إنتشر الحديث عن الطب البديل فنجد الكثيرين يتناولون أخبار نجاح حالات تداوت به. وقبل الحديث عن كيفية الإستفادة منه وكيفية تطبيق ممارساته علي الطفل، علينا التعرف أولاً عن ماهية الطب البديل وحقيقته. ولعل من أبرز عيوبنا التقليد والإنجذاب بدون وعي لكل جديد وخاصة عندما يتحول الأمر إلي «موضة». وهو تماماً ما حدث للطب البديل الذي أمسي موضة أضرت به أكثر ما أفادته بل وألصقت ببعض من يمارسه تهمة الإحتيال. أشارت منظمة الصحة العالمية إلي الطب غير التقليدي أو الطب البديل بكونه CAM – Complementary Alternative Medicine بمعني أن بعض علاجاته هي علاجات تكميلية للعلاج التقليدي وبعضها بديلة. فإذا إستعمل المريض وسيلة علاج غير تقليدية وشفي بها دون اللجوء للطب التقليدي تُسمي طب بديل وإذا إستعملها بجانب الطب التقليدي تُسمي طب تكميلي.
يعني إيه طب بديل؟
الطب البديل هو عنوان كبير يضم فرعين أولهما نظم طبية متكاملة وتشمل الطب الصيني والهندي والتجانسي أو Homeopathy وهي نظم متكاملة لها قاعدة تشخيصية وعلاجية وصناعة دوائية والفرع الثاني يضم علاجات طبية بسيطة ليس لها قاعدة ثابتة للتشخيص ولا صناعة دوائية كالعلاج بالألوان أو الريكي أو العلاج بالزيوت الطيارة وغيرها من العلاجات التي يتعلمها الممارس علي يد معلم ينقل الطريقة بفهمه لها وتختلف من معلم لآخر. ولإنه ليس لها صناعة دوائية فهي إلي حد ما آمنة مادام المعالج لا يُثني المريض عن اللجوء لطبيب مع عدم الإستجابة. والمساج أيضاً هو أحد العلاجات البسيطة والتي إذا داومنا عليها قد تجنبنا كثير من الأمراض وتخلصنا من التوتر وتساعد علي زيادة طاقة الجسم.
بين الطب التقليدي وغير التقليدي
الاختلاف الأهم هو النظرة للعرض وطريقة تقييمه. تعلمنا خلال العام الأول بكلية الطب أن الجسم في حالة تغيير ديناميكي مستمر للوصول للإتزان بمعني أنه إذا أكل الفرد شيء سيء يُصاب بالقيء أو إسهال. في الطب التقليدي، القئ والإسهال أعراض مرضية لابد من وقفها برغم كونها تُساعد الجسم علي التخلص من الميكروب الملوث. أما في الطب غير تقليدي، ننظر للعرض علي أساس كونه التقنية الدفاعية التي إختارها الجسم للدفاع عن نفسه والتعبير عن وجود مشكلة فلا نعطي أدوية لمنع القئ أو الإسهال بل نُساعد علي رفع طاقة الجسم للتخلص من الميكروب سريعاً ليتوقف العرض.
الإختلاف الثاني الواضح بين فرعي الطب هو كوننا نؤمن بأن المرض ينشأ علي مستوي الطاقة قبل ظهوره فعلياً بالجسم فيما تُعبر تلك الطاقة عن وجود خلل بها بطرق كثيرة فمثلاً مريض الغدة الدرقية يُعاني لمدة طويلة من ألم بالرقبة أو عدم إرتياح فيذهب للطبيب الذي يؤكد له أن غدته سليمة حتي يأتي يوم يتجسد المرض ويتم تشخيص خلل الغدة الدرقية. إذا لجأ المريض لمتخصص في الطب غير التقليدي لمساعدته في إعادة إتزان سريان الطاقة بمنطقة الرقبة من البداية لإستطاع أن يمنع حدوث مرضها. ولإننا نؤمن بالطاقة، نُطلق لفظ “الطاقة الحية” علي المناعة، وطاقة الإنسان الحية هي التي تحدد مستوي أدائه وتفاعله مع الأمور ومقاومته للأمراض وقدرته علي الإستمرارية في العمل والتعافي السريع إذا ما أصيب بالمرض. وهذه الطاقة الحية هي مُحصلة اربع طاقات وهي الطاقة الجسمانية والطاقة العاطفية والطاقة العقلية والطاقة الروحانية. وتتحدد إختلافاتنا بإختلاف كفاءة طاقة كل منا في كل مستوي. ولذلك لا نستطيع أن نجزم أن ردة فعل مجموعة من الناس تسكن بجوار مصنع أسمنت ستكون في إصابتهم جميعاً بسرطان الرئة مثلاً أو بسدة رؤية حيث تختلف طاقات كل منهم. والأساسي أن نعلم أننا نمتلك عدة طاقات تُكوِن في مجموعها الطاقة الحية الخاصة بنا والتي تحدد مستوي أدائنا وتحملنا والأهم أن نعتني بكل منها علي حدة فنشعر بالنشاط الدائم ونتمتع بمناعة عالية ضد الأمراض.
