مع تغير الفصول، تزداد الإصابة بالأمراض التنفسية وخاصة الأنفلونزا أو الرشح. تتعدد الطرق والسبل والوسائل المُتبعة للوقاية والتخلص والحد من تلك المشكلات التي تُصيب الجهاز التنفسي ومنها الأنفلونزا والرشح والحساسية، وكما نعلم جميعاً، يجب الحرص على الحد من الإصابة بمثل تلك الأمراض والتي تلعب دوراً كبيراً في العديد من المشاكل الصحية كتأثيرها البالغ على مكونات الجسم وخاصة أن أغلب تلك الأمراض تأتي مصحوبة بإرتفاع في درجة الحرارة والتي تساهم في التأثير على العضلات مما يجعل الإنسان أكثر عرضة للأمراض المختلفة، كما أن إرتفاع حرارة الجسم يساهم في التأثير على الجهاز العصبي. ولكون تلك الأمراض لها إرتباطا كبيراً بالناحية الإقتصادية على الفرد والأسرة والمجتمع ككل، لذلك يجب الحرص على الحد منها والوقاية منها وخاصة مع تغير درجة حرارة الجو وتغير العوامل المناخية مع تغير الفصول.
مُسببات الأنفلونزا
تلعب ضعف المناعة لدى الفرد بصورة عامة وخاصة كبار السن والأطفال دوراً في زيادة معدلات الإصابة بأمراض الرشح والجهاز التنفسي والذي يؤثر عليه العديد من العوامل، حيث أن للتغذية السليمة دوراً في المحافظة على هذا الجهاز الحيوي والذي يُعتبر خط دفاع قوي للحد من الإصابة بالأمراض بوجه عام. لذلك، يجب الحرص على المساهمة في المحافظة على سلامة وقوة وكفاءة الجهاز المناعي لدي الإنسان وهناك العديد من الطرق والسبل والوسائل ليس عليك سوي إتباعها وملاحظة الفارق.
الرياضة والنشاط الحركي
تُشير العديد من الدراسات أن للرياضة المنتظمة والمستمرة علي مدار الأسبوع دوراً هاماً للغاية في المحافظة على قوة وسلامة الجهاز المناعي لدي الفرد، ينبغي أيضاً أن نعلم أنه مع المداومة علي أداء التمارين أو ممارسة الرياضة مثل المشي أو الجري أو السباحة وغيرها، فإن ضخ وسريان حركة الدم يزيد ويتحرك عبر خلايا الجسم ككل ومن ثم يُسهم بفاعلية في زيادة حركة مُكونات الجهاز المناعي في الجسم وهو الأمر الذي يجعل جهاز المناعة ومكوناته تنتشر في كافة أرجاء الجسم وبالتالي تستطيع إكتشاف أية مسببات للأمراض مثل الفيروسات وغيرها وهو الأمر الذي يؤدي للقضاء عليها قبل أن تنتشر وبمعنى أكثر دقة، تلعب الرياضة دوراً هاماً في مساندة جهاز المناعة علي أن يصبح أكثر قوة وفاعلية في التخلص من الأمراض وقتل الميكروبات والفيروسات بشكل جيد وسريع قبل إنتشارها.
التغذية السليمة
تُساهم التغذية السليمة المتوازنة والتي تشمل العديد من العناصر الأساسية والهامة للمحافظة على قوة الجسم وذلك عن طريق تقوية الجهاز المناعي وزيادة فاعليته ويأتي في مقدمتها الخضروات والفاكهة والتي تمد الجسم بالعناصر الأساسية التي تعمل علي تقوية جهاز المناعة ومنها الفيتامينات والمعادن، كما أن للبروتينات دوراً أساسياً في تقوية أنسجة الجسم وتتوفر في الأسماك والتونة والبيض والبقوليات والمكسرات. وفي المقابل، يجب الحرص على الحد من الأغذية التي تحتوي على السكريات علي نحو لافت إذ تؤدي إلي إضعاف جهاز المناعة لدي الفرد وعلي رأسها المشروبات الغازية والمأكولات التي تحتوي على كثير من السكريات مع إستبدالها بالأغذية التي تحتوي على العناصر المفيدة للجسم.
