يظل تعلُم المشي هو أحد أهم معالم التطور التي يمر بها طفلك عبر سنوات عمره كما أنها خطوة كبيرة نحو الإستقلالية بدء من مرحلة الوقوف مُستنداً علي شيء أو شخص مروراً بمرحلة الترنح مع الخطوات غير الثابتة وصولاً في النهاية إلى مراحل الركض والقفز بثقة ومن ثم يُودع بنجاح مرحلة الطفل الرضيع.
هكذا تكون البداية
خلال العام الأول من عمره، يكتسب الطفل تدريجياً القوة العضلية والتوافق العضلي العصبي المطلوبين لتعلم الجلوس والتدحرج والحبو أو الزحف. بعدها، قد يتمكن الطفل من جذب نفسه إلى الأعلى والوقوف مُمسكاً بشيء ما بين الشهرين السادس والعاشر من العمر. ومن يومها، يتعلق الأمر فقط بإكتساب الثقة والتوازن. هذا ويخطو غالبية الأطفال خطواتهم الأولى بإتمامهم العام الأول ويستطيع أغلب الأطفال المُتمرسين علي المشي بدون مساعدة خلال الشهر الخامس عشر بيد أن خطواتهم تكون غير ثابتة. لا تقلقي إذا إحتاج طفلك وقتاً أطول بقليل فبعض الأطفال لا يستطيعون المشي حتي بلوغهم الشهر السابع عشر أو الثامن عشر العمر كما يميل الأطفال ممن يسحبون مؤخرتهم للمشي في وقت لاحق مُقارنة بالأطفال ممن يحبون أو يزحفون.
منذ الولادة وحتى عمر الشهرين
عقب الولادة، تكون لدى طفلك ردة فعل لا إرادية فيُثبت ساقيه على أي سطح يشعر به تحت قدميه. إذا كنت تحملين طفلك المولود حديثاً في حضنك بوضع مستقيم وأنت مُثبتة رأسه، ستشعرين به يحاول إستخدام ساقيه. هو لا يحاول المشي وإنما تظهر غرائزه فقط علي هذا النحو فساقيه ليستا من القوة بما يكفي للوقوف وستختفي تلك الحركة غير الإرادية بعد بلوغه الشهر الثاني.
من 5 إلى 10 أشهر
عند بلوغ طفلك شهره الخامس، ستجدينه يترنح صعوداً ونزولاً لو تركتيه يتوازن بقدميه فوق فخذيك ويصبح هذا الترنح من أنشطته المفضلة خلال الشهرين المقبلين. يُحب كثير من الأطفال القفز صعوداً ونزولاً في الأرجوحة الخاصة بالأطفال التي تُعلّق على الباب. إذا كانت لديك تلك الأرجوحة، قللي من الوقت الذي يقضيه طفلك بها على ثلاث مرات في اليوم على ألا تتجاوز كل مرة 15 دقيقة على الأكثر. ستُقوى عضلات طفلك بتعلمه التدحرج والجلوس والحبو والزحف. بين الشهرين الثامن والعاشر، غالباً ما سيحاول طفلك جذب نفسه إلى أعلى للوقوف مُستنداً إلى قطعة من الأثاث. فلو أوقفتيه بجانب الأريكة، سيتمسك بها بشدة خوفاً على حياته. عندما يجيد طفلك الوقوف خلال الأسابيع القليلة التالية، سيبدأ بالتجول مُمسكاً بقطع الأثاث وربما تكون لديه الثقة الكافية لإفلات يديه والوقوف بدون الحاجة لمساعدة. وحين يكون طفلك مستعداً للتخلي عن قطع الأثاث، قد يمشي بضعة خطوات مع إمساكك بيديه وقد يحاول الإنحناء لإحضار لعبة من علي الأرض عندما يكون واقفاً.
