سناء منصور: وأسرار لا يعرفها أحد

أحد‭ ‬أبرز‭ ‬الوجوه‭ ‬الإعلامية‭ ‬وأهم‭ ‬قيادات‭ ‬مبني‭ ‬ماسبيرو‭ ‬علي‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬عملها‭ ‬به‭ ‬الطويلة‭ ‬والتي‭ ‬تبوأت‭ ‬بها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬لمشروعات‭ ‬كانت‭ ‬مجرد‭ ‬حلماً‭ ‬أمست‭ ‬قصصً‭ ‬نجاح‭ ‬لا‭ ‬زلنا‭ ‬نستمتع‭ ‬بها‭ ‬حتي‭ ‬اليوم‭. ‬إنها‭ ‬صاحبة‭ ‬الصوت‭ ‬المميز‭ ‬ومكتشفة‭ ‬المواهب‭ ‬الإعلامية‭ ‬الشابة‭ ‬ومُفجرة‭ ‬أشهر‭ ‬القصص‭ ‬والقضايا‭.. ‬رحلتها‭ ‬الطويلة‭ ‬بدأتها‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لتنطلق‭ ‬إلي‭ ‬مونت‭ ‬كارلو‭ ‬وتعود‭ ‬مجدداً‭ ‬لمصر‭ ‬ورحلة‭ ‬الفضائيات‭ ‬والقنوات‭ ‬المتخصصة‭.. ‬في‭ ‬جُعبتها،‭ ‬جملة‭ ‬قصص‭ ‬وأسرار‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭ ‬أحد‭ ‬ولديها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الذكريات‭ ‬المضحكة‭ ‬وربما‭ ‬أحياناً‭ ‬‮«‬شر‭ ‬البلية‭ ‬ما‭ ‬يٌضحك‮»‬‭.. ‬إنها‭ ‬الإعلامية‭ ‬القديرة‭/ ‬سناء‭ ‬منصور‭ ‬تفتح‭ ‬خزائن‭ ‬ذكرياتها‭ ‬وقصص‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭ ‬الكثيرون‭.. ‬تحدثت‭ ‬بسلاسة‭ ‬وإمتد‭ ‬بنا‭ ‬اللقاء‭.. ‬فماذا‭ ‬قالت؟

هنا‭ ‬إذاعة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط

قرر عبد القادر حاكم أن يُنشئ أول إذاعة تجارية خفيفة على مستوى العالم العربى وتضُم برامة مُنوعة للعرب من المحيط إلى الخليج وكان ذلك فى عهد الرئيس الراحل عبد الناصر. ومن ثم، تم الإتفاق على تدريب مذيعين جدد تم إختيارهم بعد إختبارات عدة وتم تدريبهم لمدة ستة أشهر. لم يكن مبنى الإذاعة والتلفزيون قد أُقيم بعد وكانت تُذاع من قصر عابدين. طيلة تلك الأشهر، كنا نذهب للإذاعة من السادسة صباحاً وكأننا على الهواء فنبدأ بالنشيد الوطنى ثم القرآن الكريم وتتوالي الأغنيات الخفيفة والبرامج وهو ما أتاح لنا فرصة التدريب المكثف على كل ألوان الفنون من كتابة وإذاعة وإخراج وتأليف وصوت على أيدي عظماء من أمثال فاروق خورشيد وحسين شاش. حتي كانت ساعة الظهور للنور فى أول مايو 1964. ومن المواقف التى لا أنساها ساعة إفتتاح الإذاعة وكُنت على الهواء وفجأة نسيت تماماً إسم الإذاعة التى تمرنت عليها كل تلك الفترة. خرجت بعدها لفاروق خورشيد وكلى يقين بأن بداية الإذاعة ستشهد خروجى منها بيد أنه تقبل الأمر قائلاً «مش عايز أسمع ولا كلمة ممكن تحصل لأى حد فينا».

