تحتفل منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان في الرابع من فبراير من كل عام باليوم العالمي للسرطان لدعم جهود الهيئة الدولية لمكافحة السرطان وإيجاد سبل للتخفيف من العبء العالمي المتصل بإنتشار السرطان.
والسرطان هو مصطلح عام يضم مجموعة من الأمراض تصيب كل أجزاء الجسم ويُشار إلىها بالأورام الخبيثة. ومن السمات التي تطبع السرطان التولّد السريع لخلايا شاذة تنمو خارج حدودها المعروفة وتقتحم أجزاء الجسد المتلاصقة وتنتشر بأعضاء أخرى، ويُطلق على تلك الظاهرة اسم النقيلة وتمُثّل النقائل أهمّ أسباب الوفاة من جرّاء السرطان الذي يعد أكبر مسبب للوفاة حول العالم. ولكن مع التقدم العلمي والطبي أصبح الشفاء من هذا المرض وارد أثبتته تجارب حية لعدد من النجوم ممن حاربوا السرطان وانتصروا عليه.
صدمت النجمة الأمريكية أنجلينا جولي العالم في مقالها بصحيفة نيويورك تايمز، الذي كشفت فيه عن خضوعها الإختياري لعملية استئصال الثدي لأنها تحمل خلل جيني ورثته عن والدتها وقالت «أتمنى أن تستفيد النساء من تجربتي». أما النجمة سنيثيا نيكسون، فإكتشفت مرض السرطان عام 2006 وكانت في الأربعين من عمرها فكانت مترددة في الكشف عن إصابتها بسرطان الثدي والذي أصيب به ثديها الأيمن وعلمت عنه أثناء إجراء الكشف الدوري وقالت «لم أكن أرغب في وجود مصورين البابرتزي في المستشفى»، وبعد استئصال الورم، قررت نيكسون الإعلان عن حقيقة مرضها بعد عامين، فالنجمة التي حاربت سرطان الثدي ونجت منه قررت أن تروي قصتها عندما أدركت أنها قد تصبح مصدر إلهام لغيرها من النساء ممن لديهن الخطر ذاته. وهناك أيضاً النجمة شيرلي كرو التي أصيبت بالمرض عام 2000 عن عمر يناهز الأربع وأربعين فتقول «أعمل على توعية النساء بأهمية الكشف المبكر» إذ اكتشفت النجمة إصابتها بسرطان الثدي مبكراً أثناء الكشف الروتيني وأجرت عملية استئصال لثدييها وخضعت للعلاج الإشعاعي لمدة سبعة أسابيع واستكملت علاجها بالحقن والأعشاب حتى قضت على المرض تماماً وفي وقت قصير للغاية. كرو التي لا يوجد في تاريخ عائلتها مرض سرطان الثدي، قدمت في مارس 2007 إلتماساً للكونجرس لتمويل بحوث الكشف عن العلاقة بين سرطان الثدي والعوامل البيئية.
كادت أن تفقد نجمة البوب الأسترالية كايلي مينوج فرصتها في هزيمة سرطان الثدي بسبب خطأ في التشخيص حتى قررت أن تقوم بجولة ثانية من الإختبارات، واكتشف الأطباء الورم بثديها الأيسر، عام 2005 وكانت حينها تبلغ 36 عاماً، أجرت مينوج عملية استئصال جزئي من الثدي وبعد أن تخطأت محنتها عام 2007 قررت الظهور لإرسال نداء للمرأة قائلة «يجب أن تثق النساء في حدسهن أكثر عندما يذهبن للطبيب فهناك من يرتدي معطف أبيض ويستخدم الأدوات الطبية ولكنه ليس بالضرورة على حق». وفيما تظل فكرة الحياة بثدي واحد أمراً شديد الصعوبة لغالبية لنساء، فما بالك بالإستغناء عن الإثنين! إنه الخيار الذي لجأت إليه الممثلة كريستينا أبلجيت بعد إصابتها بمرض سرطان الثدي في عمر الـ36 وكان ذلك خلال صيف 2008. وبرغم إصابتها بثدي واحد علي غرار والدتها، إلا أنها قررت استئصال الثديين لتقليل فرصة انتشار المرض أو عودته مرة أخرى وأسست منظمة غير هادفة للربح لتوفير المساعدات المالية للنساء المعرضات لخطر الإصابة بالمرض.
أما مغنية الروك ميليسا إثريدج والتي اشتهرت بغنائها وهي صلعاء فاكتشفت الورم عام 2004 وكانت في الثالثة والأربعين من عمرها بالثدي الأيسر أثناء الفحص الذاتي لنفسها وكان
مرضها مصدر إلهام لكتابة أغنية «أركض من أجل الحياة» وتناولت المعركة ضد سرطان الثدي. وقالت أنها فقدت والدتها وعمتها وجدتها بسبب السرطان ووصفت تجربتها الشخصية بكونها «يقظة روحية علمتها ألا تفعل أي شيء لا تحبه». وفي عام 2011 أصيبت نجمة تليفزيون الواقع جوليانا رانكيك بسرطان الثدي وقد اكتشفته في مرحلة مبكرة وإنقلب على محاولاتها لتصبح حاملاً ومن ثم خضعت لعملية استئصال للورم ثم للعلاج الإشعاعي وأخيراً قامت بإستئصال الثديين كإجراء وقائي.
لم تكن أنجلينا جولي النجمة الوحيدة التي وقفت بعناد في مواجهة السرطان شأنها شأن نجوم الغرب، فهناك فنانات عربيات أصبن أيضاً بالمرض الخبيث واستطعن الإنتصار عليه بعد معاناة دامت لعدة سنوات. ولعل الفنانة شريهان أحد أبرز تلك الفنانات اللواتي دخلن في معركة شرسة مع المرض إذ أصيبت نجمة فوازير رمضان الشهيرة بسرطان الغدد اللعابية والذي يعتبر أحد أشرس وأخطر أنواع السرطانات ويصيب عادة واحداً من بين كل 10 ملايين إنسان. وبرغم قسوة المرض، حاربته بشجاعة. ففي عام 2000، علمت شريهان بإصابتها بالمرض وتوجهت فوراً إلى فرنسا لإجراء جراحة بالجانب الأيمن من وجهها بعد استئصال الورم، ودخلت غرفة العمليات لمدة 18 ساعة متواصلة وتم استبدال عضلة من الخد الأيمن والغدة اللعابية. بعدها خضعت لعدد من العمليات التكميلية يقال إنّها وصلت لنحو 100 عملية، لتمرّ بعدها في رحلة علاج استمرت أكثر من 13 عاماً. وظلّت بعيدة عن الأضواء حتي عادت للظهور قبل عامين. أما الفنانة شادية، فأصيبت بسرطان الثدي قبل اعتزالها الفن فسافرت لإجراء عملية جراحية بدون نتيجة إيجابية لذلك استأصلت ثديها وتمت السيطرة علي المرض وبعد شفائها تبرعت بمنزلها ليكون مركز أبحاث للأمراض السرطانية وقرّرت اعتزال الفن والإختفاء تماماً عن الأضواء.
وأخيراً، انتصرت الإعلامية بسمة وهبة بعد معركة شرسة مع سرطان الثدي استغرقت عامين إذ استأصلت ثديها وخضعت لعلاج كيميائي بعدما أثبتت الفحوص إمكانية عودة المرض بالدم مما تسبّب في سقوط شعرها ورموشها، لكنّها أكدت تعافيها تماماً من المرض كذلك انتصرت الممثلة الكويتية زهرة الخرجي على سرطان الثدي بعدما أمضت عامين بمستشفيات لندن تلقت خلالهما العلاج حتى تماثلت للشفاء. كما استأصلت الممثلة والمغنية السورية نورا رحال ثديها بعد إصابتها بالسرطان وتلقت العلاج في فرنسا مما اضطرها للإبتعاد عن الساحة الفنية، أما الممثلة الفلسطينية ريم البنا فوصفت إصابتها بالسرطان بالمعركة قائلة «السرطان إحتلّ جسمي كما احتلّت إسرائيل فلسطين». ولكنها استطاعت التغلب على المرض والعودة مجدداً للفن برغم عدم تعافيها بالكامل.