من 9 أشهر إلى سنة
خلال الشهرين التاسع والعاشر، يبدأ الطفل بتعلم ثني الركبة والجلوس بعد الوقوف، تلك الحركة أصعب مما تتصورين. ومع بلوغ الطفل شهره الحادي عشر، ربما يستطيع الوقوف بدون مساعدة والانحناء وجلوس القرفصاء. وبحلول الشهر الثاني عشر، قد يمشي مُمسكاً بيدك إلا أنه قد لا ينجح بخطواته الأولى وحده قبل مرور بعض الوقت ويبدأ أغلب الأطفال تلك الخطوات الأولى على أطراف أصابعهم مع لف أرجلهم للخارج
في الشهر 13
قد يتمكن طفلك من المشي بمفرده، لكن في الغالب قد ينقصه الثبات. ما لم يتوقف طفلك عن التجول مُمسكاً بالأثاث، فالأمر يعني أنه سيستغرق وقتاً أطول للمشي وحده وهو النوع الدارج بين الأطفال ممن لا يتمكنون من السير حتي لإستكمال 17 أو 18 شهراً من العمر.
ساعدي طفلك على المشي
أثناء تعلم طفلك الوقوف، قد يحتاج إلى بعض المساعدة لمعرفة كيفية الجلوس مرة ثانية. إذا بكى طالباً مساعدتك، لا تُجلسيه فقط بل أظهري له كيف يثني ركبتيه ليجلس من دون تعثر ثم دعيه يجرب ذلك بنفسه. شجعي طفلك على المشي عن طريق الوقوف أو الركوع أمامه مع الإمساك بيديه الإثنتين ثم جذبه ليمشي بإتجاهك. ربما تفضلين شراء لعبة شاحنة الأطفال أو أية لعبة مماثلة بمقدوره الإتكاء عليها ودفعها. إبحثي عن ألعاب الأطفال المخصصة لهذا السن والتي تكون متوازنة وذات قاعدة عريضة تُعينه عند اللزوم. يُمكن أن تُسبب مشايات الأطفال الحوادث (بأن تنقلب)، لذا يُفضل عدم إستخدامها. أثناء تعلم طفلك المشي، يستحسن أن تبقي قدميه حافيتين بقدر الإمكان. قد لا تستقيم قدما طفلك ولا تنموان كما يجب إذا وضعا بالأحذية أو الجوارب الضيقة. لا تجعلي طفلك يرتدي الأحذية حتى يمشي خارج المنزل أو على أسطح خشنة أو باردة. يُساعد المشي بقدمين حافيتين على تحسين توازن الطفل وتوافقه العضلي العصبي. عند شراء الأحذية لطفلك، حاولي الإستعانة بشخص مُختص لقياس قدميه لأنه سيتحقق من قياس طفلك ويحرص على وجود مجال في الحذاء لنمو قدمه. تأكدي من أن طفلك محاط ببيئة آمنة تمكنه من ممارسة المشي. لمساعدة طفلك على المشي والتجول بسهولة، أفسحي له المجال بإخلاء مساحة من أرضية المنزل. إجعلي منزلك مكاناً آمناً للطفل وإحذري ترك طفلك وحده، وإبقي بجواره متي سقط أو إحتاج إلى مساعدتك.
ماذا لو لم يمش الطفل حتي 15 شهراً؟
ما دام طفلك يحمل وزنه على رجليه ويُظهر إهتماماً بتعلم أمور جديدة، ليس هناك ما يدعو للقلق الشديد. إذا إستغرق طفلك في تعلم الزحف وقتاً أطول قليلاً مُقارنة بغيره من الأطفال، فربما يحتاج أيضاً إلى بضعة أشهُر إضافية لتعلم المشي. تنمو قدرات الأطفال بشكل متفاوت، فالبعض منهم يكتسب المهارات أسرع من الآخرين. لو بدا أن طفلك متأخراً بشكل ملحوظ ولم يتمكن من المشي حتى الشهر 18 من العمر، تحدثي إلى الطبيب. تذكري أنه إذا بدأ طفلك يتحرك عبر سحب مؤخرته قبل أن يتعلم الحبو أو الزحف، حينها قد يمشي في مرحلة متأخرة نسبياً. في الغالب، يرث الطفل السرعة التي يتعلم بها المهارة الجديدة من والديه. إذا إستطعت أنت أو زوجك المشي في مرحلة مبكرة أو متأخرة، فهناك إحتمال أن يفعل طفلك الأمر نفسه. ضعي في بالك أنه إذا كان طفلك مولوداً قبل موعزه (قبل الأسبوع 37 من الحمل)، فقد يكتسب تلك المهارة وغيرها مُتأخراً عن غيره من الأطفال بمثل عمره.