مونت‭ ‬كارلو

ذهبت إلى باريس فى منحة من قبل وزارة الإعلام كجزء من التعاون الفرنسى العربى. كنت أدرس صباحاً وأعمل فى راديو باريس فالمنحة كانت 700 فرانك شهرياً فقط وهو مبلغ زهيد ومع الوقت أصبح راتبي تسعة الاف فرانك، وكانت الصدفة أن إلتقيت مدير مونت كارلو التى كانت مجرد مشروع على الورق في راديو باريس وكان يبحث عن مذيعة تتحدث اللغة العربية والذي دعاني للغذاء وطلب مني أن تظهر إذاعة مونت كارلو خلال 17 يوم فقط ليبدأ البث في الأول من مايو. كان التحدي كبير أذ كنت وحيدة بدون مهندس أو مذيعين ومطلوب مني إعداد إذاعة تبِث يومياً لمدة أربع ساعات من الرابعة ظهراً وحتي الثامنة ليلاً بمقابل 4500 فرانك وكان ردي وقتها «هو إنت متعرفش أنا بأخد كام؟ كيف لى أن أبدأ فى بلد غريبة من الصفر؟» وكان رده «كم شحص حولك أُتيحت له فرصة إنشاء إذاعة؟ ستكونين واحدة من هؤلاد وعليك دفع الثمن». أشعلني التحدي فإما النجاح أو الفشل وكلاهما نقطة فاصلة تستحق المغامرة. وللحق، بهرتني الفكرة كما وفر لى مسكن ببناية فاخرة فى مونت كارلو عشت فيها حياة الأميرات.

وبالفعل، تم إفتتاح المحطة بالنشيد الوطنى لموناكو وبدأت البث بمفردي ورأيت الإنبهار بعيون أصحاب المحطة الذين حملوا لي زهره البيجة ملفوفة بشريطة وهو التقليد الذي تتبعه الإمارة فى عيد العمال وتشبه الفل فى مصر وقال لى المدير «لم أصدق أن تظهر المحطة بموعدها فعلياً. لقد راهنت على ذلك وكسبتى أنت الرهان». وبعد أسبوع. دعاني مجدداً للغذاء وأخبرني بتوفير مذيعين لمساعدتي وزيادة راتبي إلي عشرة الآف فرانك إذ جعلت من حُلمه حقيقة برغم عدم إدراكه لما أقول إذ لم يكُن يتحدث العربية ولا يفهمها.

