د. أحمد زهير الحوشى – أستاذ مساعد بكلية طب الفم والأسنان جامعة القاهرة – القصر العينى – قسم العلاج التحفظى
د. مصطفى طلعت – ماجستير طب أسنان الأطفال – جامعة القاهرة
د. منة الله صالح – ممارس عام طب الفم والأسنان – جامعة المستقبل
طب أسنان الأطفال هو جزء من كلية طب الفم والأسنان وهو الفرع الذي يهتم بكيفية التعامل مع طب أسنان الأطفال. ولأن طب الأسنان يتجه حالياً إلى التخصص ولما كان الأطفال يُمثلون ثلثي المجتمع، يستحوذ طب أسنان الأطفال حالياً علي أهمية قصوي إذ يُؤثر علي مستقبل الأسنان بصورة عامة وعند الإهتمام بها فنحن نضمن للطفل صحة أسنان جيدة وليس فقط الأسنان اللبنية بل الأسنان الدائمة أيضاً كما نُحافظ على نمو الفك بشكل سليم ونحافظ على صحة الطفل ككل فهو يأكل من فمه ولذا ينبغي أن يتمتع بأسنان جيدة لتتم عملية المضغ والهضم بصورة جيدة ومن ثم تقليل العبء على المعدة. واليوم، يُعد طب أسنان الأطفال جزء أساسي لا يتجزأ من عيادات ومراكز الأسنان الكبيرة والمُتطورة.
تركيبة الأسنان اللبنية هى نفس تركيبة أسنان الكبار ولكنها تحتاج إلى طُرق علاجية تختلف عن الطُرق العلاجية لأسنان الكبار، كما تختلف المواد المُستخدمة للعلاج بإختلاف سنوات العمر. وعليه، لابد من التخصص بطب أسنان الأطفال للتعامل مع الطفل منذ اللحظة الأولي التي يدخل فيها العيادة وكيفية إقناعه بالإستسلام لحقنة البنج وما إلى ذلك من حشو وتنظيف وعلاج العصب بشكل يُحبب الطفل فى العلاج وهو جزء يتعلق بسيكولوجيا الطفل أكثر من تعلقه بالعلاج بحد ذاته.
هى الأسنان التى نولد بها أو تتكون عندما نُولد و هى التى نشعر بشكتها وتبقى فى الفم لمدة 6 أو 7 سنوات ثم تقع وتحل محلها الأسنان الدائمة التى تبقى معنا للأبد والتي تبدأ بأكل جذور الأسنان اللبنية ثم تشق طريقها بداخل الفم. وأحياناً، يُصاب الطفل بالأنيميا وتتدهور صحتهم العامة نتيجة عدم تمكنهم من الأكل علي أسنانهم لشعورهم بالألم كما نلاحظ وجود ظهور بعض الأعراض علي الأطفال خلال فترة التسنين منها إرتفاع الحرارة وشدة البكاء وزيادة حدة الألم وظهور علامات النحافة.
أهم ما يُؤثر على صحة أسنان الأطفال هو نوعية الأكل الذي يتناوله الطفل. وعليه، يجب الإلتزام بنظام غذائي صحي مع الإكثار من الفاكهة والخضروات واللبن والألياف والأطعمة التي تحتوي علي كثير من الفيتامينات والكالسيوم مع الإبتعاد قدر الإمكان عن السُكريات الأحادية كالمشروبات الغازية والتي تلتصق بالأسنان ومن ثم يصعُب تنظيفها كما تحتوى على أحماض تأكل سطح الأسنان وتُزيد من إمكانية التسوس كما أنها تُستخدم لإختبار التسوس فإذا أُعطى الطفل قطعة من الحلوي كالتوفى مثلاً ثم ننظر لفمه سنجد أن أماكن تراكم التوفى هى نفس أماكن تراكم التسوس. يجب أن نأخذ حذرنا أيضاً من الوجبات الخفيفة خاصة فى المدرسة ونحاول السيطرة عليها ولا نُكثر من السكريات بها بل نستبدلها بالألبان والخضروات قدر الإمكان. ولمزيد من الوقاية، يُمكن وضع طبقة واقية من حشوات صغيرة للغاية أو سائلة بحيث تملأ نتوئات الأسنان ومن ثم نمنع الطعام من التراكم بداخل النتوء وبالتالي تحول دون حدوث التسوس.
من اهام جداً أن نعود أطفالنا على تنظيف أسنانهم على الأقل مرتين يومياً صباحاً ومساء وكذلك مرات إضافية بعد كل وجبة. ولأن هناك وجبة يتناولها الطفل في المدرسة، هناك بعض المدارس تشجع الطلاب على تنظيف أسنانهم خلال تواجدهم بالمدرسة برغم صعوبة ذلك. ويظل تنظيف الأسنان قبل النوم أمر شديد الأهمية إذ قد تُحدث فضلات الطعام التي تتراكم بداخل فم الطفل خلال نومه السوس وتُؤذي أسنان الطفل. وهناك بعض العادات السيئة التى يجب الإبتعاد عنها فهناك بعض الأمهات يزعمن أن الطفل لا ينام إلا وهناك قطعة من العيش فى فمه أو البيبيرونة وكلها عادات سلبية من شأنها إحداث تسوس بالأسنان خاصة في تلك السن الصغيرة، كما يكون هذا التسوس من النوع الشرس الذى يُلحق بالغ الضرر بالأسنان ويُحول لونها إلي اللون البني. من العادات السلبية أيضاً والتي ينبغي علي الأم الإبتعاد عنها هي وضع الطفل إصبعه بفمه. وبرغم عدم تأثير تلك المُمارسة علي الأسنان بصورة مباشرة، إلا أنها تُؤثر بشكل غير مباشر فعندما يضع الطفل إصبعه بفمه، يجعل سقف الحلق يعلو مما يؤدى إلى كثرة تنفس الطفل من فمه فتجف ويحدُث ما نطلق عليه «الغدد اللعبية» ويحدث الجفاف. سُساعد هذا اللعاب علي تنظيف الأسنان ويُحافظ على المعادن المفيدة التى تحتوى عليها الأسنان وعندما يجف اللعاب، تتراكم فضلات الطعام بالفم. أما عن إختيار فرشاة الأسنان، فينبغي أن تكون ناعمة إذ تقوم بتدليك اللثة وتنشيط الدورة الدموية بها فاللعاب واللسان وحركة الفم كفيل إلى حد كبير بتنظيف الأسنان لكن تراكم الطعام باللثة هى عملية تدليك لللثة لتنشيط الدورة الدموية ليتدفق إليها الدم ويُزيل أية إلتهابات أو بكتيريا. وأخيراً، علينا إبعاد الطفل عن قرقضة الأظافر والأقلام والألعاب.
يبدأ الطفل في التردد علي طبيب الأسنان مع بلوغه الشهر الثامن عشر وعلي الوالدين إصطحابه بصورة دورية لزيارة الطبيب حتي في حالة عدم وجود مشكلة أو ألك أو شكوي من شيء بعينه حتي يعتاد الطفل علي رؤية الطبيب ولا يخاف منه لاحقاً. تُفيد تلك الزيارات الدورية أيضاً في تفادي أية مشكلات وزيادة الوقاية من أية أعراض وتحديد المشكلة في مرحلة مُبكرة قبل أن تستفحل.
إذا حدث وسقطت السنة بأكملها ورأتها الأم فى يد الطفل، عليها أن تأخذها وتحملها من الطربوش أعلى السنة وتقوم بتثبيتها مكانها بفم الطفل وتذهب لتوها إلي الطبيب أو أقرب مستشفى ليتولى العلاج المناسب. أما إذا سقطت السنة على الأرض، على الأم أن تقوم بتغطية السنة بقطعة شاش أو قطعة من القطن المبلول. وإذا كان عمر الطفل يسمح له بالحفاظ على السنة بداخل فمه حتى يذهب للطبيب، فلا مانع من ذلك مع مراعاة تفادي خطورة بلع السنة والأفضل وضعها بداخل محلول ملح أو لبن للحفاظ علي السنة بداخله. ومن الضرورى ألا تمر أكثر من ساعة واحدة على مرور الحادثة إذ قد تُصبح نتيجة العلاج غير مُطمئنة.
على الأم أن تصطحب طفلها أثناء قيامها بتنظيف أسنانها ليتعلموا منها كيفية تنظيف الأسنان كما يجب أن تُعودهم على طعم معجون الأسنان وتعطي للطفل شعور بتنظيف الأسنان بواسطة قفاز بداخله فرشاة ناعمة تستخدمه الأم لهذا الغرض. ويتحدد نوع معجون الأسنان بحسب عمر الطفل ويتم تقسيم عمر الذفل إلي عدة مراحل من عام وحتي ثلاث سنوات ومن أربع سنوات وحتي سبع سنوات وهكذا لتفادي المكونات التي قد تؤثر سلباً علي أسنان الطفل وصحته العامة.
تحتاج عملية تقويم الأسنان إلى طبيب مُتخصص في التقويم فليس أى طبيب أسنان قادر على إجراء عملية تقويم ناجحة بل ينبغي أن يكون حاصلاً على دراسات عليا فى تقويم الأسنان بالتحديد فتقويم الأسنان الآن فى تطور مُستمر كما أن هناك حالات بعينها تستلزم تدخُل التقويم في مرحلة مُبكرة وتحديداً خلال مرحلة تشكيل العظام منذ بدايتها فيما يُمكن في حالات أخري الإنتظار لحين بلوغ الطفل الثانية عشر من عمره بعد ظهور الأنياب وقبل وصول الأسنان لشكلها النهائي. ولعل من أشهر الأخطاء الشائعة كون التقويم بعد بلوغ الطفل سن الثامنة عشر ليس له أية فائدة وهنا تجدُر الإشارة لقيام البعض بوضع التقويم بعد بلوغهم سن الخمسين من عمرهم. وهناك نوعين من التقويم أولهما للعلاج كأن يُعانى الفرد من مشاكل فى المضغ أو يتنفس من فمه نتيجة لشكل الفم وأما النوع الثاني فهو التقويم التجميلي ويتم اللجوء إليه في حالة الرغبة في إستعدال سنة أو تعديل وضع سنة فوق الأخرى.