إيقاع الحياة سريع وكذلك الآلام.. وتأتي النتيجة دوماً بنفس درجة السرعة التي تدور بها أحداث الحياة من حولنا.. شكوانا جميعاً واحدة ومتكررة.. لا نفكر.. أو بالأحرى ليس لدينا وقت كاف للتفكير.. فقط نجرى ونجرى ومزيد من الركض واللهث بحثاً عن القضاء الفورى على تلك الآلام التي تؤرقنا وتعكر صفو أيامنا اللاهثة بدورها.. ولا نجد أمامنا سوى المسكنات بأنواعها العديدة وأشكالها المختلفة.. حل مؤقت نعلم تمام العلم خطورته وعدم جدواه على المدى البعيد إذ لا يعدو أكثر من مجرد مهدىء للألم وليس معالجاً له.. وليس أمامنا سواه.. أو قل -علي وجه أدق- لا نبحث عن سواه، ففي زمن السرعة والركض المستمر لا مجال للحلول الطويلة المدى.. الحل لابد أن يأتي فوراً وحالاً وسهلاً.. في خضم ذلك السباق العبثى، ننسي حقيقة أساسية وهامة إذ من فرط بساطتها لا تدركها العين الناظرة إلى البعيد الصعب والحلول المعقدة المتشابكة.. ننسى التشخيص الدقيق لأسباب الألم بهدف التعرف بدقة على وسائل علاجه بصورة جذرية.. والأصل أننا قد ننسى أو نتناسى أن الطعام الذى نأكله يمكن أن يشكل السبب الرئيسي وراء الشعور بالألم وهذا الشعور المتنامى بالضعف والوهن والتوتر والوخم وربما التخمة أيضاً، والأمر برمته نتيجة طبيعية للإفراط فى تناول الوجبات السريعة الخالية من الفاكهة والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والأسماك.
ولأن الغالبية منا ملت تلك الحوارات وغيرها من فرط تكرارها.. ترانا نلف وندور ونتحاشى دوماً نقطة بعينها إذ لا نرغب فى مجابهة الحقيقة الواقعة.. نعم، بأنفسنا نصيب أجسادنا بالألم ونسبب لأنفسنا كثيراً من المعاناة.. والبداية الحقيقية أو قل نقطة البداية المنطقية تكمن -في المرتبة الأولي- في الطعام الصحي، أعلم تماماً أن حديثى ليس بالجديد ولكن لتعلم عزيزي القاريء أن الطعام الصحي هو بالفعل نقطة البداية الحقيقية كما أنه بحق واجب مقدس يجعل جسمك يؤدى عمله كما ينبغي، والسؤال الآن كيف نختار الطعام الذى يسيطر على الالتهابات ويقوى المناعة وينظم الدورة الدموية؟ والإجابة روشتة بسيطة وطبيعية تغنيك عن الطبيب مع الاعتذار لكل طبيب.
الفاكهة لعلاج الالتهاب
الالتزام بتناول من 2-3 لتر ماء يومياً أساسي في تنظيم كمية الأملاح التى يحتاجها الجسم وبالتالى تنشيط الدورة الدموية كما أن الغالبية منا تجهل أن قلة الماء فى الجسم تزيد من الشعور بالألم، ولحماية المفاصل والتخلص من آلامها المبرحة، ينبغي الإكثار من تناول الأطعمة التى تحوى مادة البتيار- كريبتوثنثين وهى متوفرة في المشمش، الخوخ، البرتقال، القراصية والبطيخ، وعلي رأس قائمة الأطعمة المضادة أيضاً للالتهابات التى تقاوم Substance – P المسببة لالتهابات المفاصل المزمنة الخضروات كالثوم، البروكلى، السبانخ، البطاطا، اللفت، الكرات، القنبيط، الزيتون، الكرنب والطماطم، ومن الفواكه: التفاح، الأفوكاتو، الجوافة، الفراولة، الكيوى، الليمون والبرتقال، ليس هذا فحسب، بل هناك أيضاً التوابل مثل الزعتر، الكركم، القرفة والمرمرية والمكسرات كاللوز، عين الجمل وبذور عباد الشمس، ومن الفواكه والخضروات إلى المأكولات البحرية كالتونة، الماكريل، السالمون والرنجة، وأخيراً وليس آخراً، لا ننسى فوائد الشاي الأخضر الجمة والقيمة الغذائية العالية لزيت الزيتون ودوره الفعال في محاربة الألم.
التوت لحيوية الأعضاء
ضمن أكثر الأطعمة أيضاً التى تحتوى على الأوميجا 3 وتعد من أقوى مضادات الالتهاب أسماك المياه العميقة كالبحار والأنهار وكذا المكسرات وبذور عباد الشمس.
ولعلاج الألم بصورة جذرية وليس مجرد تسكينه، ينبغي الإكثار من الأطعمة التي تحتوى على مادة الريزفاراتول والتي تعمل بدورها على إيقاف المادة الأساسية المسببة للآلام cyclo –oxygenase وتوجد تلك المادة بكثرة فى العنب الأحمر وتبلغ أعلى نسبة تركيزه بالقشرة الخارجية.
ومما يجهله الكثيرون أن التوت يعد من أغنى الفواكه بالعناصر الغذائية إذ يحوى مضادات طبيعية مقاومة للأكسدة والتي تمنع تحلل الخلايا وبالتالى تحافظ على حيوية الأعضاء الداخلية وتمنع الإحساس بالألم تماماً، ويشارك التوت فى تلك الخواص العديد من الفواكه الأخرى مثل الفراولة، الموالح والعنب بالإضافة إلى الطماطم والقنبيط، وهناك أيضاً الأطعمة التى تحتوى على التريبتوفان وهى المادة التى تقلل الشعور بالألم بصورة عامة أياً كانت أسبابه وعلى رأسها الحبوب الكاملة كالأرز الخام، العدس، الحمص، السمسم، الفول السودانى وعين الجمل، أما عن مادة الفلافينويدز التى تضفى على الفاكهة والخضار اللون الداكن وتعمل على المحافظة على حيوية الخلايا، فتتوفر في التفاح الأخضر، البصل الأخضر، الشاى الاخضر. وأخيراً وليس آخراً، عليك بالإكثار من المعادن الأساسية للجسم كالكالسيوم الذي يحفظ للعظام كثافتها ويقي من الهشاشة التى تؤدى إلى آلام العظام وتعرضها للكسور ويتوفر بمنتجات الألبان وكذا البوتاسيوم للحفاظ على قوة وليونة العضلات وهو موجود في الموز، المشمش والطماطم مع تجنب الإفراط في تناول اللحوم الحمراء التى تسبب النقرس أو التهاب المفاصل.