مونت‭ ‬كارلو‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬73‭..‬

تأسست إذاعة مونت كارلو عام 1972 وكنا لا زلنا نُعاني الهزيمة وكانت فلسطين قضيتنا الأساسية وكان الغرب ينطُر إلينا كدولة مهزومة وضعيفة كما كان عبد الناصر مكروه من قبل الغرب. وكانت حرب أكتوبر وتبدلت نظرة الغرب لنا وعادت لنا هيبتنا ومكانتنا وقر رأيت ذلك بعيني ففرنسا من البلدان التى تعطى قيمة كبيرة للشعوب المكافحة والفرنسين شزيز التباهي بالحروب والمعارك التي خاضوها.  كانت الحرب أيضاً نقطة تحول بحياة إذاعة مونت كارلو إذ إمتد البث بها لمدة 17 ساعة يومياً. أذكر يوم الحرب ولم أكن علي علم بعد بما حدث وكنت ذاهبة لعملى في الثانية ظهراً وكان فريق العمل قد إتسع ليضم ثلاث مذيعين مصرى وسورى وفلسطينى وإثنين من مساعدين، فوجئت بأصدقائى يقولون لى بالفرنسية «إنتم هتخلصوا على إسرائيل». ظنتتها سخرية في البداية وما أن بلغت المحطة حتي أبلغني رئيس تحرير مونت كارلو بأننا حاربنا وعبرنا القناة وحطمنا خط بارليف. تواليت علينا برقيات برقيات التهنئة، وقررت وزُملائي مواكبة الأحداث. ولما كانت إذاعة مونت كارلو في الأساس محطة منعات مثلها مثل نجوم أف أم، لم يكُن لدينا قرآن لإذاعتها علي غرار ما يحدُث بمثل تلك الأحداث. ومن ثم، قررت أن تكون الأغانى كلاسيكية مع عدم إذاعة إية برامج والإكتفاء بترجمة البرقيات التي تصلنا. وللحق، تمتعنا بكامل الحرية فليس فلا يوجد فى مونت كارلو سوي نحو 20 عربى والمدير فرنسى ولا يعلم ما نقوم به على الهواء كما أن هدفنا الأساسي هو العالم العربى كما كان راديو باريس يرسل لنا كل نصف ساعة أخبار تطورات الأحداث. كانت مرحلة شاقة ومع طول ساعات البث، كنا ننام على الأرض فى الإستديو ونبحث عن الأغانى التى تبعث بالتفاؤل والنصر و العروبة كقصيدة «الشام» لآحمد شوقى وأغنية «المسيح» للعندليب و«زهرة المدائن» لفيروز. ومع تطور الأحداث، زادت مساحة الأخبار فبعد ما كان لدينا 4 نشرات موجزة، أُضيفت نشرتين رئيسيتين. وللحق، كان نجاحاً مدوياً للإذاعة التي نفذت لكل بيت وأصبحت حديث الجميع حتي بلغتني أخبار بتقديم السفارة الإسرائيلية بباريس إحتجاجاً لوزارة الخاريجية بسبب ما نُقدمه فى مونت كارلو وتم إستدعاء مدير المحطة للسؤال وكان لا يعلم شيئاً إذ كُنت المتصرفة الوحيدة بالمحطة. وعلي الفور، عاد إلينا ووخبني قائلاً «أنت هنا فى خدمة الإعلام الفرنسى ولست في خدمة مصر». وانت إستقالتي أبلغ تعبير من جانبي علي الإهانة إذ كُنت مبعوثة من قبل الحكومة المصرية ولست في خدمة أحد. عندها، حدث ما لم يكُن بالحسبان إذ قدم فريق العمل إستقالته إحتجاجاً بليجد المدير نفسه وحيداً أمام 17 ساعة هواء بلا مذيعين أو مهندسين ولا أحد يتحدث العربية، وعلي الفور، طلب مني تأجيل الإستقالة يومين للإجتماع بالشركة الأم لراديو باريس وعرض الأمر.  وكان رئيس الشركة آنذاك يعشق العرب واللبنانين وكان أول من أسس تلفزيون لبنانى فى لبنان ولديه جزء شرقى يعتز به. وإثر عودته، كانت المفاجأة الثانية إذ قال لي «للأسف الشديد لقد فشلت في إقناع الإدارة برأيي وستعودون لعملكم علي أن تخففوا قليلاً من تحاملكم علي إسرائيل». كانت للإدارة رؤية ثاقبة فليس أفضل من ذلك التوقيت لجذب العرب وزيادة رقعة الإستماع للمحطة وكان الأمر برمته ذكاء سياسى بيد أنهم أتوا بمدير فرنسي يجيد اللغة العربية ليتمكن من متابعة البرامج والتصريحات بالمحطة.