عن الطاقة الجسمانية
لرفع تلك الطاقة، عليك الإهتمام الدائم بنظافتك ونظافة طفل طفلك الشخصية ولابد من أخذ حمام يومي مع الإهتمام بنظافة المنزل وخاصة غرفة طفلك. إعلمي أن إستقامة القامة هامة للغاية لإن الجسم ملئ بمسارات الطاقة التي ينبغي أن بتقي مستقيمة حتي تنساب فيها الطاقة بسلاسة ولا تتوقف فنتجنب كثير من الأمراض. إهتمي أيضاً بعمل مساج بسيط لطفلك يومياً حتي تحققي إنسياب الطاقة في جسمه فتمنحه مقاومة أعلي للأمراض وتساعده علي نوم هادئ مع الإهتمام بشرب كمية وفيرة من الماء يومياً. لابد أن تضعي في جدولك اليومي علي الأقل نصف ساعة يومياً لممارسة رياضة المشي والإهتمام بغذاء متكامل يحتوي علي فاكهة وخضروات وبقوليات ومكسرات.
لتحفيز الطاقة العاطفية
مما لاشك فيه أننا نشعر عندما نحزن وكأن المرض قد أصابنا. وعليه، علينا دوماً التحلي بالمشاعر الإيجابية والتعبير عن مشاعر الحب للنفس وللآخرين مما يساعد بشكل كبير علي رفع طاقتنا العاطفية. رجاء الإهتمام بالتعبير لإبنك عن مدي حبك وتقديرك له فهو الأمر الذي يمنحه الشعور بالأمان الذي ينعكس علي صحة أفضل وتوازن نفسي مطلوب.
الطاقة العقلية.. الحياة كما نريد أن نراها
هل لاحظت أن من يقول عن نفسه أنه محسود، يكون بالفعل محسود ويستمر هذا الفعل معه لفترات متكررة. ومن يقول عن نفسه أنه «قليل البخت» يكون دوماً الأخير في طابور الفرص ومن يشكو ضعف مناعته، يُصاب دوماً بالأمراض والعكس صحيح. هذا الكلام علمي بحت وصحيح تماماً فطاقتنا العقلية تُؤثر علي واقعنا ولابد أن نهتم بما نحمل من أفكار ونحاول أن نتبني الأفكار الإيجابية. إعلمي أن تغذية الطفل بالأفكار الإيجابية منذ الصغر تؤهله لأن يكون شخصاً ناجحاً في المستقبل.
الطاقة الروحانية ..
عندما إنتهي مجموعة من الأشخاص من صلاتهم بأحد المؤتمرات التي تناقش الطب غير التقليدي، قام أحد المشتغلين بالطاقة بقياس طاقتهم فوجدها مرتفعة جداً. وتظل الطاقة الروحانية هي أقوي طاقاتنا ومن المؤكد أننا نلاحظ أننا عندما نواظب علي الصلاة، نشعر بنشاط أكثر ونوم أهدأ. ومن ثم أنصح كل أم برقية إبنها لرفع مستوي طاقته. تعاملي مع أطفالك علي أساس كونهم كائنات مختلفة فما يصلح لأحدهم قد لا يصلح علي الآخر. ختلاف كل منا في كل مستوي طاقة ينشأ الاختلاف بيننا فنري مثلا طبيبا يقوم بإجراء نفس الجراحة لشخصين في نفس العمر وبنفس التاريخ المرضي فنجد أحدهما يتعافى في أسبوع والآخر في شهر أو أكثر مع تأكيد الجراح أنه لم يكن هناك أي اختلاف في خطوات الجراحة بينهما. مايحدد وقت ومستوي التعافي هو طاقتنا الحية وبما أنها تختلف من شخص لآخر فبالتالي يختلف التعافي. حتي نعود في عدد قادم بشرح واف لأحد أفرع الطب الغير تقليدي استمتعي بحياتك لإنها هبة من الله وتبني كل ماهو إيجابي حتي ترفعي من طاقتك الحياة وتقومين بمهامك بيسر. ابتسمي فالابتسامة هي قرص الفيتامين الذي نستطيع به تحقيق نوعية أفضل لحياتنا حبي نفسك وامنحيها الحق في الراحة والمتعة ومن حبك لنفسك تستطيعين أن تشعي حبا علي كل من حولك فينعكس علي كل حياتك.