إزالة كافة الأتربة والمناطق المتهدمة والمخلفات الموجودة بالمنزل، ثم إعادة إحياء واجهة البيت الحجرية في الجهة الجنوبية الشرقية والتي تشمل ثلاث فتحات تشبه المغازل، تليها فتحة باب مستطيلة يغلق عليها مصراع خشبي تمثل المدخل الحالي للمنزل، وقد رمم المنزل بالكامل مع إضافات جديدة راعت عدم المساس بهيئة البيت.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda