أ.د. أحمد راشد:
أستاذ أمراض النساء بكلية طب جامعة عين شمس
لا تفضل أغلب البنات والمقبلات على الزواج إستشارة الطبيب عن المشاكل التي تتعرض لها حواء خلال مراحل عمرها المختلفة حتي أن طبيب النساء والتوليد أصبح في بعض المجتمعات العربية حكراً على المتزوجات فقط، وبرغم التساؤلات العديدة التي تواجهها الفتاة، فإنها تشعر بالحرج من أخذ علاج أو استشارة وتكتفي بسؤال أهل الخبرة من سيدات العائلة أو صديقتها المتزوجة، لذا تهمل المرأة الأعراض الصحية الخاصة ببعض المشكلات الحساسة مما يعرضها لمشكلات صحية تتعلق بالحمل والإنجاب فيما بعد.
ماذا عن صحة المراة وما الأساسيات التي علي الفتاة إتباعها قبل الزواج؟
زاد الإهتمام مؤخراً بصحة المرأة إذ ننظر لها ككيان متكامل به حزء خاص بأمراض النساء والآخر بالسلامة الصحية ككل فأمراض الثدي مثلاً برغم حاجتها لجراح يظل دوري كطبيب نساء أساسي في تشخيص المرض ليتعامل معه الجراح لذا أنصح السيدات بكيفية إكتشاف المرض ذاتياً كما أهتم بصحة المرأة الغذائية وأرشدها لكيفية العناية بجسدها.علينا الإهتمام بالفتاة منذ ولادتها لتتمتع بأعلي درجات الكفاءة الصحية وليس فقط قبل الزواج فقبل مرحلة البلوغ يجب أن يكون لديها ثقافة عامة لمواكبة التطور الفسيولوجي بجسدها، يوجد مرحلتين بحياة الفتاة من الطفولة للبلوغ تحدث خلالها عدة تطورات بيد أن أغلب النساء تهتم فقط بالدورة الشهرية مع إغفال ما يحدث بالجسد مما يستوجب الإهتمام بالنظافة العامة والحالة النفسية. لدي المرأة في المجتمعات الشرقية أخطاء عدة لغياب الوعي فثقافة مجتمعنا تحصر مهمة طبيب النساء في الحمل والولادة فقط وهو خطأ فالمرأة تحتاج لتوعية قبل الزواج ومتابعة بعده للكشف المبكر عن الأورام لذا أنصح بالمتابعة الدورية مرة كل سنة على الأقل للمرأة المتزوجة وغير المتزوجة.
ما أسباب التغيرات الهرمونية وكيف تؤثر علي المرأة؟
أسبابها عدم معرفة أغلب النساء بالهرمونات وهي مواد كيميائية تفرز بالدم من خلال الغدد الصماء التي لا قناة لها وتفرز إفرازاتها بكميات ضئيلة يحملها الدم لأعضاء بعيدة عن مكان الغدة. هذه المدة تسمي هرمون وهي ظاهرة فسيولوجية طبيعية بيد أن الغالبية تعتقد أن تلك الهرمونات قد تحدث اضطرابات بجسم المراة وهذا خطأ فالهرمونات هي أساس جسم المرأة مما يفسر تقلب قرارات المرأة وعدم ثباتها على رأي واحد على مدي شهر واحد. عادة تحدث التغيرات الهرمونية خلال فترة المراهقة مع زيادة شعور الفتاة بذاتها بالذات وقبل الزواج بسبب الحالة النفسية والقلق المصاحب للإستعداد للزواج ونفس الضغوط تتعرض لها غير المتزوجة خوفاً من العنوسة وكلها أسباب تؤدي لنفس النتيجة وتظهر في صورة الدورة الشهرية بالزيادة أو بالتأخير وقد تحدث مرتين شهرياً وتصاحبها بعض الأعراض كتساقط الشعر وتقصفه مع إضطراب معدل نموه وتكسر الأظافر والعصبية المفرطة والشعور بعدم الرضا وعدم التفاعل مع المحيطين، وأغلب تلك الأعراض سببها الظروف الإجتماعية المحيطة أو الإستعداد للزواج.
كيف تحسب الدورة الشهرية ونحدد إنتظامها من عدمه؟
الدورة الشهرية هي نزول الدم دورياً ما بين 21 يوم إلي 35 يوم لمدة تتراوح من يوم واحد لأسبوع وإذا استمرت أكثر من 7 أيام لابد من مراجعة الطبيب لمنع حدوث الأنيميا. قد تتأخر الدورة الشهرية في سن المراهقة وحتي سن 16 سنة وبدء ظهور الثدي ولكن إذا لم يظهر يتم الرجوع للطبيب. أما إنقطاعها بعد انتظامها فقد يشير لوجود حمل. يجوز أن تتأخر الدورة أيضاً أو تنقطع في حالة زيادة الوزن أو وجود ضغط عصبي شديد. وفي حالة عدم وجود مشكلات، ينبغي مراجعة الطبيب. هناك بعض النساء يقمن بتأخير الدورة الشهرية عمداً قبل الزفاف أو خلال شهر رمضان أو الحج ولا شك أن لها تأثير خطير ولكن يجوز استخدامها فى أضيق الحدود على ألا تكون عادة وتتم تحت إشراف طبيب ذو خبرة كيلا تؤثرعلى هرمونات الجسم.