في‭ ‬الفضائية‭ ‬المصرية

كان لي ولأولادي بالفضائية المصرية نظاماً مختلفاً عن باقى قطاعات التلفزيون المصرى وكُنا قِطاع مستقل له طابع مميز وشكل مختلف تماماً. كان هدفي أن تظهر الفضائية بأفضل صورة فكنت أقوم بدور الستايلست والمخرج ومدير التصوير للمذيعينكما إستعنت بعظماء من أمثال أحمد رضوان و هالة الحديدى ومحمود سلطان لتدريب المذيعين الجدد والذين إخترتهم بعناية من خريجي الجامعة الأمريكية ومعهد السينما. كنت أرفض الوساطة حتي أن السيد/ صفوت الشريف حين كان وزيراً للإعلام يرسل لى أوراق توصية، كنت أتجاهلها وكان يوافقني إذ كان يريد للقناة أن تبدو بأفضل صورة وكان يثق بي ويترك لي الحرية التامة حتي أنه قال يوماً للدكتور فتحي سرور «لدينا رئيسة قطاع مجنونة لا تقبل التوصية». وعندما كنت أختار المذيعين، كان سؤالي «إنت عاقل و لا مجنون؟» وأستبعد من يقول لي «عاقل» إذ كُنت أريد أشخاصاً غير نمطيين فالإعلام يتطلب كثير من الإبداع والفن وربما الجنون والإنطلاق. وللخق، الفضائية المصرية مدرسة كبيرة تخرج بها العديد من الموهوبين من أمثال المخرج سامح عبد العزيز وأحمد حلمى وداليا البحيرى وياسمين عبدالله وريهام السهلى وغيرهم ممن انتشروا بالعديد من القنوات وأثروا عدم مجالات سواء فى السينما أو التلفزيون وكانت الفضائية بمثابة معمل تفريغ المواهب والكوادر الإعلامية.لكل رئيس أسلوبه وطريقته. أنا كنت رئيس عمل لمدة 18 سنة وكنت أري دوماً أن المدير الذى لا يخلق صف ثانى و ثالث يوازيه تألقاً ونجاح فاشلاً بكل المقاييس فلا مجال لمنافسة أولادي كما لا توجد مساحة لدي للغيرة من الغير ولا أسعي لجذب المزيد من الأضواء فقد شبغت منها بالفعل ونجاحي من نجاح القناة ككل وليس بنجاح برنامج أقدمه لدا كنت دوماً أدفعهم للنجاح. للأسف، لا يوجد بروتوكول مُحد سيسز عليه العل بالمبني ككل بل كُل وأسلوبه. وعليه، ظلت الفضائية المصرية رقم واحد على مدى ست سنوات وعندما تركتها عام 2001،، كان الحد الأني للإيراد الإعلاني بها يصل إلي 49 مليون. وفقط، بعد ستة أشهر، لم تعُد القناة تُدر إعلانات مطلقاً إذ تركتها وهاجر أولادي للقنوات الخاصة. للأسف الشديد. التلفزيون المصرى مليء بالكفاءات المتوارية والمتكاسلة نتيجة الزهق والحالة السلبية العامة بالمبني ككل.

قصص‭  ‬و‭ ‬أسرار

من القصص التى لن أنساها فى بداية حياتى المهنية قصتى مع كوكب الشرق أم كلثوم والتي تعلمت منها الرُقي وكان ذلك قبل ذهابي لمونت كارلو. كنت لا زلت مذيعة مبتدئة بالإذاعة وكنت أُقدم برنامج «أوافق.. أمتنع» ويذاع فى رمضان وكان يٌعده مفيد فوزى وكنا نعمل تحت رئاسة آمال فهمى. كانت الخلافات وقتها علي أشدها بين عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وكان مفيد فوزى متحيزاً لعبد الحليم. ولما كنت أحهل تماماً تلك الحقائق، لم أكُن أعلم أن الأسئلة التي أوجهها للفنانين كانت الهدف منها إحراج أم كلثوم. كان البرنامج عبارة عن 30 سؤال تُجه للضيف وعليه الإجاب والتعليق. وكان أن سألت أحمد بهاء الدين «صح أو غلط.. أغنية أم كلثوم «بعيد عنك حياتى عذاب» هي أغنية الموسم» فأجاب بالنفي. ولم تكُن أم كلثوم تستمع للبرنامج بيد نُقل إليها أن البرنامج هدفه التهكم عليها، لم أكن سبب المشكلة بيد أنه عندما عاتبت أم كلثوم بعض الضيوف، نفوا تماماً أقوالهم وردعوا قيام البرنامج بالتلاعب بالمونتاج لإحراج أم كلثوم ومن ثم تحول الأمر لعداء بيننا و بين أم كلثوم. وعليه، تحدثت أم كلثوم للحديدى وأمرت بمنع أغانيها بالإذاعة المصرية فرفض ورأي في الأمر كارثة إذ كان عبد الناصر يحب سماع أغنيات أم كلثوم. وتم تصعيد الأمر وأبلغت أم كلثوم على خشبة بنفس الطلب فوافق ومنع إذاعة أغانيها. وفى اليوم التالى، تصدر القرار الصفحات الأولي بالجرائد والمجلات حتي أصدر المشير عبد الحكيم عامر قراراً بالقبض الفورى علينا جميعاً وتحويلنا للسجن الحربى بيد أن أم كلثون تدخلت قائلة «أنا فعلاً زعلانة لكن وحياة الشهر الكريم متحبسهمش». ثم حدث أن كان لى برنامج ثانى «ما يطلبه المستمعون» وكانت خلقة الأربعاء مُخصصة لأغنيات أم كلثوم ووجدت نفسى بمأزق لمدة ساعتين علي الهواء بلا أغاني. وكنت قد علمت من إحدى قريباتى وهى صديقة مقربة جداً لأم كلثوم أنها سعيدة ومبهورة بالبرنامج بفضل قيامنا بإختيار أحلى مقاطع أغانىها وتركيبها ليتسع وقت البرنامج لإذاعتها كاملة برغم طولها. طلبت من قريبتي أن أتحدث معها على أن تُلغي قرار حظر أغانيها. وبالفعل تحدثت إليها وسمعت منها كواليس القصة كاملة وسبب حزنها ومنع أغانيها ووعدتنى بعودة إذاعة الأغنيات من جديد وطلبت مني زيارتها وإحضار شرائط أغنياتها. لم تسعني الفرحة وتصورت أنها لم تعرف علاقتي بالبرنامج الذي أحزنها لأفاجأ بقريبتي يخبرني أنها تعل تماماً من أنا ووني لا علاقة لي بما حدث. أحرجتني بشدة بذوقها ورقيها حتي أنني لم أجرؤ علي زيارتها ولم أحاول رؤيتها مجدداً ولا حتي الحديث معها.

أراء‭ ‬و‭ ‬مواقف‭ ‬

وزارة‭ ‬الإعلام‭..‬

لا يوجد شئ فى العالم إسمة وزارة إعلام ولا حتى بالدول العربية فتلك الوزارة إنتهت مع جوبلز منذ أيام هتلر إبان الحرب العالمية الثانية، فى مصر، لدينا مشكلة حقيقة تكمن في إعادة هيكلة التلفزيون والإذاعة المصرية فلدينا أكثر من أربعين ألف موظف وهي مشكله رهيبة. ولعل سر نجاح القطاع الفضائى يكمن في قلة عدد العاملين به والذي لم يزيدوا عن ألف موظف في الوقت الذي بلغ عدد العاملين بقطاع التلفزيون نحو 28 ألف موظف، قلة العدد وحسن الإختيار يكفل النجاح الذي يعتمد على الكيف وليس الكم، وتجربتي في مونت كارلو كانت أبلغ دليل إذ كما أربع مذيعين فقط وكان نجاحنا مدوياً بكافة أرجاء العالم العربى. أذكر عندما ذهبنا لبيروت مثلاً، إستقبلنا فى المطار شباب ما بين 16 و 20 سنة كالنجوم برغم كوننا معروفين بالصوت بعكس الأن حيث لا يوجد تميز بين الأصوات بسبب التشابه والكثرة.

