السفر من أمتع الأنشطة أياً كان الهدف منه وأياً كانت طبيعة الرحلة سواء بحرية أو جوية أو برية، مليئة بالحيوية إذ في جميع الحالات تساعد على التخلص من ضغوط الحياة اليومية والروتين الممل وتعيد إلينا الطاقة، بيد أن الأعراض الجانبية التي تعقب السفر تكون أحياناً كثيرة، وتتنوع وتتفاقم ما لم يتم تداركها فى الوقت المناسب، وقد تشكل لنا بعض المشاكل الصحية إذ يتغير النظام الذى طالما اعتاد الجسم عليه باختلاف الظروف البيئية والمناخية والاجتماعية الأمر الذي ينتج عنه بعض المشاكل التى تظهر إثر العودة.
فرق التوقيت
من أهم العوارض التى تظهر بعد العودة من السفر التعب الواضح بكافة أجزاء الجسم، وهو ناتج عن فرق التوقيت بين البلدان، ففى الجسم ساعة بيولوجية داخلية تساعده على التنبه لعدد من الأمور، كأوقات الطعام والنوم والاستيقاظ، تبدو تلك الظاهرة قوية مع السفر عبر نطاقات زمنية مختلفة شرقاً وغرباً، إما أن يكون السفر شمالاً أو جنوباً أو فى المنطقة الزمنية نفسها تقريباً، فلا نكاد نشعر بالفرق إذ لا يختلف التوقيت كثيراً بل يبقى على مقربة من النظام الزمنى الذى اعتدناه، وعند العودة للنظام الطبيعى للحياة اليومية، نطلب من أجسامنا معاودة النشاطات التى اعتدنا عليها بدون إعطائه الوقت الكافى للاستراحة والبرمجة من جديد، لذا يتعين علينا الراحة ليومين على الأقل إثر العودة لإراحة الجسم من تعب السفر.
الصداع
أحد العوارض الناجمة عن الإرهاق الذي يشعر به الجسم فقط مع النهاية، فجسم المسافر وتفكيره يمران بفترة ركود قصيرة عند العودة، كما ينعكس تغير المناخ على الراحة النفسية للمسافر، والحل بسيط ويكمن في الراحة والهدوء مع تناول مسكنات الصداع.
اضطرابات الجهاز الهضمى
مع تنوع الثقافات والحضارات التى تصادفنا خلال الرحلات السياحية نخضع لتجارب كثيرة، وإحداها ثقافة المائدة الخاصة بالبلد الذى نزوره، فمن غير الممكن أن نسافر إلى بلد معين من دون تذوق المأكولات الخاصة به، وفى غالبية الأوقات تكون مكونات هذه الأطعمة غريبة عنا، أو إذا كانت معروفة يمكن أن تكون طريقة تحضيرها مغايرة لما تعود عليه جهازنا الهضمى فى بلدنا الأم،
ونادراً ما تظهر أعراض اضطرابات الجهاز الهضمى خلال الرحلة، وإن ظهرت لا نوليها الكثير من الاهتمام ويظهر الألم الفعلى عند العودة، لذلك يجب معالجة هذه الأوجاع بالطريقة التقليدية وعدم القلق كثيراً أو اعتبارها مرضاً خطيراً إلا فى حال شدة الألم أو إذا طالت مدته لأكثر من خمسة أيام أو أسبوع، عادة المشروبات الساخنة تكون المهدئ الأساسى لهذه الأوجاع مثل اليانسون والنعناع والبابونج.
البثور والحساسية
من أعراض ما بعد السفر أيضاً، يمكن ذكر مختلف أنواع الحساسية الداخلية والخارجية فى الجسم، منها ما يظهر على البشرة على شكل بثور أو احمرار فى مناطق معينة، وعموماً يسبب هذا النوع من الطفح الجلدى الحكة، أما الحساسية الداخلية فتكون مرتبطة بالجهاز التنفسى مما يسبب ضيقاً فى التنفس يمكن أن يصل فى بعض الأحيان إلى الاختناق، لذا يجب عدم الاستهانة بهذا النوع من الحساسية واستشارة الطبيب على الفور، وحتى عند حدوث النوع الخارجى من الحساسية يجب استشارة طبيب مختص بألامراض الجلدية، إذ أن الحساسية فى فترة ما بعد السفر متعددة، فيمكن أن تكون نتيجة الحرارة العالية أو الرطوبة أو نوعية الأطعمة الغريبة عن الجسم كالبهارات والحر، أو حتى بعض أنواع البعوض غير الموجودة فى البلد الأم.