عن أسباب تأخير المشي
لتأخر المشى لدي الأطفال عدة أسباب منها المرضية وأخرى غير المرضية، ومن أسباب تأخر المشى غير المرضية لدي الأطفال هو زيادة وزن الطفل، لأن الطفل البدين يكون أكثر تأخرًا فى المشى عن الطفل النحيف، وعادة الطفل الذى يحبو يفضل الحبو عن المشى، فيمشى متأخرًا عن الطفل الذى لا يحبو وهناك أيضا العامل النفسى والذي يُمكن أن يكون له دوراً فى ذلك، فإذا كان الطفل لديه أخوة وأخوات أكبر منه يقومون بالضحك عليه، فإنه يمشى بصعوبة ويقع عدة مرات ومن ثم يُفضل عدم المشى. هناك أيضاً أسباب عضوية أو مرضية والتى قد تكون سبباً مباشرا فى تأخر المشى أو عدم القدرة على المشى، فالجهاز الحركى مُكون من العظام والعضلات والجهاز العصبى وحدوث أى خلل أو مرض بأى منهم من الممكن أن يؤدى إلى تأخر المشى وعدم القدرة عليه أو المشى بصعوبة. ومن أسباب تأخر المشى أمراض العظام نتيجة قصور بالتغذية ونقص فيتامين د مما يؤدى إلى تقوُص الأرجل وكبر حجم الرأس وتشوه بالقفص الصدرى وتأخر فى المشى، كما أن هناك أسبابا خلقية كخلع رأس عضمة الفخذ أو إلتواء داخلى لمشط الرجل. وهناك أسباب أخرى كالإصابة بالدرن بالعمود الفقرى ويُمكن علاج نقص فيتامين د بجرعة كافية، أما في حالة العيب الخلقي، يتم عرض الطفل على أخصائى العظام لعمل جبيرة لتصحيح وضع الرجل مع مراعاة التوقيت المناسب قبل بلوغ الطفل عامه الأول. وقد تُؤدي إصابة الجهاز العصبى بأمراض لتأخر المشى أو عدم المشى وهى صغر حجم الدماغ نتيجة إلتحام وصلات الجمجمة قبل سن 24 شهراً أو إصابة الأم بأمراض معدية مثل التوكسوبلازما أو فيروس السيتوميجالو مما قد يؤدى إلى الشلل الدماغى ويتسبب فى عدم القدرة على المشى نتيجة لتأثر أعصاب الأرجل وأيضاً إستسقاء الدماغ ما لم يتم علاجه مُبكراً. وهناك أيضاً بعض الأمراض المعدية مثل الإصابة بشلل الأطفال أو الإلتهاب السحائى، ومن أسباب تأخر المشى الأمراض التى تصيب العضلات، فهناك مرض وهن العضلات وهو المرض الذي يُمكن أن يكون وراثياً وخلقياً ويظهر منذ الولادة ومن أعراضه أن تلاحظ الأم صعوبة فى البلع وإرتخاء الجفون وصعوبة فى المشى، ومن الأمراض الأخرى التى قد تُصيب العضلات هو هزال العضلات وهذا المرض شديد الخطورة حيث تسوء حالة الطفل تدريجياً حتى يصل إلى عدم القدرة على المشى، والمرض الثالث الذى قد يصيب العضلات هو التشنج العضلى الترددى نتيجة الإصابة بهذا المرض عضلات الطفل تنقبض وترتخى بصعوبة، وبالتالى تكون الحركة والمشى فى الأمراض بصعوبة جدا، ولكل مرض من أمراض العضلات التى تم ذكرها له علاج على حسب التشخيص لهذه الأمراض ويكون عن طريق تحليل الدم لإنزيمات العضلات.