أمضيت عمري بقطاع خاص فمونت كارلو والشرق الأوسط كلها محطات خاصة تعتمد على الإعلانات لذا تكونت لدي خلفية طبقتها بالفضائية فمتي قل العدد أمكن حسن الإختيار ورفع المقابل المادي مما يكفل للجميع رفاهية وراحة تشجعهم علي المزيد من الإنجاز. كان المصور بالقطاع الفضائى مثلاً يتقاضي 50 جنيهاً فى الخبر بينما مصور التلفزيون يتقاضي 12 جنيهاً فقط وكنت شديدة الحرص علي اعتماد القوانين  التي تكفل لي حسن الادارة بحرية ويسر. ابتعدت عن التلفزيون بمشاكله وهمومه وأنشأت قطاع جديد بلوائح جديدة معتمدة. وزير الإعلام دوره الهيكلة وإيجاد حلول بدون ظلم للعاملين بالمبنى كما ينبغي إيجاد مخرجاً لتقليل عدد العاملين ربما بتخصيص مبلغ يُقدم كمكافآت نهاية خدمة للتخلص من العمالة الزائدة وحتي إن كلفه الأمر فوقف النزيف أقل كلفة من الإبقاء عليه وتكون تلك هى النهضة التى يتحدثون عنها وتُمثل ثورة إدارية حقيقة بالمجتمع المصري بشتي قطاعاته بعيدأً عن أخونة الدولة او فلوليتها. وعليه، وجود وزير الإعلام اليوم حتمي مع عدم التدخل في إستراتيجية المبنى فهي مهمة رئيس الأتحاد، ليس ضرورىاً أن يكون وزير الإعلام صحفى أو إعلامى بل يجب أن يكون ذو عقلية إقتصادية إدارية فالقضية إدارية بالمقام الأول، بعد الهيكلة، لن تعد هناك حاجة للوزير ويكفي رئيس الأتحاد.

عن‭ ‬الحجاب‭ ‬فى‭ ‬التلفزيون‭ ‬المصرى

لا أستغرب أمر الحجاب فى التلفزيون فالحجاب أصبح جزء من تكوين المجتمع المصرى بعكس

ما كان يحدث في الماضي إذ لم يكن منتشر علي هذا النحو. وبرغم كوني ضد فكرة الحجاب من الأساس فأنا مؤمنة بما قاله سليم العوا بأن الحجاب واجب وليس فرض فربما أكون أنا الحريصة علي صلاة الفجر يومياً أفضل من المحجبة التى لا تصلي، إلا أنني لا أري مشكلة في الحجاب بيد أن التلفزيون يسمى Show Business  أو عالم الإستعراض فما علاقة المحجبة إذن به؟ الإنسان لا يأخذ كل شئ أتحجب وأرضى الله أو أعمل مذيعة وأنال كثير من الشهرة والصيت.

دور‭ ‬المرأة‭.. ‬ثبات‭ ‬أم‭ ‬تراجع

أتصور أن المرأة تعرف جيداً ما تريد وحتي النساء البسطاء سيقفن ضد كل ما يُضر بمصالحهن، لن تهدئ  أمرأة على إلغاء قانون الخلع مثلاً أو زواج الفتيات في سن التاسعة. رأيت فيديو على الفيس بوك لوقفة احتجاجية أمام قصر الأتحادية ضمت طبقات منوعة من النساء فقراء ومتوسطين وأغنياء مثقفين وأميين وجميعهن يتحدثن بتلقائية تجعلنا ننحني لإرادة هؤلاء النساء. لاحظي أيضاً طوابير الإنتخابات وقد ضمت الكثير من النشاء بعكس كا كان يحدث في الماضي. لن تسكت المرأة على حق من حقوقها فهى الآن هادئة تتفرج علي الأخداث لكنها لن تصمت إزاء من يحاول سلب أي حق من خقوقها. وللحق، على الحقوقيات والمثقفات ترشيد تلك الطاقة فأنا لا أرى أهمية لنزول السيدات بمظاهرات سياسية مثلاً ولكنني مع نزولها في حالة سلب أي حق من حقوقها بل أنا نفسي سأنزل للشارع وقتها.

معايير‭ ‬إختيار‭ ‬الإعلامى

لا يوجد معايير لإختيار الإعلامى بل هو اليوم لاعب كرة وممثل ومخرج ومصور وحتى الكوافير أصبح مذيع،  لقد تدربت على يد فطاحل الإذاعة وعندما ذهبت لماسبيرو قالو لنا لا يكفى ما تعلمتيه وبدأت مجدداً من الصفر  مروراً بكل القطاعات. والآن، من أول يوم يقف الشخص أمام الكاميرا بدون تدريب. قالها لي يوماً صفوت الشريف «المذيعين الجدد بيتدربوا فينا».