غسل اليدين
لعادة غسل اليدين قبل تناول الطعام دوراً كبيراً في الحد من حدوث الأمراض البكتيرية والفيروسية وخاصة لدي الأطفال. وعليه، يجب الحرص على تعويد الأطفال على تنظيف وغسل أيديهم بشكل مستمر وخاصة عند لمس الأشياء بمشاركة الآخرين مثل الألعاب والتليفونات ومقابض الأبواب وغيرها من الأشياء التي قد يلمسها الغير وخاصة بالأماكن العامة. يُنصح الطفل أيضاً بعدم حك العين أو الأنف باليدين غير النظيفة إذ تُعد العين والأنف إحدى البوابات التي يمكن للفيروس النفاذ منها لداخل الجسم وبالتالي زيادة إحتمال حدوث الأمراض وخاصة الرشح والأنفلونزا كما يجب تعليم الأطفال كيفية تنظيف الأيدي بعد إستخدام الحمام وقبل الطعام وكذلك بعد تنظيف الأنف أو العطاس وإستخدام المناديل والتخلص منها بطريقة سليمة وعدم إعادة إستخدامها مرة أخرى.
الحد من السهر وقلة النوم
يجب على الإنسان وخاصة الأطفال والمراهقين الحرص على أخذ القسط الوافر من النوم وخاصة خلال ساعات الليل والإبتعاد قدر المُستطاع عن السهر إذ تُشير الأبحاث إلى وجود إرتباطاً كبيراً بين السهر وقلة النوم وقوة وسلامة جهاز المناعة. وعليه، يجب الحرص على أخذ قسط جيد من النوم للمحافظة على سلامة الجهاز المناعي وبالتالي الحد من الإصابة بالأمراض المختلفة وخاصة أمراض الرشح وأمراض الجهاز التنفسي وخاصة في فصل الشتاء وأثناء تغير الفصول. كما أن للنوم العميق أيضاً دوراً بالغاً في زيادة إفراز هرمون النمو بالجسم، كما تزيد عملية تخزين وإطلاق الطاقة لدي الفرد عندما يأخذ قسطاً جيداً من النوم وهو الأمر الذي يحافظ على سلامة الجسم بوجه عام.
بعض المكملات الغذائية
تساهم بعض الأغذية الطبيعية في المحافظة على سلامة الجهاز المناعي لدي الفرد مثل الثوم والعسل وكذلك الشاي الأخضر والزنجبيل إذ تُحافظ على الجهاز المناعي بواسطة المحافظة على مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من المخاطر. وعليه، يجب المحافظة على إدخالها ضمن البرنامج الغذائي والإكثار منها خاصة خلال فصل الشتاء. فعلي الرغم من عدم وجود طريقة تمنع تماماً نزلات البرد والأنفلونزا، إلا أنه توجد بعض الطرق لتقليل الإصابة بها.
الوقاية خير من العلاج
تُعد الرضاعة الطبيعية وسيلة فعالة لحماية الطفل من المرض لأن مناعة الأم تنتقل إلى الطفل بصورة مباشرة عن طريق اللبن. وبالنسبة للأطفال الأكبر سناً، يُوفر لهم الغذاء المتوازن المليء بالفيتامينات والأملاح الضرورية للحفاظ على الجسم في صحة جيدة مع زيادة قدرته علي مقاومة الأمراض. لا تقدمي للطفل الوجبات السريعة الجاهزة وإستعيضي عنها بكثير من الفواكه والخضروات. هذا وإعلمي أن التدخين السلبي يُعرض الأطفال سواء الصغار أو الأكبر سناً للإصابة بأمراض الأنف والأذن والحنجرة علي نحو لافت. فإذا لم تكوني أنت أو زوجك قد توقفتما بعد عن التدخين، فحاولا مرة أخرى. إجعلي درجة الحرارة فى بيتك معتدلة قدر المستطاع فالغرف شديدة الحرارة أو المغلقة قد تُسبب إحتقان بالأنف والحنجرة كما قد تتسبب فى إنخفاض مناعة الجسم. يُمكنك تدفئة الحمام بإستخدام مدفئة أثناء إستحمام الطفل ولكن لا تجعليه ساخناً أكثر من اللازم. إعلمي أن التقلبات المفاجئة بدرجة الحرارة قد تجعل الجسم أشد تأثُراً وبالتالي عُرضة للإصابة بنزلات البرد، وعليه قومى بالتأكد من إرتداء الطفل ملابسه بعد الإستحمام مباشرة كما يجب عليك التأكد من أن تكون الملابس التي يرتديها بعد ممارسة الرياضة دافئة وجافة وإحرصي علي غسل يدى طفلك بإستمرار خاصة بعد اللعب مع أطفال آخرين لمنع إنتشار الجراثيم. من المنطقي أن تمنعي طفلك من الإحتكاك بأى شخص مريض. أما بالنسبة للأطفال حديثي الولادة، فيجب أن تكوني أكثر حذراً ويُنصح بعدم السماح لأي شخص بتقبيلهم. وأخيراً، يجب أن يتمتع بيتك وحضانة طفلك أو مدرسته بتهوية جيدة فالجراثيم تنتشر بسهولة أكثر فى الأماكن المغلقة، لذا عليك فتح الشبابيك للسماح بدخول الهواء النقي بإستمرار.
عندما يمرض الطفل
من أشهر أعراض نزلات البرد والأنفلونزا وجود رشح في الأنف وحشرجة بالحنجرة مع وجود سعال وعطس وصداع وضعف الشهية وأحياناً ارتفاع فى درجة الحرارة وإحمرار فى العين وربما دموع. إذا ظهر على طفلك مثل تلك الإعراض، فالأفضل الإتصال بالطبيب الذى يمكنه تحديد ما إذا كان طفلك مُصاباً بنزلة برد أو أنفلونزا. لا تعطى طفلك أية أدوية بدون سؤال الطبيب، فإعطاء طفلك دواء من تلقاء نفسك أو حتى بمساعدة الصيدلى قد يجعل حالته أسوأ بدلاً من تحسنها. لا تتسرعي أيضاً فى إعطاء طفلك مضادات حيوية، ففى الكثير من الحالات تُشفى نزلة البرد أو الأنفلونزا من تلقاء نفسها. في الوقت ذاته، هناك أشياء مُحددة يمكنك القيام بها لتساعدي طفلك على الشعور بالراحة منها الحرص علي حصول طفلك على قسط وافر من الراحة وعدم إرساله إلي الحضانة أو المدرسة كيلا يتعرض للإصابة بأية عدوى أخرى أو ينقل أيضاً العدوى للأطفال الآخرين. ضاعفي من كمية السوائل التى تعطينها لطفلك إذ من السهل أن يُصاب الطفل بجفاف أثناء المرض. أما الطفل الرضيع، قدمي له الماء البارد وإحرصي على الإنتظام فى الرضاعة. وللأطفال الأكبر سناً، أكثري من عصير البرتقال أو الليمون إلا إذا كان لهما تأثيراً علي زيادة سُعال طفلك وإعلمي أن الأعشاب الطبيعية مثل الينسون والقرفة والكراوية تُعتبر جيدة. وعليه، لو إرتفعت درجة حرارة طفلك ولو بصورة بسيطة، إتصلى بالطبيب لمعرفة ما إذا كان ينبغي إعطاءه خافضاً للحرارة. وخلال فترة مرض الطفل، قدمى له الطعام أو اللبن الذى إعتاد عليه إذ لن يرغب فى تجربة جديد أثناء مقاومته للمرض. قد يُساعد رفع وضع رأس طفلك على أن يعمل مجرى المخاط بالأنف بشكل سليم ويُسهل عملية التنفس. حاولى رفع مقدمة السرير قليلاً بوضع فوطة أو أكثر من فوطة مطوية تحت المرتبة للطفل أقل من عام وتحت الوسادة للطفل الأكبر سناً. وأخيراً، أريحي طفلك نفسياً وأظهري له حنانك ومشاعرك الفياضة، فكثيراً ما يحتاج الطفل الرضيع وكذلك الأكبر سناً خلال فترة مرضه إلى أن يُحمل أكثر من المعتاد.
إعتنى بنفسك أيضاً
فى خضم إنشغالك بالعناية بطفلك وإشعاره بالراحة خلال فترة مرضه، لا تنسى أنك أنت وأسرتك معرضون بإستمرار للإصابة بالعدوى. إحرصى على المحافظة على صحتك بالتغذية السليمة وبالحصول على القدر الكافي من الراحة وتذكرى أن تغسلى يديك كثيراً أنت أيضاً.