كيف تعرف المراة التوقيت الأنسب للتبويض لها؟
أنا ضد هذه العادة فالتبويض عملية تشارك فيها كل الغدد الصماء بالجسم ومنها المبيض والغدد الكلوية والنخمية الخاضعة لسيطرة القشرة المخية أو العقل الواعي وزيادة التفكير تؤدي لإضطراب التبويض لذا لابد من ترك الأمور طبيعياً وأفضل أيام التبويض هي الوسطي بالشهر من أول يوم للمنتصف بيد أن التركيز قد يحدث توتر عصبي ومن ثم يغير وقت التبويض.
ماذا عن الأمراض التي قد تصيب المهبل؟
المهبل جزء من جسم المرأة كالجلد وقد يصاب بالإلتهابات وبداخله إنزيمات تحفظ صحته ويوجد بعض الأفراد ممن يتناولون مضادات حيوية قد يصابون بإلتهابات فطرية بالمهبل فالمضادات الحيوية تقضي علي البكتريا وليس الفطريات لذا تشعر المرأة ببعض الحكة بعد دور البرد مثلاً. الإفرازات المهبلية الطبيعية تأتي شفافة لا لون لها ولا رائحة ولا تسبب حكة وكمياتها لا تستدعي تغيير الملابس الداخلية كالإفرازات الطبيعية للعين وليس لها موعد محدد ويتغير سمكها وفقاً لأيام الدورة الشهرية فتزيد خلال التبويض وهي أحد علاماته الصحية وكذلك مع الإثارة الجنسية وأي تغير في لونها أو رائحتها بستدعي إستشارة الطبيب لإحتمالية الإصابة بميكروب أو عدوى.
ماذا عن تكيسات المبايض وما أسبابها وكيفية علاجها؟
إنها إضطربات هرمونية نتيجة إفرازات الغدة النخامية بالمخ وإفراز هرمونات ذكورية تحدث خللاً هرمونياً مؤقت بسبب الضعف العام نتيجة سوء التغذية أو سوء استخدام السوائل والإعتماد على المأكولات السريعة وعدم ممارسة الرياضة والعادات الضارة كالتدخين السلبي وكلها أسباب تضعف كيان البنت وتؤثر على صحتها سلباً وتمنع بناء جسمها بشكل سليم.
“ثقافة مجتمعنا تحصر مهمة طبيب النساء والتوليد في فترة الحمل والولادة فقط”
ما التحاليل المطلوبة قبل الزواج لضمان سلامة الأطفال؟
الإطمئنان علي الصحة العامة وعدم وجود أمراض وراثية وتحاليل الزواج هامة وتشمل قياس نسبة الأنيميا والسكر في الدم،وتحاليل دقيقة لقياس القدرة الإنجابية للزوجين كالتحليل الذكري للزوج وتحليل هرمونات الخصوبة للزوجة وفي حالة وجود قرابة بين الزوجين ينصح بعمل تحيل الكروموزومات.
هل يؤثر منع الحمل على قدرة المرأة الإنجابية؟ وماذا عن تناول المنشطات دون الحاجة لها؟
أصبحت أقراص منع الحمل آمنة بدرجة عالية إذ تتيح منع الحمل عن طريق إستخدام الأقراص الهرمونية لمدة عام أو عامين بدون أية آثار جانبية. أنصح بالزواج المبكر فأفضل سن للإنجاب من سن 20-25 سنة ولا ينبغي القلق قبل مرور سنتين مع وجود علاقة زوجية كاملة وبعدها يستلزم الأمر تدخل طبي ويمكن للزوجين عمل التحاليل للإطمئنان قبل مرور سنتين.
وأخيراً، هل من نصائح خاصة للمرأة لتجنب الأمراض؟
يجب الحفاظ علي الصحة العامة والوزن المثالي وممارسة الرياضة وعلي المرأة المتزوجة مع نهاية الدورة الشهرية بعمل غسول مهبلي مرة أو مرتين أسبوعياً ولا ننصح بإستخدمه يومياً لأن كثرة العلاجات الموضعية تزيل الإفرازات والإنزيمات الطبيعية للجسم وتعرضه. أنصح بالإعداد الجيد للأبناء بالتربية والتوعية ليتحملوا مسئولية الزواج بمتطلباتها بدون ضغط عصبي وتربية البنت علي الثقة بالنفس وأخيراً ممارسة الرياضة بإنتظام حتى وإن كانت عن طريق رياضة المشي.