موقف‭ ‬لا‭ ‬يُنسي

عندما كنت أقدم برنامج «أوافق أمتنع» ورفع صلاح نظمى قضية تدينني أناِ وعبد الحليم حافظ ومفيد فوزى بسبب سؤالي لعبد الحليم عن صاحب أثقل دم بالسينما المصرية وكانت إجابته «صلاح نظمى» فضحكت. وعندما ذهبنا لساحة القضاء، دخلت مع عبد الحليم ولم يكن أحد يعلم من أنا فزغردتت النساء اعتقاداً نهم أنني خظيبته. دخلت للقاضى وكنا قد إتفقنا على الأقوال واستطاع القاضي بلباقة الإصلاح بيننا ولن أنسى عندما أمر القاضى الجميع بالمغادرة ونادى علي قائلاً «سناء تعالى عايزك». خفت بشدة وتخيلت أنه سيحبسنى أنا لكنه قال لى «سمعت البرنامج وأعلم انك كذبتى و لكن لديكم حق فهو فعلاً أثقل دم فى السينما المصرية». خرجت سعيدة وطلبت من عبد الحليم ضرورة مصالحة نظمي فذهب وقد كان بالفعل وإتفق معه عبد الحليم علي المشاركة في فيلم «آبي فوق الشجرة». هذا الموقف من المواقف الصعبة

أنا‭ ‬كما‭ ‬أري‭ ‬نفسي

أنا برج الأسد والثور، اكتشفت وأنا فى مونت كارلو فى برنامج كُنت أقدمه عن الأبراج أن لكل شخص برجين يتم حسابهم بالكمبيوتر على أساس يوم الميلاد ومكانه وساعته فهناك أبراج تصاعدية وأخري تنازلية فأنا 60% ثور و40% أسد. بسبب البرحين، قلقت جداً فالطموح لهما بلا حدود لهم فكلما نجحت يزداد الشعور بالقلق والخوف من الفشل والبحث الدائم عن النجاح وهو الأمر الذي خلق لديّ حالة من التوتر وجعلنى عصبية. فالعصبية الزائدة تُعد من عيوبى أيضاً فأنا عصبية المظهر ولكن لدىْ سلام داخلى وقد يتخيلني البعض مجنونة ومتهورة بيد أنني لا أتخذ قراراً إلا بعد التفكير فيه مئة مرة، العصبى عموماً عندما يغضب لا يدرى بما يفعله ولكن الأمر معي مُختلف فأكون على وعي تام بكل ما أفعل. أسامح كثيراً ولا أنسي وهو العيب الذي يؤثر علي صاحبه أكثر من المحيطين. ولعل أبرز عيوبي أيضاً كوني بطيئة للغاية فى حياتى الخاصة وأعتمد تماماً على الأخرين بعكس حياتى العملية فبدون زوجى وأختى لا أعلم كيف ستكون حياتى. أنا إنسانة متسلطة فدائما على يقين بأن قرارى هو الأفضل رغم أن قرار يحمل50% صواب و50% خطأ، لدى أحلام يقظة كثيرة وكرامتى فوق كل شئ فكرامتى من النوع الذى قد يجعلني أخسر عملى فقد كدت أخسر عملى فى مونت كارلو بعد نجاحى الكبير به بسبب كلمة المدير «إنتى هنا فى خدمة الإعلام الفرنسى» وهو الشيء الذي لم أقبله علي نفسي ولن أقبله متي حييت.

أم‭ ‬كلثوم‭ .. ‬أحرجتني‭ ‬بشدة‭ ‬بذوقها‭ ‬ورقيها‭ ‬حتي‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أجرؤ‭ ‬علي‭ ‬زيارتها‭ ‬ولم‭ ‬أحاول‭ ‬رؤيتها‭ ‬مجدداً‭ ‬ولا‭ ‬حتي‭ ‬الحديث‭ ‬معها‭. ‬

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda